الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
عن حسني مبارك وصدام حسين وتاريخ من الإرهاب والخيانة
أمين المهدي سليم
2020 / 2 / 29مواضيع وابحاث سياسية
أريد أن أوضح أن قصة مبارك هى قصة كل جنرال سابق ولاحق تضعه عصابات جمهورية يوليو العسكرية في منصب رئيس مصر، وأنه يخضع لعدة شروط تحتل فيها خدمة مشروع إسرائيل الكبرى محل الصدارة، ثم مقابلها امتيازات الجيش الجنونية من لحم ودم الشعب، ولو حاول الخروج عليها فمصيره هو والجيش يدخل أرض الصراع والمجهول والغموض.
وهذه الوضعية الشاذة تعني أن منصب الرئيس العسكري في مصر هو وضعية أزمة دائمة ومستمرة، وأن هذا المنصب لايمكن أن يشغله ويستمر فيه شخص سوي أو وطني نهائيا، ولابد بالدرجة الأولى أن يكون خائنا غادرا وكذابا متعدد الوجوه، وفوق ذلك عليه أن يدخل في حرب ضد الشعب ومجتمعه المدني لاضعافه ونزع مقاومته بصورة مستمرة وبلا هوادة، كما أن عليه أن يكون لصا وإلا أثار الشبهات، وهى أيضا قصة مصر منذ 68 سنة تقريبا.
بعد إنقلاب مبارك وأبي غزالة على السادات وإغتياله بالتعاون المباشر مع صدام بمقابل مالي (250 مليون دولار لكل منهم) تحت ستار التعاون في مشروع وهمي لتطوير الصاروخ الأرجنتيني "كوندور"، والذى انفض بالطبع بعد "نجاح" الإنقلاب. وكان أحد قنوات الاتصال السرية تاجر السلاح والصحفي العراقي وليد أبو ضهر، وكان قد أصدر مجلة في باريس كغطاء باسم "الموقف العربي"، وكافأه حسني مبارك بعقد حق انتفاع مميز طويل الأمد بخدمات برج القاهرة، وهذا يحقق دخلا هائلا بعيدا عن الأعين.
دخل مبارك في حلف رباعي يتزعمه صدام مع اليمن والأردن، وكان البروتوكول يضع مبارك في ذيل الترتيب، وفي 7 اكتوبر 1985 وفيما يبدو أنه اختبار ولاء أو مزيد من التوريط في العمالة لصالحه، أرسل صدام تنظيمه الفلسطيني "جبهة التحرير العربية" بقيادة أبو العباس لاختطاف السفينة الإيطالية "أكيلي لاورو" في المياه الإقليمية المصرية، وكان عليها فوج سياحي أمريكي، وقاموا بقتل مواطن أميركي يهودي على كرسي متحرك باغراقه في البحر. وحتى تكتمل المأساة حاول السفير الأمريكي نيكولاس فليوتس الدخول إلى بورسعيد لمتابعة العملية؛ فقطعت السلطات المصرية الكهرباء عن المدينة، وعندها طلب السفير من عامل اللاسلكي في السفارة توصيله بوزارة الخارجية الأمريكية قائلا "أن الحكومة المصرية أولاد (وسبهم بالأم) قطعوا الكهرباء"؛ فقال له عامل اللسلكي "المصريون يتنصتون الآن"؛ فقال "اريدهم أن يسمعونني جيدا أولاد (***)" وكرر السب ثانية، وأكمل السفير مدة خدمته التى انتهت في ابريل 1986 وهو في حالة مقاطعة تامة من النظام المصري إلا في الشئون الضرورية، بعد أن قدموا لنا صورة مزرية منحطة عن كيف تسير الأمور في ظل نظام عسكري إرهابي وضيع وبائس.
تصدى مبارك لحماية الإرهابيين ومحاولة تهريبهم، وكان نتيجتها أن تلقى إهانة تتضمن سب الأم واتهام علني بالكذب من الرئيس ريجان في مؤتمر صحفي. وعندما حلقت طائرة مصر للطيران وعلى متنها الإرهابيين أنزلها سلاح الجو الأميركي في صقلية، ولكن رجل المافيا ورئيس الوزراء الإيطالي بتنينو كراكسي قام بتهريبهم إلى يوغوسلافيا (صدر عليه حكم بالسجن مدى الحياة في جرائم المافيا وهرب إلى تونس حتى توفي هناك)، وقبضت القوات الأمريكية على أبي العباس وتنظيمه بعد غزو العراق.
انتقم مبارك بطريقته العشوائية الغبية البدائية كرئيس حقير لجمهورية موز حقيرة من الإدارة الأمريكية بتشكيل عصابة مخابراتية في 1988 تحت مسمى "ثورة مصر" لقتل الدبلوماسيين الأمريكيين والإسرائيليين أين؟ في شوارع القاهرة، وكانت النتيجة أن السفارة الأمريكية أرسلت قوة أمسكت بالعصابة والأسلحة المستخدمة، وهاتفت الأمن المصري من تليفون الشقة في المعادي. الغريب أن كل هذا الكم من الفضح والتعرية والذل والمهانة لم يردع المجرم الإرهابي مبارك عن المشاركة في أعمال الإرهاب الدولي.
يقول الجنرال تومي فرانكس قائد غزو العراق في مذكراته(جندي أميركي American Soldier) أنهم ضللوا صدام بواسطة حسني مبارك، والقصة ملخصها أن مبارك سأل فرانكس عن موعد الغزو، فرد : "السياسيون لايفهمون في الحرب وتصريحاتهم فارغة عن حرب وشيكة، وقواتي حتى الآن لاتزيد عن 160 ألف بينما كانت قوات شوارسكوف في 1991 تصل إلى 740 ألف كي يصل إلى العمارة فقط، وأنا من المفروض أن أدخل بغداد، ليست الحرب قبل 6 أشهر" نقل مبارك الحديث بحذافيره لصدام فاسترخى وازدادت تصريحاته غباءا وتحديا، ولكن تومي فرانكس دخل الأراضي العراقية بعد المحادثة ب 13 يوم ودخل بغداد بعد 9 أيام اخرى.
يقول الرئيس الأسبق جورج بوش الإبن أن حسني مبارك هو الذى أكد لهم وجود أسلحة الدمار الشامل لدى صدام في مقابلة مع فوكس نيوز في 15 يوليو 2015، وكان قد ذكر ذلك مع تفاصيل اضافية في مذكراته.
أما عن الإهانات التى كان مبارك يتلقاها من الإدارة الأمريكية فتحتاج لمقال طويل جدا.
هذه الأدوار المزدوجة والتذبذب والرخص والنصب والإرهاب والخيانة والغدر مجرد عينات بسيطة تدل على نوعية سياسات وأساليب ومواقف داخلية وخارجية لشخص كان رئيسا لمصر. (صورة تومي فرانكس وقيادته في قصر صدام في ابريل 2003، وصورة من مهزلة أكيلي لاورو في بورسعيد، لينك فيديو جورج بوش في أول كومنت) #أرشيف_مواقع_أمين_المهدي
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. ماذا قال سمو الشيخ ناصر بن حمد للمشاركين في برنامج بيبان جون
.. 2024 النشرة المغاربية الخميس 28 مارس • فرانس 24 / FRANCE 24
.. المستشارة القضائية للحكومة الإسرائيلية تؤكد ضرورة بدء تجنيد
.. لليوم الـ11.. استمرار غارات الاحتلال والاشتباكات بمحيط مجمع
.. محكمة العدل الدولية تأمر إسرائيل بضمان إيصال المساعدات إلى غ