الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحب في زمن الكورونا

حسن الشرع

2020 / 2 / 17
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


ليس سهلا من الناحية الأدبية او الاخلاقية ان تتطفل على على حضرة السيد مارسيل كابريل كارسيا او تفاجئ قرائه بمناجات في نص او اقتباس نص محلي ،لكن عذري هو انأهل الرافدين هم اهل الملاحم والأساطير وألفتن كما وأنهم اكثر شعوب العالم حبا للكورونا، اراهن ان معظم العامة لايعرفون من الكورونا اكثر من اللون الأبيض والأخضروالأحمر وربما الرصاصي ،تعلق بها كبارألسن وأحبوها رغم فارق السن بينهم وبينها، كان ذلك متزامنا في زمن الحرب على امتدادها لقد وفدت صاحبة السمو الشعبي مع بداية الحربوكأنها توثيق مبكّر لزمن الحب والحرب قبل ان يصبح الحب برازيليا اولاتينيا كما هو كارسيا لقد زارتنا الكوليرا ربما قبل ان يولد كارسيا وأخذت من اهل الرافدين قرايبنها المقدسة من الكبار والصغار ولو بشكل منختلف عن قرابين الانكا من الأطفال.
سالت رجلا عقب التغيير الذي حصل في العراق بعد حرب اجتياح العراق: لماذا لا تشتري سيارة حديثة(عمرها اكثر من عشر سنوات) هكذا كانوا يسمونها ،سيارة لم تتعود على الشوارع المحاصرة والجائعة وبألوان كانت بالامس ممنوعة، اللون الأسود محرم على الشارع الذي طالما الف السواد في ملبس نسائه ويافطات العزاء ودم الحكام وليالى الجنوب المظلمة ،قال:الكورونا لايمكن ان اتركها وسأظل احبها فهي لم تخذلني في حر ولا تتتباطؤ في صقيع او برد، قلت له:وهل اتبعتها انت:قال :وكيف للمحب ان يتعب من يحب، لقد نالت من عنايتي الكثير انها سيارة الكورونا ٨٠ التي أفضلها على ٨١ كما قال، ياله من حب في زمن الكورونا، لميأتي بعده حب لا في الزمن التاجي (الكراون) او البرازيلي ولا حتى في زمن الكوريلا او ما أعقبه .
لطالما اقلت الكورونا العرسان الى بيوت الصفيح وأكواخ ثكلى الحرب ولطالما حملت سقوفها جنائز لم يموتوا بالكوليرا ولم تدهسم الكورونا لكنهم سقطوا بحرب لا تشبه حروب اميركا الجنوبية اللاتينية حتى الثورية منها.
العراقيون وانا من بينهم من اكثر شعوب الارض شهوة للكلام في السياسة وأكثرهم حبا للخرافة فقد حدثني رجل في مكان عام ان الكورونا ما هي الا مؤامرة نسجت خيوطها أميركا للنيل من العرب والمسلمين ،قلت وما شان العرب بمرض يظهر في الصين ؟ لم يتاخر جوابه حين فاجئني بالرد الم تسمع باتفاقية العراق مع الصين، فهم عاقبوا الصين بالمرض وعاقبوا العراقيين بالمظاهرات ثم تسائل ان كان ذلك معقولا ام لا. كما ان وسائل اعلام مختلفة تحدثت عن حرب تجارية او عسكرية اميريكية تم حسمها بيولوجيا عن طريق الكورونا، لم تكن بلاد الشمش المشرقة اليابان بمنأى عن الكورونا فمنها اتت الكورونا لنا في زمن حرب اشد من زمن حب الكوليرا ، فقد سجلت فيها بعض الوفيات فلم يعلن اليابانيون بانهم فخورين بالكورونا اكثر ما كان العراقيون ،بيان وزارة الصحة اكد انه لاإصابات في العراق بالكورونا، نعم لا اصابات قد انتهى عصر الكورونا القديم وعلينا ان نتهيأ للون اخر ومرض اخر وحب اخر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأرمن في لبنان يحافظون على تراثهم وتاريخهم ولغتهم


.. انزعاج أميركي من -مقابر جماعية- في غزة..




.. أوكرانيا تستقبل أول دفعة من المساعدات العسكرية الأميركية


.. انتقادات واسعة ضد رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق لاستدعائها




.. -أحارب بريشتي-.. جدارية على ركام مبنى مدمر في غزة