الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فيما وراء النظرية السياسية

حجاج نايل

2020 / 2 / 28
العولمة وتطورات العالم المعاصر


هل أنهي واجهز العلم التجريبي والتطور التكنولوجي تماما علي دور الفلاسفة والفلسفة في تفسير الكون وكوكب الارض والانسان
هل هناك صراع بين النظرية السياسية والفلسفة من جانب والعلم التجريبي من جانب اخر
هل انتهي دور الفلسفة بما تشمله من نظريات سياسية كعلم شامل يجمع ويفسر كل العلوم الاخري في علم واحد
بلغة بسيطة جدا ومتواضعة للغاية يستهدف هذا المقال جدل العلاقة بين النظرية السياسية والفلسفة وبين العلم التجريبي علي مر العصور والتاريخ أو ما اطلق عليه الفلاسفة المعاصرين مصطلع فلسفة العلم تجنبا لتهميش دور النظرية السياسية و الفلسفة التاريخي والسئوال الذي يطرح نفسه هل أنهي واجهز العالم التجريبي والتطور التكنولوجي تماما علي دور الفلاسفة والفلسفة في تفسير الكون وكوكب الارض والانسان ربما تقتضي الاجابة علي هذا التسأول البحث فيما اذا كان التطور العلمي المذهل الذي نشهده الان والذي لديه القدرة علي تفسير كل الظواهر الطبيعية والانسانية والكونية هو امتداد طبيعي وحتمي لكل الفلسفات والنظريات السياسية من بدايتها وحتي الان ام ان هذه النتائج جاءات كمحصلة لقطيعة زمانية ومكانية بينهما وان ما قام به العلم التجريبي والتكنولوجيا في المائة عام الاخيرة هو منفصل انفصالا كاملا عن لغو النظريات السياسية والفلسفة علي مر التاريخ لكن لماذا البحث في جدل هذه العلاقة والاجابة بسيطة للغاية ويمكن اجمالها باختصار في نقاط محددة
• كثرة وتنوع الشواهد والادلة العلمية حول نهاية العالم وفناء الجنس البشري في المدي القريب وبغض الطرف عن نتيجة هذه الشواهد ما يهمنا هنا التيقن من نتيجة هذه المأساة هل هي نتيجة تنسب للنظرية السياسية والفلسفة ام تنسب الي العلم التجريبي
• المقاربة بين تاريخ النظرية السياسية والفلسفة وتاريخ العلم التجريبي او ما يطلق عليه الكوسمولوجي ممتدة الي ما قبل الميلاد الاف من الأعوام ظني ان البحث في التاريخ يعد ترف لا نملك الوقت له الان بينما البحث حول حقيقة هذه العلاقة راهنا والان ملزم من حيث التوصل الي حقيقة الشواهد التي تدلل علي نهاية الجنس البشري الذي يتوقعه رواد العلم التجريبي الان وايضا اكتشاف من يعمل لمصلحة من هل يقوم العلم التجريبي علي خدمة اغراض ومصالح القائمين علي النظرية السياسية مثلا هل يستغل اصحاب النظرية السياسية رواد العلم التجريبي ومده بالاموال الطائلة لينتج لهم احدث الاسلحة النووية وابتكار الحروب الجرثومية والبكتيرية والمزيد من مداخن المصانع والعوادم والتكنولوجيا اللازمة لتراكم راس المال وما هي حقيقة الدور الذي يلعبه العلم التجريبي في نهاية وفناء الجنس البشري علي نحو غير مسبوق
الحقيقة من غير الممكن الجزم بمن يعمل في خدمة من اتصور انه من الممكن ان لا تكون الصورة علي هذا النحو ربما هي علاقة تكاملية تاريخيا في اطار ما يزعمون بانه لصالح التطور الانساني والنهضة البشرية وربما كانت علاقة ذات امتداد طبيعي في المجالات الحيوية فصراع الاضداد قد ينتج ملمحا ثالثا مختلفا وهو ما وصلت اليه البشرية اليوم.
والحقيقة ايضا هناك عشرات بل ومئات الابحاث والعلماء والنظريات التي اهتمت بتناول نهاية العالم وانقراض الجنس البشري في المستقبل ووفقا لكل باحث اوعالم او بحث او نظرية تترواح المدد الزمنية التي يفترض ان يشهد الكوكب لحظته المصيرية ومشهد النهاية بل وصل الامر بعالم الفلك البريطاني مارتن ريس اذ اكد ان نسبة انقراض البشرية بحلول عام 2100 تقترب من 30 % بحسب صحيفة العربي الجديد

