الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليس-إلاي-معي

ابراهيم زورو

2020 / 2 / 17
الادب والفن


ليس إلاي معي! لكم أن تتخيلوا عمق هذا الكلام الجميل، ليس كمثله شيء، عنوان لمراحل متعددة في تاريخ الإنسان منذ وجوده على قيد الحياة، أنت في جيب الأمن وتقول لهم، إلاي ليس معي! سيدي الوهم خدعني على أنه إلاي، وأنت امام لوحة جميلة تنسى إلاي أمام اللوحة وترحل بدون أن تحمل حقيبة إلاي معك إلى حيث تسير! وأنت أمام والدتك لتقول لك اذهب إلى أي مكان ولكن لا تنسى إلاك هناك، اللصوص وقطاعي الطرق سيعترضون طريقك ليلوثوا "إلاي"، وأياك أن تقايض بضاعتك ببضاعتهم! إلاهم بـ إلاي، إياك أن تكسر جرة "إلاي" هناك، فأنه صورة طبق الأصل عنك، إن تنازلت عنه، فلم تبقَ أنت أنت، بل تصبح شيئاً أخر ربما لم تستطع أن تلبس أو تلتقي بـ "إلاي" بعد الآن.
عنوان لمجموعة شعرية للشاعرة سناء هلال، شاعرتنا من السويداء يقيناً أن كل كلمة في ديوانها تؤكل من ألفها إلى يائها، ولكنك في المدخل سوف تنسى نفسك نتيجة الجلالة التي تلبسك دهراً من الحنين إلى أول الأشياء! إلاي كلمة من أكثر الكلمات المتداولة وبصيغ كثيرة! في الأسواق جميعها، من أجل "إلاي" قامت الحروب، قطعت الرؤوس، ومازال التنافس هو ذاته لأن "إلاي" لم يتغير.
سناء هلال، مهندسة معمارية وهي تهندس الشعر على مزاجها بخطوط هندسية تذهب مباشرة أما إلى موضوعها بخطوط مسقيمة لتترك الحنان جانباً ترسم زوايا بحاسة رؤية خادعة برؤية الفلسفية! . أما كيف تترك المهندسة أو بالأحرى كيف تصوغ وتبني إلاها بجانب إلاهم بادوات هندسية مسطرة وفرجار، ومنقلة وقلم رصاص ومن ثم تناقش ما فكرتْ بها مع جاهل ما، هو النجار! ترى أيكون النجار من ضمن العمل الهندسي وهو بأميته رغم أن للأمي إلاه واضح المعالم والحدود إياك أن تقترب منها على طريقته؟ أعتقد جازماً أن "إلا" الأمي مرسوم بخطوط هندسية مستقيمة لا حنان تذكر في رسمها، أما أنه يحافظ بكله على إلاه من عبث ما، وهنا يذكرني هذا الحديث حول دخول الجنة بدون شرط مسبق إن لم يشرك بالله شيئاً ها هو الله يحمل إلاه/إلاي/إلاك معه، ولكن كل هذه الخطوط الهندسية وعلم النفس البنائي قد صاغتها سناء هلال في بداية الصباح ديوانها بطريقة جذلة قريبة إلى القلب كما هو قريبة من العلم والثقافة، وأن جاءت الأنا بطريقة ادبية لا تزعجك أو تغضبك أو يعمل لك مشاكل، وحتى الطفل إن كسر شيئاً ما فأنه يقوم بهذا الفعل كي يضع إلاه بجانب إلاك، وهو أمر جد سليم في سياق العلاقة بين الرؤية النفسية وبين البناء كوحدة معمارية، ولو تخطينا جانباً هذا الأنا، ونظرنا إلى الأسم سناء فهو يشترك بعلاقة خفية مع نور القمر المسروق من الشمس، وكل من يرى أو يتذكر هذه العلاقة ينسى بأن القمر كان لصاً محترفاً لكنه يلائم وضعك فانت تغض الطرف عنه طالما هناك علاقة لاشعورية تربط بين نور سناء المخفي في إلاها، و"إلا" القمر مرتبط بكينونة الشمس، و"إلا" الهلال يكتمل رويداً رويداً ولهذا فهو لا يسكن كبد السماء لأن ساعدا القمر ضعيفتان لا تساعدانه على الصمود فسرعان ما يهرب كطفل شارد عن أهله،
يقيناً قد صادفت في سكة حياتي كثير من الأنوات/إلاه/إلاك/إلاي ولكن للمسات سناء هلال على الأنا تبقى منفردة عن اقوال الآخرين في سياق الوجود، فلا اعتقد أني استطيع أن أتجاوز ذاتي لأقرأ النص كله، لكن شرطي المرور على باب الديوان استوقفني ملياً ربما بقيت معتقلاً في سياقه أو نزيل سجنه، ليس إلاي معي. فكيف سيتعرف عليّ كي يتركني، فمن شروط الحرية أن تعرّف نفسك، أما أن تكون بدون إلاي/إلاك فهو ضياع في سجن الحياة بقدر ما تسمح لنا المهندسة المعمارية عبر تفننها بخطوط السجن، فأنت لا تقايض إلاك بإلا احد،،،صباح إلاك بخير صديقتي سناء هلال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا