الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليبيا دولة مركبة من بلدين!؟

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)

2020 / 2 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


سألني: ماذا تقصد بأن ليبيا (دولة مركبة) فأجبته بما يلي:
الدولة المركبة هي الدولة التي تتركب من أكثر من قطر أي أكثر من بلاد ، بعكس الدولة البسيطة التي تتكون من بلد واحد ومن شعب واحد ، والدولة المركبة المكونة من عدة بلدان واقطار قد تتكون بفعل القوة والاجبار، اي مثل قوة الاحتلال، كما هو حال الدولة العثمانية مثلا التي قامت فوق ارضي عدة أقطار، أو المملكة المصرية التي كانت تضم مصر والسودان،؟ أو تتم بفعل الاتفاق والاختيار في عقد اتحادي كما في دولة بريطانيا أو المملكة المتحدة التي تتكون من عدة بلدان (انجلترا، ويلز، اسكوتلندا، ايرلاندا الشمالية) دخلت في كيان سياسي متحد تحت التاج الملكي ، وكذلك الحال في دولة تشيكوسلوفاكيا (تشيكيا، سلوفاكيا) ودولة يوغسلافيا التي تكونت كمملكة ثم تحولت جمهورية اشتراكية ثم فشلت وانقسمت لمكوناتها الاصلية وهي (صربيا، كرواتيا، سولوفينيا، البوسنة والهرسك) وغيرها ، فهذه الدول لا تقع ضمن مفهوم الدولة البسيطة المكونة من بلد واحد وشعب واحد بل ضمن مفهوم الدولة المركبة التي تتكون من عدة اقطار وعدة شعوب، وهو ما حصل في تكوين دولة ليبيا فهي قطعاً؟ دولة مركبة، ففي البدء تأسست بشكل اجباري استعماري على يد المستعمر الايطالي عام 1934 بدمج القطرين العربيين الشقيقيين والجارين برقة وطرابلس في مستعمرة واحدة اطلق عليها الطليان اسم ليبيا عام 1934 ، ثم بعد انهاء الاحتلال الايطالي قامت دولة ليبيا الثانية بشكل ارادي اختياري (نسبي) عام 1951 بتجديد زعماء ووجهاء القطر الطرابلسي ( غرب ليبيا اليوم) لمبايعتهم الاولى عام 1922 لأمير القطر البرقاوي (شرق ليبيا اليوم) السيد (ادريس السنوسي) كأمير وزعيم موحد للقطرين الطرابلساوي والبرقاوي في السلم والحرب، حيث تم تجديد هذه المبايعة عام 1950 - بشيء من الضغط والتوجيه البريطاني! - فكانت دولة ليبيا المتحدة بنظام ملكي برلماني فيدرالي دستوري حيث عاشت ليبيا أفضل أعوامها في ظل هذا النظام لمدة 12 عام ليتم بعد ذلك الانقلاب على ذاك النظام الفيدرالي الاتحادي المريح عام 1963 تحت تأثير القومية العربية من جهة ومن جهة تحت ضغط شركات النفط لتدخل البلاد في فوضى وحيرة وتخبط ليقع بعد 5 سنوات فقط الانقلاب الثاني عام 1969 وهو انقلاب العسكر بقيادة الملازم أول معمر القذافي، لتنهار دولة الاستقلال ولتغدو ليبيا على كف عفريت الى يوم الناس هذا ! ، وليس أمام عقلاء ليبيا لإنقاذ وحدتهم السياسية سوى التحلي بالحكمة السياسية التي تحلى بها الاباء المؤسسون عام 1950 والتي تقضي بالعودة الى النظام الفيدرالي والبرلماني في ظل التاج الملكي السنوسي ليكون صمام أمان للوحدة السياسية لليبيين أو على الاقل اي اذا رفض الليبيون العودة للملكية الدستورية يكون صمام الامان في ظل النظام الجمهوري من خلال مجلس رئاسي يقوم على المحاصصة المناطقية بحيث تنتخب كل منطقة من مناطق ليبيا الثلاث عضوين في المجلس الرئاسي الذي سيترأس البلد بصلاحيات محدودة طوال 6 سنوات الا أن النظام الملكي الوراثي الدستوري هو الأنسب لليبيا بل وللعرب عموما خلال هذه الحقبة من عمرهم الحضاري والسياسي!، والله خير مرشد وهو خير معين.
سليم الرقعي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الفرنسية توقف رجلاً هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإير


.. نتنياهو يرفع صوته ضد وزيرة الخارجية الألمانية




.. مراسلنا: دمار كبير في موقع عسكري تابع لفصائل مسلحة في منطقة


.. إيران تقلل من شأن الهجوم الذي تعرضت له وتتجاهل الإشارة لمسؤو




.. أصوات انفجارات في محافظة بابل العراقية وسط تقارير عن هجوم بط