الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة ما كَتَبْنَ.. متعة وفائدة

عامر هشام الصفّار

2020 / 3 / 9
الادب والفن


في عيد المرأة أتذكّر بأعتزاز أقلام سيدات كاتبات مبدعات تمتعّتُ بقراءة ما كتبن وأزددتُ معرفة وعلمًا.. وقد تعددّت مصادر القراءة للكاتبات العربيات، فإذا بالمصدر مجلة أو جريدة أو كتاباً... وكل ذلك قبل أن يجد الأنترنت طريقه الى القرّاء كوسيلة وواسطة تقرأ عليها ما ينشره أصحاب الأقلام.. وقد يثيرون فيك شهية القراءة والأستزادة الثقافية عن طريق إعلان عن كتاب أو عرض له مختصر يشوّق القاريء لأن يقرأه ويتمعن فيه.
ولعل أول كاتبة قرأت لها هي بنت الشاطيء أو عائشة عبد الرحمن الناقدة والكاتبة المصرية والقاصة والمفكرة... حيث تعتبر أول أمرأة تلقي محاضرة في الأزهر ..وهي التي قالت يوماً مما قرأته لها: لا الأديبة يمكن أن تخلق ولا الأديب.. الفن موهبة.. وقصار ما نستطيع تقديمه للأديبات الناشئات هو أن نهيء الظروف لتألق ما يظهر من مواهبهن.. ثم أنها نفسها بنت الشاطيء التي كتبت كتاب "بطلة كربلاء" وكتاب "بنات النبي" وكتاب "سكينة بنت الحسين".. كما كتبت عن "أرض المعجزات.. رحلة في جزيرة العرب".. أضافة الى كتب أخرى ومقالات ضافية كثيرة...
ثم قرأت لسهير القلماوي أستاذة الأدب العربي في جامعة القاهرة وكاتبة القصة والمقالة والباحثة الأصيلة والمترجمة التي لا يشّق لها غبار... لها دراسة عن النقد الأدبي وكتاب عن "العالم بين دفتي كتاب".. كما نشرت كتابها "أحاديث جدتي" حيث الحديث السهل المحبب الممتع.. كما كنتُ أسمعها في أحاديث أذاعية مسجلّة لها وهي المهتمة بشؤون المرأة المصرية والعربية عامة.. حيث ساهمت الأستاذة القلماوي في تغيير قوانين الأحوال الشخصية...
ثم أني قرأت للكاتبة القاصة العراقية ديزي الأمير صاحبة مجموعة القصص "البيت العربي السعيد".. وهي الأمير التي مرّت بظروف حياتية صعبة كانت قد كتبت عنها تقول: هذه التجربة الغنية المضنية أما كان الأفضل أن لا أمرّ عليها.. ولا أكتب وأبقى في الوطن أحب فيه كل حنيني؟.. الحنين الموزع على ألف مكان.. هل أستطيع لملمته بعد كل هذا التبعثر.. ؟..
وهل ننسى ما قرأناه للشاعرة العراقية وأستاذة الأدب العربي نازك الملائكة.. ؟.. هي صاحبة قصيدة "الكوليرا" والتي نظمتها عام 1947 خلال أزمة وباء الكوليرا في مصر.. وهي قصيدة الشعر الحر.. ولكنها نظمت القصائد بشعر الشطرين... ولعل كتابها المعنون ب" قضايا الشعر المعاصر" والصادر في بغداد عام 1965 هو واحد من أهم كتب النقد الأدبي العربية والتي تناولت فيه القصيدة العربية الحديثة.. وأقرأ معي ما تقول عن نفسها الملائكة نازك: أنني في تحوّل دائم.. وذهني وشعري يتطوران بلا أنتهاء ومنذ بداية حياتي الشعرية حتى اليوم... لذلك أحس بعدم الرضى عن شعري السابق دائما، فما تكاد تعبر مرحلة حتى أشعر أن شعر المرحلة السابقة لم يعد يرضيني لأن شاعرة جديدة قد نبتت في داخل نفسي.
ثم قرأت للطبيبة الكاتبة نوال السعداوي والتي ترأست يوماً هيئة تحرير مجلة الصحة المصرية.. وهي كاتبة تسعى الى التغيير وتطالب بحرية المرأة وتخلصها من قيود المجتمع والعمل على مساواتها بأخيها الرجل... وقد راحت السعداوي نوال ومن خلال القلم وهي تكتب في القصة والرواية والمقالة تطرق على الأبواب العالية حتى يتحقق لها حلمها يوماً في الحرية للمرأة العربية المعاصرة.. قرأتُ لها "مذكرات طبيبة" ورواية "الحب في زمن النفط".. ولا أنسى أن أشير الى كتابها المعروف "المرأة والجنس" وكتاب "الرجل والجنس".. وكتاب "مذكراتي في سجن النساء".. ولنوال السعداوي العديد من الكتب الأخرى والمقالات والأحاديث كما لها مقابلات تلفزيونية كثيرة.
وأنت تستذكر كل ذلك لابد من أن تمّر في الخاطر أيضا شاعرة العراق والعرب لميعة عباس عمارة والتي مثلّت العراق يوماً في السبعينيات من قرننا الماضي في منظمة اليونسكو في باريس.. وعماره كانت قد نظمت الشعر بالعربية الفصحى والعامية العراقية أيضا.. فأجادت وأبدعت فهي صاحبة ديوان "لو أنبأنا العرّاف" عام 1980 وديوان "أغاني عشتار" و "عودة الربيع" ودواوين أخرى... تقول:
لو أنبأني العرّاف..
أنك ستكون
حبيبي
لم أكتب غزلاً في رجل
خرساء أصلّي
لتظل حبيبي..
لو أنبأني العرّاف
أن حبيبي في الليل الثلجي
سيأتيني بيديه الشمس
لم تجمد رئتاي
ولم تكبر في عيني هموم الأمس.."








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحكي سوري- رحلة شاب من سجون سوريا إلى صالات السينما الفرنسي


.. تضارب بين الرواية الإيرانية والسردية الأمريكية بشأن الهجوم ع




.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج