الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثورة 25 يناير 2011 وشعارات ميدان التحرير والنكتة السياسية والربيع العربي

هاله ابوليل

2020 / 1 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


بعد سنوات بعيدة منذ تلك السنة المجيدة2011 , لم نعد نسمع اي شعارات عن ثورة مصر التي يحتفلون بها كل عام في 25 يناير ,كل حسب النظام الذي يشغله , ولم نعد نسمع اي نكات سياسية عن الوضع الراهن ,فقد اطبق ما يسمى السيسي قبضته على مصر وملأ سجونها بالمعارضين واصحاب الرأي واصبحت مصر بعد 9 سنوات من الثورة تحت بساطير العسكر من جديد.
ولكن من يجرؤ على القول أن الربيع العربي لن يعود وبقوة مرة اخرى ؟
فبعد أن باع السيسي جزر صنافير وتيران للسعودية من اجل مشروع نيوم التطبيعي مع الصهاينة ,وبعد أن فرط بمياه النيل وصارت رقبة مصر معلقة بحبل يتحكم به رئيس اثيوبيا الذي بنى سدود بالتعاون مع اسرائيل , لحجز ماء النيل في بلاده ومنع تدفقها الى مصر ,وجميعنا رأينا كيف ان السيسي , جعل رئيس اثيوبيا يحلف على شاشات التلفزيون بأنه لن يمنع مصر من نيلها في مشاهد ساخرة ,تظهر كيف أن النظام المصري برعاية السيسي نظام هش ومتآكل ومتعفن .
جميعنا راينا ,كيف يتعامل مع قضايا حيوية مثل مصير النيل , مثل نساء الحارات بعيدا عن بروتكولات الدول التي تحترم نفسها , عبر مواثيق واتفاقيات ملزمة .
أن رئيس اثيوبيا الذي لعب مع السيسي لعبة الغميضة وضحك كثيرا على ذلك الطلب الغريب ,وحلف ,قد يدير ظهره و يمنع مصر من التمتع بمياه النيل وحصته ,ويكون بذلك قد باع النيل ايضا , وبعد ان حمّل مصر ديونا بالمليارات لبناء قصور له ولإنتصار سوف يدفع فوائدها المواطن المصري من قوت يومه لخمسين سنة قادمة أو اكثر .وجدنا انه اهدرها لبناء السجون والقصور وبناء مجده الخاص, فهو يريد ان يصبح مثل محمد علي الذي بنى مصر سابقا وشتان بين محمد علي ذاك وبين السيسي الذي يخلو من الحكمة والإتزان.
تخيّل ما حاجة مصر الى23 قصر رئاسي سوى ان السيسي يعاني من عقدة نقص ,فهو الزعيم الذي بقي لسنوات غير مصدق حاله وغير مستوعب انه امتلك حكم مصر وكيف ان الله جعله رئيسا لثمانين الف مصري , ثم عندما صدق ذلك حمل المايكروفون , وبدأ يزعج مصر بترهاته وتصريحاته المملة , فأصبحت ثورة مصر 25 يناير والتي لولاها لما اصبح يحمل لقب سيادة الرئيس ,اصبحت الثورة هي من كشفت وعرت كتف مصر في احدث تصريحاته , رغم انه كان هو صاحب كشوف العذرية في زمن مبارك ,وهي كشوف لا يمكن ان يتقبلها اي نظام يحترم نفسه ولا تصدر الا من دولة عسكرية همجية كالتي كانت في زمن مبارك وقادته امثال وزير الدفاع السيسي .
كانت ثورة مصر في الربيع العربي من اعظم الثورات في التاريخ المعاصر, وجميعنا في كل الدول العربية كنا نتابع اخبارها ونشرق بالدمع لإنتصاراتهم و خاصة بعد تنحي الرئيس مبارك ,فظهرت النكتة السياسية الممتعة وبدأت من الرجل الذي كان يقف وراء عمر سليمان في خطاب التنحي الذي قرأه عمر سليمان , فانتشرت الهاشتاقات و القفشات الممتعة وتبهدل الرجل ايما بهدلة لدرجة إنشاء اكثر من 300 صفحة كان الزائرون يقومون التندّر حول هوية الرجل تحت عنوان "الراجل اللي واقف ورا عمر سليمان" حظيت هذه العبارة نفسها علي أكثر من 18 ألف نتيجة بحث علي موقع" جوجل . وظهرت قفشات مضحكة مثل :"
