الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كورونا الاشاعة

علاء هادي الحطاب

2020 / 2 / 24
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


تجاوز التنافس والصراع وحتى الحروب بين الدول تلك الاليات التقليدية او ما كانت تُعرف بالقوة الصلبة القائمة على أساس المواجهة العسكرية واستخدام السلاح كوسيلة وحيدة للمواجهة والصراع وان أُستخدمت الحرب النفسية والاشاعة كجزء من هذه الالية في الصراع والحروب، بعدها تطورت طبيعة الصراع الى ما يُعرف باستخدام " القوة الناعمة " soft power ومؤدى ذلك هو تفتيت قوة الخصم من الداخل وبشكل تدريجي دون ان يشعر بها ونظر المفكر الأمريكي الدكتور "جوزيف ناي" كثيرا لهذا المفهوم في كتابه القوة الناعمة وبعدها تطور هذا المفهوم الى استخدام ما بات يعرف " بالقوة الذكية" smart power وهي استخدام مزيج من أدوات الصراع الصلبة والناعمة وغيرها في تفصيل لسنا بصدده الان، بعدها دخل جيل جديد من اليات الصراع والحروب وما بات يعرف ب" الحروب السبرانية" cyber wars القائمة على استخدام تكنلوجيا المعلومات الرقمية في هذا الصراع وتعتمد قوة هذه الالية على التفوق التكنلوجي أولا وأخيرا.
واليوم يبدو اننا دخلنا في مرحلة صراع جديدة من نوعها بين الدول من خلال بث الاشاعات داخل الدولة الخصم وتهديمها نفسيا، أي ان الدول تنقل صراعها الى داخل خصومها ليس عن طريق العملاء، بل عن طريق بث الاشاعات واستخدام تكنلوجيا المعلومات الرقمية الحديثة لتوجيه تلك الاشاعات بشكل احترافي ومتعدد الوسائل والأدوات، سيما وان العالم لم يُعد قرية صغيرة فحسب بل اصبح العالم كله بمقدار كف اليد الواحدة وما تحمله من جهاز الهاتف النقال على مدار الساعة، اذ ان العالم واخباره وكل ما يتعلق بحياة الانسان بات " الموبايل" يوصلها له باعتباره وسيلة الاتصال والتواصل الأقرب والاسرع والأكثر تأثيرا على المتلقي، فبمقدار استخدامه لهذا الجهاز ومعرفته وحنكته لفرز الغث من السمين سيكون لهذا الجهاز وما ينقله تأثيرا مباشرا على حياته بشكل عام.
وفايروس كورونا الأخير دليلا واضحا على استخدام تلك الدول للاشاعة في ضرب خصومها، لذا نرى دولا معينة تركز على انتشار الفايروس في بلد معين وتغض النظر عن انتشاره بذات الحجم واكبر في بلد اخر، وبأكثر من صيغة خبرية وإعلامية ونفسية واكثر من الية واداة ووسيلة حتى تشعر ان الخطر داهمك من هنا وليس له وجود هناك، مع ان الوقائع تشير الى ان هذا الفايروس لخطير ينتشر كالنار في الهشيم في كل الدول ولا يعرف طائفة او ديانة او عرق او ايدلوجية هذه الدولة او تلك، والمتتبع لمسار " تسويق" انتشار الفايروس في اليومين الماضيين وتوجيهه باتجاه دول معينة من قبل وسائل اعلام لدول لها صراع مستمر يلحظ جيدا طريقة إدارة الشائعات ومدى تأثيرها على هذه الدولة والدول المجاورة لها والتي ترتبط اقتصاديا واجتماعيا بروابط كثيرة.
والعراق اصبح مساحة وبيئة خصبة لانتشار الشائعات بطريقة خطيرة ومقلقة جدا، فبإمكان الاشاعة ان تجعل من الليل نهارا والنهار ليلا ونجد من يصدق ذلك، لعدم وجود أي نظام " للنشر" والاتصال والتواصل وهذا الامر ليس بمعزل عن وضع البلاد العام وما تمر به من فوضى وعدم السيطرة على كل شيء.
فإذا اردنا ان نعمل بشكل صحيح فلابد ان نبدأ بأسرنا من خلال ابعاد الأطفال والمراهقين والشباب قدر المستطاع للتفاعل مع كل ما يُطرح في مواقع التواصل الاجتماعي دون تمحيص او فرز او تدقيق، وعلينا كنخب ان نثقف انفسنا ومنها الى عوائلنا ومن ثم شارعنا ومدارسنا وجماعاتنا للتعامل مع الاشاعات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية على مستوطنين متطرفين في الضفة الغربية


.. إسرائيلي يستفز أنصار فلسطين لتسهيل اعتقالهم في أمريكا




.. الشرطة الأمريكية تواصل التحقيق بعد إضرام رجل النار بنفسه أما


.. الرد الإيراني يتصدر اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية




.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن