الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصياد والبندقية

محمد عبابو

2020 / 3 / 9
الادب والفن


خرج الصياد كعادته إلى الغابة حاملا بندقيته والبارود، وراح يمشي بين الأشجار الكثيفة باحثا عن أرنب، حجلة أو غزال...طاف معظم الغابة الشاسعة ولكن للأسف ليس هناك ما يصطاده، أحس الصياد بالتعب فاستلقى على جذع شجرة وغطى في نوم عميق.
ونظرا لهذا التعب الشديد والنعاس الذي غشيه بدأت الاحلام تراوده فرأى أنه تحول إلى قزم، وتحولت بندقيته إلى بندقية لها جسم ضخم،
فقال الصياد: مرتعشا، يا للهول...ماهذا؟
البندقية: لماذا أنت خائف.
الصياد: من شكلك أيتها البندقية!
البندقية: هل أبدو لك بمنظر قبيح أيها الصياد؟
الصياد: لا، أبدا لا...إنك أضخم بكثير من ما كنت عليه.
البندقية: وكيف، وأنت كنت تحملني بين يديك وتجعلني أصيح كثيرا، أزعج وأرعب الكثير من الناس.
والآن ها قد أصبحت أقوى منك أيها الصياد.
الصياد: وماذا ستفعلين بقوتك وجسمك الضخم أيتها البندقية؟!
البندقية: ماذا تظن أنني سأفعل بهذه القوة أيها الصياد، هل تريدني أن أستمر كأداة للقتل وبث الرعب في النفوس؟
الصياد: ولكن أنت موجودة من أجل ذلك.
البندقية: أنت صنعتني أيها الإنسان، وعجبا من فعلتك هذه أيها الإنسان، تصنع بيدك ما يضرك!
الصياد: ليس كما تظنين ايتها البندقية، فأنت شيء مقدس للكثير من البشر، حتى ثمنك باهضا ويوجد أنواع وتسميات عديدة لأشكالك المختلفة.
البندقية: الآن عرفت أنك أيها الإنسان...تحب الخير لنفسك وتمنعه عن غيرك.
الصياد: -يتلعثم في كلامه - لا، ولكن...ربما أيتها البندقية.
البندقية: ماذا تريد أن تقول،
الصياد: لا شيء، لا شيء...أردت ان اشرح لك وفقط.
البندقية: بل أنا من سأشرح لك وأبين لك الصواب من الخطأ أيها الإنسان.
الصياد: حسنا، أنا في الإستماع لك يا أيتها البندقية.
تقترب البندقية من وجه الصياد وتصرخ بصوت عال؛ يجب عليك أيها الإنسان أن
تكون أنت أداة للس...
يستيقظ الصياد فزعا ومرعوبا من هذا الحلم العجيب ويكمل كلام البندقية..
لام،
. نعم؛ السلام، السلام.
ويغادر الغابة وهو متأثرا بهذا الحلم الذي قصه لكل إنسان التقاه طيلة حياته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غيرته الفكرية عرضته لعقوبات صارمة


.. شراكة أميركية جزائرية في اللغة الانكليزية




.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر


.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة




.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي