الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجزائر : ما لم و لن يستطيع السيد تبون تغييره في بنية للنظام مغلقة

حمزة بلحاج صالح

2020 / 2 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


نشرت على صفحتي الإفتراضية مقالا بسيطا مباشرة بعد تنصيب السيد تبون رئيسا للجمهورية الجزائرية بعنوان " بعض ما على تبون فعله و عدم إهماله "...

وهو في تقديري ما لم يستطع في النهاية التخلص منه و لن يستطيع كما أظن و أرجو أن أكون مخطئا...

فقمت بنقل نفس المقال بعنوان جديد مذكور أعلاه و هو أي المقال محين و متصرف فيه قليلا و هو كما يلي ...

" بعض ما على تبون فعله و عدم إهماله "

إذا تمكن عبد المجيد تبون من التخلص من جزء كبير من محيطه و من قاموا بالتجند معه في " حملته الإنتخابية "..

و تمكن من تجاوزهم نحو الكفاءات العالية و النادرة و الجادة في توزيع الحقائب الوزارية والوظائف العليا من مستشارين و أمناء عامين بالوزارات و الرئاسة و مكلفين بمهمة في الرئاسة و ولاة و مديرين تنفيذيين و غيرهم..

إن الحوكمة الراشدة ليست محاصصات و ولاءات و كسب ود و توصيات و ولاء لتحقيق توازنات جهوية و شخصية و جماعاتية ولا هي إستمالات و شعبوية و قسمة غنائم..

إذا لم يتمكن السيد تبون من التحرر من الأساليب البالية القديمة لن يستطيع أن ينال قيد أنملة و ذرة مصداقية عند من يفترض أن بعض الأمل بقي لديهم من الناس..

و اذا لم يتحرر من التقسيمات الخطيرة في المجتمع و التي تسوق لخطاب التشبيب الديماغوجي و التوازن النسوي و الإثني و الجهوي ...

و إذا لم يقدر على الموائمة و الجمع الفعال بين الأجيال حتى نتجنب هذه الإنقسامات الفئوية الحادة و الجنسية التي تستخدم مثلا لا حصرا المرأة للتسويق السياسوي و الشباب و الجامعيين ما يعود عند إغفال الكفاءة كمقاربة والإرتهان للتصنيفات و القيتوهات و

الخنادق و المخانق...

و إذا أهمل حال المناطق النائية و المنهكة في الصحراء المهمشة و في بعض المناطق بالشرق و الغرب و الشمال ومنطقة القبائل..الخ ليس بتوزيع الحقائب الوزارية و المناصب و الوظائف على حساب الكفاءة الفعلية فذلك لن ينفع..

و إذا تجاهل النخب الفعلية لا من يسمون مثقفين من " المشامشية " و من يعشقون التطبيل و التسلق تماما كما فعل عز الدين ميهوبي و غيره بالقناطير و الملايين...

و إذا حاول إستمالة الأرانب المرشحة معه للرئاسيات ليكافئهم بوظائف في الدولة أو الديبلوماسية ..

و إذا منح حقيبة وزير التربية لطرطور و أحادي اللسان و لا يفهم المجتمع الجزائري و مكوناته و ليس لديه اطلاع على التجارب التربوية الناجحة في العالم لا صلة له بعلوم التربية و سياساتها و رجل قابل ليساق أو لا صلة له بفهم القطاع و الحفر فيه و مقاربته

نسقيا ..

و كذلك حقائب وزارات الشؤون الدينية و الثقافة و الإعلام و البيئة و العمل و التشغيل و الضمان الإجتماعي ..الخ و قام بالسماح بتكوين حكومة يقال عنها " تقنوقراط " بالتوصيات تثقل كاهل الميزانية عددا و تعيق الحوكمة الراشدة و المرنة و الفعالة...الخ كأنها

جيش إنكشاري بأعداده أو جيش يحضر لإعادة فتح طليطلة ...

و تعيق كذلك تسيير المؤسسات الرئيسة و قام بالسماح بتشكيلة قيادة سوناطراك و رئيسها المدير العام و نوابه و المديرين العامين و التي تحتاج الى مراجعة و إعادة نظر بما فيها منصبي مدير الإنتاج و منصب مدير الموارد البشرية في هيكل المديرية العامة..

و إذا أهمل ضرورة الإلتفات إلى مسألة الإحتراس الإستراتيجي و المعلوماتي و التنافسي و مسألة الأمن القومي ومنه الأمن الفكري في سياق الحريات و حقوق الإنسان و التثاقف كعصب و أساس من أسس الأمن القومي...

لا يسعف بعض من قاموا بدعم السيد تبون في حملته و إلتفوا حوله أن يقوم بمكافئتهم بوزارة مثلا التعليم العالي أو وزير السكن أو وزير الإعلام أو وزير المجاهدين و غيرها..الخ فليس كل من دعم حملته و منح الولاء قدير و مؤهل و ليس كل دكتور و

بروفيسور مؤهل و جدير بقيادة الحوكمة الراشدة في مفصل هام من مفاصل الدولة ...

اذا أهمل تبون إلغاء بعض الوزارات و إلغاء الرواتب المرتفعة للنواب في الغرفتين بل غذا استطاع إلغاء غرفة و إلغاء الحوافز الخاصة برؤساء البلديات و أيضا الوزراء و المديرين التنفيذيين و الولاة و المنتخبين ..الخ

حتى يعاف الوظائف العليا كل إنتهازي وصولي و لا يطمع في امتياز ما و لو صك بنزين ...الخ فلا يقصدها أي الوظائف إلا نزيه شريف و وطني خالص ...

و يرفق كل هذا برقابة مستمرة و صرامة تحمي المسؤول من الشعبوية و الرسائل المجهولة و تصفية الحسابات و تراقبه و تحاسبه و تعزله من غير تدخل فلان و علان أو ذلك العسكري و الجنرال أو تلك الهيئة ...

نحن لسنا في حاجة إلى حكومة بعدد كبير و مفزع من الوزراء كأننا سنفتح طليطلة و لا باستحداث وزارات عبث كوزارة الإستشراف يتلهى فيها وهما و سرابا من يطالعون بعض كتب المستقبليات و أين نحن منها لتبقى خطابات فجة و حديث عن المؤسسات

الناشئة و جوائز تمنح للبحوث الجيدة في الجامعات هول خيار اقتصادي تم تلقفه من ندوة صحفية لرئيس الجمهورية ...

هل لنا من الوقت لهذه الأنشطة الهاوية التي لا تعني وزارة اليقظة و الاحتراس و تسيير المخاطر من المفترض و التوقع الفعلي لما نكون أمام حالة يمكن القبض عليها...

إن هذا لهدر للمال و الوقت و الوسائل و المورد البشري و تزييف للعلم و تزوير في حق الشعب...

إذا أهمل تبون مراجعة كل من السياسة و الإستراتيجية التربوية و التكوين المهني و الجامعة و البحث العلمي...

فإنه لن يتمكن من بلوغ مراده و لن يشهد إستقرارا في تقديري و لا كسب ثقة الشعب و حراكه الشعبي و لو بالنزر اليسير ..

لا يكفي الحكومة و رئيس الجمهورية أن يكون في فريقهم بعض نشطاء الحراك بدلوا مواقفهم من غير أن يبقوا على صلة و تشاور و تنسيق و تأييد من الحراك الشعبي السلمي ...

بل ان الخلاص في أن تتحول الحكومة و نشاط الرئيس الى تحقيق أمن الجزائر و الإستجابة الى مطالب شعبها ..و الله الموفق ..


مفكر جزائري حر و باحث مستقل و خبير تربوي و ناشط حقوقي معارض منذ الثمانينيات من القرن الماضي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت


.. #shorts - Baqarah-53




.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن


.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص




.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح