الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطبقيه في الولايات المتحده ..تذبذب نحو الصعود..ج1

ليث الجادر

2020 / 2 / 28
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


في الوقت الذي يشهد الواقع الاوربي صعود مهيمن للاحزاب والاتجاهات اليمينيه ,تسجل في الولايات المتحده الامريكيه ومنذ قرابه العقدين الاخيرين صعودا بارزا لليسار المحافظ المنبثق من صفوف الحزب الديمقراطي الذي شهد هو انقلابا كاملا على صفته المحافظه منذ ايام الرئيس روزفلت عام 1932 ليصبح ممثلا للتيارات الحره ومعنيا بالنضالات الاقتصاديه للعمال وداعيا لتدخل الدوله في اداره الاقتصاد وهو بهذا صار الوجه التقدمي ذي الخصيصه الامريكيه التي غالبا ما ترتكز على الخطاب الشعبوي وتفقد ماهيتها كتقدميه امام دور الدوله الراسماليه الامبريالي..انها تقدميه محليه منغلقه..جاءت اشارات هذا الصعود مع بروز باراك اوباما كمرشح ديمقراطي لرئاسه الولايات المتحده وصعوده هذا كان تتويجا للاعتراضات الاجتماعيه التي تنامت وتراكمت بفعل ازدياد الهوه الطبقيه منذ ثمانينيات القرن المنصرم والتي تجسدت في احد اهم جوانبها بذاك الفارق الضخم بين نمو مداخيل الطبقات الدنيا وبين الاغنياء والاثرياء , فلقد اظهرت دراسات متخصصه انه بين عامي 1979 و 2004 سجل راتب الاميركيين الافقر الذين يشكلون خمس الشعب ارتفاعا بنسبة 9% بعد دفع الضرائب.بينما في الفترة نفسها، كان الاغنياء الاميركيين قد نالوا ارتفاعا بنسبة 69% , والواحد بالمئة من اثرى الاثرياء سجلوا ارتفاعا بنسبة 176%. واظهرت التقارير الاحصائيه ان الارتفاع الكبير في رواتب المدراء مقارنة مع الموظفين كان اعلى، فقد ارتفعت بين 1978 و 2005 رواتب رؤساء مجالس الادارات بمعدل 35 ضعفا الى 262 اضعاف ما يتقاضاه العامل. ..لهذا جاء برنامج اوباما الانتخابي في فقرته الاقتصاديه بتوجه جريء وغير مسبوق حيث وعد اوباما بخفض الضرائب لخمسة وتسعين في المئة من العائلات الاميركية وزيادة الضرائب على العائلات التي يزيد دخلها على مئتين وخمسين الف دولار سنويا. واقترح خفضا ضريبيا سنويا يبلغ خمسمئة دولار للموظف والف دولار للاسرة. كما وعد بالغاء الضرائب المفروضة على المتقاعدين الذين لا يتجاوز دخلهم الخمسة آلاف دولار . اقترح انشاء صندوق بقيمة خمسين مليار دولار لتحفيز الاقتصاد والحيلولة دون فقدان اكثر من مليون اميركي وظائفهم.كما دعا الى تبني خطة ثانية لانعاش الاقتصاد قيمتها ستين مليار دول..وفي خطوه لاتقل جرأءه عن الوعد الانتخابي وفي دلاله للتأكيد على مدى الاراده الجديه في تنفيذ هذه الوعود , فان اوباما بعد ترشيح الحزب الديمقراطي له للانتخابات الرئاسيه كان قد اعلن رفض حزبه لان يقبل منذئذ «الهبات» من أعضاء مجموعات الضغط ومجموعات المصالح الأخرى. وقرر خوض الانتخابات بمبلغ الـ 84 مليون دولارا التي يحظى بها كل من المرشحين، الديمقراطي والجمهوري، لخوض المعركة الانتخابية. لكن المبلغ الذي جمعه عبر حملة كان قد أطلقها في عام 2007 عبر شبكة الانترنت بلغ 265 مليون دولارا، لم يكتفي اوباما بالتاكيد على انحيازه الطبقي من خلال بنود مشروعه السياسي بل ذهب الى اطلاق تصريحات تحمل مضامين فكريه ذات بعد طبقي عقائدي , يقول «إننا نقيس قوة اقتصادنا ليس بعدد أصحاب المليارات عندنا أو بما تحققه الشركات الكبرى من أرباح، ولكن بالأحرى بقدرة أن يستطيع فرد ما لديه فكرة جيدة أن يغامر بتحقيقها أو عندما تستطيع خادمة في مقهى أن تأخذ إجازة ليوم واحد كي تهتم بطفلها المريض دون أن يكون ذلك سببا في فقدانها لعملها».وفي حملته الثانيه والتي ركز فيها على مهاجمه شخص منافسه الرأسمالي المليونير روموني وهو يناظره ("اذا كانت حجتكم الرئيسية لتحريك النمو هو انكم كنتم تربحون الاموال للمستثمرين لديكم، فانتم لا تدركون ماهية هذا المنصب")! ان مثل هكذا خطاب مرتبط بمشروع سياسي اصلاحي يستهدف البنيه الاجتماعيه ويوليها مركزيه في توجهاته , ليشابه خط متوازي مع خط روزفلت الذي انتقل بحزب الديمقراطين وانتزعه من استاتيكته الجامده .
يتبع ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأرمينية تطرد المتظاهرين وسياراتهم من الطريق بعد حصا


.. كلمة مشعان البراق عضو المكتب السياسي للحركة التقدمية الكويتي




.. لماذا استدعت الشرطة الفرنسية رئيسة الكتلة النيابية لحزب -فرن


.. فى الاحتفال بيوم الأرض.. بابا الفاتيكان يحذر: الكوكب يتجه نح




.. Israeli Weapons - To Your Left: Palestine | السلاح الإسرائيل