الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
ديوان على ضفاف الأيام والوزن الشعري
عزالدين أبو ميزر
2020 / 2 / 25الادب والفن
صدر ديوان "على ضفاف الايام" للشاعرة نائلة أبو طاحون نهاية عام 2019 عن مكتبة كل شيء في حيفا، ويقع في 94 صفحة من الحجم المتوسّط..
لدى قراءتي لهذا الدّيوان رأيتني منجذبا، وعلى قناعة أنّ كاتبة هذه الأشعار رصينة اللغة، ومتمسّكة بالمنهج القديم في الشعر الذي قام على ما صنّفه الفراهيدي وتلميذه الأخفش في بحور الشعر وتفعيلاته، والتي أميل إليها، ولا أنكر على من سلك طريق الحداثة، وانسلخ عن عباءة الخليل في الشعر، والذي سمّاه هذا الإسم وجعل له قواعد، وأركانا. وثوابت، وأوزانا، وصفات أجمع عليها هو ومن استنّ سنّته، واهتدى بهديه، طيلة هذه القرون الطوال، والتي نبغ فيها من شعراء العربية، في جميع عهودها، ممّن يشار إليهم ببنان من ماس وذهب وياقوت، وأكثرهم لا يزالون أحياء ذكرا إلى يومنا هذا،مع إخوانهم الأحياء حقا من النوابغ في عصورنا هذه، وإن من أختطّ ما سمّي بالشعر الحر، والذي قال فيه أدونيس وهو من كبار رواده، وسمّاه قصيدة النثر، أو الشعر المنثور، وقال أنه يجب أن يكتب كقطعة نثريّة، لا على شكل أبيات شعر التفعيلة، والذي اعتمده كثير من شعراء الحداثة، رغم إحساسي أن ما يسمى قصيدة النثر بلغت أواخر نهاياتها، وبدا الموهوبون والذين يرون أنفسهم في دروب الشعر، يرجعون إلى الأصول، وكأنّ مغناطيس الخليل وبحوره من القوة، أنها لم تندثر، وأن بها القوة الجاذبة لتجذبهم إليها.
وعودة إلى شاعرتنا، وإن كلمة شاعر ليست من البساطة، بأن تطلق على كل من كتب الشعر، حتّى وإن أقام أركانه وثوابته، وحفظ أوزانه، فالشعر ،إحساس، وإذا لم يستفز الشعر العقل والشعور معا، ويقف من يسمعه على قدميه مصفقا، وهو يقول: الله الله الله، على ما يسمع أو يقرأ، للجرس الموسيقي، والدهشة في الصورة، والإنبهار في المعنى، وعدم تقصّد الغموض، وانسياب الكلمات في بناء القصيدة كل كلمة في مكانها، وكأنّ القصيدة لوحة رسم فنّية، متقنة بألوانها، وظلالها، وأبعادها، ويقف الرائي أمامها مبهورا وقد تملّكته كل صنوف اللذّة بكل أشكالها، فلا يسمّى شعرا وإنّما هو نظم.
ورجوعا إلى قصائد شاعرتنا، فإنها في قصائدها في القسم الأوّل استوفت كل شروط القصيدة الفراهيدية، بالكمال والتمام، إلا في بعض القصائد نجد خللا في الوزن الشعري في الصفحات: ١٨، ٢٥، وقصيدة سل عيونى فالخلل كثير فيها، ٨٠، ٨٢.
أما من ناحية اللغة والسبك، فإنها لغة قويّة ومتماسكة، عدا بعض الهنات، كتسكين نون الوسط في شنَآن، أو استعمال هتك الجمال، وإنّما العرض، والستر هما ما يهتكان والجمال يقتل أو يشوّه، ويستكين بدل كلمة يستكنّ ويستقرّْ ص٢٥
وفي قسمها الثاني اعتمدت شعر التفعيلة، وفيه انفلات من قيود القافية والرّوي، إلا أنه يعطي صورا جمالية أوضح وأوسع من البيت العمودي، الذي يكوّن في حدّ ذاته كينونة لوحده. ولا نقول أن أشعار القسم الثاني هي من الشعر الحر، لأنها ملتزمة بتفعيلة الخليل بن أحمد الفراهيدي.
لا شك أن العاطفة تسكن زوايا القصائد ولا تغلي في داخلها، والشاعرة كغيرها من الشعراء متأثّرة بما حفظته من شعر في مخزونها اللغوي، ولا يعد أبدا من التناص الذي يلجأ إليه بعض الشعراء.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. فودكاست الميادين| مع الممثل والكاتب والمخرج اللبناني رودني ح
.. كسرة أدهم الشاعر بعد ما فقد أعز أصحابه?? #مليحة
.. أدهم الشاعر يودع زمايله الشهداء في حادث هجوم معبر السلوم الب
.. بعد إيقافه قرر يتفرغ للتمثيل كزبرة يدخل عالم التمثيل بفيلم
.. حديث السوشال | الفنانة -نجوى كرم- تثير الجدل برؤيتها المسيح