البيان رقم ٦--- للقوات المسلحة : محدش ليه دعوة بالراجل اللي ورا عمر سليمان
والله الموفق والمستعان.
انتهى البيان.
ووصل الامر باخرين الى كتابة الشعر , فذكر اخر قائلا :
الراجل اللى ورا عمر سليمان راجل مش مان
الراجل اللى ورا عمر سليمان حواجبه مليانة حنان
الراجل اللى ورا عمر سليمان راجل لكل زمان
.....الراجل اللى ورا عمر سليمان شهرته عدت باتمان
الراجل اللى ورا عمر سليمان ما اقعدش من زمان.
ثم بدأ الشعب بالتمسخر على البلوفر الذي كان يلبسه احمد شفيق مثل :" مش مستريّح لموضوع البلوفر دا ..ممكن كدا شفيق يفهم ان احنا مش عاوزينه عشان خاطر البلوفر ويطلع يقول انا فهمتكم
هقلع البلوفر والبس جاكيت صوف.
في تاريخ العرب هناك سببان للفتنة: قميص عثمان وبلوفر شفيق".وأيضا:" شفيق مش بتاع إعلانات .. شفيق بتاع بلوفرات.
بلوفر شفيق الي بتتريقوا عليه ده غالي جدا ,لانه صوف من خروف يتيم.
بلوفر شفيق .. يتمدد بالحرارة .. ينكمش بالبرودة.. و يلتصق بالوزارة.
هكذا كانت تلاحق النكتة على مواقع التواصل الاجتماعي شعارات ميدان التحرير لخلق اجمل ثورة عظيمة في القرن العشرين .كيف ابتدأت الحكاية ؟
الحكاية ابتدأت يا سادة, يا كرام عندما قام شباب الفيس بوك باعلان حركة 6 ابريل التي لم يكن ينظر لهم سوى حفنة تتسلى بالجلوس امام الشاشات وعندما خططت لهذا الخروج تحت مسمى ثورة الغضب يوم 25 يناير وهو يوم عيد الجيش لم يكن احدا يصدق ان هذا التجمع سينجح ربما كانت الدعوة فيها شيء من الطرافة لجيل متمرد ولم يدجن بعد وربما الرئيس نفسه اخذها من باب التسلية قائلا :
"خليهم يتسلوا شوي" ولكن هذا السيناريو ابدا لم يحدث ...لان ثورة تونس الي هبت ريحها باتجاه المشرق دافعة جمهور الشعب للاستيقاظ الذي كان ادمن الكسل والنوم في اغفاءه طويلة , فاذا بجلجلة تونس , توقظه وتثير فيه ذلك الاحساس بالدهشة وتفتح براعم الثورة الغافية في الصدور.
مهما كان فقد خرجت المسيرة ونجح افرادها في لفت نظر العالم حولها حتى جعل من هيلاري كلينتون تستفيق من نومها وتلقي بخطابها للجمهور وتطالب باحقية الشعوب في التظاهر السلمي وتدعو النظام الى عدم قمعها .
وصدح الميدان حتى اليوم العاشر بشعارات مثل:
يا أهلينا انضموا علينا , عاوزين نخلص من بلاوينا
"هو مبارك عايز إيه , كل الشعب يبوس رجليه "
، الهلال بيقول للصليب لا أنت عادلي ولا حبيب "
اصحوا وفوقوا يا مصريين.. مش هنقول للظلم آمين ،"
و يا الطلاب و يا العمال.. ضد الفقر والاحتلال ،
و يا وزير داخلية مصر.. الحرية لشرفاء مصر
لم تنتهي حركة الاحتجاجات ولم يمتنع جمهورها عن النزول للشارع , وبقي ميدان التحرير يموج باللافتات المكتوبة بغير ذات اعتناء بخاماتها البسيطة , ولكنها كانت موسومة بعبارات بسيطة و واضحة ومفهومة ,تدعو الريّس للرحيل واستدراكا لمنع حركة الاحتجاجات قامت الحكومة بحجب مصر عن العالم وذلك بفصل خدمه البلاك بيرى عن الشبكات الثلاث .. وحجب الفيس بوك والمواقع الاخبارية
وكان هذا واحدا منالأمور التي اكدت معرفة حجم غباء تلك الحكومة ,حيث ان ذلك الانقطاع في النت كان سببا في نزول باقي الشعب مع الجموع الثائرة ,وهذا فعلا ما حدث.
خرج مبارك مساء يوم الثلاثاء قائلا انه لن يرشح نفسه للرئاسة ثانية لكنه سيعمل في المدة الباقية من فترة رئاسته من أجل انتقال سلس للسلطة.
لكن المحتجين في الميدان ردوا على الفور بلافتات منها
"لازم ,,, لازم حسني يغور.. قاعدين هنا 9 شهور".
ارحل ارحل ارحل
هذا الاصرار من قبل الجماهير صار مرعبا لحيتان السوق ولرجال الاعمال الذين خافوا على مصالحهم ومنهم نواب الشعب المزورين - الذين دفعوا لأحمد عز وصفوت الشريف وحبيب العاذلي وغيرهم , واستماتوا للحصول على الكرسي , واخرون متنفذين من النظام من صغار الموظفين الطامحين وغيرهم ممن لا قيّم ولا اخلاق تحكمهم ,اشبه بقطيع الماشية تسيّرهم عصا الراعي أو جزرته.
هؤلاء فقط استفاقوا امام دعوات التغيير التي ستخرب مصالحهم , فكشروا عن انيابهم وذهبوا للملمة اوباش الشوارع والمساجين والسارقين ,في خطة جهنمية لفض التحام الجماهير .حتى شاركت فيها الجمال والحمير في اليوم التاسع منها.
هؤلاء الذين لم يعجبهم استمرار المظاهرات والاحتجاجات .,, هم انفسهم قاموا بسحب الامن من كل مرافق الدولة وانزلوهم بلباس مدني لسرقة الشعب وترويعه لاعادتهم لبيوتهم , مما اغضب المتظاهرين فزادوا اصرارا على البقاء في الشارع و ألفوا لجان حماية في الاحياء لحماية الممتلكات والناس ونجحوا ... الجماهير التي كانت كريمة مع الريس وكانت تطالب بإسقاط النظام فقط وليس محاكمته ضمن شعار مكرر
"الشعب يريد اسقاط النظام ""الشعب يريد اسقاط النظام "
ورغم صعوبة هذا العبارة الخالية من السجع الا انها لحنت بطريقة جميلة كعادة المصريين وصارت مغناة بنكهة سياسية.
خرج بعدها الريس ليقيل حكومة نظيف ...ويعين نائبا له ناسفا فكرة التوريث التي كانت تقلق نخبة المثقفين والساسة في الدولة المصرية ومعينّا احمد شفيق رئيسا للوزراء ,طالبا منه تشكيل وزارة جديدة.
بعدها خرج اكثر من مليون متظاهر يهتفون في ميدان التحرير
"لا مبارك ولا سليمان مش عايزين عميل كمان".
ولكنه خرج ليحيل النظام البائد من رجال الاعمال الذين سرقوا البلد وركبوا طائراتهم الخاصة وهربوا بما خف وزنه وغلا ثمنه الى منتجعاتهم ويخوتهم في اوروبا وأمريكا ,ولكن هذا لا يكفي.
لقد شعر المتظاهرين ان النظام ينظر لهم بغباء متعمد ,ولا يأبه بمطالبهم , فخرجوا يرددون
" الشعب يريد اسقاط الرئيس" ملخصا بعبارة
ارحل ارحل ارحل
ولكنه الرجل لم يرحل بعد.
أما الشعارات التي ظهرت في ذلك الزمان فقد كانت ذات طابع تكتيكي لها حرية الحركة في تغير الشعارات حسب المناسبة , فعندما رفض مبارك التنحي عن الحكم حتى انتهاء ولايته, انطلقت شعارات تهديد له مثل : “مش حنمشي.. هو يمشي.. مش حنمشي.. هو يمشي” .
“هو مبارك عاوز إيه.. عاوز الشعب يبوس رجليه”؛ “لا يا مبارك مش حنبوس.. بكرة عليك بالجزمة ندوس”؛
“ارحل ارحل يا عميل.. بعت بلادك لاسرائيل”؛
“حسني مبارك يا عميل.. بعت الغاز و فاضل النيل”؛

بدأت أهم الأحداث برأس السنة التي قام بها نظام حسني مبارك بتفجير كنيسة القديسين في سيدي بشر بالإسكندرية في ليلة رأس السنة وذلك لجعل العالم يقف مع نظام مبارك ضد الاحتجاجات والمطالبات التي كان يرتفع صوتها تدريجيا بعد قيام الثورة في تونس ودعوات الناشطين وفرحهم بانجازات ثورة الياسمين في تونس ففجر الكنيسة لتخويف العالم المسيحي على دور عبادتهم من تغيير نظام الحكم المصري لأنه يحمي الشعب من الارهابيين , وقد وهدد مبارك في ذلك الوقت قائلا " سنقطع رأس الأفعى وسنهزم الإرهاب , واتهموا الفلسطينيين بذلك التفجير, ليتضح أن مبارك نفسه و وزيره المجرم حبيب العاذلي هو الذي نفذ هذه الجريمة بقلب بارد ,لقد قتل اكثر من 24 شهيد فقط من اجل اظهار نفسه انه يحمي الكنائس وبدونه سيتم تفجير كل الكنائس .إنها حركات معروفة من حركات القمع البوليسي .
ثم اندلعت الثورة بعد قيام شرطة الاسكندرية بضرب شاب اسمه خالد سعيد حتى الموت , وتمت دعوة مليونية عن طريق نشطاء بالفيس بوك الى الاعتصام بميدان التحرير في وسط القاهرة , فسقط مبارك من قوة الاحتجاجات والملايين التي نزلت الشوارع ,وقام بإعلان خطاب التنحي.
اما في زمن ما قبل تنحي مبارك فقد كانت الشعارات لها طابع وطني عام مثل "الشعب يريد اسقاط النظام "
وشعار "عيش، حرية، عدالة اجتماعية".
أما بعد خطاب التنحي يوم 11 فبراير2011 الساعة السادسة الذي اعلنه نائب الرئيس عمر سليمان الذي كان يقف خلفه شرطي ذو نظرات صارمة وبعدها تم تكليف المجلس العسكري للقوات المسلحة لإدارة البلاد ,بقيادة محمد طنطاوي
(طنطاوي بيه , طنطاوي بيه ,هو العجوز بيعمل ايه
اشارة الى الحكم الخفي واعوانه لمبارك
وليس انتهاء بالشعارات الاخوانية التي ظهرت في رابعة وحادثة الجمال وغيرها
وبعد حكم مرسي الذي كان اول رئيس منتخب لمصر بانتخابات نزيهة وبدون تزوير مثل انتخابات مبارك التي كان يحصل بها على نتائج 99,9 , وكلها انتخابات مزورة كان يقوم بها سيء الذكر حبيب العاذلي .
ولكن مرسي لم يصمد سوى سنة , فقد تم تمويل الجيش من دول الخليج للإنقلاب على مرسي , و رغم حلفان السيسي على كتاب الله ان يحمي رئيسه والبلاد , بسهولة ومثل كلّ الخونة , نفض يديه من يمين القسم و خان قسمه , ,كما كل المنقلبين وكل ذلك برعاية واموال اماراتية وسعودية , حيث نجح الإنقلاب واعترفت به تلك الدول في اقل من ساعة من وقوع الإنقلاب وتم الزج بالرئيس المنتخب في سجون مصر, حتى تم تدبير طريقة لإغتياله عن طريق الاهمال الطبي فخرجت جثته من سجون السيسي الى المقبرة ,وبعدها بقليل تم قتل ولده عن طريق قرارات المحاكم هناك حيث قامت محاكم السيسي بمطالبة ذويه بدفع مليارات من الجنيهات ,مما تسبب بموت الأبن هو الآخر في وقت قصير بعد موت ابيه.
بعد سجن مرسي ,تم القضاء على ما يسمى بحركة "الاخوان المسلمين" فتم سجنهم والتنكيل بهم بشراسة , وأخذ السيسي يتعامل مع مصر كتابع لتلك الدول التي انجحت انقلابه , فوهبهم جزر مصر على البحر الأحمر "تيران و صنافير " وبنى لهم القصور على الشواطىء ,وكأن مصر اصبحت عزبة تابعة للأصحاب الدشاديش .
مصر العظيمة , التي كانت ايام جمال عبد الناصر لها رنة وطنة , اصبحت مجرد دولة تابعة لمشايخ البترول والنفط ,فيا سبحان مغيّر الأحوال !



ظاهرة المتحولون


كانت النكتة هي فعليا كما عرفها (إيجون لارسن ) “صمام الأمان الذي يلجأ إليه الشعب المقموع للحفاظ على سلامته العقلية”. فقد كان تنحي مبارك بعد ثلاثين سنة من احتكار الحكم , بمثابة صدمة للشعب الذي افاق على وقع ان الشعب له ما يريد , فاختفى انصار مبارك وتبخروا وظهرت بعدها ما يسمى بالمتحولين الذين نزعوا قناع الموالاة لمبارك وبدأوا بتمجيد الثورة ومنهم الصحفي القمىء احمد موسى وعمرو اديب و زوجته -صاحب الاقنعة المقنعة التي تتغير وتتبدل حسب الاهواء والحكام ,وها هو الآن يمجد نظام السيسي , فاذا ما سقط السيسي وسيكون هذا قريبا - ان شاء الله ,سنرى كيف سيشتمه ويعزف للحاكم الجديد .
كان المتحولون في ذلك الزمان , بمثابة قنبلة تثير الضحك ,هل هناك قنابل للضحك ؟
نعم ,إنه اختراع مصري بامتياز ,كان المتحولون يثيرون الضحك بتغيّر وجوههم وطلاءها بعدة طلاءات , وظهرت فيديوهات قبل وبعد لأغلب الصحفيين والمشاهير والممثلين ممن شتموا الثورة ثم قلبوا على حكم الرّيّس ومنهم الذين كانوا يحملون المكبرات ويصرخون في سيارات مرسيدس مثل الفنانة المصرية غادة عبد العال التي اشتهرت في مسلسلها الذي تزوجت فيه خمس ازواج . وبعد فوز مرسي الساحق ,ركبت غادة وشبيهاتها طائرة الخطوط الجوية الاماراتية وسكنت هناك مثل كثير من الممثلين الذين لم يصدقوا ان نظام مبارك وعرشه يمكن ان يسقط من حفنة ريح اثارها شباب مصر وشهداءها . وظهرت قوائم سوداء لممثلين ومشاهير كانوا ضد الثورة التي نجحت , وظهرت بعدها شعارات المسامحة والغفران , وكانت ايام مباركة عمّ فيها الفرح للجميع ماعدا اصحاب الدشاديش الخليجية - الذين كانوا يراقبون المشهد بخوف وترقب .



