الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلمة للشباب في الساحات

مازن كم الماز

2020 / 1 / 27
ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية


مشاعر متناقضة تتملكني , أتذكر رائحة الغاز المسيل المحببة و أنا أشاهد الشباب يحاربون تلك العبوات و أشباح من يطلقوها , أطرب لتلك الصرخات المجنونة و هي تنتهك الصمت وسط صفارات الإنذار و الرصاص , أقرأ بيان الحزب الشيوعي اللبناني عن الانتفاضة و ما يكتبه رفاق تروتسكيون و ستالينيون و ماويون و إسلاميون مصريون و سوريون و تونسيون عن الثورات , يستوقفني الفارق الهائل بين عبث الشباب و فرحهم و ضحكاتهم و صرخاتهم وسط الغاز المسيل للدموع و بين اللغة الخشبية الجامدة "لأصدقائهم" الإيديولوجيين , و فجأة أجد نفسي وسط سيبيريا و في أعماق الريف الصيني في معسكرات الاعتقال العبودي , و أتذكر احتفاء إسلاميينا بالهولوكوست و أتساءل كم هو إنساني منظر قطع الرؤوس المفضل داعشيا أمام تلك الآلاف و الملايين من العبيد يعملون دون كلل مسلوبي الإرادة "لخير الشعب" , "كأعداء الشعب" , أتذكر صور لينين و ماو و خوجه الهائلة على الجدران و الجميع يصفقون وقوفا لكلمات الأمين العام المملة , أتذكر احتفاء إسلاميينا بضباط جيوش أسلافهم الذين استعبدوا و ذبحوا شعوبا بأسرها .. أتذكر سجون الحجاج و بيريا , جنود تروتسكي و هم يدكون كرونشتادت على رؤوس بحارتها و الدبابات و هي تهاجم شوارع براغ و بودابست , رأس السهروردي يتهاوى بعيدا و جسد ابن المقفع يمزق و يلقى في النار و مجازر كتب ابن الراوندي و ابن رشد و المعتزلة و شعراء و حالمون يموتون خلف قضبان بلا اسم و قصص لا تنتهي من القمع و الذبح و السحل التي يرددها هؤلاء الثوار الطامحون لمنصب السادة بحماسة و دفاعهم المستميت عن القتلة و الجلادين الذين يمجدونهم و يقدسونهم .. أكثر الأمور التي تبعث على الحزن أن بعض هؤلاء الشباب الذين يحتفلون و يرقصون في الشوارع اليوم سيحلون مكان من يصرخون ضدهم اليوم في سحل إخوتهم و إخراسهم .. هل يجب أن تنتهي الأمور على هذا النحو .. لكن هذا ما حدث لقرون , مرة تلو أخرى .. سينتقل البعض إلى القصور و يستمر البقية في حياتهم في نفس الشوارع و يتوجه البعض إلى السجون الجديدة .. عندما صمتنا على هؤلاء في ما كان ذات يوم ثورة سورية أصبحت دماء عمر عزيز و باسل شحادة و غيرهم و أحلامهم رصيدا مجانيا في حساب أمثال الجولاني و ما هو أتفه و ما هو أقذر .. يستحق أولئك الراقصين في الشوارع أن يسمعوا هذا منا نحن الذين كنا هناك , رقصنا لبعض الوقت ثم توقفنا عن الرقص هاربين من السجانين الجدد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر: ضربة أصابت قاعدة عسكرية قرب أصفهان وسط إيران|#عاجل


.. القناة 12 الإسرائيلية: تقارير تفيد بأن إسرائيل أعلمت واشنطن




.. مشاهد تظهر اللحظات الأولى لقصف الاحتلال مخيم المغازي واستشها


.. ما دلالات الهجوم الذي استهدف أصفها وسط إيران؟




.. دراسة جديدة: اللحوم النباتية خطرة على الصحة