الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محمد انغير يكتب : جديد روياتي 2020 { الكابوس المرعب }

محمد انغير

2020 / 1 / 31
سيرة ذاتية


محمد انغير : جديد روياتي 2020 { الكابوس المرعب }


عجز قلمي عن الكتابة والتعبير و يعجز اللسان عن البوح والتفكير وكلما هممت بكتابة هذه الأسطر تساقطت دموعي وتسارعت خفقات قلبي الممزوج بالألم والغثيان وكلفني ذالك خسارة كيلوغرامات من وزني بسبب الحسرة والقهر، فلن اقول لكم حدثني فلان ولا علان او كان يا مكان فيما مضى من قديم الزمان والمكان وسالف العصر والأوان ، بل أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم كان يامكان فى هذا العصر والزمان قصة وذكريات حقيقية تقطع القلب و تعمي الأحاسيس جلست فى حديقة تبعد عن منزلنا سوى أمتار قليلة استمتع بجمال الطبيعة الخلابة التي ملأته العصافير بزقزقتها و بتغريدها و أشرقت الشمس بنور ربها خلوت بنفسي وانا احتسي فنجان قهوتي وأ تامل بُخارها المتصاعد امسكت قلمي و حاولت خط بعض الكلمات آملاً أن يسكن القلب ويزول ذلك الألم ، فى تلك الليلة القمرية الهادئة ركضت المسكينة بسرعة الى مضجعها واتكئت على ظهرها و دموعها تنهمر بصمت ممزوج بالفرح والسرور لم تنام فيها ولم يغمض لها فيها جفن ،وبعد برهة وجيزة انطلقت صرخة موجعة صرخة إنسان جريح عمت أرجاء البيت وتعالت أصوات الزغاريد والتهاني وصاحت الهتافات و الضحكات اخيرا خرجت من رحمها بعد معاناة و طول انتظار و عناء ، ترعرعت بين أحضان الفقر المدقع ومن أصول أمازيغية قح ، من أم ذاقت الويلات وكانت غنية الأخلاق و لطيفة حنونة ، تخاف الله راضية مرضية بقدر الله وقدره و ﺍﻟﺗﻲ ﺣﻣﻠﺗﻧﻲ ﻛﺭﻫﺎ ﻭ ﻭﺿﻌﺗﻧﻲ ﻛﺭﻫﺎ ‪ وسقتني من صدرها ألذ الشراب و كانت تضع اللقمة في أفواهنا وكانت القنديل الذي يضيء طرقاتنا ، والمسك الذي يطيب دنيانا تكدح ليل نهار من أجلنا حتى كبرنا و بلغنا مبلغ الرجال ، تزوجت من ابي المسكين الذي ينبع منه الحب والحناء فى حدائق قلبه هو الذي يحرسني بعينه , ويحميني من نوائب الدهر وأوجاعه وصبر على اشواك الحياة الهائجة لا يمتلك من حطام الدنيا شيئا سوى قميصه الذي بين كتفيه بعد ان كان فى شبابه الغير البعيد انعم الله عليه من الخير الكثير ورغد العيش ، ومع سوء التدبير واللامبالاة انقلبتي الأحوال وحكم القدر حكم نهائيا عليه بالفشل والسقوط واصبحت سيرته على كل لسان ، يخرج كل يوم ليجد عملا حلوة او مرة يعود منه برزق وبعض الطعام يسد به جوعه ويشبع بطون أطفاله الصغار ، كنت طفلا صغيرا آنذاك لم أذق طعم الأبوة قط وكما أنني لم أجالس ابي كثيرا بسبب كثرة سفره وعمله هنا وهناك، كنا نعيش فى بيت قديم الذى ما زال محفورا فى ذاكرتى مبني بالطين ، جدرانه هزيل و غير مستوية، وعلى وشك الهلاك والسقوط يتكون من غرفة واحدة مظلمة نأكل خبز الشعير وننام على الحصير ولحاف صغير إن غطى القدم تعرى الرأس وإن غطى الرأس بانت القدم وكل يوم قلبي يدق دقاً عنيفاً يكاد ينخلع من صدري بسبب حشرات وزواحف الليل واصواتها المزعجة ، واتذكر كل يوم صراخ اخي الصغير ينبعث من داخل الغرفة بكاء وانين ، يريد قطعة من الحلوى المغطاة بالشوكولاته، وبعض الالعاب ليلعب مع أطفال الحي كان صوته مستغيثاً يثير العطف والشفقة فلا تسأل عن ذالك ياصغيري فهذا من المستحيلات ، رافعة أناملها صارخة تهدده بحضور الغول واعوانه كانت هذه العبارة كفيلة بأن تفجر بركان الغضب والصراغ الذي بداخله وان ينام بلا حركة ، مازلت اتذكر وهي تقف أمام باب المدرسة ولا تجد ما تقدمه لي من طعام سوى بعض رغيف خبز مع الزيت وكانت تبتسم وكأن شيئا لم يكن ونكتفي بسماع تلك الأقاول المتداولة عندهم من قنع شبع وأصبحت لدينا منهجا نسير عليه ثم همست في اذني مره اخرى وقالت يابني سيجعل الله بعد العسر يسرا، فى كل ليلة من تلك الليالي الباردة يسكن البرد عظامنا يتسلل بين شقوق الباب كشفرات سكين حاد وننكمش على أنفسنا و نستعين ببعض الحطب طلبا للدفء نتبادل أطراف الحديث ونحتسي الشاي، ونصلي على النبي المختار عليه افضل الصلاة و أزكى السلام وشمعة صغيرة تضيء المكان ، انها شمعة مسكينة ينبع من داخلهـا التضحية والعطاء و تذيب نفسها لتنير طريق الآخرين