الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاحتجاجات في العراق: كيف يمكن بناء استراتيجية وطنية ناجحة؟

كاظم الحناوي

2020 / 2 / 9
ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية


للتنظيمات السياسية دور كبير في تقليل الخسائر في التظاهرات ورغم ضعف التنظيم ،القيادة والتحزب والأفق السياسي الواضح فان انتصار الثورة المضادة يعتمد على ما تفرزه الساحات من قيادات و تعزيز السلطة الحاكمة لأفرادها بين المحتجين وما يخلقه ذلك من مآسي يومية نراها في ما يعرض من صور..
لان ثمة قيادات سياسية بين الاحتجاجات الشعبية يصعب فهم أدوارها، وأبعاد أهداف تأسيس مكوناتها.. حتى يتسنى لك الوقوف بنفسك فيها والتعرف عن قرب عليها.. ذاك أن فاقد الشيء لا يعيطه، السياسي الذي يتولى الحديث باسم المتظاهرين.. إذا لم يكن هو بنفسه مدركا لدور، أو عمل، أو اهداف المتظاهرين، فمن باب أولى ألا يستطيع ان يقدم على تحقيق اي من تلك الاهداف .
لان من يجلس في مكان بعيد عن الاحتجاجات لم يكن ليفهم هيئة المحتوى المحلي لأفكار كل مجموعة..
والحقيقة أن نجاح السياسي في التعليق او التحليل او فهم اهداف الاحتجاجات يعتمد على القرب من المتظاهرين بالدرجة الأولى ، وعلى المؤيدين الصغير والكبير بالدرجة الثانية. والذي يعكس مساحة الانتماء الوطني و حب للوطن، وبالتالي لكل أهزوجة او شعار.. مستوى من الوعي يدفعنا إلى تحديد مستوى الهدف المحلي، أو الوطني أي كل محتوى محلي ناتج عن حاجات محلية ملحة، اما الشعارات الوطنية تعني ببساطة اهداف مشتركة بين عموم ابناء الوطن وهذا ما قصدته أن نجاح دور السياسي يعتمد على قدرته في الجانب المحلي وعدم الخلط مع الاهداف الوطنية اذا لم يكن على دراية عن طموح الجماهير من اطياف الوطن الاخرى .. وهي دعوة للشباب والشابات من المتظاهرين للحرص على تأسيس القوة الداعمة من المستوى المحلي في اللقاءات مع الاعلام.
اما المحللين نصيحتي لهم اننا عندما نؤسس لرؤية، فإن أجزاء كبيرة من مكوناتها تأتي من مكونات صغيرة، و ما أقصده مطالب شرائح المجتمع والتي في معظمها تتفق وتختلف في التفاصيل وتتفق في المطالب الاساسية، القضاء على الفساد ،المحاصصة و فرص استثمار جديدة للشباب.. وهنا يأتي دور الجهات التي هي على الجانب الاخر واقصد الحكومة، للتعرف على تلك الفرص لفتح الحوار مع الجماهير لتكوين مسار وخطة عمل مقبولة لديها.
إذا فالتحليل السياسي حلقة وصل لفهم المحتوى المحلي للتظاهرات وأسباب رفع سقف المطالب، تحقيقا لأهداف رؤية الحلول التي تلبي مطالب المتظاهرين، لا بالاعتماد على ما يصل من سوح الاحتجاجات الشعبية.
ونلخص دور السياسي المؤثر في سوح الاحتجاجات بقدرته على اعادة صياغة المطالب عبر الأنظمة واللوائح، وتحديد الجهات المستهدفة، وقياس الأثر المحقق من الحكومات المحلية وإعداد التقارير بشأنها، والمشاركة في عملية القرار الاستراتيجي الوطني مع الاخرين في المحافظات ، لإعادة كتابة المطالب وتطويرها.
ومن بحث مبسط فإنه يندر أن تجد في كل سوح الاحتجاج جهة تقوم بهذا الدور، رغم الأهمية الكبيرة لأنه كان الاعتقاد في البداية ان الاحتجاجات لن تستمر طويلا، حتى عند الجهات المنظمة .. نعم قد يكون هناك جهات او نقابات تستهدف التركيز على اهدافها المحلية، إلا أنه يجب ان نعرف ان ذلك ببساطة له دور تأسيسي استراتيجي بعيد ليصبح هدف وطني.
إذا لم يوجد أهداف استراتيجية واضحة للمظاهرات، فلا يمكن أبدا بناء استراتيجية وطنية ناجحة مهما توفر لديك من موارد أو إمكانات لأنه لا بد أن تبدأ أولا بتقييم الوضع الراهن، لأنك لن تستطيع تحقيق اهدافك ما لم تعرف طرق الوصول اليها وكيفية تحديد المسارات.
من الممكن الإسهاب في كل خطوة من خطوات بناء استراتيجية تواصل فعالة، لكن يبقى حجر زاوية نجاحها أن تكون ملبية لطموح الجماهير اولا واخيرا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في معرض البندقية


.. الهجوم على رفح أم الرد على إيران.. ماذا ستفعل إسرائيل؟




.. قطر تعيد تقييم دورها كوسيط في المحادثات بين إسرائيل وحماس


.. إسرائيل تواصل قصف غزة -المدمرة- وتوقع المزيد من الضحايا




.. شريحة في دماغ مصاب بالشلل تمكّنه من التحكّم بهاتفه من خلال أ