الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إنهم لا يعرفون ما هي الطفولة. ملحمة الأطفال العاملين في إيران

سمير حنا خمورو
(Samir Khamarou)

2020 / 2 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


ترجمة سمير حنا خمورو

وفقا لأحدث الإحصاءات الرسمية من إيران، هناك ما يقرب من نصف مليون طفل عامل يعملون حاليا في البلاد. هذا الرقم مروع في حد ذاته، وطبعا ان الأرقام الحكومية لا تقول كل الحقيقة، ولكن مع الأخذ في الاعتبار عدد الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و 17 عامًا ، فإن هذا يعني أن واحدًا من بين كل 20 طفلًا في سن المدرسة في إيران يعمل. من بينهم عدد كبير من الأطفال من البلدان المجاورة الذين هم في الجمهورية الإسلامية بشكل غير قانوني.
وفقًا لدراسة أجرتها وحدة إحصاءات المعلومات الإستراتيجية بوزارة العمل ، من بين 500.000 طفل ، هناك 410،000 موظف يعملون رسميًا ، وحوالي 90،000 عاطل عن العمل يبحث عن عمل.

استندت الدراسة، التي نُشرت في يونيو 2019، إلى بيانات القوة العاملة الإيرانية للأعوام 2015 و 2016 و 2017. وتشير الإحصاءات إلى أنه في عام 2017، كان هناك قفزة كبيرة بنسبة 10 في المائة في عدد الأطفال العاملين في إيران، التي نشأت في أواخر عام 2015 وتفاقمت تدريجيًا منذ ذلك الحين.

ومع ذلك، فإن الوضع في عام 2015 لا يمكن مقارنته بعمق الأزمة الاقتصادية في عامي 2018 و 2019
عندما عانت إيران من أشد حالات الركود في تاريخ البلاد، مما تسبب في أضرار لا يمكن إصلاحها لجميع قطاعات المجتمع الإيراني - ولا سيما المجتمعات الضعيفة وبالأخص الأطفال.

في الواقع، فإن نصف مليون طفل عامل رقم مضلل. خاصة إذا نظرنا إلى نقطتين مهمتين، يجب ان تؤخذ بعين الاعتبار عند محاولة الوصول إلى رقم دقيق.

الأول هو أن الإحصاءات لا تغطي سوى عدد الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و 17 عامًا ، في حين أن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 10 سنوات في إيران يجبرون على العمل.

الأول هو أن الإحصاءات لا تغطي سوى عدد الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و 17 عامًا ، في حين أن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 10 سنوات في إيران يجبرون أيضا على العمل. النقطة الثانية هي أنه ليس كل هؤلاء الأطفال، الذين يعتبرون عاملين في التعدادات الرسمية، النقطة الثانية هي أنه ليس كل هؤلاء الأطفال، الذين يعتبرون عمال في التعدادات الرسمية، لا يستخدمون بالضرورة بالمعنى التقليدي للكلمة. كثير منهم يعملون في وظائف مؤقتة أو موسمية، أو في الشركات العائلية. وهؤلاء لا يخضعون للإحصاء في أجزاء كثيرة من العالم، بما في ذلك إيران، من الشائع أن يعمل الأطفال في هذه الأنواع من الوظائف، وهذه الحالات لا تندرج تحت تعريف "عمالة الأطفال" وفقًا للهيئات الدولية التي تركز على هذه القضية.

لدى منظمة العمل الدولية عدة معايير أساسية لتحديد العمال الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و 17 عامًا. واحد منها يتعلق بالأطفال الذين تقل أعمارهم عن 11 عامًا. والثاني يتعلق بالأطفال الذين يقومون بأعمال خطرة، مثل التعدين والبناء. والثالث يتعلق بساعات العمل الطويلة - بالنسبة للأطفال أكثر من 14 ساعة في الأسبوع. وفقًا لبعض التقديرات، يجب اعتبار ما يقرب من نصف جميع الأطفال العاملين في إيران "عمالة أطفال"، وهو أمر غير قانوني بموجب المعايير الدولية المعترف بها من قبل العديد من البلدان في جميع أنحاء العالم.

وفقًا لإحصاءات التوظيف الصادرة في عام 2017 ، فإن حوالي ثلثي الأطفال الإيرانيين يعملون في مهن تنطوي على مخاطر عالية. يعمل أكثر من 52000 طفل تتراوح أعمارهم بين 10 و 17 عامًا في الصناعات التي تم تحديدها على أنها خطرة: قطاعي التعدين والبناء.

الأطفال المحرومون من التعليم

يمكن الوصول إلى تقدير للعدد الكبير من الأطفال الإيرانيين الذين يعيشون في ظروف هشة وخطيرة عن طريق مطابقة الأرقام المذكورة أعلاه مع عدد الأطفال الذين تركوا المدرسة.

تشير بيانات الإحصاء الصادرة عن هيئة الإحصاء الإيرانية لعام 2016 إلى أن عدد الأميين في سن الدراسة - أي بين سن 6 و 19 عامًا - يزيد على 430،000، غالبيتهم من الأطفال الذين لم يذهبوا إلى المدرسة أو تركوها. بالنظر إلى عدد الأطفال الذين يتركون المدرسة بصورة مؤقتة أو دائمة، يمكن تقدير أن عدد الأطفال المحرومين من الذهاب إلى المدرسة يبلغ حوالي مليوني طفل.

يُجبر بعض هؤلاء الأطفال المحرومين على الزواج - إضافة إلى عدد الزواج في مرحلة الطفولة، أو الزواج دون السن القانونية - بينما يذهب الآخرون إلى سوق العمل لإعالة أسرهم، إضافة إلى عدد الأطفال العاملين في الأساس. هذان هما المثالان الأكثر انتشارًا وصدمة للطرق التي يتم بها استغلال الأطفال في إيران، ويوضحان الظروف القاسية التي يعيشها كثيرون منهم، بما في ذلك التعرض للتهديدات وسلب لحقوقهم الإنسانية.

أولاد الشوارع

يتألف جزء كبير جدًا من هذه الفئة الضعيفة من السكان من أطفال الشوارع - الذين هم في وجهة نظر الناس من الأطفال العاملين - إنهم معرضون لجميع أنواع العنف والأذى الاجتماعي وهم معرضون ايضا لخطر كبير للاستغلال بطرق مختلفة. في عام 2019 ، قدم نائب مدير منظمة الرعاية الاجتماعية الإيرانية معلومات حول ظروف عمل وظروف معيشة أطفال الشوارع بناءً على دراسة بحثت عن 500 شاب في طهران. وشملت النتائج التي توصلت إليها:

ثلث أطفال الشوارع من الفتيات وحوالي ثلثين من الأولاد.

يعمل أكثر من ثلثي هؤلاء الأطفال في الشارع بدوام كامل. يعمل 34% في المائة من هؤلاء الأطفال في الشوارع بين ساعة وأربع ساعات في اليوم ؛ 52% في المئة بين أربع وثماني ساعات ؛ ويقضي 13% في المائة منهم أكثر من ثماني ساعات في الشوارع كل يوم.

تعرض حوالي 73% في المائة من الأطفال في الشوارع للعنف، وكذلك الإيذاء الجسدي، بما في ذلك الإهانة والسخرية والتمييز.

ينتمي 31% في المائة من هؤلاء الأطفال إلى أسر عاطلة عن العمل ؛ 50 في المئة منهم يعيشون في الضواحي والأحياء الفقيرة. يعاني 24% في المائة آباء هؤلاء الأطفال من أمراض، وبعضهم يمنعهم من الذهاب إلى سوق العمل.

حوالي 63% في المئة من هؤلاء الأطفال من الباعة المتجولين، وحوالي 7% في المئة يعملون كصبية في البازارات، 6% في المائة منهم في جمع والبحث في النفايات والقمامة.

وفقط 23% ثلاثة في المائة من أطفال الشوارع يتلقون الدعم من المؤسسات الخيرية. ومن هذه المجموعة، 24% في المائة لديهم آباء ويعنون من أمراض مزمنة.

و 67% في المائة من آباء هؤلاء الأطفال أميون. وكما هو معروف كلما انخفض مستوى تعليمهم، قل احتمال وصولهم إلى وظيفة لائقة، ومن المحتمل أن يكون دخلهم منخفضًا.

و 36% في المائة من أطفال الشوارع في إيران مواطنون إيرانيون مسجلون في مراكز الاستقبال لتلقي خدمات الدعم و69 في المائة منهم من الرعايا الأجانب الذين لا يحملون بطاقة إقامة ويعملون بشكل غير قانوني في إيران.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئاسيات موريتانيا: ما هي حظوظ الرئيس في الفوز بولاية ثانية؟


.. ليبيا: خطوة إلى الوراء بعد اجتماع تونس الثلاثي المغاربي؟




.. تونس: ما دواعي قرار منع تغطية قضية أمن الدولة؟


.. بيرام الداه اعبيد: ترشّح الغزواني لرئاسيات موريتانيا -ترشّح




.. بعد هدوء استمر لأيام.. الحوثيون يعودون لاستهداف خطوط الملاحة