الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في المسألة السورية

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2020 / 3 / 6
مواضيع وابحاث سياسية





في المسألة السورية
كلما أمعن المرء بحثا في في اسباب الحرب التي تتعرض لها سورية ، و قبلها العراق ولبنان ، ازداد و عيا و قناعة بأنها أمتداد لموجة عسكرية توسعية أطلقتها الأميريالية الأميركية في سنوات 1970 ضد جميع الدول أو شبه الدول التي كانت تلطوا خلف الإتحاد السوفياتي ، حيث كان هذا الأخير يوفربعض الوسائل المادية للحكم لكي يحمي نفسه ، فلا يكون مرتهنا للولايات المتحدة . هذا لم يكن كافيا بل كان على الأرجح وهما أضر بالسلطة و الناس مما أدى إلى تعثر المشروع الوطني و إلى ضعف القدرة على تدعيم ركائز السيادة الوطنية و المحافظة على الإستقلال .

لا شك في أن أعراض هذا المنحى بدأت تظهر من خلال سلوك القيادة السياسة في حرب تشرين / اوكتوبر 1973. ثم أتضح ذلك أكثر عندما فرضت الولايات المتحدة الأميركية و الدول الأوروبية المرتبطة بها بعلاقة تبعية ، حصارا تجويعيا على أيثوبيا في إثر الإنقلاب العسكري الذي وقع في سنة 1974 و أطاح بالنظام الملكي ( تكرر ذلك في أفغانستان سنة 1978 ) ، و عندما تمكنت هذه الدول ، بمساعدة المملكة السعودية و مصر ،من إقناع الزعيم الصومالي بالتخلي عن الدعم الذي كان يلقاه من السوفيات ، و إعلان الحرب على أيثيوبيا في سنة 1978 . من المعروف أن هذا كله أدى إلى فشل الثورة في أيثوبيا و لكن الدولة الصومالية تلاشت أيضا !

ما أود قوله بأقتضاب هو أن ما جرى في القرن الإفريقي لا يختلف كثيرا عما حدث في أفغانستان و جارتها باكستان ، حيث تفككت الدولة في الأولى و تزعزعت ركائزها في الثانية نتيجة للدور التي توكلت به في تقطيع بلاد الأفغان ، خدمة للمصالح الأميركية و لاشك في أن الثورة الإسلامية في أيران أثارت نقمة الولايات المتحدة الأميركية الشديدة فشجعت العراق على إعلان الحرب ضدها ، و حذا حذوها كالعادة جميع الدول التي تدور في فلكها خليجية و أوروبية . فسقطت الدولة العراقية ، وصمدت الثورة الإيرانية و لكن الحرب الأميركية ـ الأوروبية ماتزال دائرة ضدها و ضد حلفائها في سورية و العراق ،حيث توكلت القيادة التركية بأن تكون رأس حربة فيها بأسم شعار " الجهاد من أجل إ رجاع دولة الخلافة " الذي أوقد الفتنة بين سكان الدول العربيه المستهدفة ، فاقتتلوا و تنابذوا فيما بينهم باسم الدين !

مجمل القول أن الدولة التركية تحاول اليوم بمساعدة الولايات المتحدة الأميركية و الدول الأوروبية و إسرائيل ( تمثل أسرائيل عقدة الوصل بين دول الثلاثي الغربي ، الولايات المتحدة الأميركية ، بريطانيا و فرنسا ) إيهام و إغواء الناس باتباعها لأنها تحارب " في سبيل الله ّ .

ولكن الحرب على سورية لم تبلغ أهدافها بعد عشر سنوات ، اللهم إلا ما أرتكب خلالها من مجازر و إجلاء للسكان عن ديارهم وما تحقق من خراب ، و في هذا دليل على أن السوريين الذين يقاومون ، هم غير السوريين الذين أضعفوا الدولة قبل الحرب عليها ، ثم أنضموا إلى الحرب ضدها إلى جانب المرتزقة و جماعات القاعدة و داعش تحت أشراف و دعم دول الثلاثي الغربي وتركيا و الدول الخليجية !

أستنادا إليه لن يكون مصير الدولة السورية على الأرجح شبيها لما جرى في العراق . وأغلب الظن أن دول الثلاثي الغربي لن يتمكنوا من إرجاع وريث الشاه إلى أيران بعد أربعين عاما من المحاولات الفاشلة . و من البديهي أن السيد أردوغان لن يحيي الخلافة " الإسلامية " و لن يكون خليفة . و لكن السؤال هو حول انعكاسات هذا كله في تركيا نفسها ، فلا يجب أن ننسى أن الدولة التركية دخلت الحرب في سورية و العراق و ليبيا ، منذ عشر سنوات و أن الناس في الدول المجاورة ذاقوا مرارة الحرب ناهيك من ان الدول الغربية تتخلى عن تركيا لانها دفعتها إلى ارتكاب ما لا تطيق تحمل المسؤولية عنه و أن العداوة ضد تركيا في البلدان المحيطة كانت بحد ذاتها هدفا للحرب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحذير من الحرس الثوري الإيراني في حال هاجمت اسرائيل مراكزها


.. الاعتراف بفلسطين كدولة... ما المزايا، وهل سيرى النور؟




.. إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟


.. إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟




.. طهران تواصل حملتها الدعائية والتحريضية ضد عمّان..هل بات الأر