الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سمات مشتركة بين ديانات الجذر الإبراهيمي

عباس منصور

2020 / 2 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


سمات مشتركة
1ـ الدين تصور عن الوجود والذات لايقوم على معطيات مادية فقط بل يقوم على التصديق بالغيب بشأن بداية الوجود ومآله ‘ وكل الديانات الإبراهيمية تبني هذا التصور على وجود إله منه بدأ كل شيء وإليه يعود على اختلاف في منزلة كل ديانة وأتباعها عند هذا الإله.
2ـ هذا التصور عن الوجود والذات تقوم به العلوم التجريبية والفلسفات على اختلاف منهج كل منها في الوصول إلى ذلك
3ـ منذ 3800عام تقريبا ظهر أبو الديانات السماوية ابراهيم بن تارح بن ناحور بن سروج بن رعو بن فالج بن عابر بن شالح بن ارفكشد بن سام بن نوح بن لامك بن متشولح بن اخنوخ بن يارد بن مهللئيل بن قينان بن أنوش بن شيت بن آدم.
4ـ كلمة إسرائيل هي اسم لقبيلة تنتسب إلى نبي هو يعقوب وقد غير اسمه إلى إسرائيل وهو ابن اسحق ابن ابراهيم بن تارح الذي هرب من الموصل في نينوى(العراقية الآن)إلى أرض كنعان (فلسطين الآن)‘ إبراهيم جد إسرائيل هرب إلى مصر بعد عصر بناة الأهرام ب800 سنة وأقام بها وأوصى نسله أن يقيموا بها من بعده فامتثلوا وخرجوا بعد 430سنة وقد صاروا شعبا يحمل كل آثار التحضر المصري المادي والأخلاقي (اعلم ان نسلك سيكون غريبا في أرض ليسألهم ويستعبدون لهم فيذلونهم أربع مئة سنة ثم الأمة التي يستعبدون لها أنا أدينها وبعد ذلك تخرجون بأملاك جزيلة) 13 و14تكوين 15وقد نفذ الحفيد إسرائيل بن اسحق بن ابراهيم هذه الوصية حرفيا فذهب بالنسل الإبراهيمي إلى مصر وأقاموا بها وخرجوا بأملاك وفيرة..
5ـ كل الشعوب القديمة السابقة على وجود إبراهيم ونسله كانت لهم ديانات تحمل تصوراتهم عن الوجود وعن ذواتهم ولم يكونوا يدعون نسبتها الى السماء ففي مصر التي نشأ فيها شعب إسرائيل وتطور كانت هناك صور كثيرة للتدين وتصورات لبدء الحياة على الأرض كما أقاموا مذابح للآلهة قدموا عليها القرابين وبيوت للعبادة مازال كثير منها موجودا حتى الآن كالتي بناها المصريون الأوائل ،كما كانوا يؤمنون بالبعث ووزن أعمال القلب في يوم الحساب ( المحاكمة الأوزورية) يقول جيمس بريستد في كتابه فجر الضمير:لم يكن في الشرق القديم إلا عقيدة دينية واحدة تقول بأن الإله يزن القلب وهي الديانة المصرية القديمة بما تشتمل عليه من المحاكمة الأوزورية.
ويقول جورج بوزنر وآخرون في معجم الحضارة المصرية مادة مذبح :وجدت أدلة في القبور منذ أقدم العصور على استعمال موائد تقديم الفرابين المأكولة والمشروبة التي تفرض الطقوس الجنائزية تقديمها للشخص الميت وتحسبا لعدم القيام بذلك الغرض كانت تنحت صور الطعام وتعاويذ القرابين على سطح المائدة لضمان تغذية الميت بكل طريقة ممكنة. وجدت مذابح بالمعابد أحيانا على هيئة كتل ضخمة قائمة في أفنية مكشوفة مثل مذبح هليوبوليس الرباعي 2500ق.م والمذابح ذات الدرج في تل العمارنة ..وكذلك استعملوا مذابح النار في بعض الطقوس الخاصة بطرد الأرواح الشريرة (حرق تماثيل صغيرة ونحوها) غير أن عادة التقدمات المحروقة لم تظهر في التاريخ المصري إلا في زمن متأخر‘ ويدل اسمها السامي على صفتها الأجنبية.
ولهذه الأشكال من التدين القديم صورعديدة لدى أمم الشرق في مصر والهند والصين وبابل وسومر وحتى المكسيك والملايو..
6ـ اليهود لم يأخذوا هذا الاسم إلا بعد ظهور موسى وقبلها كانوا يعرفون بالإسرائيليين أو العبرانيين وعموما هم لايعترفون بنبوة عيسى وديانة المسيحية ويعتبرونه مجرد هرطيق مخرف تطاول على الشريعة والناموس فقاموا بقتله ومازالوا ينتظرون مسيحهم أما المسيحيون فلايعترفون بنبوة محمد وديانته الإسلام ويرونه مجرد هرطيق استغل ذكاءه وقام بتوحيد قبائل العرب المتناحرة وأغراهم بالأمم المجاورة التي قد بلغت حالا مزريا من الضعف والتداعي بسبب التناحر الخارجي والداخلي مما جعلها لقمة سائغة تحت أنياب بدو الصحراء العربية .
7ـالإسلام يقر باليهودية والمسيحية ولكن على انهما ديانتان قد أحدث فيهما الكهنة والرهبان كثيرا من التزوير والتحريف.
8ـ تتفق الديانات الإبراهيمية الثلاث على أن الإله خلق السموات والارض ومابينهما في ستة أيام واستراح أو استوى على عرشه في اليوم السابع .. كما تتفق على أن آدم هو أول الجنس البشري وأن الإله خلقه من طين الأرض وخلق من ضلعه امرأة (حواء) وأقامهما في الجنة مع بعض المحاذير فلم يلتزما فقاما بطردهما من الجنة إلى الأرض وأن لله ملائكة أوكل إليها بعض المهام للعناية بالأرض ومن فيها ...وأن هناك قيامة وحياة أبدية بعد الموت وان الله أرسل انبياءه الى الناس انتهوا بزكريا عند اسرائيل وبعيسى عند المسيحيين وبمحمد عند المسلمين ولم يعد الله يرسل انبياء ورسلا الى الناس منذ محمد الى الآن.
9.سيطر الدين على سياسة الناس وتقرير مصيرهم منذ اعتماد المسيحية دينا رسميا للامبراطورية الرومانية في القرن الثالث الميلادي وحتى نهاية العصور الوسطى والتخلص من النفوذ السياسي للكنيسة..وكذلك منذ ظهور الاسلام في القرن السابع الميلادي وحتى انهيار الامبراطورية العثمانية في العقد الثاني من القرن العشرين.
10ـمن الناحية العلمية لايعتبر ما جاء في الكتب المقدسة لأنبياء النسل الإبراهيمي من الوثائق التاريخية المقطوع بصحتها لأن التدوين الأول لها بيد الكتبة أو الأنبياء على الجلود والعسب والعظام والحجرليس موجودا إنما الموجود هو تجميعات قام بها ناسخون في فترات متاخرة على ظهورها الأول من أفواه الأنبياء مدونة أو مشافهة ...مع الاعتراف بأن التداول الشفاهي غير المنقطع يعطي هذه الكتب قدرا عظيما من المصداقية . .فإذا قارنا بردية الكاهن أمينوبي مثلا بأي من النصوص المقدسة ومن الناحية الوثائقية العلمية فإن الحكم سيكون لصالح بردية أمينوبي أو حتى مومياوات ملوك مصر ومتون الأهرام ونقوش المعابد والجبانات ومقابر الفراعنة
11ـ رغم أن مصر أكرمت قبيلة إسرائيل وسمحت لهم بالعيش والنمو والتكاثر حتى صاروا 600ألف وخمس مئة وخمسين من الذين في سن العشرين وأكثر من كل القادرين على الحرب ماعدا أبناء سبط لاوي وهذا حسب الآيات من 45 إلى 47سفر العدد الإصحاح الأول. مع العلم بأن كل أبناء إسرائيل ونسائهم وأحفادهم الذين استدعاهم يوسف إلى مصر كانوا سبعين فردا حسب الآية 27من الإصحاح 46 سفر التكوين ‘ رغم هذا التكاثر والتحول من قبيلة(70فردا) تعاني الاغتراب والجوع منذ هروبهم من نينوى وكنعان الى شعب(600ألف) هرب من مصر في زمن الحفيد موسى رغم كل ذلك ذخرت الكتب المقدسة بالنيل من مصر وذم حكامها وأهلها ونعتهم بأحقر الأوصاف البدوية..