الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نادي القصة في الشارع..إلا إذا ترأسه محمد رمضان!

محمد القصبي

2020 / 2 / 3
الادب والفن


أعلم أني حين أتحدث عن نادي القصة فهو حديث عن غريب ..مجهول..لاقيمة له..بل وغير مرغوب فيه في مجتمع ..ثمن لاعب كورة درجة ثانية يوازي ميزانية النادي في عدة عقود!
ليس حقداً على لاعبي الكرة..لكن فقط رجاء.. توسل : إن كان العدل أصبح مستعصياً ..حيث يشتري الأهلي صلاح محسن ب43مليون جنيه ..أي مايتجاوز ميزانية نادي القصة خلال ألف سنة!!..ويصل أجر محمد رمضان 45 مليوناً في مسلسل "نسر الصعيد"..ولاأدري كم تحصل صافيناز في هزة الوسط "يقال 30 ألفا..مبلغ قد يزيد عن ايرادات نادي القصة في عام! "
إن كان العدل كما نرى غائباً عن المشهد المصري ..فما نرجوه ..قدرا ًمن الشفقة ..حتى لايغلق ..أعرق منتدياتنا الثقافية..والذي أسسه يوسف السباعي وإحسان عبد القدوس وطه حسين ونجيب محفوظ وغيرهم من عمالقة الأدب..ويلقى بأعضائه.. في الشارع!
..منذ عدة أعوام لم يكف زملائي في مجلس إدارة النادي القصة عن طرق أبواب وزارات ورجال أعمال وجمعيات خيرية نتوسل أن يمنحونا ما يعيننا على سداد مكافآت الإداريين وفواتير الكهرباء وإيجار المقر..!ولسوء حظي كُلفِت من المجلس بالبحث عن "سكة"للوصول إلى رجل أعمال شهير ..شهير جداً..كان أحد أقطاب "الحزب اللاوطني"..على مضض تقبلت المهمة ..ربما نجحت في اقتناص 50ألف جنيه ..تشيع الدفء في خزينة النادي لمدةعام..ووفقني الله في الوصول إلى مدير إحدى شركاته الكبرى ..سألني مدير الشركة يعني أيه نادي القصة!! شرحت له يعني أيه نادي القصة وأنه أحد منجزات العمالقة طه حسين ويوسف السباعي ونجيب محفوظ ..ولاأدري هل سمع عن تلك الأسماء من قبل ؟! طلب رسالة من النادي ..فعلت وبعثت له الرسالة على الإيميل كما أمرني..موقعة من رئيس مجلس الإدارة ومدموغة بختم النادي..أسابيع وأنا لاأكف عن مهاتفته ..وفي النهاية لاشيء.." رجل الأعمال هذا ..الشهير..الشهير جداً تبرع مؤخراً بعدة ملايين لحزب كبير ..كبير جدا..كل المؤشرات تقول أنه إعادة إحياء للحزب "الوطني"..وتم تنصيبه نائبا لرئيس الحزب!!!!!
ومع كل الظروف القاسية التي يمر بها النادي اجتزنا عام 2019بشق الأنفس ..مع تبرعات الكاتب الصحفي د.محمد الباز رئيس مجلس إدارة الدستور وكاتبنا الكبير محمد سلماوي والروائي د.كمال رحيم ..بتلك التبرعات استطعنا وبصعوبة الوفاء بالتزامات النادي الخاصة بفواتير الكهرباء والإيجار الشهري للمقر..وجوائز مسابقة النادي..بالطبع ثمة التزامات أخرى تتعلق بمكافآت المشاركين في الندوات الثقافية ولجان فحص أعمال المرشحين للانضمام للنادي ..وهذه أمور قرر أعضاء المجلس ومحبو النادي أن يتولوها مجاناً..
الآن ثمة تطور صادم ..المالك رفع دعوى قضائية بطرد الأعضاء من المقر وإخلائه..استنادا إلى أن المستأجر "نادي القصة "شخصية اعتبارية ..ومن حق المؤجر في هذه الحالة المطالبة بإخلاء المكان مع انتهاء العقد ..
المعروف أن
القانون 136 لسنة 1981 الخاص بتنظيم العلاقة بين المالك والمستأجر ينص على " لايجوز للمؤجرأن يطالب المستأجر إخلاء المكان، ولو انتهت المدة المتفق عليها في العقد" ينطبق هذا على الأشخاص الطبيعيين وأيضاً الاعتباريين ..إلا أن المحكمة الدستورية العليا قضت في جلسة 5مايو 2015 بعدم دستورية هذا النص، وبالتالي لم يعد من حق الأشخاص الاعتباريين مد عقد الإيجار..ولأن نادي القصة شخصية اعتبارية رفع الملاك "ورثة فؤاد باشا سراج الدين" دعوى بإخلاء مقر النادي..وثمة جلسة أمام المحكمة يوم الأربعاء المقبل للنظر في أمر الدعوى.
هل كان هذا وارداً في خاطر
الراحل العظيم يوسف السباعي حين وقع عقد الإيجار في الأول من يوليو عام عام 1960؟ ولاأظنه كان وارداً في خاطر صاحب المبنى حينها فؤاد باشا سراج الدين! بل لو كان الباشا موجوداً الآن ..لما فكر أبداً في أن يقدم على إغلاق منتدى ثقافي كنادي القصة ..ولو شعر بأن هذا المنتدى يعاني من أنيميا المال لحفر قناة بين حسابه في البنك وأمين صندوق النادي..وربما أثار هذا الأمرالجلل في البرلمان وفي مجلس الوزراء..!
...
مجلس إدارة النادي عقد جلسة طارئة مساء الأربعاء الماضي لإيجاد مخرج..
وبالطبع تحدثنا عما ينبغي أن نتخذه من إجراءات قضائية للحيلولة دون وقوع الكارثة .. كارثة إغلاق المقر التاريخي لنادي القصة ..والذي أصبح خلال العقود الستة الماضية أحد أهم عواصم الثقافة المصرية..
فماذا لو خسر أعضاء النادي معركتهم أمام القضاء؟ بالطبع سيلقى بهم في الشارع !
وحتى لو تقبل أعضاء النادي الهزيمة ..وارتضوا بالانتقال إلى مقر آخر ..فأي مقر يصلح.. في حاجة إلى إيجار لن يقل عن 15 ألف جنيه شهرياً ..أي 180 ألفا كل عام ..من أين..وميزانية النادي من الاشتراكات والتبرعات لاتزيد عن 70 أو 80 ألفاً؟! وبالطبع إن كانت خانة التبرعات استقبلت بضعة عشرات من الألوف عام 2019 ..ففي العام الجديد ..لايوجد حتى الآن مؤشر على أن ثمة من يمكن أن يمد يد العون! وبالتالي الموارد لن تزيد عن 20 أو 30 ألفاً ..في أفضل الأحوال.
....
خلال اجتماع مجلس إدارة النادي مساء الأربعاء الماضي تجدد الحديث عن دور وزارة الثقافة في إنقاذ النادي ..وهو حديث ينضح بالمرار..على مدار أكثر من عامين لم يكف مسئولون بالنادي لهم ثقلهم الأدبي ..وحاصلون على جوائز الدولة التقديرية..عن طرق باب وزيرة الثقافة..والمذهل أن الوزيرة لم تعتذر مثلاً عن عدم قدرة الوزارة على
تقديم العون ..بل لم تفتح لهم الباب أصلاً..
وحين أثارت جريدة الدستور هذا الموضوع -فشل مسئولو النادي في التواصل مع الوزيرة - كان ردها أنها لاعلم لها بالأمر!!
والمذهل أكثر وأكثر هذا الذي فاجأتنا به الصحف أواخرسبتمبر 2018 ..حين نشرت صوراً التُقِطت للوزيرة مع محمد فودة ..الذي كان يسعى لترشيح نفسه في الانتخابات التكميلية للبرلمان ..ومع الصور المنشورة كلام عن موافقة الوزيرة على
طلب فودة بإنشاء قصر ثقافة في زفتى.. دائرته الانتخابية ..
وللتذكرة ..فودة هذا ألقي القبض عليه عام 1997 ومحافظ الجيزة الأسبق ماهر الجندى وعدد من رجال الأعمال بتهم تسهيل بيع أراضى خاضعة لمصلحة الأثار التابعة لوزارة الثقافة لرجال أعمال مقابل رشاوى مالية كبيرة.
وقضت محكمة جنايات الجيزة بسجن فودة خمس سنوات ،مع تغريمه 3 ملايين و167 ألف جنيه, وإلزامه وزوجته رانيا طلعت السيد برد مبلغ مماثل إلي خزينة الدولة،
وفي القضية التي أدين فيها وزير الزراعة الأسبق صلاح هلال بتلقي رشاو.. كان محمد فودة هو الوسيط ، لكنه فلت من السجن ،طبقا للمادة 107 مكرر من قانون العقوبات والتي تقضي بمعاقبة الراشي الوسيط بنفس عقوبة المتهم المرتشي ، إلا أنه يعفى منها فى حالة الاعتراف..
من خلال تلك الأحداث تشكلت صورة لمحمد فودة في العقل الجمعي كفاسد ومرتش ..
لكن ..على ما يبدو لدى وزيرة الثقافة رؤية أخرى مناقضة ، وإلا لما فتحت أبوابها على مصراعيها لاستقباله وسمحت لمصوري الصحافة بالتقاط الصور التذكارية لهما معا ،بل ومنحته موافقة على المذكرة التي تقدم بها لإنشاء قصر الثقافة..رشوة يقدمها لأهالي المدينة حتى يمنحوه أصواتهم في الانتخابات البرلمانية التكميلية..
" أتخيل نفسي في مكتب الراحل ثروت عكاشة حين كان وزيرا للثقافة ، وطرق سكرتيره الباب ليخبره أن محمد فودة يرغب في مقابلته ،أظنه كان سيتصل فورا برجال الأمن ليلقوا به في الخارج ..
كان زمن ثروت عكاشة "!!
احتفاء وزيرة الثقافة بفودة قهرني ..ومثل ملايين المواطنين البسطاء انتظرت من رئيس الوزراء توجيه اللوم للوزيرة على ما فعلت..لكن لاشيء..بل مع التعديل الوزاري لم تبرح مقعدها!
الذي أنقذني في تلك الفترة من

السكتة القلبية ..أو انفجار في المخ قضاء مصر
حكم محكمة طنطا الصادر يوم 25نوفمبر 2018 باستبعاد محمد فودة من انتخابات مجلس النواب التكميلية عن دائرة زفتى ،
جوهر حيثيات الحكم " "عدم حسن السير والسلوك"." ،وتأكد إنصافي بتأييد الحكم من قبل الإدارية العليا يوم 27 نوفمبر.
وعودة إلى مأساة نادي القصة ..
الآن ..إن قضت المحكمة بأحقية ورثة فؤاد باشا سراج الدين في استعادة المقر ..ماذا يتعين على مجلس إدارة نادي القصة أن يفعل ؟ بالطبع أن يبحث عن مقر آخر..لكن كيف يمكنه تدبير قيمة الإيجار والتي لن تقل عن10آلاف جنيه شهرياً وربما 15ألف ؟!
ثمة خيار يبدو من وجهة نظر الكثيرين خياليا ..لكني سبق أن طرحته في أكثر من مقال وأعيد طرحه الآن..لعل !!!
الأمر يتعلق بإجمالي تجارة لاعبي كرة القدم الذي يتجاوز نصف المليار جنيه سنوياً..ماذا لو تقدم أحد أعضاء البرلمان بمشروع قانون يتيح تخصيص 1% من حجم صفقات اللاعبين لدعم منتدياتنا الثقافية الجادة والتي تتسم بالعراقة كنادي القصة وجمعية دار الأدباء وأتيليه القاهرة؟ ..ببساطة هذا يعني توافر خمسة ملايين جنيه سنوياً ..أظنها كافية لنقل مثل هذه المنتديات من خانة البروليتاريا إلى خانة الأرستقراطيين..!
لكن من في البرلمان يبدو مؤرقاً ومهموماً بمأساة نادي القصة ومنتدياتنا الثقافية ليتبنى مشروعاً مثل هذا ؟
هل يبدو –وكما قلت- اقتراحا خيالياً ولن يجذب الاهتمام ..؟!
إذن ثمة بديل آخر ...إسناد رئاسة نادي القصة إلى أي من نجوم المجتمع الذين لديهم سطوة على القلوب والجيوب..لحظتها سيصبح النادي ملء السمع والبصر .. لحظتها ستفتح كافة الأبواب المغلقة أمام مسئوليه.. لحظتها ستنهال التبرعات من كل حدب وصوب..وهذا ما سأقوله لمجلس الإدارة ..إن طُرِدنا من 68 شارع قصر العيني .. المقر العريق لنادي القصة:
-أيها السادة ..عليكم بمحمد رمضان..
ليكن رئيساً..أو فودة أو حتى صافيناز!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه


.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما




.. فنان بولندي يعيد تصميم إعلانات لشركات تدعم إسرائيل لنصرة غزة


.. أكشن ولا كوميدي والست النكدية ولا اللي دمها تقيل؟.. ردود غير




.. الفنان الراحل صلاح السعدنى.. تاريخ طويل من الإبداع