الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلم …...ام الدين ؟

فارس الكيخوه
(Fares Al Kehwa)

2020 / 2 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عزيزي القارئ.ماذا لو تعارض العلم مع معتقدك الديني مهما كان ؟ ماذا لو خالف دينك السماوي مع تعليمك العلمي والاكاديمي .بل يتجه كل منهما في الاتجاه المعاكس ؟ هل ستأخذ بالكتاب المقدس الذي تربيت منذ نعومة اظافرك على أنه من الله ، ام ستأخذ بالعلم الذي تعلمت منه لاحقاً وأثبت صحته ؟ بمن ستأخذ وتستمر ؟ ومن ستترك ؟ أسئلة كثيرة وكثيرة جدا .يبحث عليها الإنسان المعاصر اليوم ويستحق أن يحصل على أجوبة شافية .نحن هنا كلنا نبحث عن الحقيقة . وإن لم تكن مطلقة ولكن يجب أن تكون منصفة للعقل ،وللعقل فقط .فكم عقل لدينا ؟
يولد الإنسان عندنا في الشرق.ويولد معه دينه .يصبح جزءا منه ،يدخل معه في المنام والأحلام .يدخل في قلبه وعقله وضميره وفي شرايينه يسري.فيرسم الدين في داخله تلك الصورة واللوحة الجميلة والتي من الصعب جدا أن تتغير أو تمحو.هذه حقيقة.وهذا هو سر استمرارية الدين.. وبذلك يقطع الدين مشوارا لا بأس به في داخل منظومة ذلك الإنسان .عكس العلم الذي ينتظر حتى يحين دوره. هذا إذا حان. فيرحل ذلك الإنسان من هذه الحياة ولم يتذوق شيئا من ذلك العلم .وهذه حقيقة اخرى.اما البعض، فيجد في البحث وطلب العلم،فينال ما ينال من الشهادات ثم يرجع ليطبق نجاح ذلك العلم في الحياة اليومية العملية ...
والد جاري في الثمانينات من العمر.رجل متعلم مثقف ويتقبل النقد الديني،وهذا شئ رائع.تخرج من إحدى الجامعات الأمريكية في نهاية خمسينيات القرن الماضي.وصراحة انا أكن له كل احترام وتقدير لخدماته الجليلة في خدمة العراق ولعقود من الزمن.تحدثنا عن العراق وأحداثه الساخنة.ثم تحدثنا عن جولاته العلمية في أوروبا .ولكن عندما تطرق إلى الدين ،والذي كنت احاول التجنب الخوض فيه.رجع ذلك الرجل المتعلم والمثقف إلى ذلك الطفل وإلى تلك الصورة الجميلة للدين....وهنا قال لي: في إحدى المرات كنت ماشيا في أحد الشوارع الأمريكية عندما صادفت أحد المبشرين المسيحيين وحوله بعض الأشخاص.فقلت له.اثبت لي أن هذا الكتاب المقدس الذي بين يديك هو غير محرف ؟ وأنه كلام الله وليس بشر ؟ فلم يستطع الجواب.فضحك عليه الجمع...ولكن نحن المسلمين ،كتابنا غير محرف وهو من الله .لا زيادة ولا نقصان.هو هو عربي ...فقلت له: كيف عرفت ذلك ؟ فقال: من القرآن. فقلت : يعني أنت تستدل من القرآن نفسه انه غير محرف ؟ انت رجل متعلم ومثقف .درست العلم وجربت نجاحه وصدقه في الحياة العملية ، اثبت لي ،انت المؤمن بالقرآن اليوم والذي قدم وفرض عليك بأنه مقدس وهو من الله ،كما فرض على والديك قبلك ، بانه غير محرف ،وبالطريقة العلمية بالتجربة والبرهان ؟ فقال : لا حاجة لي أن اثبت أن القرآن الكريم من الله. نحن نسلم بالحقائق.فكل شئ في القرآن هو من الله والدليل نحن لدينا كتاب واحد . يقراءه العراقي والباكستاني والتونسي والنيحيري.عربي كان وعربي هو الآن.والله حفظه من التحريف..فقلت: هذه ليست بطريقة إثبات الشئ.فلو جاءك شخص الان وقال لك أنه رسول من الله ،فهل تؤمن برسالته وبكتابه بدون إثبات ودليل ؟ وهذا ما كانت مكة تنتظره من محمد .فهل فعل ؟ أعطني دليل واحد فقط ؟ ولعلمك وهذا ليس من جيبي.قراءة ورش في المغرب تختلف عن قراءة حفص التي عندك اليوم .وهذا يعني أنه هناك أكثر من قراءة للقران الحالي رغم الاختلافات القليلة ولكن يدل أيضا بأن الله فشل أن يحفظ القرآن من أي زيادة أو نقصان .هذا اذا ما سلمنا أن الذكر هو القرآن .ثم إن القرآن لم يجمع في فترة محمد .ومحمد لم يأمر بجمعه.ولا أحد يعرف السبب .ولولا خشية عمر بن الخطاب من نسيان وزوال الكثير من السور والايات بمقتل حفظة القرآن،لما تجرأ أبو بكر بجمعه. فهل تعتقد ان هولاء الذين جمع القرآن من صدورهم ،معصومين ؟ ثم جاء عثمان وحرق جميع القرايين التي تخالف قرانه.وهذا قطعا يدل أنه كان هناك بضعة قرايين تخالف بعضها البعض .لا وبل بعض الصحابة عارضوا مصحف عثمان رافضين إحراق مصاحفهم التي اعتبروها الأصح .