الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلمة الحزب الشيوعي اللبناني في تأبين الرفيق المناضل حبيب فارس

الحزب الشيوعي اللبناني

2020 / 2 / 10
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية



كلمة الحزب الشيوعي اللبناني ألقاها عضو المكتب السياسي الرفيق د. غسان ديبة في تأبين عضو اللجنة المركزية الرفيق المناضل حبيب فارس:



أعزاؤنا عائلة ورفاق الفقيد حبيب فارس

أهالي عيترون والجنوب الكرام

الرفيق الأمين العام والرفاق والأصدقاء الأعزاء،

اليوم نجتمع سوية في ذكرى اسبوع الرفيق حبيب فارس عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اللبناني وعضو لجنة العلاقات الخارجية فيه فاسمحوا لي أن أتقدم منكم باسم قيادة الحزب الشيوعي اللبناني بأصدق التعازي واحرها بفقدان رفيقنا المناضل حبيب وقبله بأيام بفقدان الرفيق نعيم الشيخ حسين أحد أعمدة الحزب ومؤسسيه في الجنوب.

ودعناك يا حبيب بأسى وحزن عميقين اذ كنت تنشر الفرح والامل بيننا وتستقبل رفاقك باللجنة المركزية عند اللقاء بابتسامة زارعاً التفاؤل بان الحزب سيبقى كما عهدته وعهدناه اميناً لقيم وأهداف تحقيق التحرر والعدالة ومن اجل أن ينعم شعب لبنان بالحرية والسعادة.

عرفناك في قيادة الحزب كما عرفك رفاقك واصدقاؤك واهالي عيترون فارساً معطاءً، صادقاً محباً لكل من رافقك في اسرتك وعائلتك الاكبر في الحزب الشيوعي اللبناني.

نفتقدك كثيراً ونحن في أمس الحاجة الى مساهماتك الغنية في النقاش والنقد وفي مشاركاتك في تنفيذ المهمات النضالية في عيترون والجنوب وبيروت وحيث ما دعاك الحزب في الوطن وخارجه لتمثيله في المؤتمرات والندوات.



أيها الرفاق والأصدقاء،

إن الحزب الشيوعي اللبناني هو الحزب الذي أمضى فيه حبيب كل هذه السنين التي امتدت من لبنان إلى المهجر في أستراليا ومن ثم الى لبنان من دون كلل أو اهتزاز في العقيدة الشيوعية. فهو من الرعيل الذي هاجر إلى الأصقاع البعيدة ومرت عليه الأحداث الصعبة من نهاية الحرب الاهلية وتراجع مشروع التغيير الديمقراطي إلى انتهاء تجربة الاشتراكية المحققة في الاتحاد السوفياتي وأوروبا الشرقية ولكنه لم يغيّر ولم يبدل قناعاته فبقي عليها في أستراليا وعمل في الحزب الشيوعي الأسترالي لمدة طويلة وكان عضوا في لجنته المركزية ....لم يبدل قناعاته بل أراد أن يلتزم بها أكثر عند عودته إلى الوطن فقرر الخدمة في قيادة الحزب في المؤتمر الحادي عشر وانتُخب إلى لجنته المركزية فكان الدائم الحضور والمشارك في النقاشات والقرارات وكان حضوره محببا للجميع حتى الذين اختلفوا في الآراء معه... في المدة الأخيرة كنت أراه متعبا قليلاً ولكنه استمر في الالتزام أكثر من الكثيرين منا.

لقد تعرفت إلى حبيب أكثر عند انضمامه إلى الدورة الأولى للمدرسة الحزبية هو وبعض رفاقه من أعضاء اللجنة المركزية وكان أكبر الطلاب سناً ولكنه من أكثرهم فضولاً ونقاشاً وتعلماً. ولم يكن العمرَ بالنسبة إليه علياءً يرتفع فيه عن التعلم بل كان مثالا للكثيرين ويا ليت الكُثر يتمثلون به. وانا متأكد أن كل رفاقه في دورة كمال البقاعي ورضوان حمزة، الرفيقان العزيزان في قيادة الحزب الحادية عشرة اللذَيْن كحبيب رحلا عنا باكراً، كان لديهم ذكريات جميلة عنه بالأخص رفيقه الذي كان يرافقه من الجنوب إلى بيروت بكل حماسة ورفاقية الرفيق العزيز أحمد داغر.

اليوم ربما لدينا بعض العزاء أن الدورة الرابعة للمدرسة الحزبية كان الاقبال عليها من الرفاق والأصدقاء كبيراً وغير مسبوقاً والذي وصل إلى أكثر من سبعين رفيقا ما اضطر لجنة التثقيف إلى تقسيمها إلى دورتين وهنا أعلن اننا في لجنة التثقيف المركزية سنطلق على إحداها دورة الرفيق حبيب فارس كعربان وفاء له على إعطاءه الأمثولة المثلى للشيوعيين في التثقيف والتعلم والالتزام بالماركسية واللينينية.



أيها الرفاق والأصدقاء،

لقد رحل الرفيق حبيب في وقت تشتد فيه تدخل الإمبريالية الأميركية في القضية التي أحبها وناضل من أجلها وهي القضية التاريخية المركزية، القضية الفلسطينية عبر ما سمي بصفقة القرن وقد شكّل هذا الإعلان خطوةً عدوانيّةً ضد الشعب الفلسطيني وشعوب منطقتنا، ويحاول اسقاط عمليا كل القرارات الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية. فقد وعد بتوسيع سيطرة الاحتلال الصهيوني ليشمل كامل مدينة القدس وغور الأردن والمستوطنات في الضفة الغربية، فضلا عن الجولان السوري المحتل، لتنحصر الأراضي الفلسطينية بما لا يشكل 10% من مساحة فلسطين التاريخية. كما اسقطت هذه الصفقة حق العودة لملايين اللاجئين الفلسطينيين، كما ضم مزارع شبعا اللبنانية الى الكيان الصهيوني.

وهنا على الشعوب العربية والشعب الفلسطيني مواجهة صفقة القرن البائدة هذه برهان القرن لبناء دولة واحدة ديموقراطية علمانية في فلسطين التاريخية. ولكن لتحقيق ذلك يجب تغيير الواقع المادي والفكري للصراع فكما قال ماركس «القوة المادية لا تسقط إلّا بالقوّة المادية» وان "سلاح النقد لا يمكن أن يَستَبْدل النقد بالسلاح" ...عندها فقط يمكن هزيمة الإمبريالية الأميركية وإنهاء نظام الفصل العنصري في فلسطين.

أما في لبنان، فبعد يومين ستجري جلسات الثقة بالحكومة الحديدة وهنا يرى الحزب الشيوعي أن مشروعي الموازنة والبيان الوزاري وتشكيلة الحكومة نفسها ليسوا إلاّ وجهاً آخر من أزمة السلطة في لبنان عامة وازمة الحكومة الجديدة خاصة والتي تتمظهر عبر: اولا، عدم مقدرتها التنفيذية على قيادة البلاد في هذه المرحلة المصيرية وثانيا، تجاهلها لما حدث في لبنان منذ السابع عشر من اكتوبر حيث انتفض الشعب اللبناني ولا يزال من أجل إجراء التغيير السياسي وبالتحديد تغيير السياسات الاقتصادية والنقدية والمالية وصولا إلى دولة مدنية ديمقراطية واقتصاد منتجا وعدالة اجتماعية. من هنا نرى أن هذه الحكومة الجديدة ما هي إلاّ استمراراً لسابقتها التي استقالت تحت ضغط الانتفاضة التي رفضت ضرائبها وورقتها الإصلاحية وبالتالي مشروع موازنتها. في هذا الإطار، لقد طرح الحزب برنامجه للمرحلة الانتقالية لاتباع خارطة طريق سياسية جديدة تتمثل بحكومة انتقالية من خارج منظومة المحاصصة المذهبية التي برهنت مرة أخرى على أنها لا تنتج الا حكومات مستنسخة تستمر في نفس السياسات التي اوصلت لبنان إلى هذه الأزمة الكبرى. وتتمثل خارطة الطريق أيضا بإجراء انتخابات نيابية مبكرة خلال عدة أشهر في ظل قانون انتخابي عصري على اساس النسبية وإلغاء القيد الطائفي وخفض سن الاقتراع إلى 18 عاماً من أجل إعادة تكوين السلطة على أسس مدنية وديمقراطية ومن اجل تحويل أصوات الشباب اللبناني في الشارع إلى أصوات في صناديق الاقتراع تنبثق منها شرعية سياسية جديدة للتغيير.



أيها الرفاق والأصدقاء،

هنا لا بدّ من ان نسأل أنفسنا لماذا يناضل الشيوعيون من اجل الديمقراطية في طريقهم إلى تحقيق الاشتراكية؟ والسبب لان الديمقراطية هي

اساس التغيير السياسي والتحرر النهائي للطبقة العاملة. في مقالة بُعيد وفاة فريديريك انجلز، قال لينين "إن الميل..، إلى الابتعاد عن المهمة الأكثر إلحاحًا والأكثر أهمية للاشتراكيين الروس، وهي الفوز بالحرية السياسية، بدا.. مشبوهاً بالنسبة لماركس وإنجلز، وكان يعتبرونه حتى كخيانة مباشرة للقضية العظيمة للثورة الاجتماعية. فكما قالا باستمرار "يجب أن يكون تحرير العمال فعل الطبقة العاملة نفسها" - ولكن من أجل الكفاح من أجل تحريرها الاقتصادي، يجب على البروليتاريا أن تكسب لنفسها بعض الحقوق السياسية".

وهنا تأتي انتفاضة السابع عشر من أكتوبر كمحطة للتحرر السياسي ولقد طرح الحزب برنامجه للتغيير والآن لدينا المهمة الكبرى بتحويل البرنامج إلى أداة ثورية تجذب الجماهير إلى الحزب الشيوعي حزب التغيير والديمقراطية وتطوير القوى المنتجة والعدالة الاجتماعية... هذا هو التحدي اليوم أمام الحزب وهنا في هذه الذكرى نضيف اليوم انه هو الحزب الذي أحبه حبيب فارس وبقي في صفوفه حتى الرمق الأخير. فيا رفيق حبيب، ويا رفيق نعيم، حزبكم الشيوعي سيتابع نضاله وذكراكما ستبقى في قلوب محبيكم من الرفاق والأصدقاء والعائلة العزيزة وجموع أهالي عيترون المناضلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي


.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا




.. يونس سراج ضيف برنامج -شباب في الواجهة- - حلقة 16 أبريل 2024


.. Support For Zionism - To Your Left: Palestine | الدعم غير ال




.. كلام ستات | أسس نجاح العلاقات بين الزوجين | الثلاثاء 16 أبري