الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خَطأ قُرآنِي صَرِيح .. لِماذا سَمّى عِيسى بِالمَسيح

بولس اسحق

2020 / 2 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لقد ذكرت العديد من النبوءات الدينية وخاصة التوراة قبل المسيحية والإسلام.. والتي تتحدث عن قائد اسمه المسيح (بالألف واللام).. وبانه سيأتي ليعيد حكم الله على الأرض.. وسيتمثل بوجوده انتصار الخير وقيام ملكوت الله الابدي.. وذلك بعد قهر الشر على يد هذا الموعود.. وقد ارتبط هذا المسيح ارتباطا وثيقا بالديانة اليهودية.. حيث تكلمت التوراة عن مسيح وعن المسيح فمن هو مسيح ومن هو هذا المسيح ؟
ان المسيح بالعبرية ينطق المسيخ أو مسيخا.. وفي اليونانية القديمة كريستوس او خريستو.. ولكن ما معنى مسيخ أو مسيخا.. وفي الآرامية والسريانية مشيحا.. مشيخا.. وكلنا نعرف ان المسيح في الإسلام.. هو عيسى بن مريم.. ولكن ماذا تعني كلمة المسيح.. فهل هذا اللقب لا تعريف له.. بالطبع له تعريف.. لكن إسلاميا لا تعريف ديني للمسيح.. فاذا سألت عن معناها لن تجد جوابا بل هلاوس.. ومن ضمنها :
قال الإمام ابن عبد البر في كتابه "التمهيد": أما المسيح ابن مريم عليه السلام ففي اشتقاق اسمه فيما ذكر ابن الأنباري لأهل اللغة خمسة أقوال أحدها: أنه قيل له مسيح لسياحته في الأرض، وهو فعيل من مسح الأرض أي من قطعها بالسياحة. والأصل فيه مسيح على وزن مفعل فأسكنت الياء ونقلت حركتها إلى السين لاستثقالهم الكسرة على الياء، وقيل إنما قيل له مسيح لأنه كان ممسوح الرجل ليس لرجله أخمص، والأخمص ما لا يمس الأرض من باطن الرجل، وقيل سمي مسيحا لأنه خرج من بطن أمه ممسوحا بالدهن، وقيل سمي مسيحا لأنه كان لا يمسح ذا عاهة إلا برئ، وقيل المسيح الصديق!!
لكن دعونا نستعرض ماذا تعني هذه الكلمة (المسيح) في لغتها الاصلية بعيدا عن هلاوس قيل وقال .. ومن ثم نقرر ونصل الى ما نريد!!
كلمة.. المسيح.. تعني من حيث اللغة الطقسية: كل من يُمسح بالزيت المقدس في العهد القديم.. وهذه المسحة كانت خاصة بـالنبي او الكاهن او الملك.. فالمسيح إذاً هو: الممسوح بالزيت أو بالدهن المقدس.. وهي علامة للتكريس للخدمة إلهية.. أي ليكون ممثلاً لله على الأرض.. فالفرد الذي ينطبق عليه كل ذلك.. سيكون الممسوح.. وتطلق أيضا على من أختاره الله لقياده شعبه المختار.. اسم مسيح الله وليس المسيح (أي بـ ال) ومن خلال النبوءات الكثيرة لأنبياء العهد القديم.. عن هذا القادم الجديد والأخير.. أن هذا المسيح (بـ ال التعريف) سيكون المخلص والمنقذ لبني إسرائيل ويتمم الشريعة.. ووظيفة المسيا المنتظر بحسب نظرة اليهود.. هي أن يرد ملك إسرائيل حتى تكون بمثابة الإنسانية الحقيقية.. حيث يطبقون الاخلاق التي يطلب منهم يهوه الاتصاف بها.. والسلام ونشر الخير والابتعاد عن عبادة الاوثان وغيرها.. وعندما يتصف بني إسرائيل بهذه الصفات امام العالم.. سيتعجب بهم العالم وسيعرف عن طريقهم أي طريق حياة بني إسرائيل.. من هو الله وينبذ العالم عبادة الاوثان ويصبح العالم جميعه يعبد يهوه.. وخطة كهذه لا مكان فيها لأنبياء لاحقين.. ولا داعي لهم.. طالما ان الجميع سيعرف الله .. فالمسيح هو أوج تعامل الله مع العالم.. اذا المسيح هو نهاية لرجاء الشعوب.. ولا مكان لنبي بعده.. لذلك فأن هذا المسيح لم يأتي لحد الان بحسب اليهود.. لان اليهود ينتظرون مسيحا يهوديا سياسيا.. وبما ان المسيح الذي جاء لم يكن سياسيا.. بل كان دينيا أخلاقيا تهذيبيا فقط.. لأنه لم يتدخل بالسياسة (أعطوا لقيصر ما لقيصر) و (مملكتي ليست من هذا العالم).. ولذلك لا تنطبق عليه صفة المسيح المنتظر اليهودي.. وحسب المسيحيين فالمسيح هو يسوع الذي تنبأ به انبياء اليهود.. والذي يطلق عليه اعتباطا في القران اسم عيسى.. ولا أزال لم افهم لماذا سميَّ يسوع بعيسى.. حيث ان يسوع او يشوع كلمه ذات اصل عبري او ارامي.. ومعناها واضح وهي المخلص باسم يهوه (الله = يهوه).. وهو الذي سماه بهذا الاسم ذو الدلالة الواضحة.. فهو صفه وأسم في نفس الوقت.. لذا فلا يجوز قلب الاسم من نفس الاله الا اذا أستوفى المعنى والدلالة الأصليين.. فهل كلمة عيسى تعني المخلص باسم يهوه.. كما ان علينا أن لا ننسى ان أسم يسو أو أيسو المعرب الى عيسى ربما مأخوذ من الترجمة اليونانية الخاطئة.. حيث أن اسم يسوع الحقيقي هو يشوع أو ايشوع أو يوشوا أي المخلص باسم يهوه.. وهنا نلاحظ أن الترجمة العربية للاسم والتي ربما جاءت من اليونانية – ايسو- قد جاءت بدون معرفه لمعنى الاسم.. ونحن لا نعرف للاسم -عيسى- معنى بكل اللغة العربية.. فماذا يدل كل هذا.. الا يدل على نقل واقتباس أعمى وطفولي.. حيث غابت عن المقتبسين المعاني الحقيقية للأسماء ودلالاتها.. فلماذا بدل القران اسم يسو او ايشوع او يشوا او يسوع.. الى كلمة عيسى التي لا معنى لها!!
هنا قد يدعي احدهم.. بان القران عرب اسم يسوع الى عيسى ليفهمه العرب.. ولكن ان كان الامر كذلك.. فهل يجب حسب رأي مولانا.. تعريب كل الأسماء الغير عربية التي استخدمها القران.. واذا كان ذلك واجبا.. فلماذا أستخدم القران اسم إبراهيم العبري كما ورد في التوراة.. والذي نعرفه أن اسم إبراهيم كان برام ثم حوله يهوه الى إبراهيم ويعني - اب لعديد من البشر- وهذه كانت بشرى ومكافئه للسيد إبراهيم لصبره وقله نسله.. وكذلك نجد الكثير من الأسماء تم استخدامها كما هي وارده في التوراة.. مثل أسماعيل ويعني (سمع – أيل) أي ان أيل قد استمع لدعاء هاجر.. ونلاحظ ان أسماء الملائكة كلها من نفس المقطعين.. فلماذا ابقاها كتاب الله على حالها ولم يعربها.. وماذا عن موسى وداود وسليمان.. وكذلك كلمة انجيل اليونانية التي تعني- البشارة المفرحة او الخبر السار- والتي هي أولى بالتعريب.. فلماذا ابقاها كما هي.. كما ان تعريب أسماء العلم غير وارد اطلاقا.. فهي اما ان تكتب كما هي.. وألا فهي ليست لنفس الأشخاص.. فهل بإمكاننا ان نعرب مثلا أسم شخص إنكليزي أسمه wiseman وندعوه السيد حكيم.. ومما تقدم فان أمامنا خيارين: اما ان نقول ان يسوع الذي كتبت عنه الاناجيل.. شخص اخر غير عيسى القران.. او أن نعترف بوجود نقل وفهم خاطئ او متعمد من قبل مؤلفي القران بإيعاز شيطاني.. وهذا اقرب للصحيح.. ثم لماذا يطلق القران على هذا العيسى المجهول لقب المسيح بكل المرات التي ورد فيها- بالألف واللام التعريف- {مَا (الْمَسِيحُ) ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ}.. {إِنَّمَا (الْمَسِيحُ) عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ} ...
{إِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ (الْمَسِيحُ) عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ}.. وهذا هو بيت القصيد الذي يفضح صاحبه.. لأننا هنا يجب أن نلاحظ ان القران.. لم يقل مسيح.. بل عرف عيسى بـ ال التعريف... المســـــــــــــــــــــــيح ... وذلك لغرض تمييزه عن أي مسيح أخر.. سواء كاهن أو ملك.. فالملك شاؤول كان مسيح الله.. وكذلك داود كان مسيح الله.. ولكن ليس بـال.. التعريف أي المسيح.. فهل يعترف القران بأن يسوع/عيسى هو المسيح المخلص والاوحد.. أم ان هناك سوء فهم لدى مؤلفي القران.. ودعونا نستعرض كيف نظر الإسلام للمسيح ولو بصورة مختصرة:
لا يخفى على أحد بأن الإسلام.. وهو المنفصل تاريخياً ولاهوتياً عن معرفته بالله.. إلا من حيث التوحيد المجرد كشعار.. وليس فعل.. أي قولا وليس فعلا.. وكأنه يقدم لنا الجديد في شأن المسيح.. ولكننا عندما نقترب منه.. لا نجد أي تعريف اصطلاحي أو لاهوتي.. بل استخدام ساذج للفظة " المسيح".. وطبعاً الدارس للتاريخ الإسلامي.. وبخاصة فترة ما قبل الإسلام واثناء انبثاق الإسلام.. يرى بكل وضوح بأن علاقة نبي الإسلام.. كانت مع المهرطقين المنبوذين الذين كانوا يدعون انتمائهم للمسيحية.. كأبيونية المعلم ورقة بن نوفل.. وبحيرا الراهب.. والذي كان يطلق عليهم وعلى ملتهم بالنصارى.. وهم من اصل يهودي وتنصروا.. لكنهم لم يتخلوا عن معتقداتهم بانتظارهم للمسيا الاتي.. لذلك كانوا يعتبرون يسوع المسيح كأي نبي من انبيائهم.. ويهوداً بسطاء يعتمدون على فتات تلموديه.. أو تفسيرات مدراشية شعبية.. وهو ما أنتج المناظرات بين نبي الإسلام وعمداء هذه الفرق البسيطة.. وهي مناظرات ساذجة في محتواها.. المباهلة على سبيل المثال (أي السب والقذف العلني).. وهي عادة جاهلية بدوية.. لا تمت بصلة لأصول دينية.. سواء يهودية أو مسيحية.. وبالتالي فلن نجد رابطا بينه (الإسلام) وبين الديانتين الأخرتين!!
والقرآن وبشكل واضح يقر بيسوع / عيسى هو مسيح الله.. بل ويتعداه إلى الإقرار به.. وروح منه.. أي روحه من روح الله.. وليس كآدم كما يدعي القرآن.. لان آدم لم ينفخ فيه الله من روحه.. بل قال ونفخ فيه نسمة حياة.. وهو أي الإسلام على خلاف اليهودية.. التي لا تعترف بالحبل المعجز لمريم العذراء بالسيد المسيح.. ونجد أن القرآن ينصب نفسه مدافعاً عن عذراوية السيدة العذراء.. بل ويقر بموت المسيح ورفعه إلى السماء.. بل ويجعله وجيهاً في الدنيا وفي الأخرة ومن المقربين.. وكأننا نرى ظلال لصورة المسيح الجالس عن يمين الله.. ويصر القرآن بنسب المسيح لـ عيسى.. ويقابله لقب ابن مريم.. ويسمو به إلى أقصى الدرجات.. رغم عدم وجود أي قواعد رابطة (من حيث التاريخ).. بينه وبين اليهودية أو المسيحية.. لذا فليس غريبا أن نرى تخبط المفسرين الإسلاميين.. من أمثال ابن كثير أو الطبري أو الفخر الرازي.. وانتهاءً بمحمد رشيد رضا.. خليفة الإمام محمد عبده.. حول تفسير أو تقعيد قاعدة اصطلاحية لكلمة ((المسيح)).. والبعض منهم قد أدرك هذه الورطة.. فأقر بها كصفة.. واعتمد ما استطاع الوصول إليه من خلال علاقاته مع اليهود والمسيحيين.. وبخاصة بعد الفتوحات الإسلامية.. فنقل كل المعاني التي استطاع الوصول إليها.. الا انه وفي ذات الوقت تجنب المعاني اللاهوتية والتاريخية لهذه اللفظة!!
