الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المقامة الإدلبية

مازن كم الماز

2020 / 2 / 21
كتابات ساخرة


الوضع في ادلب غامض , غير مفهوم , يمكن القول أنه سوريالي , سوريالي لدرجة أن صبحي حديدي أصبح يكتب بطريقة أكثر سوريالية من بريتون نفسه : "الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يدرك جيدا أن الذهاب أبعد مما ينبغي في تجاوز حدود اللعبة ليس البتة في صالح موسكو سياسيا كما أنه عسكريا نقطة ضعف فادحة في جانب النظام السوري كما أثبتت التجارب السابقة" .. ما الذي أدركه أردوغان و ما هي نقاط ضعف النظام , و ما أكثرها , و ما هو الذي في صالح موسكو , بل ما هي اللعبة و حدودها , سنعود لهذا بعد قليل .. يتحدث الجميع عن إدلب على أنها الاسم الجديد لعلاقة من نوع خاص جدا بين بوتين و أردوغان .. علاقة معقدة جدا كما يصفها بشير البكر , علاقة من النوع الذي يحتاج إلى "دراية و رعاية و متابعة يومية" , علاقة حب و كره في نفس الوقت , غزل و خيانة , وعود , إطراء , بل و تعري حسب عمر قدور , كأننا أمام حلقة جديدة من مسلسل نور و مهند , أو "السلطان و القيصر" حسب قدور أو صراع الفيلة حسب بكر صدقي .. لكن سوريالية الموقف لا تتوقف عند غموض و تناقضات هذه العلاقة المعقدة عاطفيا , فجأة يكتب الجميع و يتحدثون بسوريالية رمادية : عمر قدور يرى أن القصف الوحشي على حلب ليس بالجديد "تماما" , أما مروان قبلان فهو يشير إلى أن الأمر قد أثار غضب الأتراك "أو بدا كذلك" , بشير البكر يحار في الإجابة على سؤال : ماذا كسبت تركيا مقابل التنازل للروس عن دورها كضامن بسوريالية : "لا أحد يستطيع أن يقدم إجابة شافية و هنا مربط الفرس" .. لا يفهم البكر أيضا أسرار هذا التحالف و ما إذا كانت المنافسة بين فريقيه تدور حول الحصة الأكبر من سوريا أم أنها مجرد تقاسم للأدوار .. أما أسعد العشي فيقول أنه من الصعب معرفة إلى أية درجة قد تكون تركيا مستعدة للانخراط في ادلب و من الصعب للغاية تخيل ما يمكن أن تكون مستعدة للقيام به في ادلب .. إن الوضع على هذه الدرجة من التشوش و التخبط الذي أصاب هؤلاء فما بالك بأمثالي .. لكن حب أردوغان و بوتين ليس عذريا , يحدثنا عمر قدور عن ستربتيز تركي في سوريا لكنه ستربيتز إجباري , تتعامل فيه موسكو بالقطعة ميدانيا أما تركيا فتمارسه بالقطعة لكن إستراتيجيا دون أن يحدد أية قطع تم خلعها و أية أعضاء تمت تعريتها .. لكن كتابنا السورياليين لا يخفون تعاطفهم مع أردوغان فيصعد به قدور إلى أعلى مئذنة آستانة ثم يبحث له عن سلم للنزول , و تارة يحاول الإشارة إلى ما قد يستر به عريه , أما البكر فيتحدث بألم عن تعرضه للخيانة من شريكه و يعود قدور ليتحدث بأسى عن أردوغان الذي رغم "نجاحه في إقصاء خصومه و التحول إلى زعيم أوحد" , لكنه خسر جزءا من شعبيته عدا عن أن القاعدة البرجوازية الداعمة له قد تنقلب عليه .. قصة حب محزنة بالفعل .. قد يكون كتابنا عاجزون عن فهم أو تحليل علاقة الحب القاسية و المعقدة هذه أما بالنسبة لنا ففهم هذا التحول المفاجئ لهؤلاء الكتاب الذين لا يمكن اتهامهم أبدا بالتعاطف مع السورياليين ناهيك عن اتهامهم بأنهم سورياليون لنجدهم فجأة أكثر سوريالية من الجنابي و أن نجدهم فجأة يطلقون العنان لخيالهم أكثر مما فعل دالي و آراغون فإن الجواب على هذا بسيط جدا .. فعلاقة الحب هذه , أو التفاهم أو التشارك أو المساكنة هذه , بين أردوغان و بوتين هي بين حبيبين , أحدهما يصفه ميشيل كيلو بأنه كنس الشعب السوري بقنابله و صواريخه خارج وطنه و أغرقه في البحر أو تركه في العراء و وصفه بسام مقداد بالشريك في المقتلة السورية .. إن السؤال الذي يهرب الجميع من الإجابة عليه إلى غموض السوريالية و متاهاتها : كيف يمكن لأردوغان , الذي يهيم به هؤلاء و يحزنون لانصراف الناس عنه بمن فيهم رفاقه القدامى و برجوازية بلاده أو لأن نصيبه في الكعكة السورية أخذ يتضاءل , كيف يمكن له أن يقع في غرام مثل هذا الحبيب الذي يصفه هؤلاء بالقاتل , كيف له أن يتعرى أمام بوتين , كيف له أصلا أن يتفاهم مع بوتين و يتطارح معه الغرام و يغازله علنا أمام الجميع .. أخيرا هناك شيء يتفق عليه كل هؤلاء : السوريون كلاجئين هم أزمة بالنسبة لتركيا و لبلاد العرب و المسلمين , صحيح أن قضيتهم إسلامية , عربية , سنية بل و عثمانية في مواجهة التمدد الإيراني , الشيعي , الصفوي , الفارسي , لكن حلها ليس مسؤولية أي من القادة الذي يتنطحون و يتنافسون على ألقاب قادة العالم الإسلامي , السني , العربي , أو العثماني .. هم كلاجئين أو كفضية إنسانية مسؤولية المجتمع الدولي فقط ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقاله بائسه حد القرف وكاءنها نص لاعلان الافلاس ال
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2020 / 2 / 21 - 19:45 )
لاعلان الافلاس السياسي في حين يتحقق ميدانيا النصر على قوى الشر من قبل الدولة السوريه وجيشها وحلفاء سوريا المخلصين


2 - البؤس و الإفلاس حقيقيان بالفعل
مازن كم الماز ( 2020 / 2 / 22 - 14:00 )
للأسف لا يوجد في سوريا سوي قوى شر و الجميع مفلس سياسيا و البؤس و الإفلاس هو بالفعل الكلمة التي تختصر سوريا اليوم أينما كنت و من أي طائفة أو مدينة

اخر الافلام

.. اللحظات الأخيرة قبل وفاة الفنان صلاح السعدني من أمام منزله..


.. وفاة الفنان المصري القدير صلاح السعدني عن 81 عاما




.. سماع دوي انفجارات في أصفهان وتبريز.. ما الرواية الإيرانية؟


.. عاجل.. وفاة الفنان الكبير صلاح السعدنى عن عمر يناهز 81 عاما




.. وداعا العمدة.. رحيل الفنان القدير صلاح السعدنى