الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
أسئلة الشك في منظومة العدم و اليقين البشري المهدد
حمزة بلحاج صالح
2020 / 3 / 8العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
هل نعبد الله لندخل الجنة هل غاية العبادة الدخول إلى الجنة أم الطاعة المرتبطة بنظام جزاء و عقاب و ثواب يتمثل في الجنة و النارفي الأخير..
هل أعلى عتبات الإرتقاء الروحاني و التعبدي من أجل نظام الجزاء و كسب الأجر و الثواب و الحسنات للدخول إلى الجنة..
إن الجنة و نعيمها من قطوف دانية و أرائك و زرابي مفروشة و منها ما يرد في نصوص القران و أحاديث حول حور العين نساء الجنة حسب روايات و طرق تلقي مختلفة هل هي غايات من غايات التعبد و مكافءات عليه..
هل هنالك مرموز و مدلول و محمول دلالي لم يبلغه العقل الإسلامي بخصوص العبادة و الطاعة و مفهومها و ما يتفرع عنها و الغاية منها و كيف تكون الطاعة و هل تدرك بالمشقة أم باليسر و بالحب أو بالترغيب و بالترهيب..
لماذا نعبد الله و هل أدرك الخطاب الفقهي و الأصولي و العقدي و العرفاني.. الخ الإجابة الحاسمة و المقنعة على هذه المسألة الفلسفية و الدينية و الأنطولوجية في ان واحد..
لماذا أوجدنا الله هل لنعبده هل ليختبر خلقه هل ليحقق سننية الإختبار و الإمتحان و هو القوي المستغني عن كل هذا..
و غيرها من الأسئلة التي يلهو عنها العقل الفلسفي السني و الشيعي الهاوي و كل المسلمين عنها ساهين و لاهين..
و كذلك العقل الديني و الفقهي ليطوف حول سطوحها و لا يلتحق بأغوارها و عمقها..
إن الإنفجار المعرفي و الثقافي و الديني لم يعد يسمح حمل الناس على الإتباع الأعمى و التقليد غير المبصر و اعتبار هذه الأسئلة تشويشا و تطاولا على الله..
و أعني هنا الغربيين الذين لا يجدون في نصوصنا ما يقنع و ما يلهم و ما ينير الدروب و ما يجيب على تساؤلات الإنسان الغربي و قلقه باعتباره خلاصة مسار من التفلسف العدمي و المادي..
و لا أعني الإلحاد العربي فهو يكاد يكون موضة و تقليدا كما هي الحداثة العربية و التنوير العربي..
بل أعني الإلحاد الغربي و اللادينية الغربية و تشظي المعنى و انهيار القيمة و تحولها من قيمة أخلاقية ناتجة عن مطلق متعال مفارق و صاعد إلى قيمة إيطيقية تتعلق بمطلق أرضي غير صاعد بل مفارق و أفقي..
لذلك قسم " لوك فيري " الفيلسوف الفرنسي الحديث الأخلاق إلى نوعين أخلاق و إيطيقا و اعتبر الثانية أخلاقا أرضية مقارنة و غير مفارقة
و أجمع الفكر الغربي على الأنسنة " الناسوتية " كبديل أرضي و مطلق أرضي مقارن و على دين طبيعي كما سماه " جان جاك روسو " و قريبا من هذا ذهب " كانط "
هنالك ثغرة متروكة من غير مرابطين و قائمين عليها..
إن إيصال الإسلام إلى نخب الغرب و الإقتراب من فهم ظاهرة الإلحاد عند جل الفلاسفة الغربيين و علماء المخابر لمختلف العلوم الكونية و الفلك و الفيزياء الكونية و البيولوجيا و الزوولوجيا الخ باتت أولوية الألويات..
كيف نقنع العالم بأن هذا الإلحاد لا قيمة له و هو اليوم ينمو في مجالات النخب العالمة يتأسس على تصريحات العلماء و يمول و يدعم و يسند..
كيف نصنع فلسفة موازية و معايشة و " متورطة " لكن متعالية عن حالات الإستلاب المادي و نحن نعيش التخلف الرهيب و المفزع..
لعل التعويل على إيران و تركيا و ماليزيا و اندنوسيا كبير و لكن كل شيء مرتبط بالإنطلاقة و زاوية النظر و طبيعة المقاربة و أعني هنا الكينونة الحضارية و المنجز المادي لا على صعيد النظر و الحجاج و الاقناع فذلك شق اخر رغم ان هذا يدعم ذلك..
الفجوة بيننا و بين الاخر في العلم و المعارف و الإقتصاد و التنمية و القوة و السلاح و الدواء و الغذاء تتسع إن لم نعجل بردمها و المساهمة في إيقاف اتساعها و إيجاد حلول لها و هي عائق في كوننا نحمل انوار الحقيقة الايمانية و نحن في هذا العراء و البلاء و القدم ...
إسلام الغرب مطلب عاجل و ضروري و ملح إستراتيجي..
لنقدم له إسلاما راقيا و متبصرا و متماسكا في قوة طرحه و حججه يكف عن اختصار المعاصي و الكبائر و الخطايا و يختزلها في ما بين الفخذين بل في إنطفاء و أعطاب العقل و الجهل و سوء فهم علاقة الإنسان بالأرض و الكون و الله..
الغرب لا يدور بينه تراث يفسد فهمه لله و للدين كما نفعل نحن شيعة و سنة و كل المذاهب والطوائف يعشعش التراث بيننا و يفسد جانب مهم منه علاقتنا بالله و يزرع بيننا البغضاء و التنازع و التلاعن..
الغرب له قابلية كبرى على تحقيق منعطف انطولوجي كبير إن قدمت النخب له بديلا يرتقي فوق التراثات و الماضويات و متحررا من الهشاشة و التسطيح و التناقضات..
الغرب لا يقيده قبلي تراثي بل يعيش وضعا أنطولوجا معضلا ملائما إن اشتغلنا على هذا المعطى الاستراتيجي ..
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. مدينة القيروان في تونس تستعيد ألقها الروحي خلال شهر رمضان |
.. صلاة التراويح فى الكنيسة الإنجيلية بالمنيا .. نصف المغفرة من
.. نجوي كرم تتحدث عن رؤيتها للسيد المسيح 13 مرة في ليلة واحدة
.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في لبنان تمطر مستوطنة كريات ش
.. الدكتور عبد الحليم محمود.. رحلة في حياة شيخ الأزهر الأسبق