الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرية طعم الشهادة .

محمد حسن الساعدي
(Mohammed hussan alsadi)

2020 / 2 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


تمثل الشهادة احدى المعالم المهمة في مسيرة نمو الشخصية الانسانية , بل تمثل اقصى ما يمكن ان يصل اليه انسان في نموه الروحي وتكامله الانساني , ومن هنا كانت الشهادة ذروة العطاء , لذلك فأن الشهادة لا تتاح لكل انسان لا تحقيقها يتوقف على توفر شروط موضوعية لا يكون الموت شهادة بدونها , لان الشهادة في مدلولها القضائي هي اضهار الحقيقة لاجل اثباتها في صراع او خصومة بين جماعتين يختلفان ويتنازعان على حق من الحقوق يدّعيه كل منهما لنفسه , فيأتي الشاهد ليضهر حقيقة الموقف .
ان الشهادة تكون شاهداً على ظلم الظالم وطغيان الطاغي , وتكون ليست فقط في الكلمات وان ما في الحياة بحيث تتحول حياته وفكره الى شهادة مستمرة من اجل الدين والمبدأ والقضية , لهذا كانت قضية الشعب العراقي من اهم اولويات الذين قدمو دمائهم فداءاً للوطن حتى امسو رمزاً للتضحية والايثار بالنفس , لذلك فأن الشهادة مبدأ من مبادئ الحرية كونها ليست طارئة او دخيلة في حياة الانسان بل هي تعبير حقيقي عن طبيعة الحالة الانسانية .
الشهيد يعرف بأنه الشخص الذي يقتل لتحقيق هدفاً يؤمن به ويجله قومه ليبقى خالداً , ويكون قبره ضريحاً تأمه القلوب ويشق اسطر التاريخ وهو يمر بدمه التي نزفت على صخرة حرية وطنه لانه عصي عن الاضمحلال والزوال , وعلى الرغم من وجود الشخصيات والصروح العظيمة الذين خلدهم التاريخ لاختراعاتهم ومواقفهم او انهم صنعو الألات و اوجدو النظريات العلمية الخالدة , ولكن يبقى الذين حررو الانسان واطلقوه من بين الركام نحو الحرية وبثو في نفسه الأمل ذلكم هم الشهداء الذين سقو ثرى العراق بدمائهم هؤلاء هم من نفذو المهمة على الرغم من صعوبتها وجسامتها من اجل الوطن , و لان الجميع يعيش بين ثنايا الوطن , فيجب ان لا ننسى الشهداء لانهم احياء عند ربهم يرزقون , وان هذه الحرية التي ننعم بها هي ثمار تضحياتهم وعبير غاياتهم ، لذلك لايختلف اثنان حول معنى الشهادة ، وما يعنيه الشهيد عقلاً ونقلاً وكيف أن طريقها صنع التاريخ والحياة للأجيال ، وقد يقف القلم عاجزاً أمام هذه التضحيات والدماء التي كانت القربان لنيل الحرية وتحقيق المساواة للمجتمع ، ولقد كانت لشهادة السيد محمد باقر الحكيم الوقع الأكبر في نفوس الشعب العراقي كونها جاءت بعد تضحيات كبيرة قدمها الحكيم من أجل خلاص شعبه وتحرير أرضه من براثن حزب البعث الشوفيني وصدام المجرم ، كما أن لاشك أن المسار السياسي الذي أنتهجه الشهيد الحكيم كان مساراً صعباً ومعقداً وكان لا يخلو من المزالق والمآزق والذي كان يحكم الظروف والمتغيرات في الواقع السياسي، حيث كانت المصاعب جمة وطريق ذات الشوكة ، ولكن في نفس الوقت كان الشهيد الحكيم مدركاً تماماً لهذا الطريق ويعلم جيداً حيثياته ، ولديه القدرة على التمييز بين المصالح والمفاسد ، لهذا نجد في خطواته الثبات والوعي والرؤية والإستراتيجية الواضحة للمشاريع السياسية التي وضعت طريق المعارضة على خط المواجهة المباشرة مع النظام صدام أكثر من مرة ، واعترف الأخير بوجود شخص الحكيم كمعارض قادر على إيجاد المتغيرات على الأرض.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لبنان.. مزيد من التصعيد بين إسرائيل وحزب الله | #غرفة_الأخبا


.. ماذا حققت إسرائيل بعد 200 يوم من الحرب؟ | #غرفة_الأخبار




.. قضية -شراء الصمت-.. الادعاء يتهم ترامب بإفساد انتخابات 2016


.. طلاب الجامعة الأمريكية بالقاهرة يهتفون دعما لفلسطين




.. قفزة في الإنفاق العسكري العالمي.. تعرف على أكبر الدول المنفق