الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى الكاتب جعفر المُظفر

الخليل علاء الطائي

2020 / 1 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


حين بدأت تكتب عن حزب البعث بمقالاتك المُعنونة " بعض من ... بعض الذي كان " إعتقدنا إنك ستُلقي الضوء على مفاصل العُقد السياسية والفكرية وصراعات خطوطها من داخل الحزب في فترة إستلام الحزب لمصير العراق وأنت قريب من موقع القيادة أو مكاتبها كما ذكرت. ولكل مُتابع بالشان العراقي إهتمام خاص بما حصل في داخل البعث من تصادمات فكرية أو سياسية أونفسية كما توحي بذلك مقالاتك. ولابد أن وراء الخلافات أسباب ومُجادلات ومخاطبات بتوثيق وتدوينات وشواهد وتواريخ وأحداثيات ومنها باكورة الجرائم السياسية تلك المُسماة مجزرة قاعة الخُلد, وجمييع البعثيين الذين ذكروها مرّوا عليها مرور الكرام دون الخوض في التفاصيل ومنهم انتَ, تلك المجزرة التي شملت نصف القيادة وطالت أستاذك المرحوم عبد الخالق السامرائي.
في العدد [ 6472] من الحوار المُتمدن تُطل علينا في الحلقة (14) من هذه السلسلة بعنوان ( عبد الخالق... حينما يكون الزهد مثلبة سياسية وليس إمتياز) لنجد أنفسنا أمام حالة شخصية من الثناء وكيل المديح للرجل الزاهد المتواضع لنتاكد من غياب النقد والتحليل للمواقف السياسية وللآيديولوجيا وإعادة قراءة التأريخ بتجرّد. أم هناك نوايا غايتها إشغالنا بالسمات الشخصانية غير المؤكدة في عالم النُخب السياسية, فهي عرضةً للمبالغات والتزوير والتحوير. ام غاية أبعد نستشفها من توقيت كتابة ونشر هذه المقالات بالتزامن مع ما يجري الآن في العراق, وهنا وهناك جثث بعثية ترفع رؤوسها وتستذكر زمن أمجاد الحكم البعثي بما في ذلك عروس الثورات الدموية.
تحتاج الأجيال الحالية والجديدة إلى النظر لوقائع التأريخ بحيادية وموضوعية. وأن تُدرس الحالة العراقية من خارج الإنحيازات المُسبقة. ولنذهب أبعد من ذلك إلى تأسيس حزب البعث وأغراض هذا التأسيس من وجهة نظر المصالح الدولية الكبرى وصراعات المحاور الدولية المسماة الحرب الباردة. وبالتأكيد ستتوصل كل دراسة إلى مراحل صعود هذا الحزب في العراق وصولاً إلى صعود صدام وتصفية الخط الثاني الذي تراه من خلال شخص عبد الخالق السامرائي. ويعتقد القارئ أنك تمتدح حزب البعث من خلال مدح عبد الخالق, فلا تتطرق إلى الجرائم الكبرى بحق الشعب العراقي والتي لايتسع المجال لذكرها. فالمواطن الذي حطم البعث قواه العقلية والنفسية, لم يتعرّف على آيديولوجية هذا الشخص القيادي ولا مشروعه العراقي أو الإنساني. لماذا إختلفوا معه؟ ماسبب إعدامه ومجموعته؟ وهل نكتفي بقراءة مواصفات الزهد والتواضع وما قيمتها في المنظور السياسي؟ وهل كان عبد الخالق الشخص سيكون نفسه حين يتسلم قيادة بلد مثل العراق. فالحديث عن التواضع والأثاث البسيط سمة مُشتركة لجميع العراقيين سياسيين وغير سياسيين كما ذكرت؛ لكنك في هذا التدوير الشخصاني للأفكار تبتعد عن أصل المُعضلة في مُحاولة عدم نسيان جذرك البعثي, فلا تُشير إلى التأريخ الدموي وتتحدث عن شكليات مُبسطة ومُضجِرة لأى مُتابع يصل إلى الحلقة (14) ولا شيء جديد غير أن المرحوم عبد الخالق السامرائي كان ( خوش ولد) ويتضح جذرك البعثي في مدح حزب البعث من خلال تقييم جديد يستبدل إسم صدام بآخر من ضحاياه. ثم تنعطف على سياسيي هذا الزمن فتذمهم إنطلاقاً من شعور التمسك بالجذر فتقول ( ليس من باب مقارنتها مع حالة سياسيي سلطة ما بعد الإحتلال..) وهي مُقارنة ساذجة وبعيدة عن الموضوعية, فوجود التواضع في الحزب – أي حزب –لايعني عدم وجود مجرمين في نفس الحزب كلجان التحقيق والتعذيب وفرق الإعدام, ومثالك عن سياسيي الحِقب الماضية وبساطتهم وزهدهم لكنك لم تذكر أساليب القمع والسجون بإشراف هؤلاء الزهَّاد حد الرهبنة طوال تأريخ العراق منذ تأسيس الدولة العراقية. والطبع أغفلت حقيقة ان لكل عصر تقاليد وأنظمة واحكام.
ونسألك هنا أن تشرح لنا قولك ( إن الرجل – عبد الخالق السامرائي- لم يذهب ضحيةً لتمسكه بأخلاقه العائلية الموروثة, وإلتصاقه العقائدي بها فحسب, وإنما لأنه كان مشروعاً عقائدياً وسياسياً مُغايراً لمشروع صدام حسين..). أُكتب عن هذا المشروع ومتى أُعدَّ وأين حُفظ أو دوِّن, فللأمانة التأريخية أن لُغة البعثيين خارج الحكم تختلف عنها وهم في الحكم, خارج الحكم يحملون مشاريع ديماغوجية فضفاضة؛ عقائدية ومُثل عليا وقيم عروبية ولكن الواقع أثبت أنها مُجرد تغليفات ورقية لسياقات حكم إجرامي دموي. وأخيراً نقول إن صورة البعث كالمومياء لايُناسبها التجميل ولا التزويق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تبرير ساذج
سليم عيسى ( 2020 / 1 / 27 - 15:35 )
صحيح ان السيد السامرائي لم يمارس التعذيب بيديه او انه عاش عيشة البذخ كبقية الرفاق, ولكن السؤال: لو ان السامرائي وجماعته نجحوا في ازاحة خط البكر-صدام فهل كانت سجون البعث ستغلق ام ان التعذيب والاغتيال سيتوقف؟هل اعترض السامرائي على جرائم البعث بعد عروس ثوراتهم, ام على قطار الموت او بيع الاراضي والجزر العراقية للكويت بسعر بخس؟ الم يسمع بجرائم كزار واذابة الشيوعيين بحوض التيزاب في الفضيلية؟ الم يسمع بجريمة حرائق النخيل في البصرة عام 1956 التي قام بها (الزاهد) الاخر فؤاد الركابي؟

اخر الافلام

.. ما هو بنك الأهداف الإيرانية التي قد تستهدفها إسرائيل في ردها


.. السيول تجتاح مطار دبي الدولي




.. قائد القوات البرية الإيرانية: نحن في ذروة الاستعداد وقد فرضن


.. قبل قضية حبيبة الشماع.. تفاصيل تعرض إعلامية مصرية للاختطاف ع




.. -العربية- ترصد شهادات عائلات تحاول التأقلم في ظل النزوح القس