الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حمزة يبصق في وجوهنا ...

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2020 / 1 / 27
المجتمع المدني


نعم إنه يبصق دما، من كل خلية في جسمه ....
نزيفٌ أوصلهُ إلى الراحة المأمولة، بعد أن سُدّت في وجهه، كل المنافذ.
وأُغلقت كل سبل الهروب،
نحو دفء في هذا الزمهرير.
وكيس من البطاطا المقرمشة، يتلذذ به، ويتغلب على حرمانه .
لقد أحزنني هذا الخبر، حتى طفرت بالدموع عيناي .
الطفل حمزة المعلم، هو الطفل الذي قضى نحبه، واستراح من قرف هذه الحياة، التي لم تستطع أن تُقدم له، أدنى حماية ... وقصته في هذا الرابط : يُرجى مشاهدة الفيديو :
https://bit.ly/2vlnoBm
يصطف حول جثمانه المثخن جراحات، الجيران والجارات ..
مدير المدرسة والمعلمات ..
أبناء صفه من الأصدقاء والصديقات ..
رجال الشرطة والدوريات ..رجال القانون من المحامين والمحاميات ..
أخصائيو علم النفس، علم الاجتماع وعلوم الجريمة .
كلهم يروون كشهود مباشرين أو غير مباشرين ، عرفوا حمزة بشكل شخصي أو لم يعرفوه.. وسمعوا همس آلامه، وصراخ جراحاته.
سمعوا عويل معدته الفارغة.
سمعوا رجاءه وحلمه بيد حنونة تمسح دموع القهر وأنّات الوجع المقهور والمكبوت في دواخله المهشمة ..
لم يتحرك من كل هؤلاء ، سوى ملائكة صغار من أبناء وبنات صفه، الذين قاسموه لقمتهم ..
ويلٌ لنا وويلٌ لهم ..
من يوم شمسه لن تغيب .
ما جرى لحمزة، يجري لآلاف الأطفال،
يعيشون بيننا ولا نراهم ،
وكأنهم يرتدون طاقية الإخفاء .
ما جرى لحمزة هو نتاج ثقافة عطنة فاسدة، ما زال يتغنى بها البعض.
ثقافة لا تستسيغ التدخل وقت الضرورة، " أنا شو دخلني ؟!!" ،" وأنا مش أدرى بمصلحته من أبوه"..!! لكنها تشجع على حشر الأنف، والتدخل في زي فتاة في الشارع ..
ثقافة تمتنع عن تقديم شكوى في حالة كحالة حمزة، لكنها تتراكض لتقديم الشكاوى على منشور على الفيسبوك، "يعتقدون بأنه يمس ثقافتنا وعاداتنا".
ثقافة تقمع التفكير والمبادرة، وتشجع على القمع ..!!
انها ثقافة لا تستقوي إلّا على الضعيف، وتتغنى ليل نهار بالتراحم والتكافل.
كيف تنام معلمته ومدير مدرسته، بعد ان لم يستجيبوا لطلب حمزة، المبيت في المدرسة ...؟!
كيف يستمر ضابط الشرطة في تأدية وظيفته، بعد أن قَبِل بتعهد مُوقع من الأب المجرم، بأنه لن يعود لتعذيب إبنه، حمزة ..؟!
كيف ، وكيف ... كيف ، وكيف؟؟
أكتب والألم يعتصرني... لكنني أريد أن يكون رثائي هذا لروح حمزة ، بمثابة تحريض لنا جميعا، على عدم السكوت والتفرج على أي طفل يُعذّب في محيطنا وبيئتنا ..
وأخيرا صدق المثل الشعبي القائل : " مرت (زوجة )الأب، غضب من الرب ، لا بتحب ولا بتنحب " ... وليس كلهن جميعا ، لكنها الثقافة التي لا تتوقع من زوجة الأب أن تكون إنسانة ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آلاف اليمنيين يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة


.. إيرانيون يتظاهرون في طهران ضد إسرائيل




.. اعتقال موظفين بشركة غوغل في أمريكا بسبب احتجاجهم على التعاون


.. الأمم المتحدة تحذر من إبادة قطاع التعليم في غزة




.. كيف يعيش اللاجئون السودانيون في تونس؟