الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حروب تركيا وصرعة عام (2023)

محمد باني أل فالح

2020 / 2 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


في خطاب لمصطفى كمال أتاتورك الى مؤوسسات الميثاق الوطني عام 1920قال :
(أن حدود أمتنا، هي من جنوب خليج الإسكندرونة من أنطاكية وجنوب جسر جرابلس ومحطة السكة الحديد وجنوب حلب السورية ثم تسير جنوباً مع نهر الفرات حتى تضم دير الزور ثم تتجه شرقاً لتضم الموصل، وكركوك والسليمانية) هذه الأحلام العثمانية القديمة الجديدة التي قضي عليها وفق إتفاقية لوزان عام 1923 ألموقعه مع الجانب البريطاني بعد هزيمة الجيش العثماني أمام قواتها والذي مهد لاحتلال العراق وبلاد الشام أثناء الحرب العالمية الأولى ومع تطورات الأحداث في الآونة الأخيرة عقب غزو عصابات داعش للمنطقة ودخول تركيا كممر لتلك العصابات مع وجود الجانب السعودي الإماراتي والقطري كدول ممولة لتلك المجاميع وحدوث معارك دامية إستمرت لسنوات ومع اندحار عصابات داعش وبروز مشكلة سوريا في المنطقة بعد تدخل عدة دول على مسار الحرب التي أخذت أكثر من محور منها محور (روسيا وإيران وسوريا) التي دعمت قوات النظام السوري ومعها بعض فصائل المقاومة ومحور ( أمريكا والسعودية والأمارات وقطر وتركيا) التي قدمت الدعم للقوات المعارضة للنظام السوري ومعها بعض التنظيمات الإرهابية ومنها ( النصرة وجيش الإسلام والجيش الحر ) التي اتخذت من مدينة إدلب مقراً لها حدثت عدة خلافات برزت الى السطح مما خلق أنشطار في تشكيل المحور الأمريكي الذي دخل سوريا لتحقيق بعض المغانم على حساب الشعب السوري فقد تمحور الجانب السعودي مع الأمارات ضد جبهة الأخوان المسلمين بعد أن قررت السعودية الإنسحاب من المستنقع السوري والتفرغ لمعركة اليمن مع الحوثيين مما دفع بالجانب التركي التوغل في سوريا عبر توفير الدعم لقوات المعارضة المتخندقة في مدينة أدلب وهنا لأبد من الإشارة الى خلاف تركيا مع الولايات المتحدة بسبب توفير الأخيرة الحماية للمعارض التركي (فتح الله جولن ) والذي تتهمه تركيا بالتحريض على الانقلاب الذي حصل ضد الرئيس التركي أردوغان عام 2016 مما حدى بتركيا الى التوجه نحو الجانب الروسي وعقد صفقة صواريخ (ss 400) والتي أغلقت بسببها أمريكا الباب أمام مشاركة تركيا في تصنيع طائرات ( f16 ) وفرض بعض العقوبات الاقتصادية بحقها مما أدى الى تدهور الليرة التركية التي عمدت قطر الى إنعاشها بوادئع قيمتها (18) مليار عام 2018 بعد وقوف تركيا مع دولة قطر عند إنسحابها من مجلس التعاون العربي بعد فرض الحصار عليها من قبل السعودية والأمارات بسبب موقف قطر من أيران والزيارات المتبادلة بينهما وكذلك هيمنة السعودية على دول الخليج .
في الأيام الأخيرة قامت القوات التركية بالتوغل الى عمق الأراضي السورية بعد الهجوم الذي قام به الجيش السوري نحو أدلب بدعم من الطيران الروسي الذي يسعى الى حماية قواعده في حميميم من هجمات طائرات الدرون المسيرة التي تنطلق من مناطق قوات المعارضة حسب رؤية قادة الجيش الروسي والتي تقع تحت حماية الجيش التركي وفق إتفاقية سوتشي بعد تحييد قوات قسد الكردية عن الصراع بعد معارك تحرير الأراضي الكردية من براثن عصابات داعش بدعم أمريكي وسيطرة قوات أمريكية على منابع النفط هناك والتي تم تحريرها بدماء قوات كردية سورية والتي ذهبت بعد ذلك لعقد اتفاقية مع حكومة دمشق بعد تخلي القوات الأمريكية عنها بسبب تعرضها لهجمات تركية وتخلي الأمريكان عنهم حيث يخشى أردوغان قيام أقليم كردي في الشمال السوري مما عزز فرص مشاركة قوات قسد مع قوات سوريا النظامية في هجومها الأخير على معقل عصابات داعش في أدلب المسنودة من قبل القوات التركية وهنا يبرز الدور التركي في تصعيد الأحداث في المنطقة خلال فترة حكم الرئيس أردوغان مع تنامي صيحات متواترة داخل أسطنبول بولادة تركيا جديدة بحلول عام (2023) ومعها يظهر جلياً الدور التركي في الحرب الليبية ودعم أردوغان لحكومة السراج في طرابلس التي يطوقها الجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر الذي يتلقى الدعم المباشر من السعودية والأمارات ومصر وبذات الوقت هناك تواجد روسي في ليبيا ومن هنا نرى التشابك في العلاقات الدولية التي تسيرها المصالح الاقتصادية والسياسية وهو ما يبرر الدعم العسكري الذي قدمته السعودية للنظام السوري مؤخراً للتصدي الى الهجوم التركي على الشمال السوري بحجة الأمن القومي التركي وخرق الحكومة السورية للاتفاق المبرم معها في حين تقف قطر بكل قوتها مع حكومة السراج التي عقدت صفقة مع تركيا للتنقيب عن النفط في البحر المتوسط مع تمويل قوات السراج المحاصرة بمرتزقة من المعارضة السورية التي وصلت الى ليبيا بالفعل مع عدد من المقاتلات التركية وأسلحة منوعة منها (200) دبابة ( 800) عجلة مدرعة ورشاش مقاوم للطائرات فيما قامت من جانب أخر بتجهيز قوات المعارضة السورية في أدلب بكافة الأسلحة ومنها أسلحة مقاومة للطائرت محمولة على الكتف حيث تم أسقاط طائرتي هليكوبتر سورية مؤخراً بالإضافة الى التدخل التركي في الأراضي العراقية بعمق (20) كيلومتر وإصرار تركيا على عدم الانسحاب برغم مناشدات الحكومة العراقية لتركيا التي تستغل مشكلة نقص المياه في حوضي دجلة والفرات ومساندتها لبعض الأحزاب العراقية وتقديم الدعم لها مقابل تمرير المصالح التركية وفتح الأسواق العراقية أمام الصادرات التركية التي تغزو محافظات العراق مع سعيها الدائم الى كسب ود أكراد العراق وبالخصوص الحكومة المحلية في أربيل للاستفادة من صادرات النفط التي تعمل أربيل على تصديرها الى تركيا خارج الاتفاقيات المبرمة مع حكومة المركز في بغداد والتي تصل الى (600) ألف برميل يومياً . لذلك نرى المطامع التركية واضحة للعيان وهي تحث الخطى لنهب خيرات دول المنطقة من خلال خلق الأزمات والتلاعب بمصير الشعوب لصالح مصالحها الخاصة وهو ما يتناغم وصيحات ولادة تركيا الجديدة التي يسعى أردوغان جاهداً لجلب المزيد من المكاسب لتعزيز اقتصاد دولته مع وجود تخوف تركي من دول أقليمية تحاول منعها من الوصول الى غايتها بعد عام (2023) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قوات الاحتلال تقتحم بلدة شرقي نابلس وتحاصر أحياء في مدينة را


.. قيادي في حماس: الوساطة القطرية نجحت بالإفراج عن 115 أسير من




.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام