الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الناسخ والمنسوخ.. وما وراءهما..! [6]

وديع العبيدي

2020 / 1 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


(16)
تلبيس أبليس/ الغرانيق..
[أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لاَ تُصَدِّقُوا كُلَّ رُوحٍ، بَلِ امْتَحِنُوا الأَرْوَاحَ: هَلْ هِيَ مِنَ اللهِ؟ لأَنَّ أَنْبِيَاءَ كَذَبَةً كَثِيرِينَ قَدْ خَرَجُوا إِلَى الْعَالَمِ]- (1يو4:1)
من مظاهر الاضطراب العقلي والنفسي الفضائحية لصاحب (القرآن)، ما يرد في مقدمة سورة (الجنّ)، وهو المقصود من حملها هاته التسمية.
وفضلا عن غياب المنطق العقلي، وغلبة منطق العشوائيات اللغوية والتصورات الدينية السائدة؛ فأن دور الكهنوت في رفع العشوائي وتصويره في هالة (الحكمة) و(المعجزة)؛ وتزويق الخطاب (الشعبي) وجعله في صورة (المقدس)و(السماوي)؛ لا بدّ أن يدفع باتجاه (السؤال)، عن أصل مرجعية وأهلّيّة كهنوت الاسلام، في التحدث باسم (المقدّس).
هاته التفصيلة الجزئية خطيرة وهامّة؛ تكشف سبب تعويل (الفقه) الإسلامي، على (الأخباريات)، أكثر من النص (القرآني) الكامل الشامل والحق المطلق.
تعويل الفقهاء على البخاري والطبري وأمثالهما، بنسبة [75- 90%]، يضعف مكانة القرآن، ويثبت عدم جدواه؛ لولا الرعيل المقدس من الكهنوت السلطاني الأعجمي. والمسلم العشوائي (الأمي الأبدي) لا يعرف أنه يتبع الفقهاء ولا يتبع (محمّدا)، وأنه يخضع لفتاوي البلاوي، ولا يتبع (نص القرآن).
فهؤلاء العرب ومذاهبهم يتبعون أبا هريرة [603- 678م] وابن عبّاس [619- 687م] والبخاري [810- 870م]، والعجم يتبعون جعفر [702- 765م] والكليني [864- 941م] والطوسي [995- 1067م]، وهم وكلاء (الله) في عباده؛ ولا وجود لمحمّد في ذلك، إلا صورة (تطريزة) لاتهام الإسلام. واقع العقل، أنهم منافقون، وما هم من الإسلام بشيء.
وهذا مغزى تقديس مكانة (العُلَمَاءِ العُمَلاءِ) في الإرث الاسلامي؛ ولو جرى حذف هؤلاء، ضاع المسلمون. وبحسب قول السيد المسيح: [إضرب الراعي، فتتشتت الغنم!]- (مت 26: 31)
ولا أريد الاستطراد هنا، حول فتاوي الضلالة، التي تنهى المسلم عن (قراءة) القرآن العقلية، وإنما تأمره بـ(التلاوة) الموسيقية، المعطلة للعقل، والمثيرة للعاطفة؛ كما تنهى، في نفس الوقت، عن أي محاولة شخصية لفهم وتفسير (آي) القرآن، باعتبارها من اختصاص (الفُقَهَاء وَعُلَمَاءِ الدّين)!.
وقد انفرط الإسلام قبل دفن (النبيّ) - شيعا-، هذا يتبع فُلانا، وذاك يتبع عُلانا، هذا (صحب) وهذا (آل). وأصبح القرآن مركونا على الرفّ. ثم ادّعى كلّ طرف أن له (قرآنه)، [ظاهرا، أو.. باطنا]، جماعة (التفسير)، وجماعة (التأويل). وثمة، استولدت السلطة قطيع من الكتبة والمؤرخين والمفسرين، من شرّاح ووعّاظ ومرتزقة، لقيادة قطعان الإسلام خارج النصّ، بالترهيب والترغيب. وذلك منذ الربع الأول للهجرة.
[عَمّ يَتَسَاءَلونَ.
عَنِ النّبأ العَظيمِ.
الّذي هُمْ فيهِ مُختَلِفُونَ.
كَلّا سَيَعلَمُونَ.
ثُمّ كَلّا سَيَعْلَمُونَ]-(النبأ 78: 1- 5)؛
وَلَكِنْ.. لَاتَ مَناص!..
أقول.. لا مبرّر لاستغباء (المسلم) الذي سلّم نفسه بطواعيته، واستسلم للراعي، لسبب يخصّه وحده. ولن يزيد ما نفعله اليوم، على ما فعله (نقاد تنويريون) سابقون، وقفوا على مواضع الشّطَطِ والخَرَفِ والعَلَفِ، في الإرث القرآنيّ والنّبَويّ. فتبع الناس (الضلالة) واجتنبوا (الحق)، حتى تعطلت العقول وفسدت الألباب، وبارت الطبائع.
والمسلم لا ينظر في نفسه وواقعه ومجتمعه وبلده، ولا يقارن بين النص والتطبيق والواقع والضرورة. ويحتار في تفسير، أفضلية حال (الكفّار) على أحوال (العرب)، بغير مبرّرات فاسدة. قالت والدتي حينها: [أن الكفار/(تعني المسيحيين) يتمتعون بكلّ شيء في هذا العالم، لأنهم بلا (آخرة)؛ أما المسلمون، فأنهم يعانون في هاته الدنيا، لأنّ لهم (الآخرة)].
وقد أخطأت والدتي، لأنّ المسيحية هي صاحبة (الاسكاتولوجيا)/(الأخروية) التي نقل عنها القرآن، فكرة اليوم الآخر والحساب المفصّلة في الإنجيل. لكنّ اليهودَ الأوائلَ، لم يعتقدوا بذلك.
كما نقل القرآن عن الإنجيل، امرين آخرين: اقتران ذكر الأبن بالآب؛ واقتران حضور الابن بحضور (الشرّير)؛ كما يرد في الصلاة الربّانية: [لا تُدْخِلْنا في تَجْرِبَةٍ، بَلْ نَجّنَا مِنَ (الْشرّيرِ)]- (مت 6: 13؛ لو 11: 4)
[مَنْ يَفْعَلُ الْخَطِيَّةَ فَهُوَ مِنْ إِبْلِيسَ، لأَنَّ إِبْلِيسَ مِنَ الْبَدْءِ يُخْطِئُ. لأَجْلِ هذَا أُظْهِرَ ابْنُ اللهِ لِكَيْ يَنْقُضَ أَعْمَالَ إِبْلِيسَ]- (1يو3: 8)
لا ننسى، أنّ (المسيحية/ النّصرانية) هي حاضنة (محمّد) وقاعدة (نبوّته) الأولى. وهاته الحاضنة هي: [بحيرا، خديجة، ورقة]، وبغياب هؤلاء من حياته/(المكيّة)، ينفرد به (إبليس) ويتغوّل. فنحن بحاجة إذن؛ لتفحّص (الإنجيل) لاختبار (مصداقية) نصوص (القرآن)؛ وكلّما ما خالف النصّ الإنجيلي، فهو من (إبليس).
وكان محمّد يكثر من التعوّذ/ (المعوذات)، والتعوّذ يسبق البسملة لدى التلاوة. و(إبليس) حاضر يتربّص بالمسلم في كلّ ثانية، خلال الوضوء وخلال الصلاة وخلال الصوم، وفي دخوله المرحاض وتناوله الطعام، فهو لا يعيش معه فحسب، وإنما يسكن في ذهنه وقلبه ولحظات حياته. فما تفسير ذلك.
[قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ]- (البقرة2: 30)
فإذا كان على كلّ مسلم حقيقي/(غير انتقائي/ منافق)، أن يأتمر بكلّ ما ورد في القرآن، فلا بدّ أن يكون (قاتلا) محترفا، أي (مجرما) بالتوصيف القانوني المعاصر. وكان محمّد يأمر كل أتباعه بالخروج في الغزوات، ومن تخلّف أو تمارض، يحكم عليه بالعقوبات، ولو كان كبير السنّ.
أليس (الجهاد) بالمفهوم الإسلامي هو ممارسة (القتل) و(قطع الرقاب) وحمل الرؤوس إلى حديقة النبيّ وأمير المؤمنين لحصول على قصور الجنان والحور العين. فالجهاد ينبغي النظر إليه من منظور (طبيعة) الفعل، وليس من منظور الفتوى وتقديس المنكر والجريمة.
ما يجري في عراقستان منذ تأريخه، هو سيناريو إجرامي خياني يعاقب عليه القانون والضمير الإنساني؛ لكن الاقطاع الديني، يبرر كلّ سواءاته ويحيل ممارساته إلى (فتاوى) مرجعية، تسبغه عليه سمت (القداسة). بل أن وسم أي شيء بالقداسة، يعمى الناس عن حقيقته وتجريمه.
وهذا ما تمثل بإسباغ صفة (المقدّس) على ما دعيَ بـ(الحشد المقدّس) ذو النفس والغرض الطائفي والخياني، فضلا عن بطلان التوصيف. وقد اعترف زعماء المليشيات الصفوية بمسؤولية (الحشد الظائفي) عن حوادث قتل وتصفية وخطف ودمار مدن، في خضم غبار ما يوصف، بمكافحة (داعش). وما زالت شكاوى المواطنين ودعاواهم عن الأضرار التدميرية ومن وراءها، تحظى بإهمال مطبق، بعد سقوط المشاركين في العملية السياسية، من منابت الغرب والشمال، في مستنقع الحكم والسمسرة.
الاستخدام المجاني للخطاب الديني في الحياة العامة، ومخالطة (الفقه) بأمور السياسة والاقتصاد والاعلام والتعليم، إنما هو دالة (إفلاس) و(سقوط أخلاقي)، سيما عندما يكون ذلك في دولة تزعم (المدنية) ودستور يزعم (العلمانية) ونظام سياسي يزعم (الدمقراطية)؛ ولكنّ (الغباء والسّفَه) لا يحتاج إلى تفسير.
لقد تهاوى المجتمع العراقي خلال أقلّ من عقدين من السنين، في تسلكات وتلفظات وضيعة، قلّ أن سقطت فيها مجتمعات أخرى عبر التاريخ؛ ما خلال العصر الذهبي المقدس، لقرن (الصحابة والأهل)، وما اقترنت به من نزاعات دنيوية وشخصية، وشتائ وملاعنات، تبقى مثالا للخزي والاسفاف الشيطاني، وما دونه؛ اليوم كما يومئذ.
ما يزال ملالي الذيول يستخدمون مفردات (أطهار، أبرار)/ (عترة مظهّرة) وهم يقذفون عائشة وأباها وعمر وعثمان، بألفاظ سوقية، دون أن يتزحزحوا عن منصّات الوعظ، أو يزيحوا عن كواهلهم ورؤوسم لباس الكهنوت الشيطاني الأسود.
ولا جديد في ذلك. فأن الشرّ والفساد، تتبرر بأهلها.. وقد كشف العصر للعالمين، من هو المفسد وسافك الدماء!..

(17)
[أَيُّهَا الأَوْلاَدُ احْفَظُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ الأَصْنَامِ]- (1يو 5: 21)
شفاعة الغرانيق..
ان سورة الحجّ مدنية، لها تسلسل (17) في سلسال -نزول- السور المدنية التي مجموعها (28)، تسلسل (22) في الترتيب العثماني. بينما سورة (النجم) مكيّة، لها تسلسل (23) من أصل (86) من السور المكية، ولها تسلسل (53) في الترتيب العثماني لسور القرآن.
هذا يعني - بداهة-، أنّ سورة (النجم) سابقة لسورة (الحجّ) زمنيا وتاريخيا، ومن بنات (مكة). وأن سورة (الحجّ) متأخرة زمنا وتاريخيا، ومن بنات (يثرب). فكيف ينسجم تبرير (المتأخر) في (المتقدم) و(السابق). هاته صورة من صورة الخلط والخبط والدربكة لتشويش ذهن المتلقي. وهي من ملامح الإسلوب القرآني لغرض الإغماض والتعجيز وتضليل القارئ.
من هذا المنظور، لا بدّ من عرض سورة (النجم) المكيّة أوّلا، قبل التعرض لسورة (الحجّ) التي عمد الترتيب العثماني، لتقديمها على (النجم) في مراوغة فهلوية مقصودة.
سورة النجم (53: 1- 24)
وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى
مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى
وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى
إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى
عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى
ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى
وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَى
ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى
فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى
فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى
مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى
أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى
وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى
عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَى
عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى
إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى
مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى
لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى
أَفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالْعُزَّى
وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى
تِلْكَ الغَرانيقُ العُلَى
إنَّ شَفَاعَتَهُنَّ لَتُرْجَى
أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الأُنثَى
تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى
(النجم): هو (الزهرة) حسب المسدي/ أبن كثير. وعند الطبري هو (الثريا) حسب مجاهد. وقيل هو (القرآن) عند مجاهد/ ابن كثير والطبري، بدلالة الآية:
[فَلا أقسِمُ بِمَواقِعِ النّجُومِ وإنّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظيمٌ. إنّهُ لَقُرآنٌ كَريمٌ. في كِتَابٍ مَكنُونٍ. لَا يَمَسّهُ إلّا المُطَهّرُونَ. تَنْزيلٌ مِنْ رَبّ العَالَمينَ. أبِهَذَا الحَديثِ أنْتُمْ مُدْهِنُونَ]- (الواقعة 56: 75- 81)/ (الواقعة مكية، ت (46) حسب النزول).
وعند الطبري عن رواية قتادة أنّ عتبة ابن ابي لهب قال عند سماعها: [(كفرتُ بربّ النجم). فقال النبيّ: (أمَا تَخَافُ أنْ يَأكُلَكَ كَلْبُ اللهِ)؟. فخرج في تجارة إلى اليمن. فبينما هم قد عرَّسوا، إذ سمعَ صوتَ الأسد. فقال لأصحابه: إني مأكول! فأحدقوا به، وضرب على أصمخّتهم فناموا. فجاء حتى أخذه، فما سمعوا إلا صوته].
وفي رواية أخرى لنفس الراوي (قتادة)، ان عتبة ابن أبي لهب/(زوج رقيّة بنت خديجة وصهر محمّد) قال للنبي عند سماعه تلاوتها:.
(كفرت بربّ النجم). فقال النبيّ: (احْذَرْ لا يأكُلكَ كَلْبُ الله)!. قال: فضرب هامته. قال: وقال ابن طاوس عن أبيه: أنّ النبي قال: (ألا تَخاف أنْ يُسلِّطَ اللهُ عَلَيْك كَلْبَهُ)؟. فخرج ابن أبي لهب مع ناس فى سفر حتى إذا كانوا في بعض الطريق سمعوا صوت الأسد. فقال: ما هو إلا يريدني. فاجتمع أصحابه حوله وجعلوه في وسطهم. حتى إذا ناموا جاء الأسد فأخذه من بينهم]..
والعدد اللاحق تأكيد أنّ النبيّ (راشد) لا يأتيه الغيّ. العدد الثالث، تنزيه عن الهوى والغرضية. وفي العدد الرابع ورواياته عند الرواة، شهادة محمّد لنفسه، لا شك فيه، وكل ما يقوله هو حق!. والمعروف أن الفرد لا يشهد لنفسه، ولا يعظّم نفسه وينزّهها، وهو ما يعيب الشخص، ويجرح ما يقوله. هل نسي أنه (إلا بشر)!. وهو من تلفيق الكتبة، لا غير.
العدد الخامس: تجده ينصاع لايقاع اللغة والسجع، ولا يُعرَف من هو (شديد القوى)، ألا يكون (أبليس) سيّد العالم: [وَالْعَالَمَ كُلَّهُ قَدْ وُضِعَ فِي الشِّرِّيرِ]- (1يو 5: 19).
ذو مِرّة= ذو قوّة/ مجاهد = ذو منظر حسن/ابن عبّاس.
استوى= أي (جبريل).
الأفق الأعلى= مشرق الشمس/ مجاهد = مطلع النهار/ قتادة= مولد الصبح/ عكرمة. والمقصود جبريل/ عكرمة.
ثم دنا فتدلى= يعني جبريل. وينقل ابن كثير أن عتبة بن أبي لهب، سخر من محمّد بها: دنا فتدلى، فكان قاب قوسين أو أدنى، فدعى عليه ربّه: (أللهمّ ابعث إليه كلبا من كلابك!)، وكان عتبة في تجارة للشام، فحصل له ما حصل، وهي تكرار لرواية سابقة، تجعل تجارته نحو اليمن. ويبدو أنّ (الأسد) كان يدعى (كلبا) في لغة محمّد.
قاب قوسين أو أدنى= المسافة بين جبريل ومحمّد/ عائشة وابن مسعود وأبو ذر وأبو هريرة.
ما كذّب الفؤاد ما رأى: لا موقع للكذب هنا، سوى جريان موسيقى اللغة ورصف المفردات رصفا، وهذا مما يضعف النص ويسفهه، والأولى أن لا يكون فيه غير الضرورة.
ولقد رآه مزلة أخرى: في صحيح مسلم: رأى محمّد ربّه بفؤاده مرّتين!
سدرة المنتهى: في مسند أحمد عن مالك بن مغول، عن الزبير بن عدي.. عن عبد الله ابن مسعود أنه: لما أسري بالنبيّ، انتهي به إلى سدرة المنتهى، وهي في السماء السابعة، إليها ينتهي ما يعرج به من الأرض فيقبض منها، وإليها ينتهي ما يهبط من فوقها فيقبض منها. ( إذ يغشى السدرة ما يغشى)= تغشاها الملائكة مثل الغربان/ أبي العالية وأبو هريرة = فراش من ذهب/ابن زيد؛ وعن مجاهد: لؤلؤ وياقوت وزبرجد.
العدد 17: تصفيط كلام من غير معنى أو ضرورة. ومثلها ما تلاها، فهل هو في سوق تجاري أو مناطق سياحة عصرية.
اللات: مؤنث (الله)، وهي صخرة بيضاء في الطائف، عليها نقوش مفطاء بأستار ونحيط بها ساحة عظيمة، يتعبد عندها بنو ثقيف. هدمها المغيرة بن شعبة وأبو سفيان، وفي موضعها بني مسجد الطائف.
العزّى: من (العزيز)، وهي شجرة تحاط ببناء وأستار، موثعها بين مكة والطائف، تعظمها قريش. همها خالد ابن الوليد.
مناة: عند قديد بالمشلل، بين مكة ويثرب، يعظمها خزاعة والأوس والخزرج. هدمها أبو سفيان صخر بن حرب.
ولكلّ هاته أستار وكهنة وجداول زيارات وتعظيم شأن الكعبة، وبعضهم يهل منها إلى الكعبة. وكانت في الجزيرة مواضع عبادة وأصنام وأوثان كثيرة، هدمت بأمر من محمّد، ولم يبق منها غير كعبة مكة، لتكون لها صدارة الدين والتجارة والثقافة، بلا منافس.
ألكم الذكر وله الأنثى: لم تكن كلّ الآلهة إناثا، وانما منها الإناث ومنها الذكور. فالتساؤل غير دقيق. كما أن الأنوثة والذكورة لا ترفع (الله) ولا تبخسه. بل أن صفات الألوهة أدنى للأنوثة منها للذكورة. وقد ارتبط تذكير الله بظهور الزراعة، واختلاف العبادة بين (القمر) و(الشمس). والمسيحية ديانة شمسية، بينما اليهودية والإسلام، ديانات قمرية، شأن الفرعونية والديانات الرافدينية والسورية.
قسمة ضيزى: باطلة. والنص كلّه لا يكاد يتوفر على معنى لازم أو ضروري، إنما هو سجع موسيقي وتصفيط لغوي عشوائي، كما هو شأن سور أخرى، ذوات الجمل الموسيقية القصيرة، بلا معنى ولا بلاغة أو ضرورة. وهذا ما يعيب الخطاب القرآني، وكأنّ غرضه لا يتجاوز التلاوة الموسيقية، وإبهار المستمعين بنبرات الايقاع، ولسعات السجع الخاوي.
وقد رفعت/ امحيت من القرآن في العقود القليلة الماضية، الأعداد التي منها: تلك الغرانيق العلى، أن شفاعتهم لترجى، ولا شك أن كثيرين يذكرونها في الطبعات القديمة من القرن الماضي!؛ قبل أن تتجه سهام النقد، وتسقط الغشاوة عن العقول.
ان الحذف والتعديل في نصوص القرآن، يبخس قيمته، ويهلهل محتواه ومعانيه الضبابية الغامضة، والتي يحار فيها المفسرون، فيلجون فيها ما يزيدها بخسا. ولا يتورع بعضهم عن وسم الروايات والأحاديث التفسيرة بالضعيف أو الكذب. ولكن أكثر المسلمين لا يقرأون بعقولهم، بل يقرأون وصورة العصا والسيف والتكفير، تضغط على أفكارهم.
الله هو إله أحياء، إله أحرار، وليس إله أموات، ولا إله عبيد!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أهلا بحضورك
وديع العبيدي ( 2020 / 1 / 31 - 11:21 )
Miloud Benaicha
شكرا لكم

الأخ ميلود
تحية محبة
وشكرا لحضورك الغالي


2 - المنسوخ
على سالم ( 2020 / 2 / 1 - 03:43 )
انا اعتقد ان موضوع الناسخ والمنسوخ هو حيله ماكره من الشيوخ الكذبه والفاسدين على مر التاريخ للهروب من كلام القرأن البدوى المخربط والغير مفهوم , الان كل شئ اصبح واضح وايضا كذب الشيوخ اصبح واضح , النقله التاليه هى ان نعتقد جميعا ان كلام القرأن بشرى وبدوى وعقيم , ثم بعد ذلك النقله الاخيره الا وهى رفض هذا الكلام الغبى جمله وتفصيلا والقاؤه فى صندوق القمامه وغير مأسوف عليه


3 - كتاب بشري تعددت فيه الايدي
وديع العبيدي ( 2020 / 2 / 1 - 13:24 )
الأخ علي سالم
اتفق معك
فالنص القرآني غامض الأصول الارامية والسريانية واليمامية، خاضت فيه الأيدي بما جعله مناسبا لظروف نجد والحجاز، وبشكل يموه حقيقته ويغيب مصادره
وهذا هو سبب اضطراب نصوصه ومعانيه وأحكامه وتناقضها، بحسب الظروف والروايات، كما أنه وراء التأكيد على مظاهره اللغوية والبلاغية، علما أن اللغة العربية وقواعدها وبلاغتها، تبلورت بعد زمن القرأن بقرن ونصف، ما نقل اللغة والمفردات ومعانيها، وجعل لها هذا البناء الموسيقي
بشرية القرآن وسوقية معانيه، هو النتيجة والخلاصة التي ينتهي اليها هذا البحث، بعد ابيان الأدلة والقرائن وخلفياتها
اشكرك جدا.. مع التحية

اخر الافلام

.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل


.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت




.. #shorts - Baqarah-53


.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن




.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص