الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شذرات في الشخصيه العراقيه ٣

أياد الزهيري

2020 / 2 / 16
المجتمع المدني


توضح لنا ان الفرد العراقي بما عاشه من هاجس الخوف ،خلق منه شخصيه قلقه ،خاصتاً وان هذا الخوف أصبح يهاجمه من أكثر من جهه،خوف من المجتمع ،وخوف من الحكومه،وخوف من المجتمع الدولي .هذه المخاوف قلل عنده بواعث الأمل ، وزاد من سوداوية الحياة ،مما أنعكس على الكثير من سلوكياته ،فترى نفسيته حزينه حتى في أغانيها ، وتميل لمظاهر الحزن أكثر من الفرح ،حتى أتخذت من مظاهر العزاء الحسيني عزاءً لها ،لأن ما في العزاء ينسجم وشجونها ،كما ألفت النظر الى حاله خطيره جدا وأنا أعتبرها مرض أجتماعي يفتك بالعلاقات الاجتماعيه ويدمرها،وهو أن الخوف من الاخر تمظهر بظاهرة شيوع أتهام الأخ بانه حسود ،والذي يعني أن الاخر يتمنى زوال نعمة الغير،هذه الظاهره أساسها هو الخوف من الاخر وعدم الشعور بالطمأنينه منه ،وان الاخر هو لا يحمل الا العداء والخصومه له .هذا الاعتقاد قاد الى ظهور نفره أجتماعيه بين أفراد المجتمع،وبنى الأفراد بينهم جدران سميكه بحجة الوقايه من أشعة الحسد القادمه من الحسود،أنا لاحظت بالسنوات الاخيره استفحال قوي لهذه الظاهره،وطبعاً أحد الأسباب هو التغيرات والتحولات بالمستويات الماليه بعد عملية التغير.
من المعروف في علم النفس أن الخوف يحدو بالخائف ان يقي نفسه من مصدر الخوف بان يتجنبه ،كما كان الإنسان القديم يتجنب غضب آلهة الرعد والزلازل بالتقرب اليها عبر منح النذور والتقرب بالتضرع اليها أملا برضاها،هو الامر نفسه ،حيث أن أفرادنا الخائفون أتخذوا من المداهنه والنفاق والازدواجية في السلوك كعامل حمايه لهم من خطر الاخر وخباثته ،حتى يعبر عنه (جڤيان شر).أن أزدواج الشخصيه داء صاحبنا منذ بداية الدوله الامويه ،وهي دوله استبداديه بلا أدنى شك ،فكانت تقتل كل محب لعلي ع ،وفي أخف الحالات تحرمه من عطاءاتها،هذا الأسلوب حدى بالبعض أن يسلك سلوكاً ازدواجياً ،هو ان يحب علياً بقلبه ويمدح معاويه بلسانه،واستمر الامر حوالي ١٥٠سنه طول فترة الدوله الامويه،وأستمر الامر نفسه في أيام الدوله العباسيه الذي أمتد ل٥٢٤ سنه ،حيث الجمهور العراقي قلبه مع أئمة أهل البيت ع وألسنتهم تمدح خلفاء بني العباس،ولم يقف الامر عند هذا الحد ،بل أستمر الى الدوله العثمانيه حيث حكمة العراق حوالي ٤٠٠ سنه بحكم طائفي كما ذكر لونكرك في كتابه (٤٠٠عام من احتلال العراق) وكيف كان يخطط احد خلفاءهم بالقضاء على الشيعه في بغداد .لم ينتهي الامر عند هذا الحد فبدأ تشكيل الحكومه العراقيه ١٩٢١ على يد الملك فيصل الأول الذي أراد أن ينصف أكثرية السكان وهم من الشيعه وهم من قاموا بثورة العشرين وأسسوا الدوله العراقيه الجديده ولكن الضباط الشريفين والسياسيون الذين معه كانوا ذو نفس طائفي مقيت .انه زمن طويل يمتدالى حوالي الف عامل من التهميش والاضطهاد.هذه الفتره الطويلة كانت كافيه مع حالة الخوف من المستقبل المجهول في السنوات الاخيره كافيه بأن تدفع بالكثير بالتكيف السلوكي الذي يقيه الأذى من الاخر،فأتخذ من الازدواج السلوكي سمه أبصمت شخصيته ،هذا السلوك كان طريقه يسلكها الفرد للاحتماء وأزالة التوتر بينه وبين السلطه الغاشمه على طول هذا التاريخ الطويل ،ولكن بعد ٢٠٠٣ أستخدم هذا السلوك كفرصه لإشباع الحاجيات والفوز بالمناصب الحكوميه والفرص الاستثماريه ،بحيث تحول هذا السلوك الازدواجي الى ثقافه سائده،والادهى بعد ان كانت عاده مستهجنه،اصبحت سمه تدل على الذكاء والرجوله.أكتفي بهذا القدر ولنا تتمه أنشاء الله








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. برنامج الأغذية العالمي يحذر من خطر حدوث مجاعة شاملة في غزة


.. احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا




.. عائلة فلسطينية تقطن في حمام مدرسة تؤوي النازحين


.. الفايننشال تايمز: الأمم المتحدة رفضت أي تنسيق مع إسرائيل لإج




.. رئيس مجلس النواب الأمريكي: هناك تنام لمشاعر معاداة السامية ب