الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هويات متصارعة وهويات متصالحة ...!!

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2020 / 2 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


بعد أقل من عشرة أيام، وتحديدا في الثاني من شهر أذار المقبل، ستجري الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية وللمرة الثالثة على التوالي، وذلك لعدم تمكن أي من الأحزاب الكبرى من تشكيل حكومة في إسرائيل ..
يُشارك الفلسطينيون من مواطني إسرائيل في المعركة الانتخابية ، وذلك بالمشاركة النشطة والفعّالة في الانتخابات أو بالدعوة لمقاطعة هذه الانتخابات .
ولمنع أي لُبسِ أو سوء فهم، فأنا من المشاركين في التصويت ، بل وأدعو للتصويت للقائمة المشتركة، والتي ينضوي تحت كنفيها، الإسلاميون، القوميون والشيوعيون .
ولكن موضوعنا الحالي هو حول الهويات الذاتية. والهوية هي "رؤية الفرد لذاته وكيف يعرّفها" ، ولها عدة مركبات.
والمواطنون العرب الفلسطينيون في إسرائيل، يعرفون انفسهم بطرق شتى، ما بين فلسطيني، عربي ، إسرائيلي، مسلم، مسيحي أو درزي وهكذا دواليك ... وبناءً على مركب الهوية والذي يأتي في المقام الأول، أو مجمل مركبات الهوية الذاتية ، يُمكن معرفة "الإنتماء السياسي" للفرد.
لكن الأغلبية من المواطنين الفلسطينيين في دولة إسرائيل ، يضعون في المكان الأول ، مركب الانتماء القومي، إذا جاز لنا التعبير ، ويأتي بعدها مركب الهوية المدنية .. يعني ببساطة فلسطيني مواطن دولة إسرائيل ، عربي فلسطيني مواطن في دولة إسرائيل ، وهناك نسبة لا بأس بها من الفلسطينيين ، يضعون المركب الديني في المقام الأول ، كمسلم فلسطيني ومن ثم عربي ومواطن في دولة إسرائيل ... وكل هؤلاء والذين يعتبرون مركب "المدنية أو المُواطنة" كجزء من مركبات هويتهم ،وهم الأغلبية ، يُشاركون في الانتخابات ويدعون للمشاركة .
وهناك فئة تدعو لمقاطعة الانتخابات للكنيست الإسرائيلي، من بين الفلسطينيين مواطني دولة إسرائيل، وتشمل هذه الفئة، القوميين والإسلاميين ، من تيارات مختلفة . ويستند رفضهم للمشاركة أو دعوتهم للمقاطعة ، على عدة طعون ، أهمها ، بأن العمل البرلماني لا يقدم ولا يؤخر، وأن على الفلسطينيين من مواطني دولة إسرائيل، أن يؤسسوا لأنفسهم بدائل قوية .
لكنهم ومع ذلك، لا يرفضون مثلا تلقي الخدمات من المؤسسة الإسرائيلية ولا يدعون لذلك البتة .. فهم يسافرون بالباسبورت الإسرائيلي ، ويتلقون الخدمات جميعها من المؤسسات الإسرائيلية، كخدمات الصحة، التعليم، الخدمات الدينية ، القضائية والرفاه الاجتماعي وما شابه ..
نعم ، هو حق طبيعي ، لكل فرد أن يُقرر التصويت أو عدمه... لكن الادعاء بأن العمل البرلماني لم يقدم شيئا، فهذه مغالطة ..
أنا وغيري، وهم كثر ، يعتقدون بأن النواب العرب (وللتوضيح فقط فالقائمة المشتركة تضم يهودا بين مرشحيها ومصوتيها)، بإمكانهم أن يبذلوا مجهودا، وقد يكون فوق طاقتهم، من أجل الغاء التمييز الواقع على الفلسطينيين في دولة إسرائيل ، وهذا املنا طبعا ..
لكن ألا يكفي ، أن يقف الصوت الفلسطيني في إسرائيل، في وجه نتانياهو وحرمانه من تشكيل حكومة يمين متطرف ، لكي يخرج الفلسطينيون مواطنو دولة إسرائيل ، للتصويت بقضهم وقضيضهم ، وليصبحوا بيضة القبان ، والتي بدونها لن يستطيع أحد من تشكيل حكومة ؟؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ألاسلاميون والقوميون قصيري نظر
عتريس المدح ( 2020 / 2 / 24 - 12:51 )
معظم الاسلاميين والقوميين لا يملكون الرؤيا الواقعية لحقيقة الوضع الذي يعيشونه، ولربما هم ما زالوا يعيشون حالة من الرومانسية السياسية والايديولوجيه، التي يتوهمون فيها بأنهم بمواقفهم التي يقاطعون فيها الانتخابات يقتربون فيها من تحقيق طموحاتهم الواهمة
هؤلاء الواهمون يضعفون جبهات المناضلين الذين يحاربون أهداف اليمين الصهيوني واليسار الانتهازي في إسرائيل
إنهم بممارساتهم ومعتقداتهم الواهمة يرتكبون خطأ تاريخيا قاتلا
تحياتي


2 - طولت الغيبة ...
قاسم حسن محاجنة ( 2020 / 2 / 24 - 13:50 )
تحياتي يا عزيزي وزمان هالقمر ما بان..
انهم لا يدركون واحيانا يتجاهرون بأنهم -يخدمون- أجندات اليمين المتظرف .
سلام

اخر الافلام

.. انفجار بمقر للحشد في قاعدة كالسو العسكرية شمال محافظة بابل ج


.. وسائل إعلام عراقية: انفجار قوي يهزّ قاعدة كالسو في بابل وسط




.. رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بابل: قصف مواقع الحشد كان


.. انفجار ضخم بقاعدة عسكرية تابعة للحشد الشعبي في العراق




.. مقتل شخص وجرح آخرين جراء قصف استهدف موقعا لقوات الحشد الشعبي