فالمسيح بحسب الهرطقات المسيحية التي اقتبس منها محمد قرآنه.. هو نبي الله.. ويعد من المنازل العليا بين الأنبياء.. بل أنه يوم يبعث.. سيبعث أمة وحده.. وهو أيضاً... روح الله... وروح منه وكلمته.. وهو المؤيد بالروح القدس.. ومشارك الله في الخلق.. إذ يأخذ من الطين وينفخ فيه من روحه.. بل وعالم الأسرار.. وما يهمنا هنا هو أن الإسلام وبدون أن يدري (بسبب غياب العلاقة الامتدادية لكل من اليهودية والمسيحية لديه).. قد وقع في مأزق لاهوتي.. إذ أنه يقر بيسوع/ عيسى على أنه هو المسيح.. ولكنه لم يقدم لنا مفهوماً لهذه اللفظة.. وبالرغم من أنه يصرح بأنه ناسخ الديانتين.. إلا أن هذا النسخ الذي يقول به.. لا يأتي بجديد لهما أو بديلاً عنهما.. بل وليس حتى بديلاً عن الديانات الجاهلية الوثنية.. بل ترسيخا لها.. ورغم مرور ما يقرب من الخمسة عشر قرناً على ظهور الإسلام.. إلا أن مشكلات مثل.. المسيح والروح والكلمة.. ما تزال معلقة حتى الآن!!
ان المنزلق والهوة التي سقط بها محمد هي: انه اذا طالب اهل الكتاب بالإيمان بعيسى المسيح.. فهو يقرر ان عيسي أخر انبياء اليهود المخلص المنتظر.. ولكنه يطالب في نفس الوقت الايمان به كآخر الأنبياء.. وهذا مثير للضحك ويدل على انه لم يفهم معنى المسيا او المسيح كما يؤمن به اليهود.. اما اذا اعتبر ان المسيح ليس هو المسيا أي المخلص وانهما شخصيتان منفصلتان.. كما يقول اليهود.. اذا فان هناك مسيا لم يظهر حتى الان.. أي ان نبي آخر الزمان لم يظهر بعد.. والإسلام ينبئ بهذه الشخصية بانها المسيح عيسى بن مريم.. ويؤمن بعودة المسيح ليتبع الإسلام وينشر العدل والسلام.. ولا اعلم لماذا لا يتساءل المؤمن.. طالما ان محمد اشرف الأنبياء...و... و.. والى اخر الجنجلوتية.. اليس من الواجب ان يعود محمد بدل عيسى اخر الزمان.. ونحن نعلم ان القران يقول أن عيسى نبي لبني إسرائيل.. كما كان يقول به المهرطقين النصارى في جزيرة العرب.. ولكن لو كان الامر كذلك.. لما أستخدم القران كلمه المسيح.. بما لها من دلالات مضادة للفهم القرآني.. والذي يعتمد على أن عيسى لم يكن الا نبيا وعبدا من عبيد الله.. لكنه بتعريفه بانه (المسيح) فهو أذن يميزه تماما.. ويضعه في المكان الأهم.. فهو المخلص ولا احد غيره.. ولو فرضنا ان بني إسرائيل كانوا قد آمنوا بعيسى.. وبانه هو المسيح وتحولوا الى المسيحية.. افلا يعني هذا انه لا داعي لدعوتهم الى الديانة الجديدة (الإسلام).. فهم حين أمنوا بيسوع مخلصا.. قد نجوا حسب وعد الله لهم.. فلماذا يطلب منهم الههم تجديد الوعد مع محمد.. فهل محمد هو المسيح.. لكنه لم يدعي ذلك لا هو ولا قرانه.. فاذا كان حمادة والهه يعترفون بان عيسى هو المسيح.. وقد أتي وخلص