اتحاد الممالك ضد ريح الثورة

لقد كان هؤلاء يرقبون المشهد برعب وخوف , فقد كانوا جالسين على كف عفريت من ان تصلهم الريح وتقلب ممالكهم المتهالكة , فصاروا يغدقون على الشعب بالدراهم ,ويصدرون ان ثورة مصر, سببها الجوع ,وان الخلايجة لا يجوعون وطبعا كان ذلك بإحكام القبضة العسكرية على المواطنين , ومراقبة كل شاردة وواردة من هواتف مواطنيهم حتى انهم استعانوا بشركات اسرائيلية والبلاك ووتر ,للتجسس على مواطنيهم , خوفا من انتقال الروح الثورية لأبناء بلدهم فكانوا يقمعون اي صوت معارض بكل الطرق الخبيثة وغير الشريفة .
.ففي ذلك الزمان خافت تلك المماليك على عروشها , لدرجة انهم كانوا مستعدين بتمويل من الشيطان نفسه لإفشال أي نجاح ثوري في بلاد الربيع العربي لدرجة ان دول الخليج ارادت ضم ممالك الاردن والمغرب الى مجلس التعاون الخليجي رغم عدم وجود حدود لهم على الخليج , وكله ذلك حماية لممالكهم وعروشهم الواهية .
كان التخبط في ذلك الزمان والخوف على ممالكهم لدرجة عظيمة جعلتهم يجهضون اي ثورات قادمة أو افشالها بما يسمى بثورات مضادة لتشتيت المتظاهرين وسرقة انتصاراتهم.
وجميعنا رأينا الطائرة التي حملت زين العابدين و زوجته ليلى الطرابلسي الذين كانوا بمثابة ملحدين بالدين الاسلامي يستضيفهم خادم الحرمين لدرجة ان الناس الطيبين - البسطاء من الشعوب العربية لم تعجبها هذه اللعبة التمثيلية وهم يرون ان من يقدمون انفسهم كحراس للدين , يستضيفون الهارب زين وزوجته التي منعت الحجاب لسنوات في تونس بل هي نفسها من انجبت طفلتها الاولى من زين العابدين بدون زواج ايام كانت عشيقة وزير الدفاع في تلك الأيام وهو زين العابدبن نفسه.
فكيف يستقيم هذا الأمر !
فهل كنتم تسوقون على الأمة العربية حراس الدين , كذبا وبهتانا !
هؤلاء من الشعب البسيط ,كانوا لا يعلمون ان الدين لا يطبق في السعودية الا على الغلابى والفقراء , ففي قصور الحكام هناك تشيع بها كل انواع الفجور والخمور ,ناهيك عن احتفالات السفارات الماجنة هناك .
وبالنهاية لبست ليلى الحلاقة الحجاب الذي منعته في تونس لسنوات , , رغما عن انفها فقط من اجل عدم احراج من استضافوهم في وقت المحنة .
ثم جاء سقوط حسني مبارك والذي شاعت فيه شعارات تدين نظامه واحتكاره و سرقاته لقوت الشعب مثل :
" يا سوزان قولي للبيه كيلوا العدس بعشر جنيه " ثم امتدت الثورات في ليبيا وسقط القذافي وسقط رئيس اليمن وتدمرت سوريا بسبب التدخلات الاجنبية , فما يزال لللثورات النظيفة كل الفرص المتاحة , لتنظيف الوطن من الخونة والمرتزقة.
ورغم ان ليبيا لم تحظى بالهدوء بعد بسبب تدخل الامارات في تنصيب حفترها الملعون ورغم حرب اليمن التي قتلت الملايين بسبب احلام الصبيان بالتوسع وها هي السودان تعاني حالة اجهاض مصيري ,ورغم ان الثورة المضادة تبدو إنها انتصرت ولكن محال أن يبقى الحال كما هو , فعندما سينتفض الشعب , سيطرد كل هؤلاء من بلاده ,وستقرر الشعوب مصيرها بلا محالة .
ان احتفالات تونس بتعيين الرئيس القادم بلباس مدني و بانتخابات نزيهه , يثبت ان الربيع العربي قادم , وها هي الجزائر تنظف نفسها وها هو لبنان ينتفض على الطائفية وها هي بشائر التغيير قادمة ,فلا شيء يحدث بدون التغيير
نعم , قد تطول المدة أو تقصر , ولكن ثمرات الانتصار آتية لا محالة , فأن بعد كل تلك الإرهاصات السياسة وتقلباتها هناكبشائر الخير والنصر و سيحل السلام ويعم الربيع على وطننا الكبير .
وندعو الله أن يخلص فلسطين من عدوها الصهيوني القمىء للأبد , لكي نفرح جميعا بحلول السلام الدائم على محيطنا وخليجنا وبحارنا الجميلة .
وفي النهاية لقد قرأت منشور في صفحة تويتر لناشط مصري يضع شعارات لعام2020 احببت أن أختم بها وهي "

قولوا للحاكم لأه في وشه
و اكشف زيفه و اكشف غشه
هو بيلبس اخر موضة
و احنا بنسكن عشره في اوضه
هو نائم في القصور
و شعبنا ساكن في القبور
يسقط ,يسقط حكم العسكر

هذه شعارات لحكم السيسي الظالم فلعل الله يأخذ بيد مصر ويخلصها من الطغاة والمجرمين و حكم العسكر , فمصر والله إنها لتستحق حكما مدنيّا وإنسانيا يراعى تلك الملايين الفقيرة التي يحكمها ,والله قادر على كل شيء
والله المستعان
وثورة حتى النصر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تحشد قواتها .. ومخاوف من اجتياح رفح |#غرفة_الأخبار


.. تساؤلات حول ما سيحمله الدور التركي كوسيط مستجد في مفاوضات وق




.. بعد تصعيد حزب الله غير المسبوق عبر الحدود.. هل يعمد الحزب لش


.. وزير المالية الإسرائيلي: أتمنى العمل على تعزيز المستوطنات في




.. سائح هولندي يرصد فرس نهر يتجول بأريحية في أحد شوارع جنوب أفر