في لقاء جمع ستيفين هوكينج العالم الشهير وهو من ابرز علماء الفيزياء في العالم مع لاري كينج محاور السي ان ان المعروف في عام 2016 حول تقديراته لمستقبل كوكب الارض والعالم الفترة المقبلة وتوقعاته لنهاية الجنس البشري أشار "ستبلغ الكثافة السكانيّة أحد عشر مليار نسمة بحلول عام 2100. ولقد ازداد التلوّث الجوي بنسبة 8% خلال الخمس سنوات الأخيرة، كما ويتعرّض 80% من سكّان المدن إلى مستوياتٍ غير آمنة من التلوث الجوي والازدحام "وفي ذات السياق نشرت صحيفة ميرور البريطانية في بداية 2018 حديثا له وتوقعاته فيما يتعلق بنهاية العالم اشار فيه الي ان "المتسبب الرئيسي في فناء البشرية هو الانسان نفسه من خلال استنزافه المجحف لمختلف موارد الكوكب ودوره في ارتفاع درجة حرارة الارض لتصل الي 250 درجو مئوية خلال 600 عاما القادمة من خلال نشاطه الصناعي غير المسئول واضاف مشيرا الي ان العدوان البشري والتكنولوجيا النووية ستكون من الاسباب المؤدية الي فناء الجنس البشري في حال استمر النسق التصاعدي للتسلح في العالم فضلا عن التوترات والنزاعات الاقليمية والدولية الراهنة وشدد مؤكدا ان تغيير المناخ والتضخم السكاني والاوبئة والصراعات بين الدول ستتسبب في انقراض الصنف البشري مؤكدا إن الجنس البشري يمكن أن يُمحى في غضون 100 عام من الآن، وأن القرن القادم سيكون الأخطر في التاريخ، والتقدم العلمي والتكنولوجي قادر على وجود عدد من السيناريوهات المتعلقة بنهاية الكون، وقال عالم الفيزياء إن الأسلحة النووية والفيروسات المصنعة تشكل تهديدًا خاصًا وخطيرا،"
وفي عشرات المواقع والنوافذ العلمية الرزينة هناك إهتمام خاص أيضا بالبحث الذي قام بانجازه مجموعة من العلماء من معهد مستقبل الإنسانية والتحديات العالمية بجامعة أوكسفورد حول نهاية العالم والجنس البشري ، وأعدوا فيه قائمة بـ12 سببًا محتملاً قد ينهي الحضارة الإنسانية، كتأثير النيازك - نسبة الحدوث %0.00013 وانفجارات بركانية هائلة - نسبة الحدوث 0.00003% والاوبئة العالمية نسبة الحدوث 0.0001% و الحروب النووية - نسبة الحدوث 0.005% و الهندسة البيولوجية - نسبة الحدوث 0.01% وسبعة اسبابا اخري منها التغيرات المناخية والناتو تكنولوجي والانهيار البيئي وانهيار النظام العالمي والحكم السيء والذكاء الاصطناعي ومن اسف كان من تجليات هذا التقدم في هذه المجالات ترسانات المصانع الضخمة والمداخن التي تطلق كميات هائلة من العوادم في عناء سماء هذا الكوكب وكان ايضا السبب في ما يعرف بالاحتباس الحراري وثقب الاوزون وكان ايضا التطور الهائل في علم الجراثيم والبكتريا والهندسة البيولوجية والوراثية في الاطعمة والغذاء وانتاج البلاستيك والمواد الكيمائية الضارة جدا علي الانسان والطبيعة ومن اسف ايضا ان 9 اسباب من بين 12 سببا التي حددها العلماء من معهد مستقبل الإنسانية والتحديات العالمية بجامعة أوكسفورد لنهاية هذا الكوكب صنيعة بشرية وانسانية وثلاث اسباب تتعلق بتقلبات الطبيعة والكوكب و التي تعد الجاذبية احد اهم اسبابها