اما اختيار زيد بن ثابت لجمع القرآن فكان عليه !!!!!!!!!! والماساة أن عثمان قتل بسبب تحريفه للقران.ثم اين اصبح مصحف عثمان هذا ؟ وماذا عن التنقيط والتشكيل والحركات ؟ أليست هذه زيادة على القران ؟ فهل كان في اللوح المحفوظ بدون تنقيط وحركات ؟ وحتى الاحرف العربية ،كان هناك على ما اعتقد 16 حرفا فقط ... هذا عدا الأحاديث الصحيحة عن تحريف القرآن ودور الحجاج بعدئذ في تحريفه ...سيدي الكريم وباختصار شديد.هناك ألف يد لعبت بالقرآن وبصريح التراث ،وانت تأتي اليوم وتقول لي بأنه غير محرف .معقولة والى هذه الدرجة ؟ والآن دعنا من التحريف ومغالطات القرآن اللغوية والبلاغية والتاريخية وحتى الحسابية منها..ماذا لو اختلف وتعارض العلم الذي درسته مع كلام الله الغير محرف ؟
فقال لي : وما علاقة القرآن بالعلم .على حد علمي القرآن لم يتطرق إلى العلوم. ثم إن هذه العلوم تتطور وتتغير بمرور الزمن.يعني ليس هناك حقيقة مطلقة ..فقلت: احسنت .فكيف تقول لي "نحن نسلم بالحقائق " عن أي حقائق بالضبط تتحدث ؟ كان يستطيع المبشر المسيحي أن يقول لك نفس الشئ وتنتهي المشكلة .ثم ،انت تقول "حد علمي" القرآن لم يتطرق إلى العلم ..معقولة ؟ سيدي الكريم..العلم يخالف القرآن في كروية الأرض وعن عمر الكون والأرض والبشرية .والقران يقر بأن الشمس تجري إلى مستقر لها.وان هناك سبعة سماوات.وان السماء رفعت عن الأرض.وقد كانت السماء والأرض ملتصقتيين ثم بعد ذلك فصلتا. وإن النجوم هي مصابيح في السماء الدنيا.وهي التي ترجم الشياطين.وان الجبال هي أوتاد .هذا كله مخالف للعلم ،أما إذا كنت تؤمن بالمعراج.فكيف محمد وهو بشر مثلي ومثلك ،يركب البراق ويعرج إلى ما لا نهاية في الكون الفسيح ويعود في نفس الليلة إلى منامه الدافئ ،متحديا كل قوانين الجاذبية !! ناهيك عن الكم الهائل في الأحاديث المخالفة للعلم …أنا لن اتطرق كثيرا في هذا الموضوع..اقولها لوالد جاري المحترم ولكل شخص متعلم مهما كان دينه.. معقولة ! والى هذا الحد لا تستطيع رفع الغشاوة من العين ؟ العلم كل يوم يثبت صحته ونجاحه في حياتنا اليومية.العلم نجح في الرياضيات والهندسة والطب والكيمياء والفيزياء والتكنولوجيا وغيرها الكثير ولا زال يبحث عن الأفضل .العلم نجح في علم الحفريات والآثار والمخطوطات والنصوص ودراسة التاريخ وتوصل إلى اكتشافات عظيمة تخالف وتطعن بقصص الدين ...فعن طريق العلم توصل الإنسان إلى تاريخ الأديان وليس العكس.العلم اثبت أن الزراعة والصناعة واللغات والكتابة وبناء المدن وسن القوانين وووووو هو تطور بشري لم تأتي مع الخليقة.العلم يا سادة يا كرام ..لا ينافق ولا يجامل ولا يلف ويدور لا يرقع ولا يخدر الشعوب ، بينما الدين يفعل ...العلم حر.يراهن على أوراقا كثيرة لا تخالف العقل والمنطق والفكر السليم لانه مادي وحسي عكس الدين الذي هو أسير والى يومنا هذا لذلك النص ( المقدس)..العلم يفتح كل يوم آفاق جديدة لانه يحث الإنسان على العمل وتفعيل العقل بينما الدين يحاول تجميده .لانه يقر بأن كل شي فيه، حقيقة مطلقة وثابتة منزلة من الله. وإن احرجته بالبرهان ،لعنات تنزل فيك ومصيرك النار خالداً فيها..العلم يقدس العقل والفكر الحر،بينما الدين يقدس الخرافات والأساطير والنصوص والماضي والأشخاص ..العلم يثبت صحته كل يوم بالتجربة والبرهان عكس الدين الذي يدور حول نفسه في أوسع دائرة فراغ. .الذي يطلب العلم يتوكل على العقل .ينهض ويعمل ويبحث ويجد بينما الذي يطلب الدين تجده يتوكل على الله عسى ولعل ، فاكثر الأمم توكلا على الله وذكر اسم الله صباحا ومساءا،وفي أتفه الأمور، هي اولها وأكثرها فشلا وتخلفا وفسادا وتقاعسا وتراجعا... العلم لا يخاف من السؤال لانه لا يخفي شئ ،عكس الدين فالمسكوت عنه أكثر من المكشوف ….اليوم، الأمم تلتفت حول العلم تتسابق فيما بينها وتتفنن في التقدم ،بينما امة محمد تلتفت حول الدين تتناحر فيما بينها وتتفنن في التخلف وتخدير الإنسان . العلم اليوم يعرف متى سيأتي المطر وفي اي ساعة وحتى الكمية . يعرف متى والى اين تهب الرياح .ويعلم ما في الأرحام .أليس هذا علم الغيب الذي لا يعرفه إلا الله ؟؟؟؟؟؟!
تنهض الأمة التي تعتمد العلم منهاجا ،ويرتقي الإنسان معها ،وتسقط الأمة التي تعتمد الدين منهاجا ….
ورغم هذا كله اقول..الدين قناعة شخصية اذا يراه المؤمن به أيما كان دينه .ضرورة طبيعية وأخلاقية وروحية وملاذا آمنا ،يبعث الطمأنينة ويهذب النفس ويبعث الحب في قلب الإنسان ويرفع من إنسانيته .لا إشكال هنا.وبالعكس يصبح نموذجاً جيدا.اذا كان هدفه الاخلاق والوجدان ...ولكن عندما يصبح أي دين عبء على الإنسان وتصبح سلبياته أكثر من ايجابياته .وتصبح الصورة مشوشة .متناقضة ،متشابكة متبعثرة وناقصة وتصبح باخنصار فوضى .والأهم في رأي هو الاستخفاف بالعقل البشري وسلب إنسانيته وزرع الحقد وكره الآخر...على المؤمن أن يعيد النظر والحسابات.وعلى المتعلم المثقف ،يقع على عاتقه دور أكبر.عليه أن يتعامل مع التراث الذي فرض عليه بأنه مقدس،ان يتعامل معه بعقلانية ومنطقية وبنظرة اليوم .هذا التعامل الذي سيخرجه من دائرة الفراغ والشك. ولكن ليس قبل ان يفيق من وهمه أولا.
فإذا أنت غير قادرعلى إثبات الشئ بالدليل والبرهان ،لا يحق لك أن تقول للآخرين انك تملك الحقيقة المطلقة وان دينك هو الأصح ….ومتى تملك الدليل والبرهان ،عندها دعنا نناقش…..
** عندما سقطت التفاحة..الجميع قال.سقطت ..الا واحد قال…... لماذا ؟
فهل وصلت الفكرة ؟؟؟؟؟؟؟؟
** لم يحدث هذا الحوار الساخن والعميق مع والد جاري اي خدش في علاقتي واحترامي لشخصه ولافكاره . وكذلك من جانبه.فقط اختلاف في الرأي ونظرة مخالفة ،.وانا على يقين أنه لم يكن مؤمناً بهذه الدرجة ولكن ربما الشعور بالذنب أو الخوف في هذا العمر،ربما ..
** كان الإغريق ولأكثر من ثلاثة آلاف سنة يؤمنون بوجود الآلهة وكذلك المصريين وبلاد ما بين النهرين …
** انا لا اعتقد ان العلم في صراع مع الدين .رغم انهما في طريقان متوازيان لا يلتقيان ..ولكن النهضة العلمية والفكرية للإنسان المعاصر ستقوده إلى كسراغلال قدسية النص……

تحياتي..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حقيقه الامر
على سالم ( 2020 / 2 / 9 - 04:48 )
لاشك ان ثوره المعلومات والاتصالات والانترنت فضحت كثيرا خرافات البدو العرب قطاع الطرق اللصوص الكذبه والرسول الدجال وكلام القرأن المخربط , هذا وقت فارق ومتميز بدون شك , الان الشيوخ الكذبه المجرمين بدأوا فى الصراخ والنحيب والبكاء والعويل على ضياع البزنس والاموال والقصور والمكانه الاجتماعيه والاعلاميه , لقد ظهر كذبهم وعهرهم وبهتانهم وتدليسهم وكله باسم المقدس البدوى , هذه هى شريعه الحياه , تستطيع ان تخدع القوم لفتره ما ولكنك لاتستطيع ان تخدعهم طوال الوقت , مابنى على باطل فهو باطل والاسلام فقد ورقه التوت الصغيره واصبح عاريا تماما