الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
حكّام السلام الزائف والتطبيع والاستسلام العرب وفوز نتنياهو في انتخابات - الكنيست -
كاظم ناصر
(Kazem Naser)
2020 / 3 / 5
مواضيع وابحاث سياسية
لا يخفى على المواطن العربي سوء الأوضاع السياسية والاقتصادية والثقافية التي أوصل حكّام السلام الزائف والتطبيع والانهزام العرب البلاد والعباد إليها؛ فالشعب العربي في واد وهم في واد آخر؛ الشعب يركض لاهثا وراء قوت يومه، يشرب المياه الملوثة، يعاني من الفقر والجوع والمرض والجهل والضرائب والاستبداد والاضطهاد، ويرفض التطبيع وسلام الاستسلام والذل مع الصهاينة، بينما هم في غيهم يعمهون، وبإرادة الشعب يستهترون، وبكرامته ومستقبله يتاجرون، وبأمواله التي ينهبونها يعبثون ويلهون، ولإرادة نتنياهو وترامب يخضعون ويتذللون.
فاز حزب الليكود وأحزاب اليمين الأخرى الأكثر تطرفا في الانتخابات النيابية الإسرائيلية، وقرع المستسلمون المنهزمون " المشولمون " الكؤوس احتفالا بهذا الفوز، ومن المتوقع أن يشكل نتنياهو الحكومة القادمة، وقد يجد طريقة للتملّص من تهم الفساد الموجهة إليه، ويحكم لمدة أربع سنوات أخرى يعمل خلالها على تهويد ما تبقى من الضفة الغربية، ويفرض سلامه الاستسلامي على العرب، وقد ينجح في دفع الوطن العربي إلى المزيد من التفكك والشرذمة، وحتى إذا منع نتنياهو من تشكيل حكومة جديدة بسبب اتهامات الفساد الموجهة رسميا اليه، فإن ليكوديا آخر لا يقل عنه عنصرية وتشددا وعدوانية سيشكل الحكومة، ويدير شؤون الاحتلال والاستيطان والتوسع خلال السنوات الأربع القادمة.
ولهذا لا شك ان معظم الحكام العرب سعدوا بفوز صديقهم نتنياهوا الذي ... يتوهّمون ... بأنه هو وصديقه ترامب سيحميانهم من " المجوس" كما تقول الأسطورة العربية الحديثة، وسيلزمان الفلسطينيين على الاستسلام وقبول " صفقة القرن " التي تم اعداد بنودها باستشارتهم وموافقتهم، وبتجاهلهم لإرادة الشعب الفلسطيني والعربي الرافض للاستسلام للصهاينة والتطبيع معهم.
هؤلاء الحكام الذين فشلوا في المحافظة على حدود الوطن وأمنه وكرامته ومصالحه لا يعيرون اهتماما لإرادة وكرامة ومعاناة الشعب، ولا يتعلمون لا من التاريخ، ولا من تجاربهم وتجارب الآخرين التي تؤكد بأن الشعوب قد تمرض وتستكين، لكنها لا تستسلم لأعدائها وطغاتها، ولا تتنازل أبدا عن أرضها وكرامتها، ولا تموت، وتتعافى من أمراضها، وتعاقب جلاديها وخاذليها، وترسلهم إلى مزابل التاريخ.
ولهذا لا بد من تذكير حكامنا الأشاوس، بأن أحوال وطننا العربي تشبه تلك التي سبقت نهاية الدولة الإسلامية في الأندلس، وإنهم هم ودويلاتهم صورة طبق الأصل عن وضع ملوك وأمراء مملكات وإمارات مدن الأندلس، وان مصيرهم قد يكون أسوأ من مصير آخر ملوك الأندلس أبو عبد الله محمد الثاني عشر حاكم غرناطة الذي استسلم لملك اسبانيا فرديناند وزوجته إيزابيلا يوم 2/ يناير 1492، وانتهى باستسلامه الوجود الإسلامي العربي في ذلك الجزء من العالم، وأطلق عليه الاسبان اسم el chico، أي الصغير، استخفافا به وبحكمه.
الشعب العربي يعرف الدمار والعار الذي الحقه " أولياء الأمر " بأمتنا العربية جيدا، وسيستيقظ حتما ويعاقبهم على الجرائم الرهيبة التي ارتكبوها بحقه، ويجعلهم عبرة لمن يعتبر، ودليلا على أن تاريخ الحكام الخونة الانهزامين الفاسدين الظالمين لشعوبهم يعيد نفسه!
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - البكاء علي كل ما هو مسكوب
محمد البدري
(
2020 / 3 / 5 - 08:07
)
الم تكن الدولة الإسلامية في الأندلس دولة استيطانية اي صهيونية علي قاعدة الاسلام والقرآن الذي هو تصديق لما بين يديهم من كتب نفس المدعو الله.
فكل من يطلق عليه عرب اليوم هم صهاينة بالاستيطان القرشي في اوطان ليست عربية في جذورها.
علي عرفت لماذا الكل مهزوم؟؟
2 - نتنياهو لايحب لقب الصغير
عامر سليم
(
2020 / 3 / 5 - 09:09
)
من المقال ...( أن الشعوب قد تمرض وتستكين، لكنها لا تستسلم لأعدائها وطغاتها، ولا تتنازل أبدا عن أرضها وكرامتها، ولا تموت، وتتعافى من أمراضها،....الخ)
اليس هذا ما فعله الشعب الأسباني وهو يطرد الغزاة المستعمرون والمستوطنون العرب المسلمون ؟
أم ان نصيحتك تشمل فقط العرب المسلمين لأنهم خير امه اخرجت للناس ولاتشمل غيرهم؟
نتنياهو و(بمنطقك وقرائتك للتاريخ) لايريد ان يكون نتنياهو الصغير كما هو حال عبدالله! لأنه ايضاً يخاف من التاريخ ومن مثقفي ومفكري شعبه ومن اتهامه بأنه خائن انهزامي فاسد ظالم باع ارضه ووطنه وشعبه حاله حال الحكام العرب الذي تتحدث عنهم!
.. 2024 النشرة المغاربية الخميس 28 مارس • فرانس 24 / FRANCE 24
.. المستشارة القضائية للحكومة الإسرائيلية تؤكد ضرورة بدء تجنيد
.. لليوم الـ11.. استمرار غارات الاحتلال والاشتباكات بمحيط مجمع
.. محكمة العدل الدولية تأمر إسرائيل بضمان إيصال المساعدات إلى غ
.. غزة.. ماذا بعد؟| نحو 20? من الأمريكيين يغيرون موقفهم من حرب