الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من السبب في تدهور العرب ؟

طاهر مسلم البكاء

2020 / 2 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


بعد ان كان العرب والفلسطينيون يرددون بأنهم "لايقبلون بغير التحرير الكامل لأرض فلسطين " اصبحوا يطالبون بحدود عام 1967 م ،دون ان يسمعهم أحد ، وخصوصا ً رئيس الولايات المتحدة ترامب ورئيس وزراء الصهاينة نتنياهو الذين اصبح رؤوساء العرب وقادتهم مزحة على السنتهم ،يرددون ذلك في حملاتهم الأنتخابية ومؤتمراتهم الصحفية ،بينما لايجروء ترامب ان يقول شيئا ً يمس الرئيس الكوري الشمالي مثلا ً !
قطعا ً ليس الأعداء هم السبب وليست المؤامرات ولا الدسائس ، بل العرب أنفسهم هم السبب الرئيس ، فقد أضاع قادة العرب الخيط والعصفور ،وأولهم قادة فلسطين الذين فضلوا القصور والترف وزهو الدولة الوهمي على الجهاد والكفاح المسلح، لأسترداد أرضهم وحماية مقدساتهم، وعملوا كحراس أمنيين للصهاينة ،وخلقوا المثل السئ الذي أتبعه آخرون ،فاليوم السوداني يقول لك نحن نحاصر ونجوع من أجل فلسطين، والفلسطينيون أنفسهم يعملون كحراس للصهاينة ويتبادلون معهم بيع وشراء البضائع والعلاقات الطبيعية !
مر جيل من حكام العرب كانوا يعتبرون قضية فلسطين قضيتهم وانها تجري في عروقهم ،بعكس الجيل الحالي الموجود اليوم " عتيقه وحديثه " لايعنيهم الأمر سوى في الأعلام وفي الكذب والتزلف امام شعوبهم .
هل قوة العدو هي سبب الأنهيار؟
أبدا ً ،فالمتغيرات التكنلوجية ،جعلت كل فلسطين ساحة حرب لفصائل ليست في عداد دول ،مثل حزب الله وحماس والجهاد الأسلامي ،تجعل من دويلة الصهاينة أوهن من بيت العنكبوت ،ولكن لاوجود للعرب وجودا ً فعليا ً يستشعره العدو بعد ان هادنت الدول العربية الكبيرة الصهاينة دون ان تقبض سوى السراب .
اليوم يعلن أغلب حكام الأنظمة العربية ، في المحافل العامة ،تضامنهم مع الفلسطينيين، وأهمية قضيتهم، بينما يفعلون ما هو مخالف ومعاكس لذلك تماما في الخفاء .
وعندما بدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب محاولاته لوضع صفقة لتكون هدية للصهاينة ، كان على ثقة من ان الأنظمة العربية، تقف معه في خندق واحد، وأنها أبدت استعدادها تأييد الصفقة وان كان الأمر خلف الأبواب المغلقة ، وهذا هو الذي شجع ترامب على القول : إنه يعول على "عدة دول عربية" لم يسمها، في الحصول في نهاية المطاف على موافقة الفلسطينيين على الصفقة.
اما الغزل بين حكام العرب والصهاينة فقد بدأ خجولا ً ثم تطور الى تبادل زيارات وسفارات ، ويشير البعض إلى ما وصل إليه الحال، في مجال العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل من تطور، في وقت لايزال فيه المسؤولون سعوديون ينفون ذلك في العلن ، أن موقف حكام العرب ، تجاه القضية الفلسطينية، لم يأت من فراغ وأنه أفضل معبر عن حالة التردي العام، التي يشهدها العالم العربي، انطلاقا من حالة التشرذم الواضحة وكذلك ضعف الدول العربية وهشاشتها وتفكك علاقاتها مع بعضها ،وتراجع دورها الإقليمي ، بحيث يستغل كل ذلك الرئيس الأمريكي وهو تاجر وسمسار عقارات لمصلحة الصهاينة ، ولو أنه لمس وقفة عربية جدية تجعله يدفع الثمن ، لما فعل مافعل ،ولما تجرأ على الهزء بحكام العرب !.
الشعب العربي أين كلمته ؟
ماذا يعمل الشعب ،فلونظرنا قليلا ً الى الوراء وأخذنا كمثال الشعب المصري وهو أطلق ثورتين جبارتين في اوقات قياسية ثم حللنا النتائج لوجدنا ان رأس الأفعى الذي خلق التطبيع والفقر في ارض مصر لايزال هو هو ولم يتغير،وان العسكرة موجودة هي ذاتها ولكنها توجهت من عسكرة مصوبة أتجاه الصهاينة الى عسكرة مصوبة الى جبهات أخرى كالأرهاب وتهديد المياه وحماية النظام ،وان حال الشعب اليوم لايزال يسير من سئ الى اسوء ،وهو بالتالي فقد حتى حرية التعبير !
الأمريكان كما خدعوا السادات ومبارك وياسر عرفات وملك حسين وغيرهم من قبل فهم يؤدون ذات الدور في خداع السودانيين وايهامهم بالجنة الأمريكية الموعودة على الرغم من انهم وعملائهم موّلوا التمرّد في الجنوب، وأوعزوا لعسكر السودان أنّ المخرج الوحيد من كُل أزَمات البِلاد هو انفِصال الجنوب، غير ان البلاد خسرت ثرواتها واراضيها لتدخل في دوامه كبيرة من الفقر والعقوبات ،وبدأت الأخطاء تتراكم حيث اشترك الجيش السوداني كمرتزقه في حرب اليمن مقابل وعود لم يتحقق شيئا ً منها.
وأخذت دول الخليج ،والتي هي امارات محمية امريكيا ً حسب ما يحلو لترامب تكراره دائما ً بمناسبة وبدون مناسبة ،تضطلع بدور الوسيط الذي يسهل التطبيع وبناء علاقات مع الصهاينة ، رغم انها كانت في حرب تشرين رأس الحربة في المساعدات المقدمة لدول المواجهة ،وكذلك في حادثة قطع النفط الشهير .
كيف يعيد العرب قوتهم ؟
انهم يعرفون ان لاشئ يعدل وحدتهم والتنسيق بين دولهم بما يخدم مصالحهم ويجعلهم قوة مرهوبة الجانب لايتدخل فيها الغرب والشرق ،عليهم ان يدركوا انهم قلب الأسلام ونصله ،ولايمكن لهم ان يعيشوا بواقع مذل،ومن اولى اولياتهم ايقاف نزيف الدم العربي العربي ، بالحروب الداخلية التي لاتجني منها الأمة شيئا ً ،وايقاف نزيف وهدر المال العربي وحصره بمصالح الأمة وبناء دولها وقوتها الذاتية ، والألتفات الى الدول العربية التي لاتزال جبارة تقاوم التجبر والطغيان رغم جراحها ،واشعار المواطن العربي على امتداد ارض العرب انه جزء من أمة كبيرة عظيمة تسنده وتشد من أزره ، لو توحدت لنالت خير الدنيا وسعادة الآخرة :
" وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكم ..الآية 60 " سورة الأنفال ،هي دعوة للقوة والكرامة أكثر منها دعوة للحرب والأقتتال ،فعندما تكون قويا ً ستكون مهابا ً لايجروء الخصم على النيل من كرامتك وسلب حقوقك .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الى كاتب المقال
صباح ابراهيم ( 2020 / 2 / 6 - 12:52 )
وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ

قوة ايه اللي انت بتتكلم عليه ؟ انت ما تعرف ان حكامك العرب هم اللي يقبلون احذية قادة اسرائيل ويتمنون تطبيع العلاقات معها ولكنهم مثل العاهرة تشتهي و تستحي .
العرب يرغبون اليوم قبل بكرة بفتح السفارات الأسرائيلية في عواصمهم ، واليوم الممثليات الأسرائيلية موجودة في نصف الدول العربية ، وبكرة تتحول الى سفارات.
انت بتحلم والا ايه ؟