وكان هو المخلص لهم.. وهو نبي آخر الزمان.. فهو بذلك وبدون ان يدري نزع الشرعية عن نفسه.. بكونه نبي آخر الزمان.. ولا معنى لطلبه من اليهود والنصارى ان يؤمنوا به.. الا اذا كان مسطولا مهبولا.. وهذا ما قاله عنه اهل الجاهلية.. فلو كان هو نبي اخر الزمان.. لكان هو المسيح وليس عيسى.. وواضح جدا اما انه لم يكن يعرف القصة كاملة.. وانما علمها عند المترجم ورقة وباقي معلميه.. ممن تتلمذ على أيديهم قبل سن الأربعين.. او انه وقع فريسة ادعائه النبوة والمغانم التي اكتسبها نتيجة ادعائه النبوة.. او الاثنتين معا.. فهو وبما انه كان مقرب أصلا من معلميه من النصارى والبدعة النسطورية تحديدا.. كان اقرب الى الايمان بالمسيح.. لكنه وبما انه ادعى النبوة.. فقد فَقَدَ النصارى الذين ابتدأ المشوار في دروبهم.. والذين كانوا يعلمونه ليكون خليفة لورقة على نصارى الجزيرة العربية وليس ان يدعي النبوة نبيا.. وهذا يفسر لنا لماذا لم يؤمن به ورقة.. بعكس ما يقوله المفسرون والرواة.. بان ورقة وعد محمد بان ينصره.. وطبعا بادعائه النبوة فقد اليهود.. اما المسيحيون فكيف لهم ان يؤمنوا بمحمد مسيحا مخلصا لهم.. ومسيحهم قد اتى قبل 600 عام واكمل الرسالة.. وكيف لهم ان يؤمنوا بنبي يدعي انه يؤمن بعيسى مسيحا.. وبنفس الوقت يريدهم ان يؤمنوا به هو مسيحا مكررا.. شوية عقل يا حميدو الله يرضى عليك.. فبزلة لسان آمن حميدو بعيسى مسيحا.. وبهذا فضح نفسه واثبت دجله امام المسيحين واليهود.. وخربط القعدة كلها.. ومن نفهته صلى هبل عليه وسلم.. اختراعه لمسيحين إضافيين.. وذلك برجوع عيسى نفسه مرة ثانية.. وذلك لأنه لم يستطع الفكاك من المبادئ النصرانية الهرطقية التي ابتدأ بها وعليها.. ثم اخترع مسيحا اخر اسماه المهدي.. ومن شدة شعوره بعقدة النقص.. حاول تقمص نفس دور عيسى.. بإعطاء نفسه املا بالرجوع للحياة قبل يوم القيامة.. فجعل خير الأسماء ما حُمّد وعُبّد.. ظانا انه ربما تحل روحه في احداها يوما ما.. لا بل وجعل مواصفات الشخص المهدي نفس مواصفاته.. لكنه قلل من شأن المهدي.. ولم يجعله نبيا.. خاصة انه لم يعد بأماكنه التراجع.. بعد ان ذكر انه اشرف الأنبياء وخاتم المرسلين.. ومن خلال النقطة التي ذكرناها وهي لماذا يسمي القران عيسى بالمسيح.. والتي ربما تبدو للبعض بحجم رأس الإبرة.. نعم هي نقطة صغيرة عند النظر إليها من بعيد.. ولكن انا متأكد أنكم أيها العقلاء تعرفون تماما.. أنها تكفي لهدم الإسلام من جذوره.. وانا أعني ما أقول.. لأنها تدل على شيء من شيئين لا ثالث لهما.. فإما أن :
1- من ألف القران لا يعرف ما معنى كلمة المسيح ولا من أين أتت!!
2- او إن من ألف القران يعترف بأن عيسى ابن مريم (على رأيهم) هو المسيح!!
