الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السلطة و الثورة و المسألة السورية

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2020 / 3 / 7
مواضيع وابحاث سياسية



ينطلق هذه المبحث من معطى يوكّد وجود مسألة سورية ، ليس بالمعنى العاطفي او التعصُّب القومي و إنما بمفهوم الهوية الوطنية أو الأصل المتضمّن للإنتماء الثقافي . هذا ما يجعل الإهتمام بالمسألة السورية يتعدى حدود البلاد السورية نفسها ، كونها في لب القضية العربية . ومن المعروف أن الأخيرة ترتكز على ثلاثة دعائم : الأولى و هي الدعامة المركزية متمثلة في سورية و العراق ، و الثانية و الثالة و هما دعامتان لازمتان و ضروريتان و لكنهما متحركتان تبعا للظروف الداخلية و الخارجية ،توجد واحدة منهما في وادي النيل و الثانية في شمال إفريقيا أو البلاد المغاربية . هذه في الواقع هي معالم فضاء لو تضافرت أجزاؤه لكانت الأوضاع في أقطاره أكثر استقرارا و ازدهارا مما هي عليه منذ خمسة عقود تقريبا .

و من الدلالات البليغة على أهمية المسألة السورية و رمزيتها في الوجدان العربي ، أن تكتلات الدول العربية ، أو " أقطاب " العالم العربي إذا جاز التعبير ، حاول كل منهم بشكل أو بآخر التأثير سلبيا أو إيجابيا في مسار الأزمة السورية . و لكن ما يهم من وجهة نظري ، في المقام الأول ، هو موقف " الزعماء " الفلسطينيين مما تتعرض له سورية ، لا سيما أننا نستيطع القول دون حرج أن إسرائيل تشارك في الحرب على سورية ، و هذا طبيعي كون جميع الذين تعاقبوا على الحكم في سورية بصرف النظر عن السياسات التي انتهجت اثناء توليهم الحكم ،حافظوا على موقف ثابت من القضية الفلسطية لجهة أعتبارها على الأقل في ظاهر الأمر ، قضية وطنية سورية.

و حتى لا نطيل في الكلام ، توافقت السلطتان الفلسطينيتان على " تأييد الثورة " في سورية ، حيث اصطفت سلطة رام الله إلى إلى جانب السعودية بينما اتخذت سلطة قطاع غزة جانب تركيا . الإشكال هو اننا في هذه المسألة لسنا ببساطة حيال إختلاف في الرأي حول أداء السلطة الحاكمة في سورية و في غيرها من البلدان التي تفجرت فيها " الثورات " و انما نتعامي عن " ثورة " هي في جوهرها خطوة في سيرورة إمبريالية نحو إحكام الهيمنة على المنطقة عن طريق إعادة تنظيمها بشريا و إداريا بحسب منهجية بوشر كما اظن في تطبيقها في فلسطين نفسها ،بدءا بتوافق نظم الحكم على " إعلان القرار الوطني الفلسطيني المستقل " ثم حصل فصل قطاع غزة و سكانه يقرار أسرائيل ، عن فلسطين حيث شاءت الظروف أن يتولى الإخوان المسلمون السلطة عليه ، وصولا إلى ما يسمى " صفقة القرن" و هي على الأرجح إحدى ثمار الحروب و " الثورات التي انظلقت منذ سنة 1982 ، بعد أتفاقية المصالحة المعروفة باتفاقية اوسلو ، بين منظمة التحرير الفلسطينية من جهة و دولة التمييز العنصري الصهيونية في فلسطين من جهة ثانية !

مجمل القول أن سلوك " السلطة " الفلسطينية يطرح في الحقيقة أِشكالية العلاقة العضوية بين المسألة السورية و بين القضية الفلسطينية ، المهددة في الواقع من خلال سيرورتين ، تمثلت الأولى بالتعاون و التنسيق بين دولة إسرائيل و دولة تركيا و الثانية بالحوار " بين الأديان " الذي انطلق يمبادرة سعودية . بكلام أكثر وضوحا و صراحة ، إذا كان جوهر " القضية الفلسطينية " مضمّنا في مفهومية الإستعمار الإستيطاني و في تراتبية " الرجل الأبيض " أبن " الشعب المختار " الأعلى ، أي أن الإقصاء بالطرد أو الإبادة إحتمالية واردة ، ألا يتهدد خطر هذا الإستعمار الفلسطينيين و غيرهم في الأقطار المجاورة عموما و سورية بوجه خاص ؟

يحق لنا بعد هذا كله أن نتساءل عن الدوافع التي حدت بالسلطتين الفلسطينيتين ،سواء عن طريق مملكة السعوديين أو الحكومة التركية ، على الإنضام إلى المتصالحين و المتحاورين مع المستعمرين الإسرائيليين و الذي توافقوا بالتعاون مع الأخيرين و الثلاثي الغربي على محاربة الدولة السورية ، التي ربما كانت سلطة الحكم فيها وراثية ، استبدادية و لكن من الثابت أن جذوة العداوة بينها وبين المستعمرين الإسرائيليين ستبقى متقدة طالما أن القضية الفلسطينية لم تلق الحل المناسب !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة القميص بين المغرب والجزائر


.. شمال غزة إلى واجهة الحرب مجددا مع بدء عمليات إخلاء جديدة




.. غضب في تل أبيب من تسريب واشنطن بأن إسرائيل تقف وراء ضربة أصف


.. نائب الأمين العام للجهاد الإسلامي: بعد 200 يوم إسرائيل فشلت




.. قوات الاحتلال تتعمد منع مرابطين من دخول الأقصى