ينقلنا هذا التصور الي فيما وراء النظرية السياسية و الفلسفة والمعرفة الانسانية إجمالا و التي بدأت منذ قرون طويلة تركز جل اهتمامتها علي الانسان بوصفة محور الحركة والصراع والارتكاز ,والتطور علي هذا الكوكب وفي هذا العالم فمنذ سقراط وافلاطون وارسطو وحتي هوبز وجون لوك وجان جاك روسو وكانط وماركس وهيجل وغيرهم من الفلاسفة والمفكرين العظام الذين وضعوا أسس العلم والفلسفة والعلوم السياسية والاقتصاد والاجتماع والاخلاق ونظم الحكم ورأس المال وفائض القيمة والمادية الجدلية والتاريخية ومجمل النظريات العلمية والفلسفية والسياسية كان جدل العلاقة بين الانسان واخية الانسان محور هذه العلوم الي جانب دراسة السلوك الانساني والعقل البشري ومدي سعته وافاقه وربما تعرضت بعض هذه الفلسفات الي علاقة الانسان بالظواهر الطبيعية والكونية كردة فعل لتعاطي الانسان وتأملاته مع هذا الكون دون اي جهود كوسمولوجية في هذا الصدد ومن ثم وفي حدود معرفتي المتواضعة لم يتنبأ أي من هولاء العظماء بما وصل وسيصل له العلم التجريبي حيث اعتمدت افكارهم وروؤاهم علي التأمل او التجربة المحدودة في تفسير الطبيعة وظواهرها الفيزيائية الذاتية وعلي صعيد اخر لم يتمخض تاريخ هذا الابداع والتراث الانساني العظيم عن تلك الامور المتعلقة بالاستخدامات التقنية والتكنولوجية في الاتصال بالطبيعة والكون او إحداث تلك الطفرة الكبيرة في مسارات الانسان والكون علي نحو مؤثر وفعال كما حدث في النصف الاول من القرن العشرين وحتي الان وبالاحري علي نحو مدمر وسريع الاشتعال كمعادل موضوعي ايضا للتنمية والتقدم في المجالات الاقتصادية وبنية للمجتمعات الانسانية لخدمة التواصل بين البشرو الكوكب الذين يعيشون عليه وبالفعل قد خلا التاريخ الانساني بكل زخمه وصراعاته ونظرياته من هذه المقاربة التي لا ندري ان كانت تمت في المائة عام الاخيرة بسبب التقدم العلمي الهائل والاكتشافات البحثية المذهلة ام بفعل التراكمات الكمية خلال الاف الاعوام والتي اتت بنتائج كيفية مفاجئة ومختلفة تماما للجنس البشري الامر الذي بمقتضاه يضعنا امام وجهتين من غير المؤكد ما اذا كانا متتاليان ام متوازيان وبمقابلة العلم التجريبي والتكنولوجيا في مواجهة النظرية السياسية نجد ان الاخيرة تعددت وتنوعت بحسب النظريات والفلسفة التي حلحلت العالم والفكر السياسي والاجتماعي الي عد كبير من المساهمات والنظريات السياسية المتصلة بتطور المجتمعات والصراع الطبقي ودورة رأس المال والاخلاق والذات الانسانية وبالمجمل دراسة الانسان ودورة في المحيط السياسي والاجتماعي اكثر منه ظاهرة علمية وتكنولوجية ومن هذه النظريات كالماركسية والوجودية والطوبائية والفابية والعقد الاجتماعي والهيجلية والميكافلية والبراجماتية ونظريات الحقوق الطبيعية وكافة النظريات الأخرى أيضا شهد امتداد التاريخ بدءا من سقراط وحتي أرتور شوبنهاورو وفريدريك نيتشه و كارل ماركس و بيرتراند راسل و روبندرونات طاغور و روزا لوكسمبورغ وغيرهم من فلاسفة العصور الحديثة والمعاصرة قفزة هائلة في مجال العلوم السياسية والاجتماعية والثقافية ذلك في الوقت الذي ارتهن وجود وتأثير العلم التجريبي بمدي التقدم التكنولوجي والتطور الهائل في علوم الفيزياء والفلك والرياضيات والحاسب الالي و الهندسة البيولوجية و النانو تكنولوجي و الذكاء الاصطناعي و الطاقة النووية في ذات السياق وختاما ربما تقفز النظرية السياسية علي ظهر العلم التجريبي والتكنولوجيا ضاربة عرض الحائط بمستقبل الكوكب والانسان الذي يحيا عليه وتطلق العنان لنفسها في صراعات ونزاعات مسلحة دولية و بينية وجرثومية وريبوت مع الاستخدام الاحمق للاسلحة النووية بشكل مفرط والقضاء علي الاخضر واليابس وتطلق النظرية السياسية ايضا مدي استخدام حروب الذكاء الاصطناعي والجراثيم والبكتريا والتي قد ينتشر معها الاوبئة القاتلة للبشرية والخارجة عن السيطرة بشكل قد يؤدي الي فناء هذا العالم

والسئوال الختامي هل يمكن ظهور تيار جديد يضع النظرية السياسية والعدل والحريات وحقوق الانسان مع العلم التجريبي في نضالاته وكفاحة من اجل انقاذ الجنس البشري من الفناء








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القناة 12 الإسرائيلية: اجتماع أمني تشهده وزارة الدفاع حاليا


.. القسام تعلن تفجير فتحتي نفقين في قوات الهندسة الإسرائيلية




.. وكالة إيرانية: الدفاع الجوي أسقط ثلاث مسيرات صغيرة في أجواء


.. لقطات درون تظهر أدخنة متصادة من غابات موريلوس بعد اشتعال الن




.. موقع Flightradar24 يظهر تحويل الطائرات لمسارها بعيداً عن إير