الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تركمان سوريا في كتاب عشائر الشام لاحمد وصفي زكريا

مختار فاتح بيديلي
طبيب -باحث في الشأن التركي و أوراسيا

(Dr.mukhtar Beydili)

2020 / 3 / 10
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


التركمان من اكبر الشعوب التورانية وهم بادية الترك ومبدؤهمالاعراب بادي العرب ومبدؤهم لانهم في الاصل اهل ضرع وخيام يرحلون ويحلون اوطانهم الاصلية في براري اسيا الوسطى الممتدة بين بحر الخزر وبحر خوارزم ونهر جيحون وهم اول من اسلم من الترك في القرن الرابع الهجري وصاروا يدعون من ذلك الحين تركمان ولم اسلموا في القرن الرابع الهجري هاجروا الى ديار الاسلام وانتشروا في شمالي غربي ايران وشمالي شرقي الاناضول اي في انحاء طبرستان وكيلان واذربيجان وازرنجان وديار بكر ثم بلغوا الاناضول وهم اذا كانوا اهل حرب وباس ونجدة هرعوا للتجند في جيوش الخلفاء وبرزوا في طاعتهم وجلادتهم

وفي الحروب الصليبية ابلوا بلاء حسنا تحت لواء السلاطين السلجوقيين والملوك الاتابكيين والايوبيين والسلاطين المماليك كما فصله مؤرخوا تلك العهد والتركمان في بلادهم الاسيوية كالاعراب ينقسمون الى عشائر مختلفة لا يتسع المجال لتعدادها واشهرها واكبرها تكة واليلي ويومود واساري وافشار وقايي خان التي منها ال عثمان وغيرها واسس بعضهم دويلات على انقاض السلجوقيين كامارة الغنم الابيض في انحاء ديار بكر و ذوي الغنم الاسود في انحاء اذربيجان وال قرمان في قونية وال رمضان في ادنة وال ذوي القدرفي مرعش وال عثمان في بورسة واستانبول وغيرهم ولا يزال من ذراري هؤلاء زرافات بادية يرحلون وينزلون في براري ومراعي حلب واضنة وقونية وغيرها
كان ان منهم اناس قد تركوا البداوة وتحضروا تجدهم الان في شمال العراق والشام وفي انحاء ارضروم وسيواس وبعض اجزاء ايران والقفقاس وهم وا برحوا محتفظين بتركمانيتهم حتى ان ملامحهم ولغاتهم تختلف عما لدى الاناضول عامة واستانبول خاصة
وعند التركمان اكثر خصائص التورانيين وملامحهم ولباس رجال التركمان القدماء قميص طويل فوقه جبة طويلة يشدون في وسطها زنارا ضيقا واحذيتهم جزمة طويلة او نعل عادي من جلد البعير او الخيل ملفوف بالصوف واغطية رؤوسهم قلنسوة بشكل المحروط الناقص من جلد الحملان او اللباد اما نساؤهم يسترن رؤوسهن بمنديل طويل والتركمان القدماء رحل يسكنون الخيام التي تدعى خركاه وهي تختلف عن مضارب الاعراب فهي مدورة او مربعة مسقوفة باللباد او الحصير ورجالهم يوقرون النساء ولايمسوهن بسوء وهن صناع اليدين لا يفترن لحظة عن غزل الصوف والقطن ونسج السجاد والبسط وطحن الحبوب وكل التركمان مسلمون سنيون شديدو التعلق بعقائد الاسلام واركانه عن ورع وولع فطريين عجيبين وتركمان بلاد الشام يتوزعون في محافظات واقضية ونواحي عديدة ,

محافظة حلب...في قرى عديدة من اقضية جرابلس ومنبج والباب واعزاز مثل اق طاش وبكمشلي وتليلة وحاجي كوسا وخليصة وطاشلي هيوك وهواهيوك وقنطرة وكربيجلي وبلوى ميرخان وميرزا شهيد وجوبان بيك وغيرها

محافظة حماة ..في ناحية الحميري غربي حماة قريتا عقرب وطلف .

محافظة اللاذقية ..في قضاء مصياف في ناحية حذور قرى حرمل وحوير وبيت ناطر , وفي قضاء اللاذقية قرى ناحيتي الباير والبسيط والساحل كبرج اسلام والصليب وكبلية وسراري وكبرة وجقورجاق وقولجوق وكبير وشمر وران وقبقلية ويامادية وكشيش وبدروسية وفاقي حسن وعيسى بكلى وبوزا وغلان وغيرها.......

في الجمهورية اللبنانية ..في قضاء عكار ,قرى دوسة وكواشرة وعيدمون وجديدة.

