الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوري على حدود اليونان

مرثا بشارة

2020 / 3 / 5
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


بعد أن اتخذت تركيا قرارها باستخدام كارت جديد لإرهاب الإتحاد الأوروبي، طرحت آلاف اللاجئين السوريين فريسةً لبردٍ قارس ينهش أجسادهم المنهكة في العراء على حدود اليونان، مشاهد أدمت القلوب لأباء لا يجدون ما يكفي من أغطية لتدفئة أطفالهم من رجفة البرد، وأمهات ليس لهُن إلا رفع أيديهن الفارغة بالدعاء بعد أن عجزت عن إطعام صغارهن.
صور آلام اللاجئين السوريين على حدود اليونان أشعلت غضب رواد وسائل التواصل الإجتماعي، فراحوا يلعنون القدر والحكام العرب ودول الغرب بعد أن انتهى الحال باللاجئيين السوريين إلى هذا الوضع المُذري... وكم أتعجب من موقف رجب أردوغان، هذا الحاكم الذي يحلم باستعادة الخلافة الإسلامية بزعامة عثمانية!
فيا مَنْ تحلم بزعامة المسلمين جميعًا، كيف تقصف أراضيهم وتطلق آلة حربك لتدمير بلادهم ثم تدّعي أنك تفتح بلادك ملجأً لهم! تتحالف مع الشيطان في الشرق وفي الغرب لإسقاطهم وزعزعة أمنهم واستقرارهم وتدّعي بأنك تطلب ما فيه خيرهم وصالحهم!
ثم أتعجب لموقف الحكام العرب، أين هم؟ ما دورهم في مجريات الأحداث؟ لماذا لا يتحدون في مواجهة هذا الطاغية؟ هل من صالحهم إسقاط بعضهم البعض! أم ليس عليهم سوى السمع والطاعة لما يُملى عليهم؟ الحقيقة أن غيابهم عن المشهد واتخاذ موقف المتفرج المتابع عن بعد، ترك له الساحة ليتاخذ قراراته الطائشة وأطلق يده ليعيث فسادًا دون خوف، تمامًا كما كان يفعل الطغاه قديمًا كلما هبّت على رأسهم فكرة خزعبلية، ربما لا يدري العرب أنهم في سعيهم للتخلص من البعض إنما يحكمون على أنفسهم بذات القضاء!
وآخر ما يدهشني في هذا الأمر، هو موقف اللاجئيين السوريين أنفسهم، كيف تفرّون لبلدٍ تبني نفسها على أنقاض أوطانكم! كيف تفرّون لبلدٍ تستغل معاناتكم كورقة ضغطٍ لتنفيذ مصالحها! فتحت أبوابها لتسجل بكم عدد أنفس ثم تلقي به على الحدود عند إنتهاء الغرض، ربما لستم وحدكم، في ظني لو فُتحت الأبواب وسنحت الفُرص لفرَّ كلُ العرب من أوطانهم طالبين اللجوء! والسؤال: ما الذي حلَّ ببلادنا حتى باتت تلفُظ أبناءها بعد أن كانت مقصد الرحالة من كل صوبٍ وحدب؟!
عودوا لبناء أوطانكم عوضا التَّنطُع على حدود اليونان!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غرقُ مطارِ -دبي- بمياهِ الأمطارِ يتصدرُ الترند • فرانس 24 /


.. واقعة تفوق الخيال.. برازيلية تصطحب جثة عمها المتوفى إلى مصرف




.. حكايات ناجين من -مقبرة المتوسط-


.. نتنياهو يرفض الدعوات الغربية للتهدئة مع إيران.. وواشنطن مستع




.. مصادر يمنية: الحوثيون يستحدثون 20 معسكرا لتجنيد مقاتلين جدد