الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القصة من أبوابها..!!

ادريس الواغيش

2020 / 2 / 7
الادب والفن


مدارات: القصة من أبوابها..!!

لم تكن لي نية في يوم من الأيام أن أكتب القصة، لأنني ارتميت في أحضان الشعر مبكرا، كتبت الرسائل أيضا والخواطر وتفننت في كتابتها، حتى أن بعض الأصدقاء كانوا يصرون علي في الإطالة، لأنهم يجدون متعة كبيرة في قراءتها. كان طول بعضها يصل إلى حود "ورقة مزدوجة" أحيانا، ثم بدأت أضيف إليها ملاحق كورقة بيضاء مثلا، كنت أنزعها من دفاتر الدروس أو الملخصات.
كما كنت أضيف إليها صور ملونة تحمل وجها رياضيا أو فنيا جميلا، أنزعها من مجلات الفرنسية كنت أقتنيها رغم ضيق ذات اليد، وكانت ساعتها رخيصة مقارنة مع أثمنتها الحالية. لكن مرة نبهني موظف البريد أن رسائلي قد لا تصل إلى وجهتها لثقل وزنها، فتوقفت عن ممارسة هوايتي.
حين وصلتني قصة" الغراب" للقاص المتميز السي أحمد بوزفور بطريقة أو أخرى، وجدت فيها ما لم أجده في غيرها، كنت أقرأها كأني أنا من كتبها، لأنه في واقع الحال لم يكن يفصل بيني وبين تربة بوزفور، أو بيني وبين أبطالها وفضاءاتهم واحداثها سوى مرتفع صخري، فيما يشبه جبلا عالي، لا يتجاوز الألف متر كما أحداث أخر متشابهات.
أحسست أن القصة تحكي فعلا لا قولا عن شيئ قريب مني أو يكاد يشبهني، تلبسني القصة أحينا وفي أخرى كانت تعريني، لكنها في النهاية تعيدني بهدوء إلى أحضان طفولتي في دوار"أيلة" باحراشه وجبال مسننة تحرسه من الشمال.
كل شيء فيها ذكرني بصباي وبعضا من مراهقتي: رعي الماعز، طريقة تهييء الشاي، كريش الغابة، بيت الضيوف الخارجي الطيني، حنان الأب وخشونته القروية، الطريق الموحل، الموصل إلى "المسيد" ثم إلى المدرسة بعد ذلك!.
هكذا بدأت بوصلتي تتوجه تدريجيا إلى القصة، لأننا لم نكن نعرف جنسها يومئذ ولا حجمها، إن كانت طويلة أو قصيرة أو قصيرة جدا، كنا نكتب، حسب طاقتنا، والسلام.
حدث أن كتبت مقالا اجتماعيا في جريدة "الاتحاد الاشتراكي" ذات زمن ثمانيني نال إعجاب الكثيرين، لكن أستاذا نبهني يومها، فيما يشبه النصيحة، إلى أن ما كتبته هو أقرب إلى القصة منه إلى المقال، وعلي أن أستغل هذا الميول أكثر في المجال الأدبي منه المجال الصحافي.
الصدفة الثانية ستكون مع العم أحمد بوزفور في إحدى المكتبات الشهيرة بمكناس، تلاقت عيني مرة أخرى مع اسم القاص ومجموعته القصصية:" النظر في الوجه العزيز"، اقتنيتها دون تردد بعشرة دراهم(10د) عام 1984، قراتها بشغف وحب كبيرين لها ولكاتبها حتى من دون أن أعرفه، وهو نفس الحب الذي لازلت اكنه لشيخ قصاصينا السي أحمد.
اختليت لساعة ونيف في أحدى المقاهي بعيدا عن ضوضاء الناس، لم أرفع عيني عن صفحاتها ولو لدقيقة واحدة، إلا وقد انتهيت من قراءة صفحاتها.
أثارت فضولي أكبر في التعرف على هذا الجنس الجديد الذي اسمه "القصة"، نحن الذين شبعنا- تقريبا- من قراءة الشعر والرواية، وفي مجملها كانت حينئذ لمشارقة، لو استثنينا روايات عبد الكريم غلاب وأشعار محمد الحلوي أو روايات الطاهر بن جلون وإدريس الشرايبي او الصفريوي بالللغة الفرنسية. وجدت أنه يمكنني خوض مخاطر هذه التجربة، وراقني جدا أن أقرأ له فيها على الخصوص قصة:
- "الرجل الذي وجد البرتقالة".
شكرا للعم أحمد بوزفور الذي أنقذني من شرنقة الصحافة، وكان له الفضل في ان اتجهت إلى القصة، لأعود مرة أخرى من حيث بدأت شاعرا، لكن دون أن أتخلى عن القصة...!!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا