الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أيها الآثمون ..أختاروا لنا قديس ..ج2

ليث الجادر

2020 / 2 / 14
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


.ان الدوله ليس فقط لاتمانع في اقامة الاحتجاج بل يبدوا انها ترغب فيه لكن ان لايخرج عن سيطرتها!هذا الشطر كان من مسؤوليه الحكومه وقد نفذته بطريقه سيئه وباسلوب وسخ ..داخل الدوله وداخل النظام السياسي موؤسسات تتعاون مع الاحتجاج , في وزارة التربيه هناك مفاصل اداريه متعاونه , في التعليم العالي هناك اكثر من مفصل متعاون , بالاضافه الى ما ذكرنا من الجيش وصنوف اخرى من الاجهزه الامنيه ...وليس غريب ان يحدث هذا ..لان الاحتجاج المقدس لم يتوجه لاصوب النظام ولاصوب ادانة موؤسساته الاصليه .. انما اعاد صياغة مطلبين اصلاحيين وحدد الاستجابه لهما باقالة شخص رئيس الوزراء ..مطلبين اصلاحيين كان قد نهض بهما ناشطي وقاده التيار المدني منذ سنوات (ومع اني لست من انصار هذا التيار بل من منتقديه ) لكن شرف الصدق والموضوعيه يحتمان الاشاره الى ما بذلوا فيها من جهد كبير وما أظهروا في ساحات اعتراضهم الكثير من العناد والاصرار , الا انهم وعلى مدى عاميين لم يحصلوا من الجماهير سوى موقف اللامبالاة المتصاعده , حتى اضطروا في اجواء هذا الحصار الى تسليم مقاليد الامر الى مقتدى الاسطوره الذي ما ان تولاها حتى دبت فيها أجنة النمو والتعملق ...ثم حدث بعد ذالك ما حدث من (أرصده )سياسيه لصالحه ومصادره نهائيه لنتائج ذاك الحراك , وحينما اندلع الاحتجاج التشريني حاول مقتدى الاسطوره من ان يعيد انتاج دوره فيه , منطلقا من مقدمات تلك التجربه , الا انه صدم بعجز قدراته في اقتحام مقصوره القياده , اكتشف انه يبحث عن مقصوره تقريبا هي بالكامل افتراضيه , وهي لاتتواجد على ارض الواقع الا عبر تجسد مؤقت في انفار معدودين يظهرون في حالات محدده ..هو قادر تماما على ان يمسك بمكانيه الاحتجاج بل ان انصاره كانوا يشغلون حيزا كبيرا من المكانيه ويؤدون فيها وظائف مهمه ..لكن هذا لم يكن همه , انما هو هدفه الاستحواذ على مقصوره القياده التي كان يعتقد بانها واقعيه مثلما كانت كذلك قبل اعوام ..تأكد اخيرا انه يتعامل مع قوى افتراضيه معقده وهي من الناحيه السياسيه غامضه الهدف , وهذا ما ردعه من ان يهاجم المحتجين العزل بصوره حاسمه واللذين صاروا اكثر تواضعا عدديا من ذي قبل ! بل ان حالهم هذا لم يؤخرهم من ان يهاجمونه وان يصعدوا من هجومهم عليه في الايام الاخيره هذه ..علينا الحذر من ان نفهم ان هذا الجهد الهجومي يتم كله بصوره فعليه في ارض الواقع الغير افتراضي , لا هذا غير صحيح تماما , انما في الواقع المكاني يتم تنفيذ جزء من هذا الجهد , والجزء الاعظم يتشكل في عالم الافتراضي وهو الذي يتضمن تلك الروح الصداميه القويه ..( يوم 11-2-2020 ) واثناء انتاج مجموعه من الشباب نشاط افتراضي , رصدهم انصار الصدر المتجولين كمفتشين داخل الحرم -المقدس - للاحتجاج , فما كان من هؤلاء الصدريين الا القيام بمهمتهم السهله بطعن افراد هذه المجموعه بالسكاكين ومن بينهم شابه كان متواجده في الخيمه التي احرقوها ! نفذوا مهمتهم امام انظار الجميع وانسحبوا وتواروا بكل هدؤ ! لكن في الواقع الافتراضي ترى غير ذلك تماما , تشاهد مثلا ..شابه تنتصب داخل حلقه من المحتجات والمحتجين وهي تردد باعلى صوتها الجهوري وبحماسه كبيره ..ابيات شعر تهجو بها الصدر وتدينه !!بالمقابل يظهر لنا فديو اخر مشاهد مقززه لملثمين من انصار مقتدى وهم يعتدون بالضرب على ثلاثه شبان مأسورين ويقوم الملثمين بتعرية مؤخراتهم امام الكاميرا بينما الشباب يتوسلوهم بان يكفوا عن هذا !!..يبدوا واضحا ان هذا الفديو الاخير لاينتمي الى نشاط الواقع الافتراضي اللاحتجاج ,بل هو من نتاج القوه المضاده في سياق حربها النفسيه , ان الهوه التي تفصل بين النشاطين الاعلاميين من حيث التقنيه ومن حيث اختيار المضامين بطريقه احترافيه ..هي واحده من الجوانب التي تفصل بين الواقع الافتراضي المقدس للاحتجاج وبين الواقع المعاش على الارض الذي تقبع تحت وطئته الجماهير باغلبيتها المطلقه الصامته ..فعمليا ان الحكومه التي انهارات في ذاك العالم الافتراضي منذ اشهر , مازالت هي هي على الارض , لم تنحسر قدرات سلطتها الفاسده باي مقدار محسوس , كل شيء بالنسبه لها على ما يرام , المحسوبيه والفساد الاداري تساب حركتهما بكل نعومه , الخدمات كما هي تتقهقر بلا توقف , وسوق العمل تغرق بوحل الركود ..من زاويه معينه في النظر الى هذين الواقعين (الافتراضي , الارضي ) نجد ان العلامه البارزه للاداء الافتراضي ساهم بشكل ما الى اطالة عمر الحكومه التي من المفترض انه اسقطها ,وهو الى حد هذا اليوم يساهم في الابقاء عليها .. ست اشهر ليست ابدا شيء هين بحسابات الزمن الاجتماعي .. وفي امثله معينه فان هذه الفتره كانت تتحقق فيها منجزات مهمه على ارض الواقع ..ان الواقع المقدس الافتراضي هذا بدأ بالتدريج ينفصل عن واقعيته الحقيقيه ويلتقي شيئا فشيء بالاداء السياسي السلبي للطبقه الحاكمه وهو اصلا كان على طول الخط المبادىء لاقامه هذه العلاقه من خلال مطلبه الغريب وحتى الشاذ الذي يتمثل باسناد مهمة اختيار رئيس وزراء جديد من قبل الطغمه السياسيه الفاسده بشرط ان لايكون منها .. ان هذا العالم الافتراضي لم يكتف بتجاوز حقيقه القيمه المكانيه له فراح يرسم لها حدود غير متناهيه ..بل انه تجاوز مبادى واسس المنطق العقلاني .,حينما لجىء الى صياغة هذا المطلب ..الذي يطابق تماما مطلب من يخاطب السيئين بأن ينتقوا له انسانا خيرا !! انهم كمثل من يقول ...أيها الاثمون , أنتقوا لي قديسا يقيم عليك اللعنه ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأميركية تعتقل عدة متظاهرين في جامعة تكساس


.. ماهر الأحدب: عمليات التجميل لم تكن معروفة وكانت حكرا على الم




.. ما هي غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب؟


.. شرطة نيويورك تعتقل متظاهرين يطالبون بوقف إطلاق النار في غزة




.. الشرطة الأرمينية تطرد المتظاهرين وسياراتهم من الطريق بعد حصا