الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا يحدث في تونس ؟ صراع أم توافق ؟ام هو انقلاب على الانتخاب؟

الأسعد بنرحومة

2020 / 2 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


في بلاغ لمجلس نواب الشعب، رئيس البرلمان، ورئيس حركة النهضة، راشد الغنوشي، التقى في العاصمة الأردنية، عمان، على هامش مشاركته في المؤتمر الطارئ للاتحاد البرلماني العربي برئيس برلمان طبرق عقيلة صالح الرجل الظل للدور الذي يقوم به اللواء خليفة حفتر في ليبيا ، ويدعوه لزيارة تونس.وهو ما يعكس انحرافا للتوجه العام للدولة التونسية ، ففي لقاء الرئيس قيس السعيد بالرئيس التركي أردوغان اتفقا الرجلان على دعم حكومة السراج أمام الاعتداء الحفتري المدعوم من حكومة طبرق.
في سياق آخر ، وهذه المرة متصل بالموقف الرسمي من مشروع صفقة القرن ، مندوب تونس تتمّ معاقبته على عرضه مبادرة تدين الرئيس الأميركي ، وجاءت الاقالة للمندوب اثر لقاء راشد الغنوشي بالسفير الاميركي دونالد بلوم وبعد غضب أميركي على تونس وتهديد من مستشار ترامب جاريد كوشنار.
سبق ذلك حملة مقصودة بطلها كل من رئيس الحكومة يوسف الشاهد ورئيسة اتحاد التنس التونسية سلمى المولهي من أجل جعل التطبيع مع اسرائيل واقعا وهو واقع مخالف للموقف الرسمي للدولة وللرئيس قيس السعيد الذي طالما كان يردد " التطبيع جريمة وخيانة عظمى"...
طبعا لا ننسى هنا ما جاء من تلميحات خطيرة في كلام الرئيس قيس السعيد في حواره الأخير على قناة حنبعل ، اتهام مرة بالتصريح وأخرى بالتلميح لدولة أجنبية تتآمر عليه وعلى تونس ، وتواطئ لوزارة الداخلية من خلال تقاعسها في تحقيق الأمن وتلميح باشراك القوات المسلحة للجيش لحفظ الأمن ...
هنا وبغض النظر عن قابلية تطبيق الشعارات التي ظهر بها الرئيس قيس السعيد وخاصة تلك التي تتعلق بفلسطين وتجريم التطبيع وخاصة كلامه " نحن في حالة حرب مع اسرائيل " ، فانّ مسار الرئيس قيس السعيد مناقض تماما لمسار حركة النهضة ومختلف كليا عن توجه زعيمها راشد الغنوشي الذي رفض تجريم التطبيع في الدستور واعتبر ان القضية الفلسطينية تهم أهل فلسطين .
ما رافق اقالة مندوب تونس في الامم المتحدة منصف البعتي واتهامه بنقص الكفاءة وهو الذي قضى السنوات الطوال في العمل الديبلوماسي يكشف عن مهزلة كبرى حدثت في الخفاء ، غضب الرئيس الاميركي ترامب والضغط على تونس لاستبعاد المندوب وهو ما حصل ، وعلى الأغلب أنّ هذا الضغط وجد طريقه لتوقيع القالة عن طريق راشد الغنوشي الذي كان له لقاء مع سفير أميركا بالبرلمان وعن طريق رئيس الحكومة يوسف الشاهد ...
فالمبادرة التي عرضها مندوب تونس في الامم المتحدة تترجم فعليا توجه الرئيس قيس السعيد في عزل اسرائيل ورفض مشروع صفقة القرن لكنه زادت ادانة مباشرة للرئيس ترامب ، وهذا التوجه للرئيس والذي ترجمه السيد منصف البعتي مندوب تونس الأممي يختلف تماما عن توجه زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي وعن توجه رئيس حكومة تصريف الأعمال يوسف الشاهد ...
وأخيرا ما جاء في خبر مفاجئ للرأي العام عن وزارة الداخلية من رصد لطائرة بدون طيار تحوم حول منزل الرئيس وفوقه وفتح تحقيق في الغرض.
فماذا يحدث في تونس ؟ وماهي نهاية طريق هذا التناقض بين توجه الرئيس قيس السعيد من جهة ، وتوجه زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي وتوافقه مع يوسف الشاهد ؟ وماذا ستكون نهاية حكومة الفخفاخ وربما أيضا نهاية الرئيس ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المحكمة العليا تنظر في حصانة ترامب الرئاسية في مواجهة التهم


.. مطالب دولية لإسرائيل بتقديم توضيحات بشأن المقابر الجماعية ال




.. تصعيد كبير ونوعي في العمليات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل|


.. الولايات المتحدة تدعو إسرائيل لتقديم معلومات بشأن المقابر ال




.. صحيفة الإندبندنت: تحذيرات من استخدام إسرائيل للرصيف العائم س