وليختار المدافعون عن القران ما شاءوا من ذلك.. فسينطبق عليهم القول: تعددت الأسباب والموت واحد.. لأنه إذا كان الحال هو النقطة الأولى.. فإن هذا ينفي بصورة قطعية.. صفة المعرفة المطلقة عن اله القران.. وبالتالي لا يمكن أن يكون من كتب القران هو إله ذو معرفة مطلقة.. بل هو أقرب إلى ببغاء يردد ما يسمعه من عجاز اليهود والنصارى في يثرب ومكة دون أن يفهمه.. واكبر دليل انه لم يفهم معنى المسيح.. لا هو ولا الهه وبانه مدعي نبوة دجال.. هو ما جاء في قرآنه {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ}.. فلو كان اليهود يؤمنون ان عسى او يشوع .. جشوا .. يسوع هو المسيح والذي هم بانتظاره.. فكيف كانوا سيقتلونه.. وعجبي من أبا حميد ومفسري قرآنه.. وهذه لوحدها تكفي وبلاش فضائح!!
اما إذا كان الحال هو النقطة الثانية.. فإن الوضع أصعب.. لأن ذلك الاعتراف بأن يسوع/عيسى هو المسيح.. يعني أن الله أتم ما أراد في مسيحه.. وبالتالي لا يوجد حاجة إلى أي مرسل بعده.. إلا تلاميذ المسيح الذين قال لهم: اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم!!
وإذا كان هنالك حال ثالثة.. فعلى الرحب والسعة.. فارتباط كلمة عيسى بالمسيح.. غلطة كبيرة ارتكبها محمد.. واثبت من خلالها.. صدق كلام الله الحق عندما قال في كتاب الحق.. ان الله الحق لا يترك نفسه دون شاهد!!!
وآخر طلب من السيد المؤمن.. رجاء لا تستخدم القران في أثبات ما تتفضل به في دفاعك.. فكلام المطعون به لا يأخذ حجه.. أي انني لا اؤمن ان القران كتاب الهي.. علما ان اغلب ما استند اليه هو ما جاء بالقرآن عن عيسى.. لذلك لا اريد ان تذهب جهودك عبثا.. والسؤال الأخير والمكرر.. لماذا سمى القران يسوع أو عيسى.. بالمسيح!!
هل يؤمن المسلمون إذا.. بأن يسوع أو عيسى .. هو المسيح!!
هل يستطيع أي مسلم أن يجيب على هذا السؤال الأخير.. لان هناك نتيجة ستبنى على هذا الجواب.. وماذا كان يفهم المسلمون قديما او حديثا عن كلمة المسيح.. ونحن بانتظار معرفة سبب تسمية عيسى بالمسيح بعيدا عن الهلاوس.. ورغم انها هلاوس.. ومع ذلك لم يتفق عليها اثنان من المهلوسين.. والقران كما يقول عن نفسه.. بالعربي المبين!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بولس اسحق
نصير الاديب العلي ( 2020 / 2 / 17 - 21:58 )
مقالة رائعة وشرح راقي ومن له اذان فليسمع ومن له عينان فاليقرا ومن له عقل ليفكر
كفيت و وفيت
عاشت ايدك


2 - الآخ بولس اسحق
وسام صباح ( 2020 / 2 / 17 - 23:29 )
محمد نبي الأسلام كان يعتمد على ما يكتبه في قرآنه على ما كان يسمعه من ورقة بن نوفل وبحيرا وعداس واحبار اليهود مما كانوا يحكونه عن التوراة وقصص الأنبياء القدماء وعن المسيح،وكان ينقل بتحريف ما تعلمه من معلميه ويصيغها بلغة قريش السجعية ويقول انها آيات بينات أنزلت عليه وهو في حالة الصرع التشنجي .
نقل اسم المسيح دون ان يعرف ماذا تعني، وحرف اسم إيسوس الى عيسى، ويوحنا الى يحيى .لكنه تورط ورطة كبيرة بأعترافه ان المسيح هو [كلمة الله وروح منه القاها الى مريم] . وبذلك اعترف ان المسيح نزل من السماء بتجسد كلمة الله بأنسان وهو المخلص يسوع المسيح، كما شرحها البشير يوحنا بأنجيله . [في البدء كان الكلمة، وكان الكلمة عند الله وكان الكلمة الله ].
اذن هو يعترف ان المسيح كلمة الله هو الله ذاته مستندا الى انجيل يوحنا . لكنه ندم على غلطته فقال انه عبد الله آتاه الكتاب وجعله نبيا. وكذلك قال : ( لن يستنكف المسيح ان يكون عبدا لله).
لو قال اسمه يسوع لاعترف انه (المخلص) والفادي الذي صُلب لاجل البشرية جمعاء .
مقالك رائع .