الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لم يكن هناك رئيس لمصر اسمه محمد مرسى!

سعيد علام
اعلامى مصرى وكاتب مستقل.

(Saeid Allam)

2020 / 3 / 2
مواضيع وابحاث سياسية




جنازة مبارك العسكرية فى مقابلة مع جنازة مرسى السرية، كانت بمعنى من المعانى، كاشفة عن حقيقة موقف سلطة يوليو الفعلى من سيناريو الخروج من "المآزق الثلاثى" التى واجهته فى 25 يناير 2011، والذى مثل تسليم حكم مصر لممثل الاخوان المسلمين، حجر الزاوية فى سيناريو الخروج منه ..

لابد وان يكون مجنوناً من يعتقد ان سلطة يوليو "المكلبشه" فى حكم مصر منذ حوالى سبعة عقود، يمكن ان تسلم لغريمها التاريخى حكم مصر، لانه فاز فى انتخابات هى من خططت لها ونظمتها واشرفت على اخراجها واعلنت نتائجها!.

لقد واجهت سلطة يوليو "مآزق ثلاثى" فى 25 يناير تمثل فى التقاء ثلاث عناصر فى وقت واحد، العنصر الاول، تمثل فى الخروج الغاضب لملايين المصريين الى الشوارع والميادين واصرارهم على عدم العودة الى البيوت بدعوه ملحة مبتكرة من شباب يناير الانقياء، وبتراث من تراكم وعى وخبرات معارضة مستمره منذ سنوات، اما العنصر الثانى، فقد تمثل فى اعتلاء جماعة الاخوان المسلمين لحركة هذه الملايين بعد ان اطمئنت لامكانية استمرارها ومن ثم تحقيق حلمها التاريخى فى حكم مصر، اما العنصر الثالث فى "المآزق الثلاثى" فكان التواجد الخفى، والكمون المؤقت المتحفز لنظام لم يسقط بعد، نظام مبارك "الاب/الابن"، وفى القلب منه مشروع التوريث لوريث مدنى وليس عسكرى على النسق المستمر منذ 52 من القرن الماضى، هذا النظام الذى لم يسقط بعد والمتحفز للعودة واستعادة وضع السيطره والتمكن الذى كان قائماً قبلها بـ18 يوم فقط، بتراث مباشر ممتد الى ثلاثون عاماً.

لم يكن العنصريين الاول والثانى، كلً منهما منفرداً، يشكل معضله لنظام مبارك، كانت المعضلة فى اجتماعهما معاً، فقد كان يمكن دائماً التعامل مع العنصر الاول "الجماهير" بالقمع او انزال الجيش كما حدث فى 18 و 19 يناير 1977، او بارضائه ببعض الاجراءات كعزل وزير الداخليه حبيب العادلى، مثلاً، كما كان التعامل مع العنصر الثانى "الاخوان" منفرداً، امر يجيده نظام يوليو تماماً، بالعصا والجزره، وكانت قنوات الاتصال متصله بشكل دائم بين الجماعة وامن الدوله.

اذا كانت المشكله فى التقاء العنصرين الاول والثانى، فى اجتماعهما معاً، فى المقابل جاءت الخطه العبقرية لدهاة النظام العتيق، ليس فقط بالتخلص من مآزق الالتقاء بين الاخوان وملايين الغاضبين فى الشوارع والميادين، بل وايضا بالتخلص من العنصر الثالث من عناصر "المآزق الثلاثى"، عنصر مشروع التوريث لوريث مدنى بكل ما يحمله من مخاطر على نسق السلطة والثروة المستقر من 52 من القرن الماضى، فكانت الضربه الثلاثية بالتخلص من كلً يناير والاخوان (الى حين)، والوريث المدنى فى ضربه واحدة، على طريقة "عسى ان تكرهو شيئاً وهوخيراً لكم"، فكان الالتفاف على يناير عن طريق حصان طرواده "الاخوان"، او بتعبير ادق عن طريق الانتهازية السياسية المعهودة لدى الاخوان، ثم التخلص من الاخوان عن طريق رأس الرجاء الصالح "رأس الاخوان" بتوظيف الانتهازية السياسية لدى المعارضة المدنيه المروضة على يد النظام، وبالتخلص من يناير والاخوان اصبح الطريق مفتوحاً للتقدم للاستيلاء على مواقع السلطة والثروة بشكل مباشر، اى بمعنى آخر، زوال مشروع الوريث المدنى.


هى، يا ثوره يا بلاش؟!

من الغريب انه مازال هناك العديد من مخلصى النخبه المصرية، المقدرة، يصر على وصف 25 يناير 2011 بانها ثورة، بالرغم من انهم اكثر من غيرهم يدركون ان التغيير الجذرى فقط هو ما يوصف بالثورة، الا انهم لا يستطيعوا على المستوى النفسى ان يتقبلوا ان 25 يناير كانت انتفاضة وليست ثورة، حتى لو لا تغيير جذرى قد حدث، ولا حتى الشباب كانوا قد دعوا لتغيير جذرى، بل كانت دعوتهم ضد الممارسات الوحشية لحبيب العادلى بمباركة مبارك، وكان هؤلاء الشباب منظمين تنظيم جنينى لافراد او جماعات من مشارب فكرية وسياسية وتنظيمية، مختلفة، اى لا يملكون خريطة طريق ثورية موحدة، وهو سرعان ما ظهرت اثاره مبكراً عند اول مفترق طرق فى استفتاء "التفريق" 19 مارس 2011، الدستور ام الانتخابات اولاً، والذى اطلق عليه الاسلامويين "موقعة الصناديق".


ايضاً، تعلم هذه النخبه انه لا ثورة بدون نظرية ثورية "خارطة طريق"، يحملها ويتبناها تنظيم ثورى متمرس عليها ومكتشفها ومصححها فى العمل السياسى والجماهيرى بالتوازى مع انتاجه الفكرى والفلسفى ..، هذا التنظيم الذى بدونه تصبح الجماهير مشتته متضاربه، فريسة لصراعات القوى السياسية المختلفة، سرعان ما يستغلها اعداء الثورة، وفى 25 يناير لم يكن مثل هذا التنظيم غير متوفراً فقط، بل ايضاً كان مصدراً للفخر!.


لابد وان الصورة الذهنية لرتبة الانتفاضة كرتبة ادنى من رتبة ثوره، هى احد عوامل الموقف النفسى الرافض لتسمية الاشياء باسمائها الحقيقية، بتسمية 25 يناير انتفاضة وليست ثورة، هذا الاختلاف فى التوصيف ليس مجرد اختلاف شكلى فى الاسماء، وانما هو ذو دلالات شديدة الاهمية للواقع والمستقبل على حد سواء، فعلى سبيل المثال، اذا ما اعتبرناها ثوره فنحن نقر ضمنياً بمكوناتها، والتى هى بالضبط مكونات الاثورة، مثل غياب خارطة الطريق المتفق عليها، وغياب التنظيم، وانتشار الفكرة الخرقاء باعتبار غياب القيادة هو احد مزايا "ثورة" 25 يناير .. الخ،!.


من المفهوم ان تتمسك نخبة الاسلام السياسى، خاصة الاخوان المسلمين، بوصف 25 يناير بالثورة، فهى الدليل المادى، وفقاً لمفهومهم، الذى لا يمكن التنازل عنه، على امتلاكهم شرعية حكم مصر بـ"الانتخابات"، وعليه تتم الدعوة للاصطفاف كخطوة اولى فى اتجاه الشرعية المسلوبة، كل ذلك مفهوم، ولكن الغير مفهوم ان تصر النخبة المدنية على وصف 25 يناير بالثورة!.


مجدداً، الانتفاضه، كما كل اشكال النضال، من اجل انتزاع كيانات مجتمع مدنى مستقلة، هو طريق شاق وطويل مليئ بالتضحيات، ولكن، بدون هذا المجتمع المدنى المنظم والقوى والمستقل، من الممكن ان يحدث اى شئ، انتكاسة، فوضى .. الخ، الا ان يحدث التغيير الايجابى المنشود.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كلامك ( للأسف ) يؤيد تحليلي
هاني شاكر ( 2020 / 3 / 2 - 15:27 )

كلامك ( للأسف ) يؤيد تحليلي
__________

في تعليق على مقال حديث لكم ( بيان امين المهدى: -الغريق والقشايه-! بتاريخ 4 ديسمبر 2019 ) حاولت تقديم فكرة ان سقف التحرك الحالى لنا فى مصر هو : إعلان الغضب !

لذلك كتبت فى ابريل 2011 ، اى بعد ( حركة) 25 يناير بأسابيع قليلة:

لمدة 500 سنة قادمة سيحكمنا عسكر 1952

....

اخر الافلام

.. تقارير عن ضربة إسرائيلية ضد إيران وغموض حول التفاصيل | الأخب


.. إيران وإسرائيل .. توتر ثم تصعيد-محسوب- • فرانس 24 / FRANCE 2




.. بعد هجوم أصفهان: هل انتهت جولة -المواجهة المباشرة- الحالية ب


.. لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا




.. نار بين #إيران و #إسرائيل..فهل تزود #واشنطن إسرائيل بالقنبلة