محافظة حمص.. في ناحية الوعر غربي حمص قرى برج قعيا وقزحل وام القصب ومرج القطا والزيبق وخربة التين محمود وخرخر والدار الكبير

محافضة دمشق.. في قضاء القلمون قرية قلدون, وفي قضاء الجولان في سنديانة و رزانية وعين عائشة وضابية والاحمدية وحسينية وحفر وعين السمسم

وكفر نفاخ وقادرية وعليقة ومغير وغيرها....

محافظة حوران.. قرية براق في قضاء ازرع شمالي اللجا

شرقي الاردن . في قضاء جرش قرية الرمان وفي قضاء عمان عيون الحمر.

يضهر ان مجيء التركمان الى بلاد الشام حدث مرتين الاولى قبل الفتح العثماني بعدة قرون في عهد الدولة الاتابكية والنورية والصلاحية فقد ذكر التاريخ ان الاتابك عماد الدين الزنكي سير طائفة منهم الى الشام واسكنهم في ولاية حلب للجهاد ضد الصليبيين وذكر ان نور الدين وصلاح الدين قد اسكنا كثيرا من ابناء جلدتهما وكذلك الضاهر بيبرس ايضا وكان قسم عظيم من جند المسلمين في تلك العهود والقوة الكبيرة هم من التركمان واستعرب كثير منهم وذاب في البوتقة الشامية وظل قليل منهم على تركمانيته الصرحاء . ومن هؤلاء تركمان جبال اللكام في لواء الاسكندرون وتركمان اقضية الباب وجرابلس واعزاز وسهل العمق القريبين من الاناضول ولعل من هؤلاء تركمان ناحية حذور في قضاء صافيتا اللذين ينسبون انفسهم الى عشيرة قايي خان ويزعمون انهم بعد غرق سليمان شاه جد ال عثمان في الفرات لم يلحقوا بابنائه الى الاناضول بل زحفوا جنوبا وتدويرا الناحية التي هم فيها ومما يؤيد دعواهم جملة وردت في تاريخ الصالحية لابن كنان ص 94 في ذكر ما حل بعشيرة قايي خان بعد موت رئيسها سليمان شاة قوله...وتفرق من معه من التركمان في اطراف البلاد وذراريهم موجودون ورحالون ونزالون والمجئ الثاني الذي هبط فيه التركمان بلاد الشام حدث بعد الفتح العثماني حلال القرن العاشر والحادي عشر والثاني عشر وضل مستمرا في فترات متقطعة حتى اوائل القرن الثالث عشر ثم توقف قيل ان اللذي اتى بهم السلطان سليم العثماني لما فتح بلاد الشام سنة 922 هجري جلب معه منهم بضعة الاف واشتركوا جميعا في معركو مرج دابق فكافئهم باسكانهم في البلاد المفتوحة ليؤلفوا فيها نوعا من السؤدد العسكري المكلف بحفظ الامن ثم اقتدى به اخلافه من السلاطين والوزراء , فصاروا كلما راوا النصيرية في غربي حماة وحمص يعكرون صفو الامن وكلما سمعوا بان البدو وخاصة الموالي في جنوبي حلب والفضل والسردية في جنوبي دمشق يستبيحون حمى المعمورة او يقطعون السابلة او يهاجمون ركب الحج كانوا يجلبون من عشائر التركمان الضاربة في سهول اذنة وقونية وايدن ويمنحونها قرى وضيعات من التي خلت من ساكنيها الى ان استغنت عنها بجند الدرك والنظام بعد الاصلاحات التي شرع بها السلطان عبد المجيد في سنة 1255 هجرية

هذا ويبدو ان تركمان بلاد الشام هم من عشائر مختلفة بعضها نسيت اسماؤها ومنابتها على طول العهد لكن العارفين ينسبون تركمان اقضية تل كلخ وصافيتا وعكار وحمص وحماة والجولان في الغالب الى عشيرة افشار الكبيرة الضاربة حتى الان في قلب الاناضول حول سيواس وانقرة وتقارب لانهم يماثلون رجال تلك العشيرة ونسائهم في صحة الابدان وجمال الوجوه وتقارب اللهجات بينما ينسبون اللذين في ناحيتي الباير والبسيط في شمالي الاذقية الى تركمان ارضروم وارزنجان وكماح في شرقي الاناضول

وتركماننا ما عدا اللذين في شمال حلب واللاذقية قد استعربوا في اللغة ولازياء فلبسوا الكوفية والعقال والقنباز واكتسبوا اكثر العادات القروية الشامية بحيث صار الغريب لا يميزهم عن ابناء البلاد الاصليين الا اذا حدق في وجوههم وعيونهم واصغى الى احاديثهم فيما بينهم يجدهم ما برحوا محتفظين بملامحهم الطورانية وبلغة تركية قديمة سقيمة مخلوط الى حد النصف بكلمات عربية ومصطلحات عربية عامية وهم اناس على الفطرة مغمورون وعلى الحكم والبلواء صابرون ولاوامر الحكام طائعون وللنظام حافظون وهم في كل مكان ذوو صلاة حسنة مع جيرانهم وقد باتوا الان خلافا لسجاياهم القومية القديمة يعرضون عن التطوع في الجندية وعن العمل في الوظائف الحكومية حسبهم الانصراف الى زرعهم وحرثهم وضرعهم ونسجهم دون غيرها

وهم نظيفوا المسكن والملبس ونساؤهم جميلات التكوين والخلق في الجملة

ولبعض التركمان عناية واحتصاص بصنع السجاد واشهر المشتغلين بذلك واحذقهم هم تركمان قرية عيدمون في قضاء عكار والحزازة القاطنون في ناحية حذور من قضاء صافيتا وقد ضل هؤلاء مستقلين بهذه الصناعة قرونا الى ان تلقفها منهم جيرانهم النصارى واتقنوها اتقان التركمان لها وكان التركمان يحصلون من السجاد ارباحا وافرة لرواج سوقه في الايام الماضية قبل نصف قرن الى ان كسد منذ ان دخل السجاد العجمي الفاخر وانتشر

وكان السجاد التركماني لا يفقد شيئا من رونقه ومتانته ولونه يضاهي المخمل وكان الغالب صنع السجادات المربعة الى ان بطلت هذه واستعاضوا عنها بما يدعونه قياسا وليانا وهو مستطيل بعرض متر ونيف وطوله حسب الطلب

وتركمان قضاء الجولان يعنون بالضرع عنايتهم بالزرع تبعا لطبيعة اراضي هذا القضاء وهم يقضون الربيع في خيامهم التي يضربونها حول قراهم وفي الشتاء ياوون الى بيوتهم الحجرية وقراهم في الجولان منبثة بين الاوعار والحجارة السود المنحدرة نحو وادي الشريعة كالقرى التي لاقاربهم في حمص وحماة المنبثة في اوعار غربي العاصي

وتركمان الجولان ذو سمعة طيبة والفة حسنة مع جيرانهم العرب والشركس وكبيرهم هنا هو فائز اغا بن محمود اغا ومحمود هذا اخو موسى اغا خليفة اللذي كان زعيم تركمان الجولان سابقا وذا سطوة وثروة كبيرتين في عهده

ومن التركمان في انحاء حمص الشرقية قسم لا يزال على بداوته ورحلته يدعون تركمان سوادية تمييزا عن التركمان البياضية المستقرين في قرى حمص الغربية او لعلهم في الاصل من التركمان ذوو الغنم السود ]قرة قوينلو وهؤلاء السوادية يشتون في براري حمص الشرقي والجنوبية حول قرى القنية وحولايا وحمام ابي رباح وحسية والقصير ويقطنون في جرود بعلبك وربما بلغوا زحلة وهم يتقنون صنع اللبن الرائب كما ان التركمان البياضة يتقنون صنع الجبن التركماني والاثنان مشهوران في اسواق حمص والقنيطرة كما يتقن تركمان حماة صنع القشطة الجامدة المعروفة في اسواق حماة بالبيرت

ومثل هؤلاء التركمان السوادية الرحل عشيرة التركمان الضاربة في شمال الرقة لكن هذه قد استعربت بالمرة ولم يبق لها من التركمانية الا الاسم ومثلها في الاستعراب التام العشير المسماة بالتركمان في مرج ابن عامر في حيفا من اعمال فلسطين

اما تركمان اقضية حلب الشمالية فهم لم يستعربوا ولم تتحول افئدتهم وابصارهم بعد من الشمال الى الجنوب لاهمال المسئولين عندنا تعليمهم وتوجيههم وهم مقيمون ومزارعون في قراهم التي قسم كبير منها من املاك الدولة وهم ممتدون في الحدود الشمالية من نهر الساجور حتى جبل الكرد في عرض عميق ويراسهم نعسان اغا بن كال محمد بن مصطفى باشا من عشيرة بكمشلي فخذ الحاج علي المقيم في قرية بلوى ميرخان حلب جرابلس

وتركمان شمالي اللاذقية ايضا كتركمان حلب في عدم الاستعراب وصفهم الجنرال جاكو في كتابه انطاكية ج2 ص55 فقال التركماني قوي البنية صبور قنوع وله مشية خاصة تنم عن غرور خيلاء واصغر ملاك في قرى التركمان يلقب بالاغا

رئيس اتحاد اطباء تركمان سوريا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قبل عمليتها البرية المحتملة في رفح: إسرائيل تحشد وحدتين إضاف


.. -بيتزا المنسف- تثير سجالا بين الأردنيين




.. أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط


.. سفينة التجسس بهشاد كلمة السر لهجمات الحوثيين في البحر الأحمر




.. صراع شامل بين إسرائيل وحزب الله على الأبواب.. من يملك مفاتيح