الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نشوء تيارات وحراكات يتطلب من القائمين عليها

محمود الشيخ

2020 / 2 / 11
القضية الفلسطينية


شهدت الساحة الفلسطينية حالة ارباك لمحتلف القوى السياسيه على الساحة الفلسطينيه، لان كافة القوى لم تتمكن من تحقيق شعاراتها السياسيه ، وادى اتفاق اوسلو الى تمكين الإحتلال من ترسيخ احتلاله للضفة الغربية والتحكم بقطاع غزه حكما قرقوشيا ، ثم جاء اتفاق ترامب نتنياهو ( صفقة القرن ) ليكمل الإضطراب زالإرباك ، فأصيبت بالصدمه ، بناء على ذلك لم يعد لديها القدره على التفكير كيف تتصرف في ظل ضعفها من جهه ن وتخليها عن نهجها السياسي وتبني العديد منهم اتفاق اوسلو ، وخروج العشرات من كوادرها من صفوف تلك القوى ، احتجاجا على تخليها عن اما تمثيل الطبقة العامله وبالتالي تخليها عن فكر الطبقة العامله ، وتخليها عن برنامجها السياسي كل ذلك حال دون ان تكون القوى التى يمكنها تبني موقفا سياسيا قادرا على صد العدوان الجديد واسقاطه ، مما زاد من حالة الفرز السياسي على الساحة الفلسطينيه ، ثم لا زالت حتى اللحظة متمسكه في انقسامها وعقليتها التى ساهمت في تعميق الإنقسامات مما زاد تهتك الساحه السياسيه .
اليس غريبا جدا ان تتعرض قضيتنا الفلسطينيه الى ابشع حالات التأمر ولا ترى كل القوى اهمية وحدتها امام هذا الواقع السيء ، اليس غريبا ان تتعرض قصيتنا الى مشروع لتصفيتها وكافة السياسين حتى النخب السياسيه لا يفكرون بغير مصالحهم الفؤيه والشخصيه ، اليس غريبا جدا ان تكون الطبقة الحاكمه ليس لديها استعداد للتصادم مع الإحتلال ، وهم يدركون اكثر من غيرهم ان تجاهلهم لحجم المؤامره ومحاولتهم الإبتعاد عن الطرق المؤديه الى اسقاط صفقة القرن ، وتمسكهم في التفاوض المجرب (27 ) سنه غير مفيد وسيزيد ارضما استيطانا وسيطرة اسرائيلية عليها ..
في حين باقي القوى لا زالت في حالة استرخاء حتى النخب السياسيه التى جلبت معها بعد خروجها من تنظيماتها الأمراض التى عشعشت في عقولهم ، ستؤدي الى الخراب الذى خلق امراض تلك القوى في حراكاتهم وتياراتهم ، (الشللية والكولسه والوتوته والقيام بأعمال من وراء ظهر زملائهم ) هذه بالطبع ستقضي على اية محاوله لنجاح تياراهم او حراكاتهم ، خاصه وهناك اهداف شخصيه وراء نشاطاتهم ، او يعتبرون انفسهم الأب الروحي للتيار او الحراك .
لن تنجح تلك الحراكات او التيارات والبعض يتمتع بهذه العقليه معتقدا ان الأخرين من زملائهم لا يعرفون مكنوناتهم .
ان اسقاط صفقة القرن لها شروطها اولا السلطه عليها كما ادعت تغير ادائها الوظيفي بما يخدم الشعب الفلسطيني ،لينتهي دورها في خدمة الإحتلال ، وتسعى بكل الطرق خلق تنمية اقتصاديه هدفها تعزيز صمود الجماهير في ارضها ، ثم اولا وقبل كل شيء انهاء الإنقسام وتعزيز وحدة الصف الوطني ، استنادا الى نبني استراتيجية سياسية تستند الى المقاومة الشعبيه والتوقف عن تبني التفاوض طريقا للخلاص من الإحتلال ، وان اقتضى الأمر فك السلطة وقذف مفاتيها في وجه الإحتلال ، كون السلطه ليست هدف الشعب الفلسطيني بل هدفه الدولة المستقله في حدود الرابع من حزيران لسنة 1967 بما في ذلك القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين ، ثم على القوى السياسيه ان تسارع الى تبني المقاومة الشعبيه لتنهي النفور الشعبي منها ومن اندحارها منذ نشوء السلطة الفلسطينية المشروع الإسرائيلي قبل ان يكون فلسطيني.
واما التيارات والحراكات عليها اولا ان لا تنقل امراض القوى السياسيه التى قدمت منها ، وتبتعد عن الشلليه وان لا يكون لأي منهم اهداف شخصيه يستغل الحراك او التيار لأهدافه لأنه في حال انكشاف امره اي منهم سيؤدي ذلك الى انهيار التيار او الحراك ،
ثم خرج من صفوف الحركة الوطنيه مئات اذا لم يكن الاف الكوادر،لأنها لم تعد القوى التى دخلوها اول مره بل غدت احزاب وقوى تدافع عن برنامج اوسلو الذى اصبح (فرشة سبرنج ) التى تمدد عليها الإحتلال،وتحولت الأجهزة الأمنيه الى خادم لأمن اسرائيل،وتلك القوى السياسيه التى لا زال لها وجود وان كان احيانا شكليا،لا تعترض ولا ترفع صوتها ولا تقود الجماهير مثلما كانت ابان الإنتفاضة الأولى،ولذلك اندحر دورها وفي احسن الحالات نقول تراجع دورها،حتى في اللجنة التنفيذيه اصبحت تلك القوى شكليه في وجودها،ثم اكملت على اسباب التراجع حركة حماس في انقلابها الذى زاد من حالة الضعف الذى تتميز به الساحة الفلسطينيه،فأصبحت الحركة الوطنية برمتها قاصره وعاجزه عن اداء دورها في مقارعة الإحتلال،بعد ان ابتعدت الجماهيرعنها وانعزلت هي،ولا تصدقها الجماهير او لا تتعاطى معها مهما كانت شعاراتها التى ترفعها وتنادي بها،لا تشاركها فعالياتها،لم تعد عنصر استقطاب وجذب مثلما كانت قبل اتفاق اوسلو.
ثم ان اشتداد الخلافات بين القوى من جهه،وفي نفس الفصيل،وعدم تمكن ما نسميها قوى اليسار من تشكيل تجمع وطني ديمقراطي لأسباب ذاتيه رغم ان البعض يقول انها سياسيه،الا ان الذاتية منها كانت الأِشد تأثيرا رغم كما قلت غلفت بالسياسي،ولو تمكنت تلك القوى من تكوين هذا التجمع لكان له تأثير كبير على المجتع الفلسطيني لأنه ينتظر تجمعا يساهم في وضع حد للخلاف بين فتح وحماس وحتى ينهي الإنقسام،الا ان تغليب المصالح التنظيميه والشخصيه على المصلحة العامه كان سببا،ولا يخفى ان بعض القوى قد تلوثت وتلوثها استغل لخدمة دعم الفرديه في سلطة اتخاذ القرار
لكن كان يمكن انتشال هؤلاء ومنع تدهورهم لو اريد للبعض ان يقوم بهذا الواجب.
ومن احل تصويب العمل والهدف الذى اختلفت القوى عليه اذ لم يعد الهدف لديها هو المصلحة الوطنية العليا بل المصالح التنظيميه والحزبيه،مما اراح الإحتلال وعمق الخلاف بين القوى،ولذلك ازداد اندحار دورها وانتهى بريقها الذى كان وازداد ابتعاد الجماهير عنها،
في ظل هكذا مناح وبيئه سياسيه هل يمكن نشوء تيارات او حراكات او احزاب سياسيه،خاصه ان من اهم شروط نجاحها كسب ثقة الجماهيربها المفقود لدى كافة القوى السياسيه،صحيح لا يمكن الإستغناء عن الاحزاب والقوى السياسيه،لكن نجاح الأحزاب مرتبط بمدى ارتباط تلك القوى بالجماهير ومصالحها سواء اليوميه او السياسيه،في الوقت الذى كثر الحديث بين شخصيات اجتماعيه ومثقفين عن اهمية نشوء تيار او حراكات نظرا لحاجة شعبنا وقضيته لها،بعد فشل قوانا السياسيه بمهمتها التى نشأت من اجلها،وانكمش بعضها انكماشا كبيرا والبعض الأخرنضعه في خانة التلاشي،ان احزابا لم تتمكن من نقل شعبها من واقع الإحتلال الى واقع الحريه والإستقلال لا يمكنها ان تنجح او تقود شعبا كما كانت تقوده قيل اوسلو لا يمكن ان يثق بها ويرفع شعاراتها ويؤمن بها واليوم غدت تلك القوى في نظر الجماهيرعبئا عليها لا يثق بها ولا يقبل بقيادتها له.
ففي ظل هكذا بيئه رغم قساوتها نحن بحاجه الى تيار او حراك سياسي،لكن لنشأته شروط يقع على رأسها ان لا يكون احدا ملوثا او فاسدا اخلاقيا او ماليا او اداريا،وان تكون شعاراته السياسيه تتطابق مع مصالح الجماهير ومناهضه للإحتلال والفساد،وان لا تبنى على قواعد كانت سببا في فشل القوى السياسيه منها الشلليه،خاصه وان نسبة (99.9%) من الساعين لتشكيل تيارا او حراك من الذين خرجوا من احزابهم او قواهم السياسيه،ومن مختلف الأحزب وحاملين معهم افكار احزابهم مما يعني ان انفجار تلك التيارات قائم بسبب الامراض الذى تحمله تلك الشخصيات،من الفؤيه اوالتقزيم ثم ان اعتبار البعض بان التيار او الحراك عتبة للقفز منها على ما هو اعلى او اعتباره دكانا له يخفي خلفه اهدافا شخصيه ،كل ذلك لن يسهم الا في هدم المداميك التى بنيت اولا بأول،فالإبعتاد عن الشلليه والفاسدين والفؤيه والإلتصاق بالجماهيرلكسب ثقتها وحمل رايات الدفاع عن مصالحها ومصالح القطاعات العماليه والشبابيه والنسائيه،والأطفال وضد الجهل والتخلف،ثم الجرأه في طرح الشعارات السياسيه،والإبتعاد عن النرجسية في النضال السياسي،هذه من اهم شروط نجاح اي تيار سياسي وساحتنا الفلسطينيه احوج ما تكون لحراكات سياسيه بعد فشل الموجود منها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اضطرابات في حركة الطيران بفرنسا مع إلغاء نحو 60 بالمئة من ال


.. -قصة غريبة-.. مدمن يشتكي للشرطة في الكويت، ما السبب؟




.. الذكرى 109 للإبادة الأرمينية: أرمن لبنان.. بين الحفاظ على ال


.. ماذا حدث مع طالبة لبنانية شاركت في مظاهرات بجامعة كولومبيا ا




.. الاتحاد الأوروبي يطالب بتحقيق بشأن المقابر الجماعية في مستشف