الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حراك المحرومين .. لا ينال الظفر

ليث الجادر

2020 / 2 / 5
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


فرق بين المضطهد والمحروم , انه ليس فرق لفظي كلامي واصلا فان الفوارق اللفظيه لم تاتي هكذا جزافا ! الا ان اغلب ادبيات يسارنا العربي تتجاهل مثل هذه الفوارق وهذا بحد ذاته مؤشر على مقدار مهم من العجز الذهني لروح وفحوى ما تعلنه من مقولات تشكل هويتها النضاليه ..نعم هناك فرق بين المضطهد الذي يدخل في علاقه مباشره مع مضطهده وبين المحروم الذي يشكل الفراغ المادي كل ما هو يربط به وبمن يحرمه , وهي علاقه تتحكم فيها الشروط النظريه بما فيها من اخلاقيات ومثل ,, ففي الاولى هناك ارتباط مباشر واحتكاك فعلي يحوي على مفردات جدليه تتناقل بها ممكنات القوه والسطوه بين هذا الطرف او ذاك وبدرجات مختلفه .. العبد المملوك من الممكن ان يعبر في النهايه عن تمرده بان يدس السم في طعام سيده او يدلق الماء الحار على راسه , بينما المستجدي الذي يقف على عتبة القصر في اقوى حالات اعتراضه لايمكنه الا ان يشتم هذا الغني البخيل ثم يولي ادارجه الفرار !...بهذه الكيفيه يكون الاختلاف بين العامل وبين العاطل عن العمل ..بين المضطهد وبين المحروم , والمحروم من ماذا ؟ انه محروم من ان يكون مضطهدا (أي العاطل عن العمل ) .. وكما ان العامل لاجدوى من تعبيره عن رفضه الاضطهاد بمفرده ..فان مجموعات العاطلين عن العمل تبقى اعتراضاتها تحت رحمه القيم والمثل والتعاطف الوجداني معها , الا اذا انعتقت من استسلاميتها واندفعت باتجاه زعزعه الاستقرار السياسي والتلويح بتكتيكات تهدد امن العمليه الانتاجيه والاستثمارات المحليه , ان من يضع المحروم والمضطهد في نفس سياق اللاعداله انما هو يعدل عن مستوى التوازن المنطقي .. المضطهد مسلح بنفس ادوات اضطهاده بينما المحروم لا ادوات لحرمانه سوى الشروط الحتميه التي يفرزها النظام الاقتصادي او الاجتماعي ..ان جماعه من العمال المنتجين وجماعه من الموظفين الصغار قادره على ان تؤثر بدرجه تغييريه في نطاق معين , وان جماهير من هذه الفئات قادره على ان تهز انظمه سياسيه ليس فقط على مستواها المحلي بل تتعداه بانعكاسات ارتداديه الى خارج هذا المحيط ..وهذه القدره التغيريه لايمكن من ان تتحرر بكامل قيمتها مالم تضع مقدراتها في اطار تنظيمي واعي عقائديا ..ولكن لماذا هذا الاشتراط ؟ هل هو نوع من الادلجه بمعناها الاول التي تعني ان الفكره هي التي تفكر في عقل الكاتب او المتكلم فتستحيل الى اسقاطات تبدوا للاخر وربما للكاتب او المتكلم بانها من نمط – اللادري - ؟ , اني اسال نفسي هذا السؤال ,لانني على يقين من ان المتحذلقين والمتطوعين لمحاربه الطرح الطبقي مختبئون في كل زاويه وجاهزون لدلق السنتهم الملوثه بكل ماهو برجوازي لتشكيك والتأويل الاسود ...كلا هذا ليس اسقاطا نظري بل هو استنتاج فكري انتجته العقليه اللينينه واستشفته من تجربه النضال العمالي على مدى ما يزيد على نصف قرن قبل اندلاع ثوره اكتوبر العظمى والتي ارتكز ظفرها على اركان , كان واحد منها هذا الشرط المستنتج ..هذا الشرط الذي جسد معنى النقيصه التنظيميه التي تنهض بها نخبه واعيه من الجماهير والتي اعترت حركه الثورات العماليه الاوربيه عام 1848 التي تفجرت كالبراكين فهزت العروش وذعرت المالكين , لكنها سرعان ما هدأت واستكانة على الحيره واليأس , وفي عام 1871 هب عمال باريس في اعظم ملحمه بطوليه عرفها تاريخ الحراك العمالي وباداء شجاع لم يكن شبيه له من قبل شبيه, ولم يتكرر حتى في تفاصيل ومجريات ثوره اكتوبر والانتفاضات التي سبقتها بدأ من عام 1903 .. لكنها وئدت لبضعه اسباب ,كان مسببها هو افتقادها لتلك المنظمه الثوريه المنضبطه ... ربما لم يقولها لينين , لكننا نستطيع من ان نستشف ..بان حتى العمال وسائر القوى الاجيره اذا ما تحركت واحتجت بروحيه المحروم ,فانها ستبقى دائما بعيده عن نيل الظفر ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فى الاحتفال بيوم الأرض.. بابا الفاتيكان يحذر: الكوكب يتجه نح


.. Israeli Weapons - To Your Left: Palestine | السلاح الإسرائيل




.. إيران و إسرائيل -كانت هناك اجتماعات بين مخابرات البلدين لموا


.. إيران و إسرائيل -كانت هناك اجتماعات بين مخابرات البلدين لموا




.. تصريح عمر باعزيز و تقديم ربيعة مرباح عضوي المكتب السياسي لحز