الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كل أضحى وأنتم بخير

عمر يوسف

2020 / 1 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


لم يختلف تفاجؤ العرب مشاهدين ومستمعين وحاضرين ومساهمين بطرح خطة السلام في الشرق الأوسط باسم صفقة القرن عن تفاجئ رئيس وزراء بمطالب شعب ما عشية الإعلان عن رفع الأسعار. القرار مطبوخ في مقر رئاسته، يعلم به وأسهم فيه بما جادت به نفسه ثم حين صدر...تفاجأ. 


في العام المنصرم، طرحت صفقة القرن أمام الملأ، فما كان إلا التوجس والترقب، ثم لما طال أمد انتظارها بفضل مسرحية الديمقراطية الإسرائيلية الرامية لإعادة نتخاب نتنياهو على كل حال، غدا لسان الحال أن متى سيتم الأمر لننتهي منه. 


يحكى في المرويات الشعبية أن رجلا ضاق ذرعا بإلحاح زوجته عليه في توسعة الدار، فخطرت له خطة ذكية خبيثة في آن معا بأن يجعل الغرفة ذاتها تبدو أكبر دون تغيير. عمد إلى إدخال بقرة الدار للغرفة بذريعة برد الطقس الذي قد يأتي عليها، وهكذا غدا سكان الغرفة رجلا وامرأة وبقرة. ثم بعد مضي يومين، أدخل قن الدجاج للغرفة متعذرا بالذريعة ذاتها. مضت أيام أخر قبل أن يضم نعجتين ومثلها قبل أن يضم قفصا للأرانب. غصت الغرفة بسكانها وضاقت بهم فلم يسع زوجته التحرك دون أن تتعثر بدابة من هنا أو هناك. مكثت أشهر الشتاء على هذا الحال، وكلما شكت هب وةجها بالبرد القارص يحذرها مغبة التخلي عن الحيوانان والإلقاء  بها في العراء، إذ سينتهي بهم المطاف وقد ماتوا جوعا. 
رضيت الزوجة بالأمر الواقع. بعد أن كفت عن الشكوى واعتادت الأمر بداعي الضرورة، عمد الزوج لإفراغ الغرفة من ساكنيها. بدأ بالأصغر فالأكبر. وكلما أخرج بعضا منعا وجد في زوجته شكر الرب على نعمة الدعة والسعة. وكان أن أخرج البقرة، فهبت زوجته ليديه تقبلها شكرا وعرفانا. 


الغرفة ذاتها، لم يتغير فيها شيء ولكنها ظنت أن ما حل بها نعمة ينبغي أن تكون في سبيلها من الشاكرين. 


لا يختلف الحال كثيرا بالنسبة لصفقة القرن. وضعت بنود كثيرة توجس أصحاب العلاقة منها، ثم انتهى المطاف ببند واحد جامع شامل، الإرهاب! 


"الفلسطينيون أخطؤوا عام 1948 عندما لجؤوا للإرهاب بدلا من الاعتراف بسيادة الإسرائيلي....حماس والجهاد الإسلامي هم المشكلة أما الشباب الفلسطيني فنريد بهم كل خير". الفحوى واحدة، عندما يأتي من يغتصب حرما لديك، كل ما عليك أن ترحب به وتوفر له ظروف اغتصاب تجعل منه استباحة بالتراضي. سيناء والتهجير ودولة كونفدرالية ونزع سلاح، وكل ما انتهى إليه الأمر...الإرهاب! فبعد أن أدخل سكان  جدد لذات الغرفة، حصر الأمر بالتهيئة النفسية لذات الوضع القائم ويجب أن تكون من الشاكرين كتلك الزوجة المغلوبة على أمرها. 


ما هذا الذل! ينددون...
في يوم عرفة، قبيل عيد يضحى به، ضحت الولايات المتحدة برئيس دولة عربية لها وزنها على مذبح الديمقراطية على مرأى ومسمع من شعوب وحكام. وبصرف النظر عن توجهات صدام، هو رأس دولة خلع بيد خارجية وبوضع اليد دون اتخاذ رد فعل عربي يذكر. ضحك الحاضرون في مؤتمر القمة -الذي لو استثمرت تكلفته في مزرعة دجاج لكان خيرا لشعوب تمثلها في أداء مسرحي عبثي- فأجابهم القذافي بألا شيء مضحك لأنهم سيلحقون به لا بد وقد فعل... لا سيادة في العالم العربي، فدوله مستعمرة بالوكالة، وكلاؤها من نؤدي لهم فروض الطاعة كل يوم...موظفون بأجرة، ورب العمل طرح صفقة القرن، فما بال رئيس الوزراء متفاجئا؟! 

غولدا مائير خشيت يوم اقتحم الأقصى، خشيت غضبة العرب...في اليوم التالي استفاقت لتجد أنها تصغي فلا تشعر بأحد أو تسمع لنا ركزا...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غارة إسرائيلية تقتل 3 عناصر من -حزب الله- في جنوب لبنان


.. عملية -نور شمس-.. إسرائيل تعلن قتل 10 فلسطينيين




.. تباعد في المفاوضات.. مفاوضات «هدنة غزة» إلى «مصير مجهول»


.. رفح تترقب الاجتياح البري.. -أين المفر؟-




.. قصف الاحتلال منزلا في حي السلام شرق رفح