الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكومة - باش ... - من تونس

الأسعد بنرحومة

2020 / 3 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


تونس... تونس تحت وقع حكومات " باش ..."
قال رئيس الحكومة الياس الفخفاخ يوم تنصيبه على رأس الحكومة " باش نعمل ... باش نزيد .. باش نحارب... باش نقضي ... باش ننظر... باش نريقل... باش نقاوم... باش نحط ....باش باش باش باش ...."
خطاب مهم وعميق في لحظة فارقة من لحظات تونس ما بعد "الاستقلال"، خطاب جاء بعد انتظار طويل من كافة أطياف الشعب لهذه اللحظة التاريخية التي وقف عليها لأول مرة زعامات في مراكز السلطة الثلاث رئاسة وحكومة وبرلمانا محسوبة على الخط الثوري والتجديد للجمهورية المهترئة .
الرئيس قيس السعيد والرئيس الياس الفخفاخ والرئيس راشد الغنوشي ، ثلاث رؤساء اعلنوا منذ 2011 القطع نهائيا مع كل ممارسات العهد الفاسد قبل " الثورة " وهم محسوبون على التيار الثوري والمتسامح مع الهوية والتاريخ ، يعني لا يوجد بينهم واحد قد يُفسّد أو يُعطّل أو يتردّد حسب ماهو مفترض....
وأخيرا جاء خطاب رئيس الحكومة الياس الفخفاخ المهمّ جدّا والذي طال انتظاره ، فجاء ليؤكّد استمرار نفس المسار المنتهج في تونس منذ عقود ، أو منذ زعيم الخرافة وبيّاع الدجل السياسي الرئيس الأسبق بورقيبة ، هذا المسار الذي يقوم على قاعدة جوهرية في كافة السياسات وهي قاعدة " باش ..." .
فما قاله رئيس الحكومة " باش نخدم ...باش نوقف...باش نحارب...باش نعمل..." هو أساس الحكم الذي قام في تونس منذ الخمسينات من القرن الماضي ، وهو جوهر الجمهورية الحديثة التي أقامها صنم فرنسا بورقيبة وهاهو مع العهد اليوم الياس الفخفاخ ،"جمهورية الباش" ، تقوم على الوعد الكاذب والسراب الخادع والعجز المعلن والتضليل المحقق ، تقوم على القول الأجوف ، أجوف في المضمون ، وأجوف في الفعل زيادة حرف العلّة في الوسط مما يكشف عن علّة جمهورية الباش التي باتت حملا مهترئا منتنا كلحم فاسد تكاثرت عليه كلاب سائبة فتداعت اليه تنهشها من كل حدب وصوب من الداخل والخارج ...
جمهورية الباش ....هي اللوحة الفنية التي أنجحت فرنسا ومن بعدها غيرها من امبريالات الاستعمار في زرعها في تونس ، بل ليس في تونس وحدها ، ولكن في كامل المنطقة من خلال بعث أصنام على رؤوس الخلائق لا يحسنون الا فنّ انحناء الظهر ،على قاعدة أنّ الخيانة عقيدة وتعظيم الغرب المستعمر وجهة نظر...

مؤسف جدا ان نجد كل انواع الثروات ومقومات القوة والثروة في وطننا العربي ، من المناجم والطاقة والمعادن والعقول واليد العاملة ، وفي مقابل هذا الخير الكثير يوجد أنظمة وحكام ليس لها الا بيع الاوهام لشعوبهم وحفظ رزنامات كثيرة من الوعود الكاذبة والقدرة على التضليل والخداع ، علاوة على جهودهم في حبك المؤامرات على شعوبهم تحت مسميات كثيرة كمحاربة الارهاب ومقاومة الجريمة ومكافحة الفساد ، الى جانب تفريطهم الرخيص في مقدرات الشعوب وتقديمها للغرب على طبق من ذهب ، فحال تونس ليس خاصا بتونس بل هي حالة حزينة كئيبة يمرّ بها كامل وطننا العربي ، وآن أوان وقف هذا النزيف








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا نعرف عن انفجارات أصفهان حتى الآن؟


.. دوي انفجارات في إيران والإعلام الأمريكي يتحدث عن ضربة إسرائي




.. الهند: نحو مليار ناخب وأكثر من مليون مركز اقتراع.. انتخابات


.. غموض يكتنف طبيعة الرد الإسرائيلي على إيران




.. شرطة نيويورك تقتحم حرم جامعة كولومبيا وتعتقل طلابا محتجين عل