الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


1 تشرين لحظة تحول تاريخي لن تتكرر....

عمر عبد الكاظم حسن

2020 / 2 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


الشعوب الحية دائما ما تستغل لحظات التحول الاجتماعي والسياسي لصالح إعادة بناء نفسها والشروع في تأسيس مستقبلها على اساس قواعد صحيحة وصارمة لاعتلاء المجد وبما أن حركة التاريخ ودوراته هي بطيئة جدا لولادة مثل هكذا لحظات تحول ممكن للشعوب أن تستفاد منها في حالة استغلالها بشكل صحيح ونافع .

يمر العراق اليوم في ثالث لحظة تحول تاريخي منذ تاسيس الدولة العراقية عام 1921 والى الان هذه اللحظة وفرتها لنا حركة التاريخ وتقلباته ودوراته البطيئة التي لا تتكرر إلا عبر مخاضات تاريخية طويلة و عسيرة .

كانت اول لحظة تحول في تاريخ العراق الحديت لحظة اعتلاء الملك فيصل الاول عرش العراق بعد الاحتلال البريطاني للعراق كان هذا الملك شعلة من الفطنة والذكاء بحيث شخص مكامن الخلل وقال مقولته الشهيرة بحق العراقيين والتي مازالت تنطبق على العراقيين الي يومنا هذا .
((اقول وقلبي مليء اسى .
انه في اعتقادي لايوجد في العراق شعب عراقي بعد بل تكتلات بشريه خاليه من اي فكره وطنيه متشبعون بتقاليد واباطيل دينيه..
لاتجمع بينهم جامعه سماعون للسوء ميالون للفوضى.
مستعدون دائما للانقضاض على اي حكومه كانت.
ومع هذه الحاله فاننا نريد ان نشكل شعبا ونهذبه...وندربه...ونعلمه....
ولكم ان تتخيلوا صعوبه هذا العمل وعظمه الجهود التي يجب ان تصرف لاتمام هذه القضيه.))

اول لحظة تحول تاريخي في العراق الى بلد ديمقراطي دستوري حر اجهضتها مغامرات العسكر عام 1958 .

اما ثاني لحظة تحول في تاريخ العراق كانت لحظة سقوط الطاغية صدام عام 2003 وتأسيس عهد جديد برعاية الولايات المتحدة الأمريكية عهد كان منذ انطلاقته الاولى يحمل بذور فناءه بنفسه لانه عهد الطوائف والمكونات والزعامات الدينية وامراء الحروب عهد بني اساسا على مفاهيم ما قبل الدولة الحديثة وإن كان يسمى جزافا عهدا ديمقراطيا .

وكشف هذا العهد بالدليل القاطع اسطورة صمامات الامان الخيالية التي لم تجلب للعراق والعراقيين غير الويلات لانها عقول محكومة بعقل ديني عقول خيالية بعيده كل البعد عن اسلوب المنهج العلمي في بناء الدول هذه اللحظة المشؤومة وصلت إلى نهايتها اليوم .

اما اللحظة الثالثة لحظة ١ تشرين هذه اللحظة لحظة تحول تاريخي واجتماعي وسياسي لن تتكرر هذه اللحظة في دورات التاريخ ومخاضاته إلا بعد فترات طويلة اذا لم نستغل لحظة التحول هذه سوف لن يكتب لنا إلا الخراب والخذلان.

الا ان على العراقيين بكافة شرائحهم وتوجهاتهم والتنسيقيات ومنظمات المجتمع المدني وغيرها من القطاعات المجتمعية وبعد ان يتبين مخرجات هذه اللحظة ان يستيعنوا بعقلاء هذه الامة من علماء ومفكرين وكفاءات وخبرات اجنبية لبناء العراق على اساس مفاهيم حقوق الانسان وكتابة دستور عصري من قبل خبراء القانون الدستوري وعلماء الاجتماع والنفس والاستعانة بخبرات عالمية مشهود لها بالكفاءة وغيرها الكثير من الخطوات التصحيحية لبناء العراق .

من يراهن من السياسين والزعماء الدينين على انهيار لحظة ١ تشرين على انها موجه عابرة او فوران مؤقت يمكن احتوائها او ركوب موجتها هو واهم جدا هذه اللحظة مستمرة وان تعثرت وسوف تؤتي اوكلها عاجلا ام اجلا .....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل بدأ العد العكسي لعملية رفح؟ | #التاسعة


.. إيران وإسرائيل .. روسيا تدخل على خط التهدئة | #غرفة_الأخبار




.. فيتو أميركي .. وتنديد وخيبة أمل فلسطينية | #غرفة_الأخبار


.. بعد غلقه بسبب الحرب الإسرائيلية.. مخبز العجور إلى العمل في غ




.. تعرف على أصفهان الإيرانية وأهم مواقعها النووية والعسكرية