الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سقطة المحو

عباس منصور

2020 / 2 / 5
الادب والفن


شعر/عباس منصور
الإهداء


إلى حقل أبي
حيت السكون لا الحركة أصل الوجود












ترنيمة

بعد كم متاهة في بحار الموت
صرت شجرا وحجرا وناي
صرت ذكرا وأنثى
طيرا وعشبا وماي
بعد كم متاهة
وكلما تأملت موتي
أبصرتني ميتا وحايّ






 


الأشلاء

1
في آخر الليل
قمم الأشجار الغارقة في البرودة والندى
تستمع
الأسماك الكسولة في قاع النيل والترع
تستمع
الديدان في بياتها الشتوي القارس
تستمع
في آخر الليل
من قمم المآذن
كرنفال الضجيج يكتب المشهد
يحسبه الغافلون فوضى
بينما السابحون في الوجد
يجمعون أشلاءهم
من بقايا الماء والأشجار
من التراب وأغاريد الطيور
وفوح العبير

2
هذا الصباح
نزل على الأرض مطر
خاله الغافلون وحلا
قالوا
المصائب لا تأتي فرادى
لم يبصروا شقوق الأرض ويبوسة الأغصان
وقاع النهر
الذي صار مرتعا للخنافس والجرذان
أيها الغافلون
لولا الضد ما ظهرت في المعاني أسماؤها

3
أرسلت قلبي رسولا
إلى شاطئ النهر
فعاين الينبوع
طنين النحل
بللور الماء المتطاير على أجنحة الإوز السابح
أرسلت قلبي رسولا
فبلّغ النهر أسمائي
وأرشدهم إلىّ

4
والذين حشروا أسماءهم في لجة التاريخ
فبدت منهم البغضاء
وناصبوا أشلاءهم العداوة
فغاصوا في السراب

سقطة المحو

1
في آخر الليل
قمم الأشجار الغارقة في البرودة والندى
تستمع
الأسماك الكسولة في قاع النيل والترع
تستمع
الديدان في بياتها الشتوي القارس
تستمع
في آخر الليل
من قمم المآذن
كرنفال الضجيج يكتب المشهد
يحسبه الغافلون فوضى
بينما السابحون في الوجد
يجمعون أشلاءهم
من بقايا الماء والأشجار
من التراب وأغاريد الطيور
وفوح العبير

2
هذا الصباح
نزل على الأرض مطر
خاله الغافلون وحلا
قالوا
المصائب لا تأتي فرادى
لم يبصروا شقوق الأرض ويبوسة الأغصان
وقاع النهر
الذي صار مرتعا للخنافس والجرذان
أيها الغافلون
لولا الضد ما ظهرت في المعاني أسماؤها

3
أرسلت قلبي رسولا
إلى شاطئ النهر
فعاين الينبوع
طنين النحل
بللور الماء المتطاير على أجنحة الإوز السابح
أرسلت قلبي رسولا
فبلّغ النهر أسمائي
وأرشدهم إلىّ

4
والذين حشروا أسماءهم في لجة التاريخ
فبدت منهم البغضاء
وناصبوا أشلاءهم العداوة
فغاصوا في السراب

الوثن
1
لم تكن روح الله حاضرة
داخل المسجد
في تلك الساعة التي امتدت فيها طعنة المجوسي
إلى ظهر الخليفة
الذي انشغل في الصلاة
أبدا
لم تكن حاضرة
فقط
أرواح السبايا في المدائن وبابل والإسكندرية
كانت تحتل روح المكان
2
صراخ المرأة التي حاصرها الفيضان
في صان الحجر
يصك أذني في زفتا
فاصمتي يا نووت
حتى تمر جثث المواليد
التي تطفو على سطح الفيضان
في سلطيس
اصمتي
ليمر موكب السبي المقدس
في منوف والخيس
وانصتي لصراخ الأمهات
اللائي يصارعن الموت
في سخا وميت غمر
وهم يرممون الجسور
علهم يكبحون شهوة الفيضان
في مسرة اللعين
زمن الفيضان ماولى يانووت
فلصوص الدميرة
مازالوا يلتهمون جثث المواليد
الطافية على سطح الفيضان الجديد
في التجمع الخامس وشرم الشيخ
وسالم اكسبريس والحزام الأخضر
3
لاتثقوا كثيرا في الزمن الذي يمضي
تذكروا دائما
جاء قبلكم ناس كثيرون
ثم مضوا
في أزمنة سحقية
كنتم غافلين عنها
تذكروا
الموتى فيكم أكثر من الأحياء
فكيف تثقون في هذه الحياة
وبالزمن الذي يمضي
وتضعون آمالكم فيه ؟
4
تذكروا
الموتى فيكم أكثر من الأحياء
فكيف تثقون في هذه الحياة
وبالزمن الذي يمضي
وتضعون آمالكم فيه
تذكرْ
فالذكرى تنفع الخطوات
في النقل بين معارج الحيوات
تذكر
كل الحيوز التي ضمتك
في انطباع الأصل والتصوير
في انفراج الضوء والتعبير
في انفلات الروح من فسحة الوثن
5
فعلا
ليس لدى المحزون ما يخسره
إذا لم ينتش في طلعة الصبح
وشهقة الغروب
لم يذق لسعة الندى
في بكارة البدء
لم يصغ لتفتق الزهر
في انبعاث الرحيق
6
الذين أخرجوا للوجود فضاء الشاشات
في نقل الصوت والصورة
لم يقصدوا خلق أصنام جديدة
كمافعلت قريش
لتسخير البشر
في ملكوت الرتابة والكآبة والقلق
بعدما اعتزلوا
مغازلة النجم والينبوع
وانهمار المطر
وألق الفراشات
في حضرة النساء الغامضة
7
كل شيء في الوجود حي
له صنو نظير لدي
كأنا في البدا واحد
ثم صرنا في الوجود شجرا وفيّ
تقاطيع صبح في فرح عصي
أو طنين نحل على ساق فتيّ
كل ذا كنته أمدا
في الحقل والسوق
اسودادا وضيّ



كلب العائلة

ذهبت زينب إلى الموت
وبعد حين
تبعتها إنعام
فهل تعلمان
أيا زينب .. يا إنعام
بأني لم أعرف غيركما من النساء
وبأني هنا وحيد
أتنقل في مقبرة
تسمى الحياة


كل خميس
تذبح إنعام دجاجا وبطا وإوزا كثيرا
تقريبا كل خميس تذبح
وخصوصا في المواسم والأعياد
ضبطتها ذات خميس مرة
تناول وزتها الشهادتين
ولما اندهشتُ
قالت يابني
الإوز مثلنا
يحتاج شهادتين
قبل يستريح في الملكوت الأخير



الذي يبول على قبري
- يا إنعام -
كالذي يغرس الورد في حديقي
فما البول والقبر والورد
إلا تفاصيل في طريقي


ما الذي نفعل حين نموت
حين نخرج من هذه
وقد سبقنا الكثير من الأهل والأحبة
- لماذا ننسى أعداءنا عند الموت -
أنا شخصيا
سبقني كثيرون إلى الموت
بقرتي الصفراء
وكلب العائلة الذي أمضى
معظم حياته في النباح ليلا
فوق سطح المنزل
لأنه أثناء النهار يكون مربوطا
في مطلع السلم الطيني
في باحة الدار
ما الذي نفعله حين نموت ؟
وبغض النظر عن الحالة
التي أوصلتنا إليها هذه الحياة
من القوة والضعف
فإن زينب تخرج كل خميس
من حياة الميتين
لتطل على قلبي
وتمنحني قبلة
ووردة صبار
للأحياء – أمثالي – في هذه الحياة


من كتاب الحب والحكمة
 
هذه اليد لي
إنها يدي
كانت معي
 وأنا أبذر البرسيم
وأنا أحصد القمح في حقل أبي
إنها يدي
كانت معي
وأنا أنظف الجاموس
في مياه النيل
وكانت معي
وأنا أربت ظهر فاتنتي أمام البحر
في مساءات اغترابي
وكانت معي
وأنا أسرّب الأشواق عبر أصابعي
في رسائلي للأهل
وكانت معي
في هتافاتي ضد الطغاة
تلك اليد المشلولة
التي أسحبها جانبي
وقد أثقلتها الغضون
تلك اليد الميتة
لم تعد تطاوعني
فيا أيها الموت
قل لي
كيف يموت الذي أقام كل هذه الحيوات
في دهاليز الوجود
 
من نحن
هذه الأحجار والدواب والزواحف
تلك المياه والرمل وزرقة الآفاق
التي ندّعيها سماوات
هذا الشغف السرمدي بالجنس
بالتوالد
تلك الغرائز الدافقة
كل هذا الشغب
 إلى أين يمضي
التماثيل والشعر والموسيقى
شكول اللون ، كشف الوجود
بهجة اللمس ، ذوب الحيوز
في بلاغة المعنى
كل هذا الجمال إلى أين يمضي؟
 
 
من أين جئنا
ما الذي نفعله هنا
أساطير البداوة تنبئنا
أن الإله أدما
غارت منه الآلهة
فغافلته في زفاف النوم
وانتزعت عظمة من صدره
وكلما استعادها أنبتت منها إلهاً على شكله
وهكذا
استغرقت أدما الحياة
بينما ظلت الآلهة ترقبه
وهو يجاهد للتوحد
للعودة
للفكاك من حلقة الموت والميلاد
أساطير البداوة تنبئنا
أن الإله أدما
سيمضي إلى جنة الخلد
عندما تسقط الغيرة من قلوب الآلهة
ليحيا كما يشا
في تلال العظام الفاتنة








فواصل

قال لي
يا حفيدي احترس
من غزوة الجهل
و ضلالة الأمثال
و ارع اسمك
إن حزته في اغترابك
و إن استطعت فمعه اتحد


1
1
لم تكن روح الله حاضرة
داخل المسجد
في تلك الساعة التي امتدت فيها طعنة المجوسي
إلى ظهر الخليفة
الذي انشغل في الصلاة
أبدا
لم تكن حاضرة
فقط
أرواح السبايا في المدائن وبابل والإسكندرية
كانت تحتل روح المكان
2
صراخ المرأة التي حاصرها الفيضان
في صان الحجر
يصك أذني في زفتا
فاصمتي يا نووت
حتى تمر جثث المواليد
التي تطفو على سطح الفيضان
في سلطيس
اصمتي
ليمر موكب السبي المقدس
في منوف والخيس
وانصتي لصراخ الأمهات
اللائي يصارعن الموت
في سخا وميت غمر
وهم يرممون الجسور
علهم يكبحون شهوة الفيضان
في مسرة اللعين
زمن الفيضان ماولى يانووت
فلصوص الدميرة
مازالوا يلتهمون جثث المواليد
الطافية على سطح الفيضان الجديد
في التجمع الخامس وشرم الشيخ
وسالم اكسبريس والحزام الأخضر
3
لاتثقوا كثيرا في الزمن الذي يمضي
تذكروا دائما
جاء قبلكم ناس كثيرون
ثم مضوا
في أزمنة سحقية
كنتم غافلين عنها
تذكروا
الموتى فيكم أكثر من الأحياء
فكيف تثقون في هذه الحياة
وبالزمن الذي يمضي
وتضعون آمالكم فيه ؟
4
تذكروا
الموتى فيكم أكثر من الأحياء
فكيف تثقون في هذه الحياة
وبالزمن الذي يمضي
وتضعون آمالكم فيه
تذكرْ
فالذكرى تنفع الخطوات
في النقل بين معارج الحيوات
تذكر
كل الحيوز التي ضمتك
في انطباع الأصل والتصوير
في انفراج الضوء والتعبير
في انفلات الروح من فسحة الوثن
5
فعلا
ليس لدى المحزون ما يخسره
إذا لم ينتش في طلعة الصبح
وشهقة الغروب
لم يذق لسعة الندى
في بكارة البدء
لم يصغ لتفتق الزهر
في انبعاث الرحيق
6
الذين أخرجوا للوجود فضاء الشاشات
في نقل الصوت والصورة
لم يقصدوا خلق أصنام جديدة
كمافعلت قريش
لتسخير البشر
في ملكوت الرتابة والكآبة والقلق
بعدما اعتزلوا
مغازلة النجم والينبوع
وانهمار المطر
وألق الفراشات
في حضرة النساء الغامضة
7
كل شيء في الوجود حي
له صنو نظير لدي
كأنا في البدا واحد
ثم صرنا في الوجود شجرا وفيّ
تقاطيع صبح في فرح عصي
أو طنين نحل على ساق فتيّ
كل ذا كنته أمدا
في الحقل والسوق
اسودادا وضيّ


























موجدة البدا
البنت التي وشحتني بالمواويل
وأمطرت روحي بالبخور
في كربلاء لم تزل تجادلني
ترتاب من سحنة الأموي
أحقا كان دما ؟
هذا الذي ينشع من قميص الخلافة؟
أم وحدها
قرابين البداوة قرآن تأبد؟

ورب الكعبة
هي البنت نفسها
التي باغتت غياهب وحشتي
وهي تخطر متأبطة سبائك ودها
تجلو في العميق العميق نيلا
وقنابل موقوتة
وزهرة تتأرجح بين طفلين
لم يخلقا مثلنا
من طين ورغبة





موجدة الغريب


جثث الأشياء
التي ندعيها متاعا
رباء لمسها
وخصوصا
في الأعياد المقدسة
جثث الأشياء التي ما شفّها حس
مسكونة بالنار
مدنسة
فأي جسم سوف يبقى
للغريب إن أراد
يؤسسه؟

كل جرمٍ من ترابٍ
في تراب يستقر
قيامة في قبض الإله
يتناسل في الضياء
إلى ظلال
إذ يقيم وإذ يفر
إلا جسوم النور
لا انقسام يعتريها
أو فتور
فانظر قرارك يا غريب
ولا تقل مسعاي أحصد
إن أفاد فلا يضرُ
فماء روحك نافذ فيك إلى الممات
ولا مفر

بين مضارب البدو
ألقت بي المقادير
أنا الغريب
ما نفع يرتجى مني
لا شآم
فكيف يحط منهم سلم علي
وليس حظ لي لديهم
غير ضيزى أو خصام
اغتربت فاضطربت
وعن عيون النيل ضعت

مصيبتي أني أصدق أنبياء الله
من برهيم
وأشياعهم حولي في الغواية ضالعون
من الغداة إلى العشى
على ورد البهيم


يا بدوي
إذا المزن غارت
والقليب بماء الصّل فارت
فمن ذا يمدك بالسوام
وسيف ريحك يرتوي غيم الشقاق
يا بدوي
إن مهجة مالت
أو محنة طالت
فكل صحبك في الإناء وفي السقيف
إلى فراق

يا بدوي
إذا الذئب عوى
والحوت قد ارعوى
والفيؤ وما حوى
سيظل النور فيا
بين أحضان الكتاب
من خط إخناتون ليا
في سورة الخلق المجيد
ينشد الوصل دماءً للمحيا
كان طينا أو ترابا أو هواء
كان ماء أو ضياء أو خلاء
كان ما كان
مش مهم
طالما عدّى على عين الإله
يا حبيبي
يا تباشير الحياة
بين صحراء وعجم ضيعوني
لم يحفظوا عهدا
شوهوا المسطور والمأثور بكل فجٍ
بددوه غنيمةً في أخاديد الغلاة
يا حبيبي
إن فؤادي بينهن خاسر
من نسيءٍ كان هاماً للمخاطر
أو وصيلٍ من نطيحٍ
صار طعماً للمناسر

ما أكلت قلوب طير قط
ولا قربان ملة
والولدان ما عدوا على مندرتي
آخذين من مائي التحلة
إنما أخرت سهوي في رواحي
ريثما لاحت لي علة
ما أكلت قلوب طيرٍ
ما اشتهيته
قد يكون الطير مني
أو لعله
فإذا التنور بالمسك دخن
جلل الأذقان وما تحت الخلع
من حبسة الطين الردية
فاشهدوا يا ناس يا أجناس أنى
ما عرفت سوى أم العيال
ما صبوت إلى حوراء كاعب
طرفها أمضى من قناة سمهرية
تلهو في ظلال المندرة
قد يكون العيب فيه
أو صبايا الاب حابى
ما تركن في فؤادي من بقية



























موجدة الحقل


حال ما أنظرُ مملكتي
مأسوراً بالألم
ومأنوساً بالوحدة
مندفعاً بتبدّل نوري ومظلمتي
أدركُ وتر الوقت المشدودِ
وأحصي موتاي وقوماتي
موحوشاً في البدء المشهودِ
حيث اللقمة تعني اللطمة ْ
واللذة تندلع من العتمة ْ
في درب الإثم ودمِّ الأخدودْ

حالماً أنظر خلفي
أبصر مقبرتي في عظم الأجداد
وأرى النسل تكاثر في الأرحام
جنيناً فجنين
ينظم سيرته في الحسِّ الأعجم
هدياً وقلائد
ثم يعود إلى الطينْ
فيصّـاعدُ ثانية في الناس وفي الأزهار
نبيذاً وطحينْ
ينتفضُ رغاباً مبهمة ً
تصرخُ من وطأتها الدباباتُ على الأرض
وشفُّ النور بنسغ الزيتون

ربما استشعرت وجودك بغتة ً
يا نضالُ
وأنا الأبوكَ مذ بضع خلتْ
ربما استشعرتني نـُدباً
موغلا في الأذى والغرابة ْ
وقد تصدِّقُ يا نضال
أنني رجل مجذوب يستحلي عذابهْ
لم أعبأ مرة
لاحتجاجك الصارخ على نفاذ الحليب
وأحتالُ عليك دوماً
في تجسيد الرغبات المشروعة جداً
في الخروج إلى الحدائق واللهو بالدراجة
في شوارع فسيحةٍ
بعيداً عن غرف البيت
إنه الوجودُ يا نضالْ
وقد تعرفُ بعد بضعٍ سوف تأتي
ما كنتُ فيه
ما كان أبوك يعانيه
من حبسة الروح ومصيدة الوقت
المأهول بالتجار وجحافل البهيم

طوبى لمن هربوا معاً
من وجه القاتل قايين
سرقوا السقاية من متاعي
ثم غاروا في ركب الرعاة
فاشرب على روحي كرم البراكين
واطلق لروحك في المنام طيفي
وإذا صحوت
فلا تطرد شبح النبوءات
واقرأ كتابك في وضح المغارة
وانتظرني
أهلوك ؟
لمن أهلوك ؟
لمهلكةٍ في عُجمة الأعراب
أم لغيابٍ سيطولُ عني ؟
بسيطٌ أنت كراءٍ
لا ساميِّ
في فجر أوجاريت
أوطمي ايزيس النبي
فلا تترك أعمال القلب مصادفة ً للوقتْ
فتؤكلُ أكلاً
حياً أو ميتاً
ويضيعُ كتابك في أعطالِ السبتْ

ساعة ً بساعةٍ تـنمو الأعشاب في حقلي
أنزعها خِلعة ً خِلعة ً
فتهيج الجروح في روحي
وأنا الموجوع طويلا
أن تطيبْ
يوماً فيوماً يغيضُ ينبوع بستاني
أمدُّهُ دفقة ً دفقة ً
فتفزُّ المساغب في عروقي
وأنا الموعودُ بمطرٍ
أن يصيبْ كذا

دماً بدمٍ وهلاكاً بهلاكٍ
قام الكهنة من طيبة حابي من
حتى برّيّة حوريب

هجم جرادٌ
هجم البطالون البُهْمُ
وقالوا
نحن عريش الرب وحرس الملكوت
قلاعاً ومحاريب
بنين وحفدة ْ
تبخ ُّ الرحمة في الفلوات وفوق ضفاف الأنهر
وعداً من مصدوق ما أخلف وعدهْ
بجنانٍ ليس تـُنال بغير الرعب الدائم
من سُخطٍ يتعالى زبدهْ
فتزيغُ الأعين ويحيق ضمور بالرقبة والأفخاذ
لعبيد صاروا حطباً للخشية
مقبورين
بين أطالس من أُهبٍ جعدة ْ
هم جرادٌ
استل رمحاً سدده
وتسلـّم إرثا بدده
فلا اطمأن من غدر المنون قلبُ
ولا نام في برق الهتون خطبُ
صرتُ وحقلي أُكلاً ذاوية ْ
كلٌ يلاقي موعدهْ















طلعة الفييء


نعم
نحن هنا
والجرح الذي في رأسك
مثله لدي
صارخا مصلوبا
والقيد الذي يحز في يديك
يحز في يدي
غازلا في القلب ندوبا

نعم
إنها الحياة
خبطة هنا
وأخرى في الغياب
كف تلسعه اللهفة
والآخر ينضح بالدم
كنت هنا من تسعين بحرا ونيّف
شجرا وبروقا وألم
متسولين وعجزة
أباطرة ولصوصا وخدم

كنت هنا
أقيّد الوقت
في دفاتر المنسيين
من خشاش الطمي والصحراء
ما الذي أيقظني من غيابي
ليحشرني في هذا العدم؟

أيها السائرون في جنازتي
من قبل موتي
شكرا لكم
أنكرتموني
فأشبعني الموت حضورا
شكرا لكم
يامن عيرتموني بالحب والنوى
بصائد اللذة..بالمني ومانوى
شكرا لكم
ذهب الذي عيرتموني
وأقعدني الهوى
عن رؤية الجرح والفرح
والهجر والأحياء
وأخرسني النوى

قلب أحمد


المدينة خَلْقٌ صحا
إنْ
فيه سماحة
مدَّ
و إن كان للبدو امّحا

أيها الخارج من حُمى الوثن
من قِلة الإلف
من وطأة الخلف
بربك
كيف تصعد الأسماء
في رحى الأسودين
طوافاً في عراء الدّمن

له ماله
وليّ الذي ليّ
فمن ذا سيفصل ماله
عمّا لي ّ
لىّ الأشجار و الصخر
لىّ البحر
لىّ الكلب لمَّا عوى
و الطوفان إذا انتوى
هو الخِرقة البالية
هو ما هو
فمن ذا سيفصل هذا الـ هو
عنّي أنا

كنا واحداً شف
كنّا جماعة ْ
كنا رماداً.. طيناً حمَّياً
أو ماء في النصاعة
كنا الذي كناه
فمن ذا سيفصل بين عناصرَ
راوحت ماءها
بين الغباوة و الوداعة ْ



هل الوجود الذي سقط الآن على قلب أحمدَ
كالوجود الذي سقط على قلب أبيه
منذ ثلاثين ونيّف ؟
أبوه الذي مرّ حينها من ظلمتين
رأى الأحلك فيهما فاصحا
و المكان الذي يعمر الآن بالضوء و الضوضاء
و يزداد عماءً
كان حينها لافحاً

هل الوجود الذي سقط الآن على قلبكِ
فبانتْ لك الكائنات و الخطوات
جسداً يسبح في البراءة
هو نفسه الذي من قديم تنزّل
وحيا بالغريزة جامحاً؟
و ماذا لو دريت يا أحمد أن البنايات
مواقع الأشجار , شطوط البحار
ولهو الصغار
غموض الكهنة, مكر الساسة
تعاليم الشيوخ في الكنائس والمساجد
جشع التجار و اندفاع الغرائز في نسغ البهائم
ماذا لو دريت
بأن كل هذا البهاء
نسيج في الجسد المؤامرة ؟


إنه الرب يا أحمد
يمرن أشلاءه فينا
يمرن الملكات
يمرن أعضاءنا في المحو
في الكشف في الغياب العصي
في الصداقة و العدا
صعوداً نزولاً ,نزولاً صعوداً
من جسدِ إلى جسدِ
و من تصوير إلى معنى
من سديم إلى ماء وطينُ حُددا
فإذا المكان
يشف عن جسد الزمان
صعوداَ في القبضة المبتدا

هل تكفي موتة واحدة
حتى يعود الشلو للأصل
وهل تكفي قومة أخرى
حتى يفوح العطر
و تشدو في المساءات الدماء؟

أخرتني التقاويم يا أحمد
وتعثرت خطاى في فعال الناس
في خداع الوقت و الأقنعة
من الموت أنفض التواريخ
عن ألق الغريزة , عن جموح المعاني
و غموض الآخرة


وشم


البنت التي وشحتني بالمواويل
وأمطرت روحي بالبخور
في كربلاء لم تزل تجادلني
ترتاب من سحنة الأموي
أحقا كان دما ؟
هذا الذي ينشع من قميص الخلافة؟
أم وحدها
قرابين البداوة قرآن تأبد؟

ورب الكعبة
هي البنت نفسها
التي باغتت غياهب وحشتي
وهي تخطر متأبطة سبائك ودها
تجلو في العميق العميق نيلا
وقنابل موقوتة
وزهرة تتأرجح بين طفلين
لم يخلقا مثلنا
من طين ورغبة












المسافرون

(1)
أبوها مات
الضريرة العزباء
ابنته
مضت عليها عقود لم تسمع صوته
وفارقتها السكينه
قبل موتها
قالت العزباء للورثة
لو مت وسدوني جوار أبي
لأستعيد سكينتي
و وافقوها
لكنهم ولما ماتت
ألقوا بها مع نساء العائلة
قائلين
لا يجوز اختلاط الرجال بالنساء في اللحود

أيها الوارثون الحمقي
الحياة الأخرى لها نسق آخر
غير ما فرضته
شرائع البدو
على وجود البشر

( 2 )
بالأمس
دنا الموت مني
حاول الإمساك بي
الصغار أبنائي
عاينوه
وجها لوجه
التصقوا بي
توحدوا معي
ففر منهم
طيب
في المرة القادمة
لما يدنو هذا الأبدي الجميل مني
وأكون وإياه
أصدقاء تماما
حتما
سأروح معه




















النهار
يا أمنا ايزيس
هو ذا ابنك قد أتى
فاقبليه
مثلما كان في بدئه جنين
وانفضي الغبار عن أكتافه
و بللي جبينه
وامسحي تجاعيد السنين

يا أمنا ايزيس
هو ذا ابنك قد أتى
كفاه ناصعتان
و خطوه في السحاب
فامنحيه
سكينة في المحيا
و قرة في المآب

يا حراس
دعوا ابني يمر
ويا نافيت هيا
غسلي أقدامه
و هيئيه
فذا الملكوت له
و تلك شمعته أضأتها منذ الأزل

يا حراس
هو ابني أتاني
من مائه أتاني
من حقله أتاني
من شمسه أتاني
من هبة الغبار
و قومة النور في عتمة المكان





الحمار المصري


الذين ركبوا ظهر الحمار المصري
آن لهم أن ينزلوا
وآن لهذا الحمار أن يسترد ميراثه
وينظف داره من لصوص القبائل
من قرصة الصحراء
وغبار البادية

أيها الحمار انظر قرارة الوادي
في مجاري النيل
عبر الحقول الكسيحة
انظر أصابع الغدر تنقض على بهجة الينابيع
تنبش حرمة الأجداد في جبانات منف
ومحاريب طيبة
وفاءً لآلهة الصحاري
التي فتحت في عروق الكادحين
أنفاقا للجباية والخراج
لمهانة الجزية
وخموس الغنيمة
من كدح المدائن والحقول الغارقة في لهيب الطمي

ذات صباح
نزل الحمار يرعى حقله
فلم يجدْ سوى سيقان يابسة
تلطمها الحوافر
لم يجد سوى بضع من عجاف البقر
ترعى المرار

وامرأة الحمار المصري
قد يئست تماماً بعدما
حفيت قدماها للاحتفاظ به
فتركت الخبيز والماعون
وتطويب الثياب في غطاس طوبة
وانصرفت وراء زينتها
تلاحق فتنتها في المرايا
في عيون الشعوب الغريبة
تركت الخبيز والأولاد
ما حصَّنت بيتها
فتكاثر الغرباء كالهالوك والعليق
في باحة الدار وساحات الحقول

وحده الكلب ظل رابضاً يطوف بالأركان
ويطلق في الصمت نباحه
ويهز ذيله
في المجيء وفي الذهاب
والغراب ناظراً من بعيد
يقول له

ماذا تفعل هنا ؟
وقد هج الحمار وامرأته

فقال الكلب
إني هنا أحرس للحمار البذار
أستبقي للحقول نباتها
فربما يعود يوما من أسفاره الغامضة
فيجد بذرة للحياة
وخميرة للبدء الجديد



















أقنعة


ماذا أقول
للتي أحصنت فرجها عن بعلها
إلا بفاتحةٍ
أو نصٍ من ولاية ؟

و ماذا أقول
للتي وزعت دمها
بين القبائل لا تبتغي ملكاَ
أو دارً للسقاية

و ماذا أقول للني صدقت عشتار
أو ظنت نفسها حوراء في البستان
ما أتقنت يوما
غير لعس في الشفاة
و تحميس ضلع في الغواية؟










الكفيل



المرأة التي تسير معك الآن
كانت امرأتي
و الولد الذي يلهو خلفكما
كان ابني
و البستان الذي تنام في ظلاله
بعض أملاكي
يا صديق
كل هذه التركة التي بين يديك
كانت معي
أتراها وفيّة لك
و أنا الذي
- كما ترى -
أمشي واحداً
و لا أشعر بالضغينة

هنا مطر
نسوة لا مبرر لهن إطلاقاً
هنا أطفال يعبثون في صناديق القمامة
لا يعرفون مذاقة الحلوى
أو طعم النقود
هنا رجال يذهبون إلى الصلاة
في كل حين
و مآذن تصدح بالإيمان
دونما توقف
و هنا رجال لا يفيقون
أبداً
هنا متاهة
تسمى الحياة

و هناك
طرقات غامضة
أوقات لا رابط بينها

هناك نساء يتمخترن في جنان الله
بلا هوية
و رجال لا همّ لهم
سوى مضاجعة النساء
و أكل الطير
و النظر في وجه الإله المنير
هناك يقين
تناضل الثقافات في الذود عنه
و رغم ذلك
يفرُّ الجميع من لحظة الموت

كنت قد صممت أن أخلع عن كتفي
كل اللصوص
- السياسيين و التجار –
و عصابات الأميركان
الذين تفننوا
في اصطياد المقاطيع من خلق الله
و الهاربين من جحيم الكفيل
في بلاد الخليج
ليغرسوهم في التسخير داخل المعسكرات
على الحدود الوهمية في الكويت ونجران
ثم يدفعون بهم في اللحظة المناسبة
إلى خنادق الموت و الأنفاق
الى ميادين القتال
في تورا بورا و الفلوجة
و أرض الصومال
لتشييد العالم الجديد
أيها المقاطيع موتوا في سكينة
فسوف نلتقى جميعاً على طريق الموت


























 

شجرة الحياة

 
الحياة التي أكلت الناس
لم تزل تطلب المزيد منهم
والناس جاهزون على الدوام
للعويل .. للغناء .. للعناق والعراك
لخلفه الأولاد
جاهزون للمزيد
* * *
ما الذي يفعله الناس في هذي الحياة
يأتون .. يكذبون
يكسبون جرائر سعيهم
من همٍ ومن مسرّة
ثم يمضون
لا يعلم الكثير منهم إلى أين تدفعه خطاه
وتنقضي الحياة
ويأتي المزيد من ضد ٍ
ومن أشباه
فما الذي يفعله الناس في هذي الحياة
إن لم يصيروا فريضة ً كالزهر
والفراش والطين والمياه
ما جدوى الحياة
إن لم يذو الناس في ألق
ينسربون للتراب الذي يستحيل
طينا
تصعد من حمأته اليرقات والضوء
والأولاد نشيدا للحياة
* * *
 
ماذا بعد الناس
بعد الجسد والكلام
بعد الموت والميلاد
بعد البيوت والصلوات ورجمة الشيطان
بالطوب أو بالكلام
ماذا بعد الفصول
بعد الصيف وموسم الأمطار
بعد يبوسة الأطراف في الخريف
بعد انتظار العانس لانهمار الرجولة
وخشونة الأغصن وخرخشة الأوراق الزاوية
ماذا بعد الحياة
لاشيء
سوى الحياة
 
* * *
كل شيء ينفد
المال والأولاد .. العمر والخطوات
وحتى الطفولة والكهولة
وثورة النهود والأرداف
في فسقة الصبا
كل شييء ينفذ .. كل شي
فلماذا تبقى صرخة الجوع وعضة الظلم
إرثا للقبح وللكراهة
كأنما
كتبنا عليهم عذابا إن حياة أو مماتا
في غبار الشراهة
 
* * *
أخرجت لها كفي من النافذة
فبصُرت به رشفة أو رشفتين
ثم قالت
      ما أحلاه آه
          إنها الأولى التي ورديا أراه
فقلت لها
           اكتمي السر يا امرأة
           فمن باح استبيح
           فاحفظي دمك
           في شعاب القبائل
           واغنمي بقية السنوات
           يابنة الناس
           في هذي الحياة
* * *
 
ماذا يريد الناس من الناس
ما الذي أصلا لدى الناس
 ليمنحوه للناس
الحب .. الأنس .. الألفة.. السكينة
لاشيء من ذا لديهم
الناس لديهم أبناء ومزارع
حيوات صاخبة بالجنس وبالمال
لديهم وجع وصراخ ومظالم
جهل وغرور بالعمر وبالموت
بالفرح وبالأحزان
لديهم نهم صارخ
لا تكفيه حياة واحدة
يتمنى لو يغرف من حيوات الناس جميعا
حتى يبقى أبديا
وان ظل وحيدا في هذي الدنيا
لا يعرف بيتا يؤويه
أو أين سيخبط مسعاه
 
                                  * * *
أعطيتها طرفا من قميصي
قربته من وجهها .. تشممته
فانهلّ دمعها
قبّلت دمعها في ثنايا القميص قائلة
                                        ما أحلاه
                                            إنها الأولى التي ورديا أراه
                                            هذا الدم الوردي لمن؟
                                            دمك أم دم القميص
                                            على خشبة المنبر
 
فقلت لها
            إن رأيت ِ
            راق الدم في الوريد وفي القميص
            فاعرفي واحفظي
            فما بك طاقة للنبذ والعراء
 

















































خريف إبراهام


أرض لا يدّعيها أحد
من طينها يصّاعد الجوع والمظلمة ْ
فليلطمْ لطمة كل ذي فقر
وليقضمْ من رغيف المذلة قضمة كل هيّاب للحياة
أبوهم ليس غيره
ذرأهم في أحشائها
عقب اصطفى أسماءهم
وقسم الأرزاق في ستةٍ لهم
واستراح في السبت
أبوهم لا غيره .. يخط ويمحو

* * * * *

روحي يا هووه
موعود بأرض وشعب يتناسل
يسود من نهر إلى نهر
يا بختك
أبوك مؤنس وحشتك
يحميك من الرعاع والدهماء
من نسل الملعونين بعورة والدهم
روحي يا هووه
كيف لم يشفع مرمر نسوتهم
وضراعة كهنتهم في سومر أو طيبة
وذا هزال عيالهم وعفش منازلهم على سطح الفيضان
" درنكة " و " قناطر زفتا "في

* * * * *

نم قريرا يا أحمد
فبيت أبيك خارج هذه المحلة
وعظام جدودك في أمن من عصف الأسطورة
يا بختك

* * * * *

المباحث تشمشم عن ريحة الفقراء
بين النيل ودجلة
والرب هجّ من المساجد والكنائس
من خطايا الأغنياء البذيئة
وتأبد في الشوارع
في مشهد الجوع والأخطاء البريئة
إذ يستكين جبروت النهد
لسطوة الجوع وسغب الغرائز

* * * * *

أم عضها كلب" أشاقَ مَيّـاً أمَلـُنْ "
بالألف الممدود وبالأفق المرصود
سيحيا ثانية أولنا آدم
فلماذا خـُشـْعٌ أبصارٌ لكم يا أبنائي قدام العسكر ؟
أتروني أتوقف عن تحريضٍ بالطوفان
بالبركان
بختان الأطفال في موالد الأولياء
من الفقراء أمثالكم ؟

* * * * *

استرح قليلا يا فؤادي في عرش إيزيس
وملكوت حابي
حتى ينحل اللغز في العهد القديم
وانتظر قداساً يليق بالفقراء
انتظرني حتى ألمَّ أثوابي من معمعان
" دير ياسين " حيفا و

* * * * *

يا بختك يا أباهم
صنـَّعتَ إلهك وفق مشيئتك
وغلـّظت عليه الميثاق
فلا يجرؤ أن ينفيك
سيطعمك ويكسوك
ويُسْكنك إلى شهواتك فوق جماجم أحفاد أبيك
فوق الدم المهراق
تـُشيِّد عرشك .. يكـّاثر غرسك
ما دمت الوارث لوصاياهُ
والحافظ وحدك لشرائعه في سفح الطور
وليس يُضير
لو نقض الأخوة عهد الأب
وأحلوا العجل مكان الرب
ستشير بإصبعك إلى خلفك وتقول
تحت ركام البحر
جثث لعساكرِ رمسيسَ
تذكاراً أبدياً لوفاء العهد
انهض من هنا يا ابن العاهرة هذا بيت الله
أنتظر الحارس حتى يفتح لأصلي
يا ابن الأنجاس الفسقة .. تعلم أن الرب مسافر من مدة
وليس يعود الآن
حتى يفرغ من عهد بنيه في أور فلسطين
لا أعلم .. أقسم بكتاب الله
يا ابن الوقحة
أصبحت تقيا تحلف بالله
صلِّ في الشارع
بين ذراعي داعرة مثلك
.. سلامو عليكم
في ستين داهية غور

* * * * *

في أرض غربتك
" أورشليم " في تتعذبُ
تصرخ في البرية
من يحفظك الآن سوى الفقراء الأحرار ؟
من سيسدد سهم منيَّـتك
يقيم الناموس من الدم
يقوِّم ما اعوج من الخلق
على أيدي المحفل والهيكل والتابوت ؟
في غربتك الآن تنوح
يا نوح أقلع بسفيني
ومن في الملكوت الآن سيقنع
بقديد المكيَّة أو طهر يسوع
وناسُكَ ناسان
أولهم مقتول بالتخمة
والآخر يقتله الجوع
- اغرب عن وجهي
- أمّي دخلت هذا الصرح ولمّا تخرج حتى الآن
- أغرب عن وجهي .. ابحث عنها في السوق
أو بين ضحايا الثورة
أمّي دخلت.. استدعاها الملك الفاتن مذ أسبوعين ونيِّف
صارت أما للأمة- أمك ما عادت أمك
والرضيع أخي ماذا أطعمه ؟
ولماذا تطعمه يا ابن الكفرة
قرِّبْهُ تـَقـْدُمَة ً للثورة
معذرة للإزعاج
سلامو عليكو
غور في ستين داهية

* * * * *

انظروا يا بنات أورشليم
ثغر حبيبي قنبلة
قلبه مدفعٌ
عامود بركان يبرق في مرمى الخيمة
تنبجسُ الشهوة من خطوته زلزلة
جدائل شعره سحبٌ
تمطر كبريتا وحجارة
تشعل عهدينا في المدن المزبلة
أين خبأتم حبيبي يا بنات أورشليم
فتشت الجب وساءلت السيارة
من أور الكلدان وحتى برية سوف
مابرقت في الأفق إشارة

* * * * *

ماذا يريد الرب منا في الأزمنة المسبية ؟
أنكون على شاكلته
ننظر في الملكوت فنتمثل قوته أو رحمته ؟
أم نتنفس شرعته
فيصرعنا خبز الحرية ؟
انزل ماذا تفعل فوق المنبر يا ابن الغجرية ؟
أبكي قدام الرب على الملأ
علَّ خطايانا تخجل منا في هذا الحشد وتنحلُّ
أتريد الشعب ينوح
يذكـّر سوأته فيحنُّ إلى نوح
صدقني .. وحيدا جئتُ لأبكي فالتفوا حولي
الآن افتـُضِحَتْ أسرارك
سيحل عقابك
نفيا تتغرب عن شعبي في هذي الأرض
معذرة يا ظلّ أبينا .. لم أقصد إزعاجك
في ستين داهية غور

* * * * *

احفظوني في قلوبكم
عُضـُّوا على صورتي بالدمع
عويلا .. تنوحون عليّ لغاية صبح الدينونة
حتما سيهجّ السلطان
وتهجّ الجرذان الناشبة مخالبها في عظم السفينة
وتهجّ السماء
فتهْطل هطـّالاً
حتى ينطمر الجوع وتفشى السكينة
لا تضيعوني – مثلهم – وتؤبدون مناحة لا تنفضَّ
بقية أيامكم
احفظوني في قلوبكم
ولا تحزنوا









·
في حضرة الوصل
توسلت بالشجر
بالتراب والمياه
بعظام الميتين من الهوام
والبشر
توسلت بالغرباء
بالريح
بالفراشات
والزهر
توسلت بالنور
بالظلام
ومكتوم الضجر
توسلت بالظل
بالصمت والكلام
بكل محيوز وحائز
وبكل ممنوع وجائز...
توسلت بالمطر


حقل أبي
1
يبدو الكرادلة في ثياب فخمة جدا
يحملون صلبانا ذهبية
كل أحد مزيف
تشير لمأساة ابن الرب
المشبوح في بيت لحم
المحفل فخم للغاية
يعبق برائحة الثراء البذيء
هل يدخل الرب حشدا كهذا
بينما
الكرتان اللدنتان على حصيرة الصدر
تستهلكهما نانسي تماما
في القفز
_وليس السكون_
على مسرح الحياة المزيفة
التي يزينها الكرادلة
2
في حضور الشجر والثعالب
أنظر موتاتي وقياماتي
في حضور الشجر والثعالب
وفصائل الهداهد والفراشات
الآن أنظر غاضبا للمحاريب
تلك الفخاخ التي شيدها الأشرار
لاصطياد المخاليق وتكبيل حضورهم
في هذا الوجود الفاتن
أنظر للمعابد والكنائس والمساجد
تلك الحيوز
التي استلزم تقديسها بحار الدم والدموع
واستنزفت حضور الحيوات الغافلة
أيها الأوغاد
ماجدوى المسجد والكنيس
إذا قام على صخرة الدم والمظلمة
3
هنا
ينساب الوجود من حولي
في حيوات من ماتوا
ومن زلّوا على قيد الوجود
أسمعهم
أحادثهم
أسر كثيرا لضحكاتهم
واحتشادهم
يباركون حضورهم معي
ونزولي حقولهم الجديدة
4
من أنتم يارفاق المحن
والتواريخ المزيفة
والشرائع الفظة
يامن تبشرون بأرباب
يستحلون القتل واغتصاب النساء
وإذلال المساكين
وأسرى الحروب المقدسة
وإرسال الصغار إلى القيعان
في هاوية الجوع والحرمان
أيها الغافلون الأغرار
حتى متى يطول غيابكم
عن مواريث أبيكم الحق
صوت الجهالة يصك سمعي من خشبة المنبر
اقتلوهم إنهم أنجاس
ذوو روائح بالغة العفونة
ومن خشبة الصلب
تفوح رائحة الغشم
البطرك ذو الصليب الذهبي
يبارك كل هذا الخراب
باسم الآلهة
التي أزهقت
ملايين الحيوات الغافلة في تقديسها
5
هذا الوجود لمن ؟
أيها الانجاس
الزهر والمطر ورائحة السهول
حقول القصب والنعناع
لمن هذه الحياة ؟
أ للأتقياء فقط ؟
الذين يباركون الدم المسفوح
طمعا في جنان الخمر والعسل المصفى
وأنهار الجنس الخصيب
حورا وغلمانا
أو الحبور العظيم
في حضرة المنتقم الغضوب خير الماكرين ؟
6
يخبرني المطر
والطين والزهر
وهذا الغبار
أن الوجود قديم جدا
وأنني كنت هناك
في تلك البدايات
العصية على الذاكرة
وأنني سأعود في حيوات أخرى كثيرة
فيها جنتي وخلاصي
7
في حقل ابي
كل إثنين يجيء الهدهد
شاكرا ومشيرا
يتفقد الأعناب
المصطبة..موقد الحطب
طعام الغرباء وحائط القصب المنيع
يهز تاجه المزركش
ويومئ لي منصرفا
في الثلاثاء
تتدفق المياه في الترعة
من فيض الاله العظيم
فأسمع أصوات العرفان
ترددها الحشائش والضفادع
في حقول الأرز والذرة
والهالوك والعليق
والجنادب الليلية والقطارب
التي لاتنعس حتى تشرق الشمس
مؤذنة بنهار جديد
يحمل الندى
إلى السماوات
ليرشه طازجا على سطح الحياة
في هدأة الليل الجديد
كل أربعاء
شواهد الأولياء تصحو
في عمق الحقول
تصد عتمة القساوسة
والرهبان
ورجال الحوزة في قم وكربلاء
والأئمة
قبب الأولياء إشارات
لمن نذر فأوفى
أو أخذ بصيصا فاستكفى
تلك القباب لاشيء
سوى محو الممات
وتأبيد الحضور
الذي هو لنا
في الخميس
تزعق البهائم في الحظائر
انتظارا للعلف
في مضغة الجنس
أولفحة القوت الوفير
بعد مشوار عسير
فمن ذا الذي يفهم في صراخ الطبيعة ؟
طلبا للنجاة من الحياة
وطمعا في الممات الأخير
وفي الخميس أيضا
الذين يجلسون على دكة الحياة
أو دكة الحساب في نقلة المصير
هلا ترجّلوا قليلا
وتذوقوا بلاغة الصمت
أوصخب المعاني
في جذبة التأميل
في تباديل الفصول ؟
في الجمعة والسبوت والآحاد
لاشيء سوى النوم
الذي يصل الموت بالحياة
يرمم ذاكرة الخلق والولادة
يربط الحيوات
ماكان منها بالذي سيكون
8
كنت هنا
أقيّد الوقت
في دفاتر المنسيين
من خشاش الطمي والصحراء
ما الذي أيقظني من غيابي
ليحشرني في هذا العدم؟

9

هنا
في حقل أبي
السكون
لا الحركة
أصل الوجود












الطوفان

ذي ذات لوح
تطفو بكل ذي روحٍ يفرُّ
من سفر المشقة
من كل ذي كافٍ ونون
يأملُ بدءًا جديداً
من لجة الماء والطين
علامتاه
غصن زيتون في مناقير الحمام
وقوسٌ من الألوان
يرشم وجه السماء الغـُـفل
عقب الهطول
- ربكم دمويّ

كم يلزم الماء من وقت ليصير إلى دماء ، يفرح بها إذا تراق على ترابٍ ، فيعود الزمان للطين ثانية خلقا جديداً ، بالدم يحيا ، يستوي قربانا يحين قطافه ريثما يأثم الشعب وتثقله الخطيئة ، فيحز عروقا حابلة بالدم ، تـُقرُّ أفئدة الخطاة ، وتنبسط الروح المقدس

أتعلـِّمُ في ملكوت الأب يهووه بلا إحمٍ أو دستور
وهل يلزمني ترخيصٌ كي أتكلم
- الشيطانُ تجسّد فيك ، وحان الحين قطافك
طهرًا تطهر إذ دمك يسيل على وجه الأرض وتصعد روحك ميقاتا من هواءٍ وخفّة
معذرة للإزعاج .. سلامو عليكم
غور في ستين داهية

* * * * *

أهذي ذات ألواح
للهاربين نجاة من جحيم مؤاب في ليل صوغر
أم ذي ملاك الرب ينتزع العشارة
في مرمى سدوم ؟
يا أم أمي
ناهيك عن ضعفي وسقوط أصابعي
في فم جيراني
أو صعودي في سلام جثتي
لتشرئب أنفي في الهواء حياة ً
جحيم دينونة عاجلة
يا أم أمي
يهون صغاري
لو يأكلون روبة ً
من تحت قدميَّ
ما دمتُ حياً


العارفون
لهم رب
ليس كمثله
وهم في المساعي جبلة
ساكنون
أو طواف في السكون
بغير علة
العارفون
تغيّروا
منهم شجر وناس
وطير شريد في السما
او قرير في المحلة


يا التي أبهجتني
ومنحت روحي من كل شيء
فأراني أمشي في حقول أبي
تحوطني الفراشات
ومواكب العبير
يالتي مسدت جبيني براحتيها
وألهمتني فتننتي
فما يخطئني إذا مشيت شجر
أو طائر
أو حجر
يالتي صوبت روح الوجود في قلبي
فما عاد ينقصني شيء
يا التي بها اكتملت
فصرت واحدا
ما إن لمست بظلها ظلي
صار شجرا وينبوعا وقيثارا



وإذا صحوت



وصعدت على سطح داري وندهت
يا أنا
فجاوبني الخلود
ومسني وهج الحياة
وإذ خلعت كل اقنعتي
واتحدت بالبدا
وندهت
يا أنا
فما جاوبني شيء
كل شيء كان معي
كان بي واحدا
وإذ وقعت في السبي
مرة اخرى
فجاؤوا لإطلاقي فأبيت
وندهت
يا أنا
أمسبيا سابيا ؟
قالت ولو
وإذ مت مرة أخرى
وعاينت أشلائي
وندهت يا أنا
فبانت كل حيواتي

لعنة



الذي يتربص بالفقراء ليلا
والذي يسعى لسد النيل ؟
الأسماك والجزر والصيادون
والحامول والهيش
وحجنة الغاب
نساء منف
اللواتي يغسلن القمح
والأولاد والثياب بماء النهر
من ذا الذي يتبرص بالحياة ؟
أ فلم ير كيف كان مآل الاخشيد وابن أمر الله
والفارسي ابن داريوس الذي مجّدته اليهود
وأجلسته على عرش أسفارها؟


أمن جوع يموت اليمام؟



أم من فرط الحنين
الطيارات تطير
السناجب والهداهد
والعصفور والغربان
والدبابات تدب
كلاب وجواميس
بقر أليف ومستوحش
والزحافات تزحف
ديدان وأفاعي
ومابين الطيارات والدبابات والزحافات
كائنات بين ..بين
منها الصرصور والفأر والسحالي
وكذا في الناس أناس
وآخرون بين ..بين
ومن جوع يموت اليمام أحيانا
وأحيانا من فرط الحنين



صورة



الرب ليس قطعة حلوى
ندسها في جيوب الأطفال
وليس جمرة نخيف بها الغافلين
من فوق منابر الوعظ الممهدة دائما
للائمة والقساوسة
وعلى نفس الشاكلة
الرب ليس ثمرة خوخ
تنضج في غير أوانها
أوشجرة تفاح تثمر وقتما نشاء


بيتك هنا معي في الحقل



بين الطحالب والضفادع
الجرادات والفراشات والهداهد
بيتك هنا
على ربا أشجار التوت
وجرائد النخيل التي لاتجف طوال الموسم
تحت ظلال الجميز المنقط عل سطح المياة في الترعة
بيتك هنا
ومن هنا
نخرج إلى واحديتنا الأبدية
كأن لم نعلق بشباك الزمن وحبائل التاريخ


سرمدية

مازال في الشوارع متظاهرون
وكأنهم
يزورون المقابر كل خميس
يستنهضون موتاهم
ربما استجابوا ولوحوا لهم
بأيدهم أو بأصواتهم
من وراء الجدران
وكأنهم
يحملون الخبز لليتامى
والجائعين
لأفراد الشعب
الذين صاروا كأطفال الشوارع
يبحثون عن الزاد
في صناديق القمامة
بينما
موائد اللصوص طافحة بدسم الأرض
الذي أنضجته
دموعهم وعرق جلودهم
ونحيب القلوب

قيامة



أبي الذي مات باسطا حضوره في كل شي
في شجرة التوت
ومخزن الغلال
والشادوف الذي مازال معلقا على هدأة النهر
أبي الذي مات
تاركا حضوره يسطع في كل شيء من حولي
هنا حقله
يتمترس فوق الطمي وتحت النجوم المتلألئة
هنا حقله
وتلك الطيور تعرفه
تضبط إيقاعها في التنقل بين الغصون
على أنغام خطوته
وتلك المرأة الحسناء في بستانها تسقي الورود
وتدفع الفراشات صوب حقل أبي
فيتلفت النحل والبراعم النابتة
وينتبه الوجود
في الحضرة الجديدة



المآلات



1
تناثرت في الأشياء من حولي
في الشجر والأقداح
في زنة الخلخال.. في ساق الغوا
صدح المياه في الجداول
كدح الدودة في عتمة الطين
حقا تناثرت
في المحتوم على صارية البدا
2
لاتقل
لم أكن شاهدا
تذكر
فالذكرى تنفع الخطوات
في التنقل بين معارج الحيوات
تذكر
كل الحيوز التي ضمتك
في انطباع الاصل والتصوير
في انفراج الضوء والتعبير

العميان


ماذا لو
نظر المصريون في قلب واديهم
ماذا لو
استحضروا أيامهم
دفعة واحدة
الواسا ..الياروو..الكاميت
تلك الجنان الفسيحة
في ضفاف النيل من منف وطيبة وأبيدوس
انظروا
هي ذي خطوات إبرام تجوس في الوادي
قادما من الصحراء
وساراي تدفعه
لأحضان المصري
إنه أول الخيط الذي شد
اسرائيل وياسين
حتى موسى وعيسى
إلى قلب مصر
ماذا لو
نظر المصريون
في عين الأرض والنيل
في قلب مصر
يالها من رسالة
يحملها شعب من الصم والعميان
**********************************************
الآلهة الصغيرة
هذا الصباح _ككل صباح_
كان قبله صباح
ترسل الشمس بسمتها عبر نافذتي
فأفتحها وأبتسم
أتظاهر بالبلادة ثم أحشو رئتي تبغا وأبدأ خطوتي
طول اليوم..
تجذبني شفاة الجرح فآنسه
(خلف كل حد يقيم الإله الصغير مملكة
يدعيها دولة
يقوم بها آناء الليل حراس
تنضح أرواحهم بذكر أنعمه
ونحن _ يامن نحب الله والملكوت_
نحن الهوام في الملكوت
نحن قطعان الرعية)
لبيك أيها الإله
إني آنست جرحي
ولعنت حقي في الحياة
كيفما شاءت خطاي
****
غدا أيها الإله
يامن تنفس صحة الفقراء
تموت الهوام بأوجاعها
وتبقى وحيدا
يقدسك الفراغ
ويسبحك الملكوت العدم.







عباس منصور
• من مواليد سندبسط – زفتى – غربية 1962
• ليسانس دار العلوم 1985
• عضو اتحاد الكتاب و أتيليه القاهرة
• يعمل بوزارة التربية و التعليم على فترات متقطعة
حصل على جائزة اتحاد الكتاب عن نصٍ للمسرح بعنوان الشاسو 2010

صدر للكاتب
وجهان في المساء , (شعر) – دار الغد - 1990
مدينة أخرى ,(شعر) – مطبوعات الرافعي – 1993
في المقهى طبعا ً ,(شعر) – أصوات أدبية – 1996
الخسائر الناجمة عن المشي ,(شعر) – مركز الحضارة العربية – 2003
صلوات مصرية ,(شعر) – دار طابا للنشر – 2005
الطماشة ,(رواية) – مركز الحضارة العربية – 2007
الشاسو (نص للمسرح) ــ مركز الحضارة العربية ــ 2009
قلب أحمد (شعر) – مركز الحضارة العربية – 2012
نهج البداوة(مقالات) – مركز الحضارة العربية - 2012
الهيئة العامة للكتاب_ القرابين(شعر)_ 2018
قيد الإصدار
(نص للمسرح)الشاسو جزء 3
خط الأوليا) رواية )
سقطة المحو) شعر)
سيرة حبشى) رواية)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وداعا صلاح السعدنى.. الفنانون فى صدمه وابنه يتلقى العزاء على


.. انهيار ودموع أحمد السعدني ومنى زكى ووفاء عامر فى جنازة الفنا




.. فوق السلطة 385 – ردّ إيران مسرحية أم بداية حرب؟


.. وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز




.. لحظة تشييع جنازة الفنان صلاح السعدني بحضور نجوم الفن