الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


توقيع اتفاق تاريخي بين الولايات المتحدة وطالبان بعد 18 عامًا من الحرب، ينص على سحب القوات الاميركية من أفغانستان

سمير حنا خمورو
(Samir Khamarou)

2020 / 3 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


وقعت الولايات المتحدة وطالبان اتفاقًا تاريخيًا يوم السبت 29 أيلول/ فبراير في الدوحة، قطر، والذي سيتيح انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان في غضون 14 شهرًا بعد ثمانية عشر عامًا من الحرب على الاراضي الأفغانية - والبدء بمفاوضات سلام. وتعتبر أطول حرب بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية - وينص الاتفاق على فتح مفاوضات السلام مع الحكومة الأفغانية. وقبل أسبوع من التوقيع على الاتفاقية، أتفق الطرفان على "الحد من العنف" في أفغانستان.

أكد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، قبل فترة وجيزة على توقيع الاتفاقية، التي تنص على انسحابًا تدريجيًا وفوريًا للقوات الأمريكية. لكن وزير الدفاع مارك اسبير صرح في الدوحة أن الولايات المتحدة "لن تتردد في إلغاء الاتفاقية" إذا انتهكت طالبان ذلك. وقال مايك بومبيو إنه يجب البدأ بالمحادثات بين طالبان وحكومة كابول والتي من المقرر أن تبدأ في 10 آذار/مارس.

قبل توقيع الاتفاق بفترة وجيزة، أمرت طالبان بتعليق جميع العمليات العسكرية في أفغانستان. هذه هي المرة الثانية التي أوقفت طالبان الهجمات الكاملة منذ بداية الصراع، فقد توقفت العمليات الحربية لمدة ثلاثة ايّام في عام 2018 منذ بداية الصراع في أواخر عام 2001. كما اتفق الجانبان على تبادل الأسرى. ينص الاتفاق "سيتم إطلاق سراح أكثر من 5000 سجين من طالبان مقابل أكثر من 1000 سجين (من القوات الأفغانية المدعومة من واشنطن) بحلول 10 آذار /مارس".

الاتفاق يجب ان يضع نهاية لأطول حرب في تاريخ الولايات المتحدة. قرر جورج دبليو بوش غزو أفغانستان، في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001، وإسقاط حكومة طالبان من السلطة المركزية، وملاحقتها لكنها لم تنجح قط في توحيد البلاد.أنفقت الولايات المتحدة أكثر من 750 مليار دولار (680 مليار يورو) في هذه الحرب، وما يقرب من 2000 جندي اميركي قتل هناك.
ولكن وفقا للأمم المتحدة (الأمم المتحدة)، قتل ما بين 32000 الى 60،000 من المدنيين الأفغان في الصراع.

هذه كانت "حرب لا نهاية لها" والتي يريد دونالد ترامب الخروج منها، من اجل "عودة الرجال إلى الوطن" والوفاء بأحد وعود حملته الانتخابية. كانت المفاوضات، التي بدأت سراً في تموز/يوليو 2018 بين الأميركيين وطالبان، على وشك الانتهاء في سبتمبر الماضي، قبل أن يلغي الرئيس الأمريكي التوقيع المقرر في كامب ديفيد بالقرب من واشنطن في اللحظة الأخيرة.

منذ ذلك الحين، دعم الرئيس بقوة مبعوثه الخاص لهذه المفاوضات، السفير الأمريكي السابق في ةزالماي خليل زاد. وقال وزير الخارجية الاميركية "نحن على وشك ان نحقق فرصة تاريخية للسلام"، بينما صرح قائد طالبان سراج الدين حقاني لصحيفة نيويورك تايمز: ان "الجميع" كانوا قد "تعبوا من الحرب". وكان نائب زعيم طلبان قد كتب "عندما بدأ ممثلونا في التفاوض مع الولايات المتحدة في عام 2018 ، كانت ثقتنا في أن المحادثات سوف تسفر عن نتائج قريبة من الصفر. لم نثق في النوايا الأمريكية بعد 18 عامًا من الحرب وعدة محاولات سابقة للتفاوض أثبتت أنها غير مجدية. ومع ذلك، قررنا أن نحاول مرة أخرى. لقد تسببت الحرب الطويلة بتكلفة فادحة للجميع. لقد اعتقدنا أنه من غير الحكمة رفض أي فرصة محتملة للسلام بغض النظر عن مدى ضآلة فرص نجاحها. منذ أكثر من أربعة عقود، فقدنا أرواح أفغانية غالية كل يوم. كل شخص فقد شخص يحبه. الجميع سئم الحرب. أنا مقتنع بأن القتل والجروح يجب أن يتوقفا."

على الرغم من انتقادات بعض المراقبين الذين يعتقدون أنه تنازل كبير مقابل القليل جدا، فإن إدارة ترامب تؤكد أن ضمانات مكافحة الإرهاب التي يقدمها المتمردون تستجيب للسبب الرئيسي للتدخل الأمريكي، هجمات 11 سبتمبر. وبالتوازي إلى التوقيع في الدوحة، ستقوم الولايات المتحدة بتنظيم حفل يوم السبت مع الحكومة الأفغانية في كابول، وفقًا لوسائل الإعلام الأفغانية.

وكانت الحكومة الأفغانية قد أرسلت وفداً صغيراً إلى العاصمة القطرية (حيث يوجد مراقبين من حوالي ثلاثين دولة) من أجل "أول اتصال" مع طالبان. بعد الانتهاء من هذه الاحتفالات، يجب أن تبدأ المفاوضات بين الأفغان بسرعة نسبية "طالبان والحكومة الأفغانية"، في مدينة يتم تحديدها فيما بعد ولكن تم تداول اسم العاصمة النرويجية، أوسلو، في الأوساط الدبلوماسية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تظاهرات في جامعات أميركية على وقع الحرب في غزة | #مراسلو_سكا


.. طلبوا منه ماء فأحضر لهم طعاما.. غزي يقدم الطعام لصحفيين




.. اختتام اليوم الثاني من محاكمة ترمب بشأن قضية تزوير مستندات م


.. مجلس الشيوخ الأميركي يقر مساعدات بـ95 مليار دولار لإسرائيل و




.. شقيقة زعيم كوريا الشمالية: سنبني قوة عسكرية ساحقة