هذا مع العلم بأن المصريين وحسب ديانات الجذر الإبراهيمي لم يبعث فيهم الله رب السماء رسولا أونبيا فقاموا بعصيانه مثلما فعلت عاد وثمود وقوم لوط وشعيب ويونس فكل الأنبياء من أصحاب الرسالات الذين ورد ذكرهم في الكتب المقدسة لم يكن أي منهم مكلف بتوصيل تعليمات الرب وشرائعه إلي المصريين ( وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وهو العزيز الحكيم)4إبراهيم ، ولم المصريون قوما لموسى ولم يكن لسانهم لسان موسى.
وكما جاء في صحيحي البخاري ومسلم عن جابر بن عبدالله قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ:أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي : نصرت بالرعب مسيرة شهر وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل وأحلت لي الغنائم وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس كافة وأعطيت الشفاعة. وبذا فكل الأنبياء الذين تحركوا وعاشوا بين المصريين مثل إبراهيم وإسرائيل ويوسف وأخوته من الأسباط وحتى موسى وهارون ..كل هؤلاء كانوا رسلا وأنبياء لقومهم لبني إسرائيل وبلسان قومهم المقيمين في مصر أرسلوا..ولم يكن لهم أو لمرسلهم على مصر أية رسالة دينية علي المصريين الالتزام بها والرضوخ لتعاليمها...فلماذا كل هذا السخط الإلهي في الكتب المقدسة على شعب مصر!!؟؟
ومن صور الاحتقار لمصر في الكتب المقدسة اعتبار السيدة هاجر المصرية مجرد سرية يتمتع بها ابراهيم وليست زوجة لها من الحقوق مثل التي لضرتها ساراي التي كذبت مع زوجها وعاونته للاحتيال على المصريين لنيل رضاهم في رحلة هروبهم من الموت جوعا في أرض كنعان مع أنهم جعلوا هداسا (استير)الاسرائيلية التى تزوجت ملك الفرس احشويرش جعلوها ملكة تتصرف في شؤون مملكة كسرى!!
12ـ اليهودية كديانة لاتسعى لاجتذاب أتباع جدد ليسوا من أفراد النسل الإسرائيلي بل هي ديانة مغلقة على بني إسرائيل فقط لأنهم يؤمنون بأنهم فقط هم الذين يستحقون أن يكون لهم إله هو الله يفتقدهم ويسعى لإرضائهم بينما بقية الشعوب والأمم هم الجوييم ..الأمميون الذي لايرتقون لمنزلة شعب الله المختار الذي اصطفاه وخصه بكل ما في الملكوت من متع .
13ـ الديانات الثلاث متفقة على انتظار المسيح المخلص الذي يرسله الله ليملأ الأرض عدلا بعدما امتلأت جورا..اليهود قتلوا المسيح لأنهم رأوه كذابا ويخرف وليس هو المنتظر ومازالوا ينتظرون المسيح الحق..المسيحيون ينتظرون عيسى ابن الانسان الذي رفعه الله إلى السماء وسيرسله في آخر الزمان ليملأ الأرض عدلا...المسلمون ينتظرون المهدي( المسيح) الذي سيبعثه الله في مكة من نسل قريش ليملأ الارض عدلا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 90-Al-Baqarah


.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا




.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد


.. يديعوت أحرونوت: أميركا قد تتراجع عن فرض عقوبات ضد -نتساح يهو




.. الأرجنتين تلاحق وزيرا إيرانيا بتهمة تفجير مركز يهودي