الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في النقد العلمي عند الشيعي و السني و اعتباره فتنة و جريمة

حمزة بلحاج صالح

2020 / 2 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إنه لمن تمام النضج و الإنفتاح و سعة العقل و التحرر من كل أشكال التعصب الطائفي و المذهبي أن يصلي السني في بيئة شيعية مع الشيعة من غير توجس..

سواء في صلاة الجماعة أو صلاة الجمعة و في مساجد الشيعة إن رغب في صلاة الجماعة من غير عقدة و لا تردد..

و يصلي الشيعي في بيئة سنية صلاة الجماعة إن شاء و الجمعة في مساجدهم من غير سؤال مرجع في الدين و لا تردد أيضا...

و هذه من أضعف درجات الوعي و سلامة العقل و التدين و خلوه من جهالات التمذهب و الطائفية

بل إنه لمن بديهيات الوعي بأن المذهب ليس سوى وسيلة و بروتوكولا إجرائيا فقهيا لمجموعة من القواعد و الإجتهادات الفقهية البشرية تحدد طرق تأدية العبادات و المعاملات من خلال أنظار الفقهاء في النصوص..

و المسلمون لا يتعبدون لله بمذاهبهم فهي لا تعدو أن تكون اجتهادات بشرية بل يتعبدون لله بدينه الإسلام

و ليس من تمام الوعي أن ينغلق المسلمون بطوائفهم و نحلهم و مذاهبهم على قراءة تراث مذهبهم و الفكر و المعارف و الثقافات التي تنتج فقط في فضاءهم الطائفي أو المذهبي

لا يعلمون عن غيرهم شيئا خاصة لما يتعلق الأمر بغير الفقه بل بالفلسفة و الفكر و الكلام و فلسفة الدين و الأخلاق وبقية المعارف..

بل يمكنك أن ترى بوضوح من خلال خطاباتهم و كتاباتهم و منشوراتهم على الإفتراضي و انشغالاتهم المعرفية ضيق الأفق و التوجس و الشك و سوء الظن و انحسار الفهم و طغيان التعصب و لو إدعوا الإنفتاح..

لذلك ترى الحصار من الجهتين شيعة و سنة و حتى بقية المذاهب على كل ناقد متحرر يدعو لنقد معوقات الوحدة و التقارب بين المسلمين من مختلف المذاهب و الطوائف..

و كل ما يدعو للنهوض و الوثبة و الخروج من حالة التخلف و أيضا التقارب بين المسلمين و الإنسانية جمعاء على أساس مشتركات كثيرة و واسعة...

ليبقى شعار الوحدة و التقارب على صعيد الممارسة مجرد شعار و ذلك لأن المتعصب ليس حامل عقل تنويري أصيل ممنهج مشبع بالمعارف

بل غالبا ما يكون متتبع منافع تدرها مزايداته و تعصبه الذي يسوقه كإخلاص و هو محض انتهازية و ترى منهم من هو مكبل بالسياسة السياسوية و أسير دوغمائيته

و قد عشت هذه المعضلة و تجرعت مرارتها و لا زلت و لاحظت كيف أن رسائل التحذير و التصنيف يمررها أعشار متعلمين و انتهازيين و مرتزقة

بل يضربون المثل بما أكتب و هم يحذرون و ينبهون و يدعون للحيطة يقولون لغيرهم " إن كنت لا تصدق اطلع على ما يكتب " و يكفي هذا التحذير خلق حالة من الهلع في النفوس الضعيفة و العقول المنطفئة

و رأيت بكل حزن كيف أن الشيعي الذي يزعم الوحدة و التقريب و المستبصر أي السني المتشيع و كذلك السني كيف يخفقون أمام اول امتحان لنقاء و صفاء النفوس و العقول و هو امتحان النقد العلمي

فيعتبرونه فتنة و عدوانا و معارضة و ضدية و تمذهبا و طائفية و صاحبه مندس بل يضيقون به نفسا حيث يرددونه شعارا و لا يقبلونه الا قناعا سطحيا و مساحيق خارجية للتغرير و التلاعب

يجب أن يتطور مفهوم الولاء من الإتباع الأعمى إلى النقد العالم و يجب أن يستبعد المتطرفون من كل المذاهب عن الثقافة الدينية العالمة

فهم شر و بلاء كبير عليها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسلة الجزيرة: أكثر من 430 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى في


.. آلاف المستوطنين الإسرائيليين يقتحمون المسجد الأقصى لأداء صلو




.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك


.. عقيل عباس: حماس والإخوان يريدون إنهاء اتفاقات السلام بين إسر




.. 90-Al-Baqarah