نتحلق حول الراديو نستمتع بنبرات المذيع وبرامجه النقية ، وكلمات عذبة شجية والقارى يتلوا ايات من الذكر الحكيم والفرحة تعتلي وجوهنا ونستعين به على قتل الوحشة بعض ان كنا محروين من الكهرباء انذاك وكنت أتعامل مع هذا الجهاز كواحد من افراد العائلة فأحرص على تغطيته جداً بواسطه كيس من القماش حتى لايصل اليه الغبار فحينها لم يكن التلفاز متوفر فى البيت كنت اعشق الرسوم المتحركة، فعلا اعشقها بجنون كابتن ماجد والنمر المقنع مازلت أتذكر عناوينها حتى الآن ، أتسلل كل يوم الى بيت الجيران من اجل مشاهدة بعض الحلقات والبرامج المسلية ،كانت المفارقة واضحة بين تلك البرامج الراقية التى نشاهدها فى ذالك الوقت امام عدسة التلفاز والتى تنمو فى اﻹنسان الأخلاق الدينية و مبادئ وقيماً تجعله عضواً نافعاً لنفسه ولمجتمعه ، ونمط آخر فى هذا العصر الذي يكاد ان ينخلع سرواله و أن يشدنا الى الهاوية والزبانية وطريق الهلاك، ولا يجمعها إلا الخبث والخبائث ونعوذ بالله من شر الخبث والخبائث ، تذكرت ذالك اليوم المشمس نعم كم اتذكره جيدا جو حار وجاف بامتياز، يطرق شخص غريب باب منزلنا يرتدي البذلة السوداء وبطنه كبير وحذاء عاليا ونظرات رمادية اللون تفوح منه رائحة النفاق والخداع، وقفت والدتي المسكينة وهي تنظر إليه دون أن تتحدث، تقدم منها وقبل رأسها طالبًا ويتوسل ان يؤيدوا حزبه وان يصوتوا لصالحه فى الانتخابات حاملاً معه آمالاً جديدةً وخطابات كلها نفاق ووعود كاذبة مخلوطة ببعض الكلمات الدينية و الروحانية لتحقيق مصالحهم وملء جيوبهم وإكتناز السحت الحرام فى حساباتهم واشباع بطونهم ، تدور في مخيلتي كثير من التساؤلات حول اولئك الحمقى فى عقولهم الذين يحبون المرقى والطاجين مع البرقوق ، يبيعون انفسهم وكرامتهم بثمن بخس دراهم معدودة ، وهؤلاء الذين لايستحيون ،وعلى البلاد والعباد يخادعون ،ويحسبون انفسهم خالدين فيها أبدًا ولاهم يحاسبون، أليس لهذا الكذب والنفاق على البسطاء من نهاية؟ أم أنه عهد متواصل لا ينته إلا تحت التراب، فخير مثال يستشهد به جراء الأوضاع المزرية التي يزداد حجمها ضخامة كل يوم من فقر ومشتقاته المتمثلة في التهميش والإقصاء، الناتجة عن سياسة فاسدة تستحوذ على الخيرات وتتزين بتوزيع الوهم في إصلاح الحال ، والدعوة للتشبث بالآمال ، وشباب فى ريعان شبابهم تجده يفكر في هجرة بلاده الذي خذله ويفر بجلده وبعلمه كي لايموت هنا قهرا وجوعا والأقوى هو الذي يستطيع الاستمرار فيها و لاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم ، هكذا كانت قصتي والتي كانت اشبه بطائر يطير بجناحيه فسقط فى مقلات لا هو ميت فيسترح ولاهو طائر فينجو بحياته ، حاولت ان اسرد بعض منها و ان ادفنها في الأعماق المظلمة وتعودت عليها مع مرور السنوات ،وفي كل يوم عند ظلام الليل وسكون الحال أناجي ربي الذي لا تراه العيون، ولا تخالطه الظنون اراقب النجوم تتلاشى فى سماء صافية كمجوهرات ياقوتية واقفا على بابه مذلولا منكسرا والدموع تتدفق من مقلتيّ نقشت تجاعيد وجهي أبتغى رزقه ورضاه ، يا قوي الأركان ومن رحمته في كل مكان وفي هذا المكان ، ْ ويسمع دبيب النملةِ السوداءِ في الليلةِ الظلماء على الصخرةِ الصماء يطعمُها ويسقيها ويَتَولى أمرَها ، ورفع السموات بغير عمد وبناها، وسطح الأرض على وجه الماء ودحاها، وجعل لها الجبال أوتدا فأرساها، اسقيني صبر وأنزل على قلبي الجريح سكينة ، وعلى محنتي فرجا و مخرجا، والى هنا ينتهي المشوار والكلام ،ومسك الختام صلاة وسلاما دائمين متلازمين على خير الأنام فهي وصيه الرحمان لمن اراد الخير والأمان ، والحمد لله على كل حال وعلى ماقدر وصار ، فأنت نعم المولى ونعم النصير، وعلى شي قدير ...

تاليف : محمد انغير 0650526849
30/1/2020 على الساعة 12:00 ليلا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الكونغرس يبحث تمويلا إضافيا لإسرائيل| #أميركا_اليوم


.. كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي: لدينا القدرة على




.. الخارجية الأمريكية: التزامنا بالدفاع عن إسرائيل قوي والدفاع


.. مؤتمر دولي بشأن السودان في العاصمة الفرنسية باريس لزيادة الم




.. سر علاقة ترمب وجونسون