الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اننا نسبح ضد التيار لذا فالمطلوب منا التزود بنفس عميق - ما العمل؟! - نحو عزل الفاشية

دوف حنين

2006 / 6 / 4
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


في تحليلنا لظاهرة العنصرية وتفشيها في المجتمع الاسرائيلي لا بد من طرح أسئلة جدية، تتعدى استنكار الظاهرة وشجبها.
الخطر بات واضحا وتعريفه ممكن بجملة واحدة، الخطر لم يعد حصرا على الكاهانيين التقليديين، انما يكمن بوجود وسط كامل من اليمين المؤسساتي في اسرائيل، يتمسك بالمواقف الكهانية، الأمر الذي يبدأ بأفيغدور ليبرمان ولكنه يصل الى نتنياهو وقوى مركزية في اليمين المؤسساتي.
كما هو الحال بكل معضلة سياسية، لا يكفي وصف المشكلة انما يجب أن نفكر فيما بعد.
يوجد هنا أناس ينتمون الى مدارس فكرية مختلفة، انني أرى ناشطات نسويات وليبراليين، ودمقراطيين ودمقراطيين ليبراليين، وكذلك تحررين وأعتقد بأن لدى كل واحدة من هذه المدارس ما تقدمه بهذا الموضوع، واسمحوا لي أن أستعرض أمامكم بعضا مما تقدمه بهذا الشأن المدرسة التي أنتمي اليها، مدرسة الفكر الشيوعي.
في الفكر الشيوعي، السؤال الموجه هو "ما العمل". كما كان هذا السؤال عنوان المؤلف الأغر للينين في العام 1903.
ما العمل؟!
المفكر الشيوعي الايطالي، أنطونيو جرامشي، كتب ذات مرة بأن أحد أهم الأبعاد في سياسة اليسار هو استنكار الواقع لأننا في حال لم نستنكره، فقدنا معرفتنا ضد أي شيء نناضل. ولكن جرامشي قال بأن البعد الأكثر مركزية وحسما هو تغيير الواقع، فلا يمكننا التوقف عند النقد والاستنكار انما يجب المواصلة نحو التغيير.
وكان جرامشي قد كتب كتاباته هذه في إيطاليا سنوات العشرين من القرن المنصرم في ظل الفاشية وواصل طريقه، بلميرو تولياتي، والذي حدد السؤال أكثر بصيغة "من يعزل من؟"
أتتمكن القوى الفاشية في دولة معينة من عزل قوى اليسار فيها أم العكس؟
وفي الحالة الاسرائيلية أتتمكن القوى الفاشية من عزل الجماهير العربية والقوى اليهودية اليسارية التقدمية المساندة لها، أم العكس، أنستطيع نحن عزل هذه القوى؟
هذا هو السؤال الكلاسيكي الذي سيحسم المعركة. ولكن يجب طبعا ترجمته الى لغة عملية.
كيف نعزل السياسة العنصرية في المجتمع الاسرائيلي، ان كنا نرغب بتغيير الواقع ولا نكتفي باستنكاره؟
هذا السؤال متعلق بعدد من الأبعاد. لن أتطرق اليها جميعا الآن وأكتفي باستعراض ثلاثة منها باختصار.
البعد الأول وهو مركزي: اختيار المواضيع. في العام 1917 كتب لينين مقالا عميقا حول الشعارات والمواضيع والحاجة الى اختيار مواضيع مختلفة ملائمة لحقب مختلفة لنتمكن من خلالها من بلورة الدعم الشعبي اللازم لمساندة سياستنا.
اذن السؤال الأول هو اختيار المواضيع، أننجح دائما باختيار المواضيع الملائمة؟ ألا نقع بين الحين والآخر، طواعية وبأعين مفتوحة، في فخاخ نصبها لنا الطرف الآخر؟
والسؤال الثاني، كيف نتعامل مع المواضيع التي اخترناها؟ اليمين الفاشي يتحدث عن الضائقات الاجتماعية، بيد أن لدينا أجوبة أفضل لهذه الضائقات أفنعرف كيف نطرحها على أرض الواقع ونقدمها للناس؟
الفاشية تتحدث عن الحساسيات والتوجسات القومية هذه. الحساسيات والتوجسات ليست متخيلة انما واقعية، لذا فإنه ينجح، وان كان يقدم الأجوبة الاشكالية الكارثية والاجرامية، لكنه يقدم اجابات على أسئلة تدور في رؤوس الناس.
هل نستطيع نحن أن نوفر الاجابات على هذه الحساسيات والتوجسات؟ أنستطيع تقديم أجوبة أكثر اقناعا؟ هذا سؤال مركزي أمام سياستنا.
وطبعا، في نهاية المطاف ينتصب السؤال حول الشراكة الواسعة. خلق هذه الشراكة منوط طبعا بالسؤالين السابقين: اختر المواضيع وفكر جيدا بأفضل الطرق للتعامل معها وانظر حولك بحثا عن القوى التي قد تكون شريكة لك.
انني، وأتحدث الآن كشيوعي، أرى في المجتمع الاسرائيلي قوى عديدة ومتباينة بوسعها أن تكون شريكة لنا بمواجهة الفاشية وضد العنصرية، من أوساط دمقراطية وليبرالية وحتى دينية، لكن هذا الأمر يتطلب جهودا شاقة.
اننا نسبح ضد التيار لذا فالمطلوب منا التزود بنفس عميق وطويل فالمهمة شاقة، ونحن قادرون ليس فقط على السباحة ضد التيار بل أيضا وعلى تغيير اتجاه هذا التيار.



*نصّ الكلمة التي ألقاها النائب حنين في مؤتمر مكافحة العنصرية في شفاعمرو، نهاية الأسبوع المنصرم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الفرنسية توقف رجلاً هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإير


.. نتنياهو يرفع صوته ضد وزيرة الخارجية الألمانية




.. مراسلنا: دمار كبير في موقع عسكري تابع لفصائل مسلحة في منطقة


.. إيران تقلل من شأن الهجوم الذي تعرضت له وتتجاهل الإشارة لمسؤو




.. أصوات انفجارات في محافظة بابل العراقية وسط تقارير عن هجوم بط