الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صفقة القرن وتجديد الحلم الإسرائيلي القديم

محمود محمد ياسين
(Mahmoud Yassin)

2020 / 2 / 4
القضية الفلسطينية


" يسرقون رغيفك ثم يعطونك منه كِسرة ثم يأمرونك أن تشكرهم على كرمهم، يا لوقاحتهم." – غسان كنفاني

إن صفقة القرن تولى أمر هندستها لصالح الإدارة الأمريكية اليهودي جارد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي ترامب الذي اتخذه مستشارا له. وكوشنر قام بزيارات مكوكية للشرق الأوسط استمرت لمدة أكثر من عامين، من بينها تراسه للورشة التي عقدت في البحرين خلال يومي 25 و26 يونيو 2019 لمناقشة الجوانب الاقتصادية لمقترح صفقة القرن.

وكوشنر يشبهونه بلورنس العرب (للقرن الواحد والعشرين). ولورنس العرب هو ضابط المخابرات البريطاني توماس إدوارد لورنس (1888 – 1935) الذي قام بتأليب القبائل العربية ضد الدولة العثمانية في مطلع القرن العشرين إلى أن نجح في المساهمة الفعالة في إشعال الثورة العربية في 1916.

وضع كوشنر صفقة القرن مستغلا الظروف التي تشكلت عبر سنوات طويلة: اتفاقية كامب ديفيد والانقلاب في مصر الذى أحال مصر لشبه محمية إسرائيلية وتدمير العراق وسوريا واتفاقية أوسلو التي تحتوى على الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود في فلسطين ومقتل عرفات و اضعاف المقاومة في غزة عبر التدمير الفظيع للقطاع وأخيرا حالة الانقسامات الطائفية والمذهبية التي أوهنت الجسم العربي وموافقة معظم الأنظمة العربية على الخطة المشؤومة.

وصفقة القرن تتويج لإصرار إدارة ترامب على تصفية القضية الفلسطينية الذي تمثل في القرارات الكبيرة التي اتخذها حتى الآن: الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية لها والاعتراف بملكية إسرائيل لهضبة الجولان التي يحتلها الإسرائيليون منذ عام 1967.

والأنظمة العربية الموافقة على الصفقة فعلت هذا بشكل واضح ومكشوف، فسفراء الامارات والبحرين وعمان لدى واشنطن كانوا حضورا وشاركوا علنا في مراسم إعلان “صفقة القرن” في البيت الأبيض في الثالث من يناير 2020. أما الحكام العرب الاخرون الذين لم تكن لديهم الشجاعة على التصريح بموافقتهم على الصفقة ولمداراة خزيهم وفضيحتهم طفقوا يطلقون عليها "خطة السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين"؛ وهؤلاء ظل كل أملهم معلقا على أن يمر تطبيق الصفقة بسلام، ولكن هيهات أن ينسى الناس فضيحتهم وأن تسير الأمور بسلام.

إن الشيء اللافت في صفقة القرن هو أنها خلافا للاتفاقيات السابقة لا تهدف لتحقيق السلام، وإن كان معطوبا، بل هدفها وأد أي محاولة للسلام تماما، والابتعاد عن حل الدولتين.

إن الصفقة ما هي إلا امتداد لوعد بلفور "1917" بتحقيق استسلام الفلسطينيين الكامل (capitulation)، وبيع فلسطين بالكامل لإسرائيل. وباختصار فإن الصفقة تحصر الوجود الفلسطيني في كنتونات أو "محلات سكانية" بلا سيادة ومجردة من السلاح. فالأراضي الفلسطينية سوف تشمل الضفة الغربية وقطاع غزة، مع منح الفلسطينيين بعض الأراضي خارج الضفة والقطاع وهي أراضي صحراوية مجاورة للحدود المصرية وأخرى هامشية متاخمة للأردن. أما القدس ستبقى العاصمة غير المجزّأة أو المقسمة لإسرائيل في حين تقضي الخطة بأن تقع العاصمة المقترحة للفلسطينيين على أطراف القدس!!

والتمويل المالي لصفقة القرن يشمل مبلغ "50 مليار دولار" يستثمر في الأراضي الفلسطينية والدول المجاورة كحفنة من الدولارات على حساب فلسطين!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صواريخ إسرائيلية -تفتت إلى أشلاء- أفراد عائلة فلسطينية كاملة


.. دوي انفجارات في إيران: -ضبابية- في التفاصيل.. لماذا؟




.. دعوات للتهدئة بين طهران وتل أبيب وتحذيرات من اتساع رقعة الصر


.. سفارة أمريكا في إسرائيل تمنع موظفيها وأسرهم من السفر خارج تل




.. قوات الاحتلال تعتدي على فلسطيني عند حاجز قلنديا